مخاض متعثّر للانتخاب وجلسة الخميس أطول من 24 ساعة
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": القوى السياسية المحلية لا تزال تتعامل مع المشهد الرئاسي من موقع تحصيل أقصى حد ممكن من النفوذ للاستمرار في إدارة اللعبة على الطريقة التقليدية في المحاصصة وتقاسم السلطة.
هذا ما يدفع الأنظار نحو الحراك الخارجي الضاغط في اتجاه انجاز الاستحقاق في الموعد المحدد له، في صورة تعكس التباينات حيال المرشحين المدعومين للرئاسة، بين الجانب الأميركي - السعودي الداعم لقائد الجيش العماد جوزف عون من جهة، والقطري الداعم للمدير العام للأمن العام بالوكالة اللواء الياس البيسري من جهة ثانية، والفرنسي الداعم للمصرفي سمير عساف.
فيما تستمر طهران عبر الثنائي "أمل"- "حزب الله" في تعطيل انتاج رئيس يعكس الهزيمة التي منيت بها بسقوط أذرعتها الأساسية في المنطقة. وتعول في تحقيق ذلك على عاملين يسهلان طريقها في هذا المجال، أولهما فشل القوى المسيحية ومعها المعارضة في الاتفاق على اسم مرشح يحرج الثنائي ويلزمه الموافقة، وثانيهما الرهان على مرحلة ما بعد انتهاء مهلة الستين يوماً لاتفاق وقف النار مع إسرائيل الذي تعتقد طهران انها كانت كفيلة اعادة التقاط الحزب انفاسه وتجميع قوته السياسية والعسكرية والمالية لينطلق في عمليات مقاومة ضد إسرائيل، في ظل العزم الإسرائيلي على عدم الانسحاب من الجنوب. علماً ان هذا الرهان على استعادة القوة، يقابله رهان لدى الفريق المعارض على أن مهلة الستين يوماً ستنقل البلاد إلى مشهد أقسى وأسوأ، وسط توقعات بتجدد الاعتداءات الاسرائيلية لفرض المعادلة التي بدأت تتبلور معالمها في سوريا، ولا يزال لبنان الخاصرة الرخوة لها في ظل استمرار التعنت الإيراني في التعامل مع المشهد الجديد المرتسم مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السلطة.
وعليه، تتراجع الحماسة حيال إمكان انتخاب رئيس في جلسة الخميس، في مشهد يعيد التذكير بالموقف اللافت الذي أطلقه مستشار ترامب لشؤون الشرق الأوسط مسعد بولس قبل خمسة أسابيع أن من انتظر سنتين يمكن أن ينتظر شهرين. وقد فٌهم كلام مسعد في حينها على أن إدارة ترامب ليست مستعجلة على انتخاب رئيس قبل الدخول إلى البيت الأبيض وانهاء نفوذ إيران في المنطقة.
لذلك، فإن جلسة الخميس لا تزال تتأرجح بين امكان انجاز الاستحقاق او ترحيله، بعدما بات واضحاً من حركة الاتصالات ان كل فريق يسعى إلى "تمريرة"، فيما الضغط الاميركي لم يبلغ حده الأقصى بعد، بعدما بيّنت زيارة الوفد السعودي برئاسة الأمير يزيد بن فرحان أن جس النبض في اتجاه تزكية انتخاب قائد الجيش لا تزال دونها عقبات على ضفتي الممانعة والمعارضة، ولكليهما أسبابهما الخاصة لرفض عون، ما يبين ان قلق القوى المحلية على اختلاف حساباتها يؤكد استمرار البحث عن رئيس لا يشكل خطراً على نفوذها وأحجامها في التركيبة الحالية. لكن مصادر عين التينة تؤكد ما سبق لرئيس المجلس أن اكده أمام زواره من السفراء او الموفدين الدوليين ان جلسة الخميس ستنتج رئيساً وإن بمخاض صعب وطويل. ويفهم من هذا التأكيد ان بري مصر على انجاز الاستحقاق من جانبه، والا فمسؤولية التعطيل ستكون في مكان آخر، علماً ان الايام القليلة الباقية قبل جلسة الخميس ستكون كافية وكفيلة إخراج من يجب إخراجهم من السباق في لعبة ذكية، كما حصل مع اسم قائد الجيش الذي رمى الثنائي مسؤولية رفضه عند المسيحيين، من دون أن يعني ذلك أن حظوظ الرجل قد انتهت.
وينتظر ان تبلور الزيارة المرتقبة للموفد الاميركي آموس هوكشتاين الذي يحمل في جعبته ملف الرئاسة إلى جانب ملف اتفاق وقف النار، الموقف الاميركي بتوجيهات الادارة الجديدة، وسط مخاوف جدية من أن يؤدي اللعب بمصير الجلسة بسبب رهانات خاسرة إلى إخراج لبنان عن الرادار الدولي وإقحامه مجدداً في جحيم الانهيار!
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: جلسة الخمیس
إقرأ أيضاً:
حراكٌ دبلوماسيٌّ يسبق جلسة الخميس الرئاسية.. والثغرة الشيعية الباسيليةقائمة
الملف الرئاسي انطلق بأقصى سرعة من خلال مشاورات داخلية معلنة وغير معلنة، ستستمرّ بوتيرة أكبر وأوسع حتى موعد جلسة انتخاب الرئيس يوم الخميس المقبل، والتي سيحضرها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، الذي يحطّ اليوم الثلثاء في بيروت.
واذا كان للحركة الاستثنائية الكثيفة التي تشهدها بيروت قبل ثلاثة ايام من موعد الجلسة الانتخابية الرئاسية من عنوان كبير، فيفترض ألا يبقى أي هامش ضيّق لتوقع عدم انتخاب الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية. ذلك ان الحضور المتعاقب لموفدي دول المجموعة الخماسية، ولا سيما منهم الموفد الاميركي اموس هوكشتاين بعد الموفدين السعودي والقطري، ومن ثم الوصول المرتقب للودريان، شكل علامة فارقة كبيرة في اندفاع هذه الدول الى الضغط غير المسبوق لإنهاء أزمة الفراغ الرئاسي المتمددة منذ سنتين وشهرين.
وكتبت" النهار": بدا واضحاً ان مجمل مؤشرات التوافد الدولي رسمت ما يشبه خطّ هجوم ديبلوماسياً خارجياً صار على القوى الداخلية صعباً جداً تجاهله او تجاهل التداعيات الخطيرة على لبنان في حال عدم الاستجابة له بانتخاب رئيس الجمهورية في الموعد المحدد.
وتقاطعت هذه المؤشرات مع استنفار غير مسبوق للكتل النيابية بدا متمحوراً حول استعدادات متقدمة للغاية لتزكية ترشيح وانتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون "حال" توافر المعطيات حول نتائج "مفاوضات" بين الموفدين والوسطاء العاملين على حلحلة عقدة رفض الثنائي الشيعي و"التيار الوطني الحر" لانتخابه. ذلك ان "تموضعا" واسعاً بدأ يرتسم في الساعات الاخيرة نحو هدف مركزي هو استجماع توافق عريض حول ترشيح قائد الجيش بدليل الحركة الكثيفة لكتل وسطية ومستقلة وكذلك معارضة، من دون اغفال الثغرة الأساسية المتبقية امام حسم ايجابي نهائي لمصلحة عون هي الثغرة "الشيعية – الباسيلية" والتي تنتظر "القوات اللبنانية" خصوصاً بتها لتبني على الشيء مقتضاه في تأييد ترشيح عون او الذهاب الى خيارات المعركة في الدورات المفتوحة. ومع ذلك ارتسمت معالم تموضع واسع حول ترشيح عون وكان لافتاً ان المرشح لرئاسة الجمهورية النائب نعمة افرام تولى بنفسه الاعلان بعد اجتماع الكتل الوسطية أن "غالبية الحاضرين ستدعم قائد الجيش إذا كان عليه توافق واسمه سيكون على رأس ما يحمله الموفد الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين الى لبنان". أمّا النائب آلان عون فقال: "الاستحقاق الرئاسي داخلي بالدرجة الاولى رغم ضرورة الانسجام مع الدعم الدولي ويجب ان تكون جلسة الخميس مثمرة".
ولفت النائب سيمون ابي رميا الى ان جوّ "الخماسية" واضح والامير يزيد بن فرحان عبّر عن الامر بوضوح، والاهم ان يكون النواب على كلمة واحدة منعاً لرئيس "تهريبة" يكسر طرفا لمصلحة آخر". وعقد اجتماع اخر مساء ضم عددا من النواب المستقلين والتغييريين في منزل النائب غسان سكاف للاتفاق على اسم مرشح لرئاسة الجمهورية.
ورجح عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب ملحم الرياشي أن تكون الجلسة منتجة، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنهم سيعلنون عن اسم مرشحهم في الوقت المناسب.
وإذ نفى ما تردد عن إبلاغهم المعنيين عدم حماستهم لانتخاب جوزيف عون، رد عن احتمال إقدامهم لإفقاد الجلسة نصابها لمنع انتخاب مرشح معين قائلاً: «لا أعتقد، إلا أن الأمور مطروحة بمواقيتها، خصوصاً أن متغيرات كبرى حصلت، وصنعت بدايات تاريخ جديد في المنطقة ولبنان جزء منها، لذلك علينا مواكبتها بما يؤتي بالحاجة المناسبة لصالح القضية اللبنانية».
قال مصدر نيابي لـ «الأنباء الكويتية»: «باتت اللجنة الخماسية مقتنعة انه اصبح من المتعذر تحقيق التوافق حول مرشح تجمع على انتخابه الكتل الرئيسية في المجلس النيابي. وتؤكد اللجنة انها لا تتبنى مرشحا بعينه، بل تسعى إلى انتخاب مرشح يلتزم بثلاثة شروط وهي: الاصلاح السياسي، وتنفيذ القرار 1701، والتزام اتفاق الطائف بكل مضامينه».
وأضاف المصدر: «لا يزال هناك متسع من الوقت للتوافق، وستتكثف الاتصالات في الساعات الأخيرة، كما ان الكتل المترددة قد تغير مواقفها عندما تجد ان فرص إيصال مرشحيها قد تضاءلت».
وتابع المصدر: «يتحفظ الرئيس نبيه بري فقط على أي مرشح يشكل تحديا لأي مكون أساسي في البلد. ودون ذلك فكل الوسائل متاحة في إطار التنافس الديموقراطي والتشاور بين الكتل النيابية».