يفكر السوريون الذين فروا من سوريا خلال حقبة حكم بشار الأسد الآن في العودة مع بدء البلاد فصلا جديدا يأمل كثر أن يكون أكثر إشراقا.

الممثل السوري جهاد عبدو الذي غادر منزله في دمشق بعد وقت قصير من بدء الحرب السورية في عام 2011، وذلك بسبب ما نقل عنه من انتقاد للفساد الحكومي في مقال بصحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، تعرض لسلسلة من الرسائل الهاتفية التهديدية من متصلين قالوا إنهم ضباط كبار في الجيش السوري.

وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، قال عبدو: "أصبح الهواء خانقا في دمشق بسبب التهديدات المتكررة. تحولت البلاد التي أحببتها إلى سجن حيث كان قول الحقيقة خيانة وكان الأمل بمثابة جريمة".

اعتقد عبدو أن مكانته كشخصية مشهورة قد تمنحه بعض الحماية، ليدرك فيما بعد أن شخصيات أكثر شهرة منه كانت محاصرة في حملة بشار الأسد على المعارضة.

في النهاية، قرر عبدو الخروج من سوريا باتجاه الولايات المتحدة، ووصف قرار المغادرة بأنه أحد أصعب القرارات التي اضطر إلى اتخاذها على الإطلاق.

في كاليفورنيا، اضطر الممثل، الذي تشمل أعماله 40 فيلما سوريا وأكثر من 1000 حلقة تلفزيونية، إلى البدء من جديد، حيث عمل سائق توصيل بيتزا وغير اسمه إلى "جاي".

وأضاف: "لقد فقدت كل شيء تقريبا، الوالدين والمهنة والأصدقاء والذاكرة، لقد كنت ممزقا بين الأمل والفشل، بين مستقبل مشرق ومصير مظلم".

مثل العديد من السوريين، لم يعتقد عبدو أبدا أنه سيرى نهاية نظام الأسد.

وقال: "أنا حر بطريقة لم أجرؤ على أن أحلم بها قط، لم أكن لأصدق في تلك الأيام حين كانت جدران وطني تهمس بالخوف والخيانة أن الطاغية قد رحل وأن الكابوس قد انتهى".

بعد أكثر من عقد من الزمان في المنفى، يفكر عبدو وعائلته، مثل العديد من السوريين الآخرين في الخارج، في إمكانية العودة إلى الوطن، أياً كان شكله الآن.

تمكن عبدو من بناء حياة جديدة في الولايات المتحدة، عادت مهنته التمثيلية في النهاية إلى مسارها الصحيح، وقد عمل إلى جانب نيكول كيدمان، وتوم هانكس.

سوريا بلد متنوع، مع مجموعة واسعة من الجماعات العرقية والأديان واللغات، وكرر عبدو دعوات لقادة البلاد الجدد لمنح التمثيل لجميع هؤلاء الناس.

وأضاف: "أطالب برؤية النساء يتخذن القرارات، والسوريين من جميع الأعراق والاختلافات الدينية والطوائف المختلفة يجلسون معا ويفكرون في مستقبل مشرق لهذا البلد".

ومثل عبدو كثر من السوريين يحلمون بالعودة بعد سقوط الأسد، نادية الهلال، طبيبة أسنان من فينيكس، أريزونا، ولدت ونشأت في الولايات المتحدة، لكنها قضت كل إجازاتها الصيفية عندما كانت طفلة مع أجدادها في دمشق ودرعا.

كانت تلك الزيارات جزءا تكوينيا من طفولتها، لكنها لا تزال تتذكر الخوف الدائم من التنديد من قبل مخبري الحكومة أو أفراد الشرطة السرية.

قالت الهلال: "في أي وقت كان يتم فيه إثارة أي شيء عن الحكومة، كان الأمر سريًا للغاية. لا يمكنك التعليق حقًا. لا يمكنك التحدث علنًا ضد الحكومة".

وأوضحت: "يبدو الأمر وكأن غطاء قدر الضغط قد تم إزالته، ويمكن للناس أن يتنفسوا ويتحدثوا عن الأشياء التي مروا بها".

وتابعت: "لا نعلم ما إذا كان هذا الصيف سيأتي مبكرا جدا، سوريا مكان رائع للتعمق في اللغة العربية، هذا هدف لنا ولأطفالنا".

وأضافت: "مع كل ما يحدث في غزة، وتركيزنا على الأخبار السلبية المستمرة، كانت هذه هي المرة الأولى منذ فترة طويلة التي نشعر فيها بأننا نتمتع ببريق من الأمل".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الجيش السوري دمشق الأسد سوريا الولايات المتحدة كاليفورنيا السوريين الطاغية الولايات المتحدة توم هانكس سوريا الأعراق سقوط الأسد غزة الأسد سوريا دمشق الجيش السوري دمشق الأسد سوريا الولايات المتحدة كاليفورنيا السوريين الطاغية الولايات المتحدة توم هانكس سوريا الأعراق سقوط الأسد غزة شرق أوسط

إقرأ أيضاً:

سوريا على شفا حرب أهلية.. هل تأخرت الحكومة في اتخاذ تدابير وقائية؟

يعتبر السلم الأهلي هو حالة التعايش السلمي بين مكونات المجتمع، حيث تسود سيادة القانون، ويتم احترام التعددية، ويغيب العنف كوسيلة لحل النزاعات.

كما يُعتبر هذا المفهوم جزءًا أساسيًا من الاستقرار الوطني، خاصة في الدول التي تمر بفترات انتقالية حساسة كالوضع السوري.

وبالنسبة لسوريا، فهي تمر بمرحلة انتقالية معقدة، تتسم بتحديات سياسية، اقتصادية، وأمنية. وفي هذا السياق، يبدو أن الحكومة لم تتخذ إجراءات تنفيذية احترازية كافية لمنع تصاعد التوترات في الساحل السوري، مما أدى إلى اندلاع الاشتباكات المسلحة الدموية الأخيرة. 

وأوضح الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي، إنه وفقًا للقانون الدولي، فإن الدولة مسؤولة عن حماية السلم الأهلي من خلال ضمان حقوق الأفراد، منع التمييز، واتخاذ تدابير استباقية ضد أي تهديد أمني أو اجتماعي قد يزعزع الاستقرار.  

هل تأخرت الحكومة السورية في حماية السلم الأهلي؟ 

وأضاف إنه كان من الضروري أن تضع الدولة استراتيجية شاملة تشمل:  

1. *إجراءات استباقية لمنع تفجر العنف*: 

مثل نشر قوات حفظ النظام في المناطق الأكثر حساسية، وتعزيز الرقابة الاستخباراتية على المجموعات المسلحة.  

2. *الحوار المجتمعي*: 

كان من الممكن تقليل التوترات عبر آليات المصالحة الوطنية وبرامج الوساطة بين الأطراف المختلفة.  

3. *تحقيق العدالة الانتقالية*: التأخير في محاسبة المتورطين في انتهاكات الماضي أو تقديم تعويضات للضحايا ساهم في خلق بيئة من عدم الثقة، دفعت البعض إلى اللجوء للعنف.  

4. *ضبط الخطاب الإعلامي*: غياب الرقابة على خطابات التحريض الطائفي والانقسامات السياسية في وسائل الإعلام والمنصات الإلكترونية عزز من حالة الاستقطاب المجتمعي.  

ما المطلوب لاستعادة السلم الأهلي؟  

وأشار إلى أنه لترميم السلم الأهلي، يتوجب على السلطات السورية اتخاذ خطوات قانونية وتنفيذية واضحة:  

1. *تعزيز سيادة القانون*: 

يجب أن تكون هناك محاسبة قانونية عادلة لكل من تورط في أعمال عنف، بغض النظر عن انتمائه السياسي أو الطائفي.  

2. *إطلاق مبادرة مصالحة وطنية*: 

عبر تشكيل لجان مختصة تضم ممثلين عن كافة المكونات المجتمعية، بهدف تعزيز المصالحة وإعادة بناء الثقة بين الأطراف المتنازعة.  

3. *إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية*: لضمان حياديتها وتوجيهها لحفظ الأمن بدلاً من قمع الحريات.  

4. *دعم التنمية الاقتصادية*: فالتدهور الاقتصادي يعد أحد المحركات الأساسية للصراعات، ويجب العمل على تحسين الأوضاع المعيشية عبر خلق فرص عمل وتنفيذ مشاريع تنموية.  

واختتم: إذا لم تتخذ الحكومة السورية تدابير جادة وعاجلة، فإن خطر انهيار السلم الأهلي سيظل قائمًا، مما يهدد مستقبل سوريا كدولة موحدة.

مقالات مشابهة

  • التجارة: (23) ألف زيارة تفتيشية للتحقق من الامتثال ووفرة السلع والخدمات للزوار والمعتمرين في مكة المكرمة
  • سوريا على شفا حرب أهلية.. هل تأخرت الحكومة في اتخاذ تدابير وقائية؟
  • محافظ طرطوس: نشهد عودة تدريجية للحياة بعد دحر "فلول الأسد"
  • مناوي : حزب الأمة انتهى برحيل الأمام الصادق المهدي
  • الصدر يندد باستهداف الحكومة الجديدة للعلويين في سوريا
  • عاجل.. الشرع: بعض فلول النظام الساقط سعى لاختبار سوريا الجديدة التي يجهلونها
  • قطر تدين الجرائم التي ترتكبها مجموعات "خارجة عن القانون" في سوريا
  • عودة أكثر من 300 ألف لاجئ سوري منذ سقوط الأسد
  • السعودية تدين الجرائم التي قامت بها مجموعات خارجة عن القانون في سوريا وتؤكد وقوفها إلى جانب الحكومة السورية
  • المملكة تدين الجرائم التي تقوم بها مجموعات خارجة عن القانون في سوريا