تعزز أجهزة الأمن من تواجدها الليلة بمحيط دور العبادة تزامنا مع احتفالات قداس عيد الميلاد ، لخلق مناخ آمن للمواطنين للاستمتاع بالأعياد.

على أرض المحروسة، تتناغم أجراس الكنائس مع نبض قلوب المواطنين احتفالاً بعيد الميلاد المجيد، حيث تجسد هذه المناسبة أسمى معاني الوحدة الوطنية والمحبة الإنسانية. وفي عام 2025، تستعد كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة لاحتضان قداس عيد الميلاد، لتكون منارة أمل وإشعاعاً يضيء دروب التسامح في قلب مصر الحديثة.

تحت القبة الضخمة التي تتوسط العاصمة الإدارية، ترسم الكاتدرائية صورة لمستقبل يحمل ملامح التعايش، حيث تتناغم الهندسة المعمارية المهيبة مع روحانية الاحتفال. الأبواب ستُفتح مع السادسة مساءً، لكن ليس قبل أن ترتب الكنيسة صفوفها وتعد العدة لضيوف القداس، يبدأ المشهد بتدفق المصلين عبر حافلات خصصتها الكنائس المختلفة، ليصلوا إلى ساحات تنتظرهم بتنظيم يشبه لوحة فنية محكمة التفاصيل.

ورغم الفرح الغامر، فإن القداس هذا العام يأتي وسط استنفار أمني يُعلي من قيمة الأمن كضمانة للاحتفال، الأجهزة الأمنية رفعت حالة التأهب إلى أقصى درجاتها، لتجعل من الكنائس قلاعاً محصنة تحميها حُرُم آمنة وتمركزات يقظة.

وكما أن رسالة الميلاد هي المحبة، فإن رسالة الأمن هي الطمأنينة؛ فمن داخل المدن إلى قلب المحاور الرئيسية، تتشابك أيادي رجال الأمن لتشكّل سداً منيعاً أمام أي تهديد محتمل.


خطط أمنية.. سيناريوهات محكمة

لم تكن خطط التأمين وليدة اللحظة، بل جاءت محبوكة بخيوط الخبرة والكفاءة، دعمٌ للخدمات الأمنية، تكثيفٌ للرقابة على الطرق، وحضورٌ ميداني للقيادات المشرفة، الهدف ليس فقط حماية المنشآت، بل ضمان استجابة سريعة لأي طارئ، واحتواء المواقف بدقة وحزم. وبينما يضع الأمن نصب عينيه سلامة الكنائس، لم يغفل الجانب الإنساني في التعامل مع المواطنين، الوجوه التي تؤمّن الكاتدرائيات ليست فقط حراساً، بل شركاء في الاحتفال، يحيطون المصلين بابتسامة طمأنينة تعكس أن الأمن في مصر ليس مجرد واجب، بل رسالة حياة.

كاتدرائية ميلاد المسيح.. رمزٌ للوطن الواحد

في الساعة السابعة مساءً، سيبدأ القداس وسط أجواء إيمانية تستحضر الميلاد كحدث يشع نوراً في عتمة الزمن، وبينما تصدح الترانيم، ستكون الكاتدرائية شاهدة على مشهد يتجاوز حدود الدين؛ مشهد تتشابك فيه الأرواح في وحدة وطنية أصيلة، حيث المسيحيون والمسلمون يقفون معاً، متحدين برغبة صادقة في العيش المشترك.

هذا العام، تقف كاتدرائية ميلاد المسيح ليس فقط كدار عبادة، بل كرمز لدولة تعيد تعريف نفسها على أسس العدل والتسامح، ومع أنظمة النقل المخصصة وتنظيم حركة المرور، تتحول الكاتدرائية إلى لوحة تضج بالحياة، حيث يختلط صوت الأجراس برنين خطوات المصلين، في انسجام يليق بمصر التي تحتفل بأعيادها بروح واحدة.

رسالة الميلاد والأمن معاً

تؤمن وزارة الداخلية جميع الكنائس على مستوى الجمهورية باحترافية شديد، حيث يتجسد عيد الميلاد المجيد كرسالة حب وسلام، تحملها أيدي الكنيسة وتسهر على حمايتها عيون الأمن، فكل قداس هو إعلان ميلاد جديد للسلام والفرح، وفي مصر، يظل الميلاد عيداً لكل المصريين، حيث تغني القلوب أغنية الوطن الواحد، بينما تحرسها عيون لا تنام.

في قداس هذا العام، ستكون مصر كعادتها، لوحة حب وطمأنينة، يحتضن فيها الأمن الفرح، ويكون فيها الوطن كله كنيسة كبيرة، يُصلّي تحت قبابها كل من يؤمن بوحدة الروح وسلامة الأرض.







مشاركة

المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: عيد الميلاد أعياد الميلاد الكنائس تامين الكنائس عید المیلاد

إقرأ أيضاً:

توثيق إعدامات بحق مدنيين على يد قوى أمنية في الساحل.. ودعوات لمنع الانتهاكات

وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الجمعة، تنفيذ عناصر من قوات الأمن السوري إعدامات ميدانية وعمليات انتقام بحق مدنيين خلال عمليات مواجهة فلول النظام المخلوع في منطقة الساحل السوري، في حين دعا ناشطون سوريون إلى ضرورة وضع حد للانتهاكات بحق المدنيين.

وقال مدير الشبكة السورية فضل عبد الغني؛ إن "عصابات موالية لنظام الأسد قتلت 100 من قوات الأمن و15 مدنيا"، موضحا أنه تم تسجيل مقتل ما يقرب من 125 مدنيا على يد قوات الأمن في أرياف اللاذقية وطرطوس وحماة.

وأضاف عبد الغني في حديثه مع "التلفزيون العربي"، أن حملات قوات الأمن تخللتها عمليات إعدام ميداني واسعة، موضحا أن الشبكة وثقت مقتل حوالي 10 أشخاص في بلدة الحفة بريف اللاذقية.

إظهار أخبار متعلقة


كما رصدت الشبكة مقتل حوالي 40 مدنيا في قرية المختارية بريف اللاذقية، حيث جرى إعدامهم بشكل جماعي في موقع واحد، وتُركت جثثهم في المكان، وفقا لعبد الغني.

وفي قرية بستان الفندارة بريف مصياف بمحافظة حماة، وثقت الشبكة مقتل حوالي 5 مدنيين جرى ترك جثثهم في الطرقات، بينما سُجل مقتل نحو 10 مدنيين في بلدة أرزة بريف حماة الغربي.

في غضون ذلك، دعا ناشطون سوريون الحكومة في دمشق إلى وضع حد للانتهاكات بحق المدنيين، ضمن العمليات المتواصلة لمواجهة "فلول" النظام، بعد هجمات دامية شنتها الأخيرة على قوى الأمن في منطقة الساحل.


حتى لا نكرر أخطاء الماضي، يجب أن نرفض أي انتهاك أو استهداف للأبرياء لأن السكوت عن الظلم اليوم يعني قبوله غدًا. دولة القانون لا تُبنى بالانتقائية، بل بالعدالة الحقيقية. وفي الوقت نفسه، ندعم بشكل كامل القضاء على التمرد العسكري الفاشل لفلول النظام، لأن مستقبل الوطن لا يمكن أن يكون… — نور حداد (@Haddad_Noor) March 7, 2025 الفيديوهات الواردة عن تعذيب معتقلين مهما كان فعلهم هو شيء قبيح وسيء، ويجب محاسبة المعتقلين على جرائمهم بمحاكمات، وتأديب العناصر الذي قاموا بتعذيبهم خارج القانون.
وشخصياً مشكلتي مع #نظام_الأسد هو أن اعتقالي كان:
١- خارج إطار الدولة
٢- تعذيب وإهانة خارج إطار الدولة
٣- إخفاء قسري… — Yaman Zabad (@YamanZabad) March 7, 2025
من جهته، قال الرئيس السوري أحمد الشرع في أول تعليق له على التطورات في منطقة الساحل؛ إن "كل من يتجاوز على المدنيين سيحاسب حسابا شديدا".

وأضاف أن "أهلنا في الساحل في أماكن الاشتباك جزء مهم من وطننا وواجبنا حمايتهم"، مشيرا إلى أنه "رغم ما تعرضنا له من غدر، فإن الدولة ستبقى ضامنة للسلم الأهلي".

وطالب جميع القوى التي التحقت بأماكن الاشتباك بالانصياع لأوامر القادة العسكريين، مشددا على ضرورة إخلاء المواقع فورا لضبط التجاوزات الحاصلة.

إظهار أخبار متعلقة


ولليوم الثاني على التوالي، تتداعى قوات أمنية وعسكرية من مناطق سورية عدة، لدعم جهود التصدي للهجوم الواسع الذي تشنه مجموعات من فلول النظام المخلوع بمنطقة جبلة وريفها في محافظة اللاذقية.

والخميس، قتل وأصيب عدد من عناصر الأمن العام السوري، إثر هجمات متزامنة هي الأكبر منذ سقوط بشار الأسد، نفذتها مجموعات مسلحة على نقاط وحواجز ودوريات في منطقة جبلة وريفها.

إثر ذلك، فرضت سلطات الأمن حظرا للتجوال في مدينتي اللاذقية وطرطوس حتى صباح غد السبت، وبدأت عمليات تمشيط بمراكز المدن والقرى والبلدات والجبال المحيطة.

من جانبه، قال العقيد حسن عبد الغني المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية؛ إن وزارته قامت بتنفيذ "عمليات تطويق محكمة، ما أدى إلى تضييق الخناق على العناصر المتبقية من ضباط وفلول النظام البائد، فيما تستمر القوات في تقدمها وفق الخطط العملياتية المعتمدة".

وتابع: "تواصل قواتنا التعامل مع ما تبقى من بؤر للمجرمين، ونقوم بتسليم جميع المتورطين إلى الجهات الأمنية المختصة، لضمان محاسبتهم وفق القانون".




مقالات مشابهة

  • سوريا.. إحباط مخطط لاستهداف مقرات أمنية في دير الزور
  • الأفران في مدينة جبلة تعود للعمل لتأمين احتياجات الأهالي من مادة الخبز بعد توقفها نتيجة هجمات فلول النظام البائد
  • ضبط 2.5 مليون قطعة ألعاب نارية خلال حملات أمنية مكبرة
  • إدارة الأمن العام ترسل تعزيزات إضافية إلى منطقة القدموس بريف طرطوس
  • بعد مقتل 745 مدنياً..تعزيزات أمنية للسيطرة على الوضع في غرب سوريا
  • البطريركية الأنطاكية للروم الأرثوذكس تنفي فتح الكنائس للمدنيين للاحتماء بالساحل السوري
  • توثيق إعدامات بحق مدنيين على يد قوى أمنية في الساحل.. ودعوات لمنع الانتهاكات
  • الأمن السوري يبدأ عملية أمنية في مسقط رأس الأسد
  • مشاهد أولية من مدينة جبلة والكلية البحرية فيها بعد وصول تعزيزات وزارة الدفاع لمؤازرة قوى الأمن العام ضد فلول النظام البائد
  • تعزيزات عسكرية ضخمة من دمشق إلى الساحل السوري بعد اشتباكات مع موالين للأسد