أبطَـال مَعَارِك اسْتِمرَار الحَيَاة السُّودانيَّة
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
مع كل المآسي والكوارث والجِراح التي خلّفتها حرب المليشيا على الدولة السُّودانيَّة ومؤسساتها، ومع مُرور الأيام، وتعاقُب الأشهر، والاقتراب من بلوغ العامين، يثبت واقع الحال أنّ كثيراً من هذه المؤسسات الحكوميّة والخاصّة لا تزال قادرةً على القيام بدورها وتأدية مهامها بكل تجرُّدٍ وتفانٍ.
تفعل تلك الجهات كل ذلك، رغم صُعوبة الأوضاع الأمنية، وتعقيدات الحالة السِّياسيَّة، وتدهور الاقتصاد، وفي مُقدِّمة هذه المؤسسات، مستشفيات وجامعات ومدارس وإدارات تعليميّة وشركات خدمية وبنوك ومؤسسات حكوميّة وخاصّة، قالت بكل شجاعة وجسارة:
(لا لتوقُّف عَجَلَة الحَيَاة السُّودانيَّة).
ويُعتبر إجراء امتحانات الشهادة الثانوية أمْيَز انتصار في هذه المسيرة الظافرة، والقاهرة للصِّعاب، والمُتجاوزة لكل العقبات.
وما يلفت النظر ويستحق الاهتمام والإعجاب كذلك، المجهود الكبير الذي بذلته جامعة مثل جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا بقيادة ربانها الماهر البروفيسور مامون حمّيدة وكريماته الأفاضل دكتورة سوزان ودكتورة سحر وشقيقه العالم الجليل بروفيسور حافظ حمّيدة والأساتذة الأفاضل والعاملين في الجامعة بفروعها المختلفة في روندا وتنزانيا وزنجبار.
ولقد استطاعت هذه الجامعة للعام الثاني على التوالي، تحقيق إنجازٍ مُهمٍ يُضاف إلى رصيد إنجازاتها السّابقة، بحصولها على المركز الأول بين الجامعات الخاصة السُّودانيَّة بحسب تصنيف (AD SCIENTIFIC INDEX 2025) في مجال البحث العلمي للعام 2024.
وعقب اندلاع الحرب، حَرصت إدارة الجامعة على ترتيب أوضاعها بسرعة فائقة حتى تُجنِّب طلابها ضياع سنتهم الدراسيّة.
فقد استباحت المليشيا، مباني الجامعة وجعلتها مقرّاً لعملياتها، ونهبت السّيّارات، وخربت المعامل، وبعثرت الكُتب والمراجع، كما فعلت بكل الجامعات ولم يبق من الجامعة سوى اسمها فقط.
ومع ذلك، مضى بروفيسور مامون حمّيدة واثق الخُطى، في إعادة تأسيس كل كليات الجامعة من صفر العدم إلى مراقي التّميُّـز.
وظلّ بكل نشاطٍ وحيويةٍ، وبإرادة فولاذية رغم عامل العُمر وثقل المهام، يُشارك في التدريس والمُراقبة والتّصحيح، ويتنقّل بين المطارات ليل نهار حتى يزيل كل العقبات التي تُعيق استمرار الدراسة بجامعته.
بكل تأكيد، هذه التجربة وغيرها من النماذج المُشرقة في كل المجالات
المدنية والعسكرية تستحق الاحتفاء والتقدير من كل أبناء الشعب السُّوداني.
هؤلاء هم الأبطال الذين سيهزمون سيناريوهات الشر ومُخطّطات الأعداء السّاعية لإيقاف عجلة الحياة، وتدمير مُجتمعنا، وتهجير شعبنا لتسكن في مبانينا القطط الضالّـة، وفي جامعاتنا الذئاب البشريّة التي جعلت من العمارات منصّات لمرتزقة القنص..!
بروف مامون عالمٌ عنيدٌ وشجاعٌ، لا يحني رأسه للرياح، توقّفت الجامعات لسنواتٍ، مع استمرار التظاهرات وإغلاق الطرقات، فلم تتوقّف جامعته ليومٍ واحدٍ..!
سعت لجنة التمكين سيئة الذكر، والمُمارسة لتحطيم مُؤسّساته وتشويه سُمعته، فلم تجد قضيةً واحدةً لإدانته.. وحينما استلم مامون إدارة المستشفى الأكاديمي بقرار قضائي، وجدها قد دُمِّرت وخُرِّبت وسُرق الكثير من أجهزتها الطبية (قلعوا حتى البلاط.. وقطعوا الأشجار لتُباع خشباً في السوق)..!
فإذا ببروف حمّيدة يُعيد المستشفى لسيرتها الأولى خلال أشهر معدودة. هكذا هُم العُظماء في بلادي، يقهرون الموت حياة ومصائر، ويكسرون حاجز الخَوْف يقينًا وثباتًا، ويرفعون رايات العلم والتعلُّم ناصعة بيضاء من بين رُكام التّخريب والتّدمير المُمنهج.
ضياء الدين بلال
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
مذكرة تفاهم للتعاون البحثي بين الجامعات المصرية والإيطالية
أكدت الدكتورة مروة فوزي الملحق الثقافي بالسفارة المصرية في إيطاليا أنه جار حاليا إجراء مراجعة نهائية لمذكرة تفاهم سيتم توقيعها قريبا بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المصرية ووزارة التعليم الإيطالية للتعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي.
وقالت الملحق الثقافي بالسفارة المصرية في إيطاليا، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، إنه جار التنسيق بين جامعة تورينو الإيطالية وجامعات الجلالة والقاهرة وعين شمس تمهيدًا لإٕطلاق برنامج دكتوراة مشتركة.
وأضافت أن التعاون الأكاديمي والعلمي المشترك يستهدف مجالات ذات أهمية استراتجية على رأسها الذكاء الاصطناعي وإدارة المياه وتقنيات الزراعة الحديثة لمواجهة التغير المناخي في منطقة البحر المتوسط.
ولفتت إلى أن المكتب الثقافي المصري في روما هو حلقة الوصل بين وزارة التعليم العالي المصرية والجامعات والمراكز البحثية الإيطالية ويلعب دورًا حيويًا في ربط الجامعات من الجانبين ودعم الباحثين المصريين في إيطاليا كما يقوم بدور كبير في التعريف بالجامعات المصرية خاصةً الجديدة منها بين الجامعات التكنولوجية والأهلية الجدية كما يقوم بالترويج لمبادرة "ادرس في مصر" بشكلٍ دوري.
ونوهت بزيارة وزيرة السياحة الإيطالية مؤخرا إلى الغردقة لافتتاح مدرسة فندقية إيطالية، مشيرة إلى توقيع مرتقب لإتفاقية تعاون بين الجامعة الأوروبية في روما وجامعة الملك سلمان في شرم الشيخ في مجال إدارة المنتجعات و"السياحة الخضراء" وذلك في إطار تعزيز التعاون البحثي والتنموي محل الاهتمام المشترك من الجانبين المصري والايطالي.
وأكدت مروة فوزي أنه إلى جانب ملف التعاون العلمي والأكاديمي فإن المكتب الثقافي المصري يلعب دورًا مهمًا أيضًا في دعم العلاقات الثقافية بين البلدين، مشيرة إلى سلسلة محاضرات "الطريق إلى طيبة تمر بتورينو" تحت رعاية المكتب الثقافي التي امتدت على مدار عام 2024 في مدينة تورينو الإيطالية بالتنسيق مع مقاطعة بيدمونت وتناولت موضوعات متعددة عن الحضارة المصرية القديمة من بينها روائع المشغولات الذهبية الفرعونية، الجالية الإيطالية في مصر، رحلات الإيطاليين على ضفاف النيل ومكافحة تقليد وتهريب الآثار، لافتة إلى أنه سيتم إعادة تقديمها في الأكاديمية المصرية للفنون في روما.