2024 عام التحولات… وانكشاف الأمن القومي العربي!
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
ذكرتني زحمة وتسارع الأحداث والتحولات الكبيرة التي نشهدها في منطقتنا وحتى على مستوى العالم في عام 2024 ـ بمقولة كان يرددها الزعيم الشيوعي السوفييتي الديكتاتور لينين «تمر عقود ولا تحدث فيها أشياء مهمة، بينما تمر أسابيع وتحدث فيها أحداث تحتاج لعقود لحدوثها»!!
هذا كان حال أحداث وإرهاصات مشهد المنطقة وما عشناه في العام الماضي، وتأسيس تحولات بإعادة ترتيبات التحالفات وسقوط مسلمات، بواقع جديد لم يكن يتوقعه الكثيرون، وخاصة السوريين.
مجدداً تمنع الصراعات والحروب التي تشنها إسرائيل حليف أمريكا الأول ـ في المنطقة من الإفلات من الانغماس في الشرق الأوسط لتتفرغ لعرقلة صعود الصين واحتواء تهديدات روسيا للأمن الأوروبي والعبث الدولي!
لكن أكثر ما يؤلم استراتيجيا في عام 2024، هو انكشاف محدودية دور العرب دولا ونظاماً، وعجز العرب ردع عربدة واعتداء وقتل وتدمير إسرائيل، ونحن نتابع بلا حول ولا قوة العدوان على غزة والقدس والضفة ولبنان وسوريا واليمن، وبدعم وشراكة أمريكية ـ غربية.
شهدنا في عام 2024 سقوط القيم والأخلاق والمنطق والعقل. وخواء دعاة الحريات وحقوق الإنسان واحترام القانون الدولي، والاتفاقيات حوّلها الصهاينة لمهزلة العصر بالاستهزاء من قرارات مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، حتى بعد اتهام نتنياهو وحكومته بارتكاب ما يرقى لحرب إبادة وإصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه المقال، وبرغم ذلك استمر نتنياهو وزمرته المتطرفة بارتكاب حرب الإبادة بآلة القتل الصهيونية على غزة التي لم تشبع وترتوي من دماء الأبرياء الفلسطينيين في غزة ـ بل تمددت آلة القتل والتدمير واستباحة حرمة وسيادة الدول لتشمل الضفة الغربية والقدس المحتلة وازدادت العربة الصهيونية لتجتاح لبنان وتشن حربا أخرى على لبنان وتوسعت لتعتدي على سوريا واليمن وإيران بمهاجمتها مرتين في شهري أبريل وأكتوبر العام الماضي.
كما صعّدت إسرائيل بتفجيرات البيجر واغتيال قيادات «حزب الله» وعلى رأسهم الأمين العام حسن نصرالله وقيادات النخبة في فرقة الرضوان وقيادات حماس السياسية والعسكرية بقيادة إسماعيل هنية في طهران ويحيى السنوار في غزة.. وإبادة 50 ألف فلسطيني وأكثر من 100 ألف مصاب في 14 شهرا من حرب الإبادة المستمرة في غزة!
وانتهى العام بسقوط الأسد ونظامه وزبانيته ما ينهي حكم أسرة وزمرة طاغية جثمت على صدور السوريين لأكثر من خمسة عقود دموية فضحتها سجون المسالخ البشرية وخاصة صيدنايا والمزة وتدمر وعشرات السجون والمعتقلات والمقابر الجماعية التي لا تزال تتكشف بشكل يومي من أقصى سوريا إلى أقصاها.
رافق ذلك عتق السوريين وفرحة انتصارهم التي يخطط البعض لسرقتها وإغراق سوريا من جديد بثورة مضادة وافتعال احتراب وحرب داخلية ووضع شروط على حكم الفصائل المسلحة بقيادة «هيئة تحرير الشام»-وقائدها أحمد الشرع-الذي كان يعرف بـ «محمد الجولاني» ـ وهو منشق عن تنظيم القاعدة وداعش وجبهة النصرة والمطلوب أمريكيا بفدية 10 ملايين دولار والمصنف «إرهابي عالمي» وتنظيمه هيئة تحرير الشام ـ منظمة إرهابية أجنبية.
لكن ذلك كله، لم يمنع تعويمه وإلغاء الفدية الأمريكية ولقاء باربرا ليف نائبة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون منطقتنا مع الشرع وقيادة الهيئة حتى قبل لقاء ممثلين من وزراء ومسؤولين عرب وغربيين، آخرهم وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا مع الشرع في دمشق.
والمفارقة لا تزال جبهة النصرة مصنفة حتى من دول عربية منظمة إرهابية. ولا يزال أحمد الشرع أو الجولاني مصنفا إرهابيا. ولا تزال العقوبات القاسية مفروضة على سوريا برغم أن معظمها فُرض على الأسد ونظامه البائد… وجدّد الرئيس بايدن المودع نهاية ديسمبر الماضي عقوبات «قانون قيصر» لخمسة أعوام أخرى!! فيما يبقى تصنيف سوريا في قائمة الدول الراعية للإرهاب منذ رئاسة بوش الابن قبل ربع قرن. وسط مطالبات من الولايات المتحدة ومراكز دراسات ومقالات رأي آخره مقال ملفت في دورية «فورين أفريز» المرموقة قبل أيام بعنوان:
«لا تكرروا أخطاء أفغانستان في سوريا» في رسالة واضحة للولايات المتحدة والغرب والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ـ برفع العقوبات عن سوريا ـ وإدخال المساعدات والسماح للشركات الأجنبية بالمشاركة بإعادة الإعمار والاستثمار في سوريا. مقابل إظهار مواقف واتخاذ خطوات وإجراءات وإصلاحات وضمانات الحكومة القادمة بمشاركة الأقليات والنساء.
كان عام 2024 عاماً ثقيلاً على محور إيران وأذرعها «محور المقاومة والممانعة» ـ وإعادة الترتيبات والتحالفات في المنطقة. صعود دور «الحوثيين» في اليمن بعد 10 أعوام من انقلابهم على الشرعية وحرب عاصفة الحزم بقيادة السعودية لإعادة الحكم الشرعي في اليمن.
حتى وصلت صواريخ الحوثيين الفرط صوتية إلى تل أبيب والقدس وأدخلت ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ وأغلقت ميناء إيلات ومرات عديدة مطار بن غوريون الدولي للكيان الذي يقدم نفسه الأقوى وجيشه الذي لا يُقهر في المنطقة! في انقلاب للمعايير وإثبات أن تنظيمات عسكرية مسلحة لا تملك سلاح طيران ولا سلاح مشاة مثل «حزب الله» في لبنان والحوثيين في اليمن وحماس في غزة يمكن أن تلحق خسائر بأفراد وعتاد جيش الاحتلال الإسرائيلي، في حرب غير متناظرة. لم ينتصر فيها أي جيش نظامي في العالم، بما فيه القوات المسلحة الأمريكية في فيتنام والعراق وأفغانستان!!
ستسجل كتب التاريخ كان عام 2024 عاما فارقا في التاريخ بما شهدناه على المستويات المحلية والإقليمية والدولية من أحداث وتطورات وإنجازات ونجاحات وانتكاسات… ويبدو أننا نشهد في كل عام زيادة حالات الانكسار وندرة الإنجازات والانتصارات.
نأمل أن تحفز أحداث ونتائج صراعات ومواجهات وتحولات عام 2024 ـ النظام العربي على بلورة مشروع عربي جماعي ينهي عجزنا وانكشافنا!.
القدس العربي
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه لبنان سوريا اليمن الاحتلال سوريا لبنان اليمن الاحتلال مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عام 2024 فی غزة
إقرأ أيضاً:
ما الذي يجري في سوريا؟
سرايا - أعلنت إدارة الأمن العام في سوريا حظر التجوال في اللاذقية وحمص، في حين عمّت المظاهرات مختلف المدن السورية تأييدا لعمليات وزارة الدفاع وقوات جهاز الأمن الداخلي في ريف اللاذقية لملاحقة فلول النظام المخلوع والتي بدأت مساء الخميس في ريف اللاذقية وجبلة.
فمن جهتها أعلنت إدارة الأمن العام في مدينة حمص فرض حظر تجوال عام، اعتبارا من الساعة 10 مساء الخميس، وحتى الساعة 8 صباحا من يوم الجمعة، كما أعلنت إدارة الأمن العام في اللاذقية فرض حظر تجوال من الساعة 10 مساء وحتى الساعة 10 صباحا في محافظة اللاذقية وريفها.
مظاهرات حاشدة مؤيدة للحكومة
في الأثناء، عمت المظاهرات مختلف المدن السورية دعما لعمليات وزارة الدفاع السورية والقوات الأمنية ضد فلول النظام السابق في ريف اللاذقية، حيث أفادت قناة "الجزيرة" بخروج مظاهرات كبيرة في مدن دمشق وريفها وحمص وحماة وحلب ودرعا ودير الزور والبوكمال.
وأضافت أن المتظاهرين رددوا هتافات ورفعوا لافتات داعمة للعملية الأمنية وللحكومة السورية في مساعيها بإعادة الأمن والاستقرار على كامل التراب السوري.
وأشارت إلى خروج مواطنين سوريين للساحات في دمشق وريفها دعما لعملية قوات وزارة الدفاع في اللاذقية، ورافق ذلك انتشار مكثف للأمن العام وقوات وزارة الدفاع السورية في ساحة الأمويين بدمشق.
وفي حماة، انطلقت مظاهرات شعبية لأهالي المنطقة عقب صلاة التراويح وسط مدينة حماة تأييدا لعمليات وزارة الدفاع السورية وقوات جهاز الأمن الداخلي في ملاحقة فلول النظام المخلوع.
ودعا الأهالي خلال المظاهرة إلى ضرورة ملاحقة مجموعات الفلول التابعة لنظام الأسد، وضرورة محاسبتهم بعد عمليات تهديد استقرار الأمن والسلام في الساحل السوري.
كما أيد المتظاهرون الأرتال العسكرية التابعة لوزارة الدفاع التي انطلقت من محافظة حماة باتجاه ريف اللاذقية ومدينة جبلة، والتي مرّ بعضها وسط جمهرة الأهالي في ساحة العاصي.
وشدّد المتظاهرون خلال هتافاتهم على استعدادهم للوقوف إلى جانب وزارة الدفاع السورية، للدفاع عن وحدة الأراضي السورية ومحاسبة المجموعات التي تهدد هذه الوحدة.
وفي دير الزور، احتشد جمع غفير من المواطنين تعبيرا عن دعمهم لوزارة الدفاع وقوات الأمن العام في محاربة فلول مليشيات الأسد والعصابات الخارجة عن القانون بمنطقة جبلة وريفها.
كما تجمع حشد كبير من أهالي حمص عند دوار الساعة الجديدة دعما لقوات الأمن العام ووزارة الدفاع في عمليتها لبسط الأمن والاستقرار في مدينة جبلة وريفها.
وفي حلب، أكد أهالي المدينة وقوفهم إلى جانب قوى الأمن العام ووزارة الدفاع وجهودها لبسط الأمن والاستقرار على كامل الأراضي السورية.
علاقة بشار وماهر الأسد بالأحداث
وذكرت قناة "الجزيرة" أنها حصلت على معلومات من مصادر أمنية خاصة تتعلق بتحركات خلايا تابعة للنظام السابق التي نفذت عمليات في ريف اللاذقية.
وذكر مصدر أمني لـ"الجزيرة"، أن الرئيس المخلوع بشار الأسد على علم بالتنسيق الجاري بين جميع المجموعات المسلحة بدعم وإشراف دولة خارجية.
كما قال إن المجلس العسكري الذي شكله العميد غياث دلا بدأ بتوسيع نفوذه على الأرض وأنشأ تحالفات مع قيادات سابقة في جيش المخلوع، وأضاف أن دلا تلقى دعما ماليا من حزب الله والمليشيات العراقية، كما حصل على تسهيلات لوجستية من قوات سوريا الديمقراطية.
كما ذكر المصدر الأمني أن دلا أنشأ تحالفا مع محمد محرز جابر قائد قوات صقور الصحراء سابقا والمقيم حاليا بين روسيا والعراق، وأقام أيضا تحالفا مع ياسر رمضان الحجل الذي كان قائدا ميدانيا ضمن مجموعات سهيل الحسن التابع للنظام المخلوع.
وأضاف أن دلا فرض سيطرته الميدانية على ريف قوتلي بالساحل وهو اليد التنفيذية لماهر الأسد في العمليات الجارية حاليا، مشيرا إلى أن ماهر الأسد غادر الأراضي العراقية أمس الأربعاء متجها إلى روسيا لمقابلة بشار الأسد.
من جهة أخرى، أشار المصدر إلى اعتقال اللواء إبراهيم حويجة رئيس المخابرات الجوية السابق الذي كان ينسق مع تلك الخلايا بشكل مباشر، كما أكد إفشال هجوم من فلول النظام على الأمن الجنائي في مدينة اللاذقية ومقتل أحد المهاجمين واعتقال 3 آخرين.
وكان مصدر أمني سوري أفاد لقناة "الجزيرة" في وقت سابق، بارتفاع عدد قتلى الأمن العام إلى 15 في كمائن مسلحة لفلول النظام في ريف اللاذقية شمال غرب سوريا، في وقت أعلن فيه مصدر في إدارة الأمن العام السوري اعتقال اللواء إبراهيم حويجة رئيس المخابرات الجوية السابق بالنظام المخلوع.
وقال المصدر الأمني إن المجموعات المتحصنة باللاذقية تضم "مجرمي حرب" تابعين للضابط بالنظام السابق سهيل الحسن، وإن وزارة الدفاع وقوات الأمن تنفذان عمليات ميدانية لضبط الأمن وملاحقة المجرمين في المحافظة.
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 07-03-2025 10:25 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية