هوكشتاين في الرياض قبل زيارة خاطفة لبيروت: لقاءان مع بري وميقاتي وزيارة للجنوب
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
ترصد الاوساط المعنية وصول الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بعد ظهر اليوم إلى بيروت بحيث عُلم أن زيارته ستكون خاطفة وتقتصر على اجتماع مع لجنة الرقابة على وقف النار في الجنوب ولقاءات محدودة مع الرئيسين نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي وبعض السياسيين سيكون الاستحقاق الرئاسي محورها.
وعشية توجهه الى بيروت، التقى هوكشتاين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد لله في الرياض، حيث تمت مناقشة القضايا الإقليمية الراهنة، وعلى رأسها التطورات الأخيرة في لبنان، والجهود المبذولة للتعامل معها.
وكتبت" الاخبار" تلتئم لجنة الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار في الناقورة اليوم، بحضور المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين. الاجتماع الثالث للجنة ينعقد على وقع توسعة العدو الإسرائيلي لاعتداءاته واحتلاله أراضيَ لبنانية لم يتمكن من دخولها قبل بدء سريان الهدنة في 27 تشرين الثاني الماضي. ويحمل الوفد اللبناني إلى الاجتماع اعتراضات عالية اللهجة تستكمل ما تبلّغه العضوان الأميركي والفرنسي من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عندما استدعاهما إلى السراي قبل أسبوعين، علماً أن قوات الاحتلال قابلت الغضب اللبناني بمزيد من التصعيد، إذ تتكشّف يوماً بعد آخر، عرقلة إسرائيل لتطبيق خطة انتشار الجيش اللبناني. وفي هذا الإطار، لم تمنح قوات الاحتلال أمس الموافقة على دخول الجيش إلى الناقورة والجبين وطيرحرفا. وبدلاً من انتشار الجيش، شهدت شيحين وطيرحرفا والناقورة والجبين والضهيرة، إضافة إلى الطيبة ويارون وعيترون، عمليات تفجير ونسف وجرف لمنازل وأبنية. لكنّ مصدراً مطّلعاً رجّح بأن «ينسحب العدو من الناقورة بعد اجتماع اللجنة كما فعل بعد الاجتماع الأول عندما انسحب من الخيام».
وفيما تحدثت معلومات عن إمكان أن يطرح هوكشتين على اللبنانيين «تمديد الهدنة لنحو تسعين يوماً أو أكثر ربطاً بجهوزية الجيش اللبناني للانتشار»، نقل المصدر عن رئيس لجنة الإشراف الجنرال الأميركي غاسبر جيفرز أن «إسرائيل ستنسحب عاجلاً أم آجلاً، لكن وفق ترتيبات ستخضع لها المنطقة الحدودية بالتعاون بين اليونيفل والجيش اللبناني».
التصعيد المعادي رافقته تسريبات في الإعلام الإسرائيلي حول شروط الانسحاب من جنوب لبنان بحلول انتهاء مهلة الستين يوماً. ونقلت بعض المواقع أن إسرائيل «ستنشئ منطقة عازلة على طول الحدود ولن تسمح لسكان البلدات الجنوبية بالعودة». لكن، لم تتبلّغ الحكومة والجيش رسمياً بمخطط المنطقة العازلة. لكنّ المصدر لفت إلى أن اللجنة «قد تطرح على لبنان الانسحاب مقابل منطقة عازلة بعمق حوالي ثلاثة كيلومترات». وبالعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي أقرّته الحكومة في جلسة عقدتها في 27 تشرين الثاني الماضي، فإنه يشمل خريطة جديدة لمنطقة جنوبي الليطاني قد تفرض المنطقة العازلة كأمر واقع. وورد في نص قرار الموافقة أن «الحكومة ملتزمة بتنفيذ القرار 1701 والوقف التام للأعمال العدائية وتحقيق الاستقرار عبر الخط الأزرق».
وقال مصدر نيابي مواكب عن كثب للحراك الرئاسي، في تصريح لـ «الديار» ان الامور لا تزال مفتوحة على كل الاحتمالات، لكن ما سيحمله ويطرحه هوكشتاين سيكون مفصليا، اذ سيتبين اذا كانت واشنطن تريد حقيقة انتخاب قائد الجيش، وهي عندئذ ستمارس اقصى الضغوط لذلك»، لافتا الى ان «الثنائي الشيعي اذا استشعر ان انتخاب عون مصلحة للبنان وللمقاومة باطار سلة متكاملة، تشمل الرئاسة والهدنة ودور حزب الله، فهو لن يتردد بالسير به ، خاصة انه يعي بذلك انه يقطع الطريق على طموحات جعجع الرئاسية، والتي يعتقد انه قادر على تعزيزها، اما من خلال انتظار عودة ترامب الى البيت الابيض، او من خلال انتخابات نيابية مبكرة تغير التوازنات البرلمانية الحالية».
وأشارت جهات دبلوماسية غربية ومطلعة على الوضع الأمني والعسكري في الجنوب
لـ”البناء” الى أن “قوات الجيش الإسرائيلي قد لا تنسحب في الموعد المحدد لنهاية الهدنة أي الستين يوماً من الأراضي اللبنانية، بل ستبقي جزءاً كبيراً من قواتها في مناطق محددة تعتبرها أساسية واستراتيجية ولبعض الوقت لحماية حدودها وأمنها من الشمال وللاستمرار بتدمير البنية العسكرية والصاروخية والأنفاق العائدة لحزب الله في جنوب الليطاني”. ولفتت الجهات الى أن قد تبقى القوات الإسرائيلية لأسابيع وربما أكثر في الأراضي اللبنانية، للتحقق من أمرين الأول انسحاب حزب الله وأسلحته بشكل كامل من جنوب الليطاني وانتشار الجيش اللبناني في كامل المنطقة الحدودية وفق بنود الاتفاق، والثاني انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة ما يضمن تعزيز قوة الدولة في الجنوب لإلزام حزب الله بتطبيق القرار 1701 والقرارات ذات الصلة ومنعه من ترميم نفسه وإعادة تشكيل خطر على “إسرائيل””. وشددت الجهات على أن لجنة الإشراف الدولية تبذل جهوداً كبيرة في الضغط على “إسرائيل” للانسحاب ووقف خروقاتها”، مضيفة أن بقاء القوات الإسرائيلية بعد نهاية مهلة الهدنة وانتشار الجيش اللبناني وانتخاب رئيس للجمهورية سيهدّد اتفاق وقف إطلاق النار ويعيد مشهد التوتر الى الحدود”.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الجیش اللبنانی
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني يشدد على ضرورة انسحاب إسرائيل وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين
أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون لرئيس هيئة الأمم المتحدة لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار ضرورة تطبيق القرار 1701، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية، في نبأ عاجل.
وأشار الرئيس اللبناني إلى ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في الحرب الأخيرة وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين.
وكانت قد أفادت مصادر إسرائيلية مطلعة على دوائر صنع القرار بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يضع خططًا تتعلق بلبنان وحزب الله.
و تتضمن تمركزه في مواقع متقدمة ودائمة مقابل كل منطقة سكنية في شمال فلسطين المحتلة، على الجانب المقابل للحدود اللبنانية.
جنوب لبنانيتزامن هذا التحرك مع تقارير إعلامية إسرائيلية تؤكد وجود نشاط استخباراتي مكثف في جنوب لبنان، يهدف إلى رصد أي تحركات لحزب الله قد تشير إلى إعادة تموضعه.
في سياق متصل، أرسلت السلطات الأمريكية تحذيرًا إلى الحكومة اللبنانية من تعيين مرشح مدعوم من حزب الله على رأس وزارة المالية في الحكومة الجديدة. يأتي هذا الموقف الأمريكي متسقًا مع المزاعم الإسرائيلية التي تشير إلى تلقي حزب الله دعمًا ماليًا كبيرًا من إيران، يقدر بعشرات الملايين من الدولارات.
ووفقًا لوسائل إعلام أمريكية، فإن واشنطن ألمحت إلى فرض عقوبات على لبنان قد تعيق عملية إعادة إعمار المناطق المتضررة جراء الحرب الأخيرة، في حال تولى الحزب وزارة المالية. من جانبه، أكد رئيس الوزراء اللبناني المكلف، نواف سلام، أنه يعمل بجهد كبير للإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة.
وفي هذا الإطار، شدد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، على ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية بحلول 18 فبراير.
تعد التوترات بين لبنان وإسرائيل من أكثر الصراعات تعقيدًا في الشرق الأوسط، حيث تمتد جذورها لعقود من المواجهات والتدخلات العسكرية.
منذ الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، شهدت العلاقات بين الطرفين تصعيدات متكررة، كان أبرزها حرب يوليو 2006 بين إسرائيل وحزب الله، والتي خلفت دمارًا واسعًا في لبنان وخسائر كبيرة على الجانبين. ورغم وقف إطلاق النار الذي أعقب الحرب، لا تزال الأوضاع على الحدود تشهد توترات متقطعة، حيث تتبادل القوات الإسرائيلية وحزب الله القصف والاستهدافات العسكرية.
يضاف إلى ذلك النزاع حول مزارع شبعا والخلافات على الحدود البحرية، خصوصًا مع اكتشافات الغاز في شرق البحر المتوسط، ما يجعل المنطقة ساحة محتملة لنزاعات جديدة. في السنوات الأخيرة، تصاعدت التهديدات المتبادلة، حيث كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على مواقع مرتبطة بحزب الله في سوريا، فيما أعلن الحزب استعداده للرد على أي هجمات إسرائيلية.
هذا التصعيد المستمر يثير مخاوف دولية من اندلاع مواجهة واسعة قد تهدد استقرار المنطقة. وفي ظل غياب أي اتفاق سلام رسمي، تظل الأوضاع على الحدود قابلة للانفجار في أي لحظة، مما يجعل النزاع بين لبنان وإسرائيل مصدر قلق إقليمي له تداعيات خطيرة على الأمن في الشرق الأوسط.