رأي الوطن: الهيدروجين الأخضر .. خطوات جيدة
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
أدركت سلطنة عُمان أهمِّية الهيدروجين الكبرى كمصدر رئيسٍ من مصادر الطَّاقة المُتجدِّدة، وحرصت على تسريع الخُطَى نَحْوَ توطين صناعة الهيدروجين الأخضر في البلاد؛ من أجْلِ حجز مكانة متقدِّمة بَيْنَ المُصدِّرين العالَميِّين، وفق توجيهات سديدة من لدُن حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ التي شدَّدت على ضرورة تطوير اقتصاد الوقود النظيف، والتي أثمرت العديد من الخطوات أبرزها إعداد الاستراتيجيَّة الوطنيَّة للهيدروجين الأخضر التي صدرت العام الماضي (2022)، بالإضافة إلى قطع شوط كبير ومتسارع عَبْرَ توقيع العديد من الاتفاقيَّات الخاصَّة بهذا القِطاع الحيويِّ الذي بات له أهمِّية عالميَّة كمصدر طاقة نظيف، يُلبِّي الاحتياجات في مختلف دوَل العالَم.
وسَعَتِ الحكومة العُمانيَّة نَحْوَ تعزيز مكانة البلاد في مشروعات الهيدروجين الأخضر عَبْرَ توقيعها على عددٍ من المشروعات لإنتاج 750 ألف طن في العام من الهيدروجين الأخضر بقِيمة استثماريَّة تُقدَّر بـ30 مليار دولار أميركي في مرحلة المزايدات الأولى، مع طرحها ثلاث مناطق امتياز بمحافظة ظفار وفق مرحلة المزايدات الثانية والمتوقَّع إسنادها بنهاية الرُّبع الأوَّل من عام 2024، وصولًا لخططها المستقبليَّة لإنتاج أكثر من مليون طن في عام 2030 وثمانية ملايين طن في عام 2050، وهي خطط طموحة تدرك أهمِّية هذا النَّوع من الطَّاقة في المستقبل القريب على الصَّعيد العالَمي، والعمل بقوَّة على أنْ تصبحَ سلطنة عُمان من كبريات الدوَل المُصدِّرة، بالإضافة إلى استخدام الهيدروجين في الصناعات المحليَّة بديلًا للغاز المستخدم حاليًّا.
وكخطوة جديدة تُعبِّر عن الطموحات العُمانيَّة في تلك الصِّناعة الواعدة، استقبلت السَّلطنة عَبْرَ ميناء السُّلطان قابوس أوَّل ناقلة هيدروجين مسال في العالَم سفينة «سويسو فرونتير» اليابانيَّة، ضِمْن برنامجها لزيارة عددٍ من الدوَل في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في خطوة للتعرُّف على إمكان نقل الهيدروجين والتحدِّيات التي واجهتها السفينة أثناء عمليَّة النقل والبناء، بالإضافة إلى الخطط المستقبليَّة للشركة لبناء ناقلات هيدروجين كبيرة لمواكبة الطلب العالَمي المتزايد على الهيدروجين خلال المرحلة القادمة، حيث تعرَّف المسؤولون العُمانيون على المرافق العامَّة للسفينة والمتمثلة في غرفة التحكُّم بنقل الهيدروجين باستخدام تقنيَّة الواقع المُعزّز والتي استعرضت تصورًا حَوْلَ نقل الهيدروجين المسال على النطاق التجاري والجدوى الاقتصاديَّة لمشروعات النقل.
ورغم الأهمِّية الكبرى التي تُمثِّلها تلك الزيارة على صعيد زيادة الخبرات العُمانيَّة في هذا المجال، إلَّا أنَّها تُسهم أيضًا في تعزيز العلاقات الثنائيَّة المتنامية بَيْنَ البلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ في كافَّة المجالات، وخصوصًا في قِطاعَي الطَّاقة والهيدروجين، وتأتي تقديرًا للتوجُّه الاستراتيجي الذي تتبنَّاه سلطنة عُمان لاستغلال هذا القِطاع الواعد، حيث تُعدُّ السفينة أوَّل ناقلة هيدروجين مسال في العالَم، وتُمثِّل محطَّة تجريبيَّة مهمَّة للبحث والتطوير في مجال الهيدروجين، حيث تقوم بنقل كميَّات كبيرة من الهيدروجين، وتبلغ الحمولة القصوى للسفينة 1250 مترًا مكعبًا، لذا تُعدُّ الزيارة فرصة للتعرُّف عن كثب على التقنيَّات التي تحتويها تلك الناقلة المخصَّصة للهيدروجين المسال، لتعظيم التعاون بَيْنَ سلطنة عُمان واليابان في هذا النَّوع من الطَّاقة، خصوصًا وأنَّ اليابان تُعدُّ شريكًا استراتيجيًّا لسلطنة عُمان في مجال الطَّاقة وترتبط بمذكّرة تعاون وقِّعت مطلع يناير 2023 في مجالات الهيدروجين، ووقود الأمونيا، وتدوير الكربون والطُّرق الحديثة لإنتاج الميثان.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الهیدروجین الأخضر العال م
إقرأ أيضاً:
المملكة تنضم إلى مبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود (IPHE)
المناطق_واس
أعلنت وزارة الطاقة اليوم، انضمام المملكة العربية السعودية إلى مبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود (IPHE)، وذلك ضمن جهودها لدعم الجهود الدولية لتطوير هذا القطاع.
ويُمثّل انضمام المملكة لهذه الشراكة خطوةً جديدة تؤكد الدور الريادي، الذي تنهض به المملكة، ضمن الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز الاستدامة، وابتكار حلول متقدمة في مجالات الطاقة النظيفة. كما يدعم طموح المملكة بأن تصبح أحد أهم منتجي ومصدّري الهيدروجين النظيف في العالم والوصول للحياد الصفري بحلول عام 2060م، أو قبله، في إطار نهج الاقتصاد الدائري للكربون، وحسب توفر التقنيات اللازمة.
أخبار قد تهمك الأمير سعود بن جلوي يستقبل سفير مملكة هولندا لدى المملكة 20 نوفمبر 2024 - 1:01 مساءً نيابةً عن ولي العهد.. وزير الخارجية يترأس وفد المملكة في افتتاح قمة دول مجموعة العشرين 18 نوفمبر 2024 - 7:33 مساءًويؤكّد انضمام المملكة إلى هذه الشراكة رؤيتها الراسخة حيال دور التعاون الدولي وأهميته لتحقيق مستقبل أكثر استدامة للطاقة، كما أنه يُسهم في تحقيق أهداف مبادرتي “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر”، التي تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية، إضافة إلى دعم المساعي الدولية لتحفيز الطلب العالمي على الهيدروجين النظيف، والإسهام في وضع اللوائح والمعايير لتعزيز اقتصاد الهيدروجين النظيف.
كما تمثل الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود منصة رئيسة لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لتسريع تطوير ونشر تقنيات الهيدروجين وخلايا الوقود والإسهام في تحقيق تحول عالمي متوازنٍ وفاعلٍ نحو أنظمة طاقة نظيفة وأكثر كفاءة. وتعمل الشراكة على تبادل المعرفة بين الأعضاء، ودعم تطوير البحوث والتقنيات ذات الصلة،بالإضافة إلى التوعية والتعليم حول أهمية الهيدروجين النظيف ودوره المحوري في تحقيق التنمية المستدامة.
وفي هذا الإطار، تحرص المملكة على أن تكون عضوًا فاعلًا في العديد من المنظمات والمبادرات الدولية ذات العلاقة بإنتاج الوقود النظيف والوقود منخفض الانبعاثات، مثل: مبادرة “مهمة الابتكار”، والاجتماع الوزاري للطاقة النظيفة، ومنتدى الحياد الصفري للمنتجين، ومبادرة الميثان العالمية، ومبادرة “الحد من حرق الغاز المصاحب لإنتاج البترول بحلول عام 2030م”، والتعهد العالمي بشأن الميثان، والمنتدى الريادي لفصل وتخزين الكربون، وغيرها من المبادرات.