جريدة الوطن:
2024-12-19@14:57:51 GMT

من دراسات الشورى «1ـ16»

تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT

من دراسات الشورى «1ـ16»

لمحة عامَّة.
أعتقد وبكُلِّ ثقة، بأنَّ مؤسَّسة الشورى في نسختَيْها «المجلس الاستشاري للدولة 1981 – 1991م»، و»مجلس الشورى» لاحقًا، من 1991، وعلى ضوء مساهمَتِي واطِّلاعي الواسع وخبرتي بالعمل في أمانتها العامَّة لثلاثة عقود، موظفًا في أقسامها وإداراتها المختلفة، بأنَّها قَدْ تناولت وبحثت مختلف القضايا والملفات المحليَّة، بأمانة ومسؤوليَّة وطنيَّة وقدرات عالية وجرأة يتطلبها «البرلمان» لكونه سُلطة رقابيَّة ضِمْن مؤسَّسات الدولة ـ كما يفترض ـ وخصوصًا عَبْرَ عقودها الثلاثة الأولى، «المجلس الاستشاري، وعقدي الشورى»، لتميُّز أعضائها في تلك المرحلة المهمَّة من عصر نهضة عُمان الحديثة، التي بجهدهم تشكَّلت لبنات المؤسَّسة البرلمانيَّة، ولكونهم ـ أي الأعضاء ـ يُمثِّلون القِطاعات «الأهليَّة والحكومة والقِطاع الخاصَّ»، ولأنَّ الملفات والقضايا الوطنيَّة وقتها لَمْ تُطرق وتتناول بعُمق وبحثٍ وتحليل ورؤية من زواياها المختلفة، ولَمْ تخضع للتقييم والرقابة وبما يُعبِّر عن الآراء في شموليَّتها وتكاملها، وبما يُحقِّق كذلك تطلُّعات ورغبات المُجتمع ونظرته التفاؤليَّة آنذاك للشورى وهي في بدايات انطلاقتها ونشاطها، تتميز بالروح الوثَّابة والرغبة القويَّة في الإسهام في التنمية، ومعالجة مشكلات الوطن، والوصول بالمجلس إلى مرحلة تواكب مصالح وتطلُّعات المواطنين في نُموِّ وازدهار الاقتصاد، القاعدة الأساسيَّة لضمان توفير الوظائف وارتفاع الأُجور ورخاء المُجتمع، والتطلُّع أخيرًا إلى إرضاء المُشرِّع وإقناعه بأهمِّية المُضي قُدُمًا في تعزيز دَوْر «السُّلطة التشريعيَّة والرقابيَّة»، ورفع وزيادة جرعات صلاحيَّاتها واختصاصاتها والأخذ بها قُدُمًا نَحْوَ النُّموِّ والتطوُّر الكاملَيْنِ في الصلاحيَّات، ولأنَّ ذلك لَمْ يتحصل ـ للأسف الشديد ـ وظلَّ المجلس «محلَّك سِر» قابعًا في دائرته المغلقة، يُكرِّر الممارسات والأدوار ذاتها التي ملَّ المُجتمع مِنْها وبما تجاوزه الزمن والحاجة كذلك، ففَقَدَ ثقته وجفَّت رؤيته التفاؤليَّة في أداء الشورى، أو فيما ظلَّ الإعلام الرَّسمي يُطلق عليه في قنواته الرسميَّة بـ»البرلمان» و»السُّلطة التشريعيَّة والرقابيَّة»، في إطار «دولة القانون» وهو ما وصَفتُه في عدَّة مقالات بـ»إِشكالات مجلس الشورى»، أو معيقات عمله وتطوُّره، وظلَّت السُّلطة التنفيذيَّة تتعامل مع المجلس بشيء من الإهمال وعدم المبالاة، وهو ما صرَّح به وأعلن عَنْه عددٌ من الأعضاء في وسائل الإعلام، وحساباتهم في قنوات التواصل المُجتمعي عَبْرَ سنوات عمله الأخيرة، وتناوله كذلك كتَّاب ومحلِّلون وعلَّق عليه الكثيرون.

ولأنَّ الدراسات والأبحاث والتقارير المكتوبة باتت مكرَّرة ومُستهلَكة، ولَمْ يتمكَّن مجلس الشورى من إحداث نقلة نوعيَّة في عمله، وتحَوُّل ملموس في تناوله وتقييمه لقضايا المشهد الوطني، وتمَّ تجاهل الكثير من آرائه ودراساته وملاحظاته وتوصياته ومطالباته، فمن الطبيعي إذن أن يتراجعَ دَوْره وتضعف مساهماته ويفقد المُجتمع ثقته في أعضائه وفي دَوْره التشريعي ـ الرقابي، فيحجم أصحاب الخبرة والثقافة الواسعة والضالعين في العمل البرلماني والأكاديميون والإعلاميون… عن الترشُّح للمجلس تاركين السَّاحة فارغة للأضعف والباحثين عن الوجاهة والمكانة الاجتماعيَّة والمتطلِّعين إلى الفرص المنتهزين لها. وهذا ما يلاحظه المراقبون والمتابعون لأداء الشورى في السنوات الأخيرة، والذي تُعبِّر عَنْه مئات الأصوات وتضجُّ به وسائل التواصل، درجة أنَّ شريحة من المُجتمع أصبحت تطالب بحلِّ «مجلس عُمان» بغرفَتَيْه، وهي مطالبات تشي بمستوى الإحباط الذي بلَغه المواطن. ولكون هذه السلسلة من المقالات ليست غايتها تناوُل وتحليل واقع المجلس وبحْث وتقييم أدائه وإنجازاته، واستخلاص الأسباب التي وصل إليها والإشكالات والمعيقات وأوْجُه الخلل التي تعترض مَسيرة تطوُّره وقيامه بأدواره التشريعيَّة والرقابيَّة البرلمانيَّة، تحقيقًا لتطلُّعات المُجتمع ومطالباته المستمرَّة… فهذا محور عرضتُ له وناقشتُه في الكثير من المقالات التي نشرتها هذه الجريدة الغرَّاء «الوطن» في سنوات ماضية، أو ضمَّتْها إصداراتي المعروفة عن الشورى، إذ غاية هذا المقال بأجزائه التي سوف تتفرع منه، الإبحار في عددٍ من الدراسات والتقارير الرصينة والمتخصِّصة في شؤون التعليم والثقافة والاقتصاد والتعمين والعمل الأهلي وشبكات الخدمات، وملفات أخرى عديدة، والتي تناولها مجلس الشورى بالتمحيص والتحليل والشموليَّة عَبْرَ عقديْنِ ونصف من الزمن، أي من 1991 وحتى عام 2016م السنة التي تقاعدت فيها من عملي بالمجلس، والتي ستأتي تباعًا، واستكمالًا كذلك لمقالات سابقة نشرتها «الوطن» قَبل سنوات، وجمَعتُها في كتاب مستقلٍّ عنوانه «الشورى والتنمية، من أوراق المرحلة التأسيسيَّة»، التي غطَّت دراسات المجلس الاستشاري للدولة عَبْرَ عقدٍ من الزمن، والغاية من هذه المقالات أوَّلًا: التأكيد على حقيقة أنَّ مؤسَّسة الشورى لَمْ تألُ جهدًا في تناوَل وبحث ودراسة القضايا الوطنيَّة والاضطلاع بمسؤوليَّاتها تقييمًا ونقدًا ورقابةً في حدود صلاحيَّاتها ومهامِّها وممارسات عملها التي نصَّت عليها وأقرَّتها اللوائح والقوانين الصادرة، وتقديم الآراء والملاحظات والتوصيات التي تُحقِّق وتُراعي مصالح المواطنين، وتبيان أنَّ الكثير من الموضوعات والقضايا التي درسها المجلس لا تزال تُعاني من الإخفاقات والخَلَل، وتزداد تعقيدًا وإشكالًا كقضيَّة الباحثين عن عمل، وسيطرة الأجانب على السُّوق ومفاصل القِطاع الخاصِّ، وتعثُّر سياسات التنويع، وتأثيرات التخصيص في ارتفاع أسعار الخدمات، ومشاكل التعليم، وضعف جودة الخدمات… ثانيًا: هي كذلك، دعوة إلى الجهات الخاصَّة بأهمِّية العودة إلى تلك الدراسات لمراجعتها، ففيها الكثير من الحلول والمعالجات والرؤى القيِّمة والثمينة التي يُشكِّل تجاهلها وإبقاؤها في خزانات الأرشفة إهدارًا لجهود عقود من العمل المضني… ثالثًا: أهمِّية كذلك توثيق وجمع تلك الدراسات ونشرها من قِبل مجلس الشورى؛ باعتبارها عملًا وطنيًّا يعرف بفترات مهمَّة جدًّا من تاريخ نهضة عُمان الحديثة، ومرجعًا علميًّا للباحثين والكتَّاب، ويُقدِّم إنجازات مجلس الشورى وتطوُّره إلى المُجتمع… أخيرًا: تأتي هذه السلسلة أيضًا، مشاركةً وإسهامًا بمناسبة الفترة الانتخابيَّة لمجلس الشورى التي تشهدها سلطنة عُمان، ودعوة إلى أهمِّية المشاركة بفاعليَّة وإيجابيَّة من قِبل المُجتمع لدعم العضو النَّشط والقادر على ممارسة دَوْره البرلماني الرائد لضمان تطوُّر مَسيرة الشورى.
سعود بن علي الحارثي
Saud2002h@hotmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: مجلس الشورى الکثیر من الم جتمع من الم التی ت

إقرأ أيضاً:

"الشورى" يطّلع على جهود "نزدهر" لتنمية القطاع الخاص والتجارة الخارجية

 

مسقط- الرؤية

استمع أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى أمس الاثنين، إلى عرضٍ مرئي قدمه معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، والذي تناول جهود الوزارة في قطاع التجارة والصناعة وترويج الاستثمار إلى جانب الحديث عن البرنامج الوطني لتنمية القطاع الخاص والتجارة الخارجية " نزدهر".

وعقد اللقاء بحضور سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى وعدد من أصحاب السعادة أعضاء المجلس وسعادة الشيخ أحمد بن محمد الندابي أمين عام المجلس. وأكد معالي وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار أهمية اللقاءات والعروض المرئية التي تقدمها المؤسسات الحكومية لأعضاء المجلس للتعريف بالجهود المبذولة في تلك المؤسسات، مشيرًا بأنها تأتي في إطار تكاملية مؤسسات الدولة والعمل على تحقيق رؤية "عُمان 2040".

وتحدث اليوسف عن جهود الوزارة في تعزيز نمو وتطور قطاعات التجارة والصناعة ودعم وتطوير بيئة الأعمال والاستثمار. وأوضح معاليه عن جملة من مؤشرات النمو التي حققتها الوزارة في تلك القطاعات إلى جانب عدد من المبادرات الجديدة التي تعكف الوزارة على تنفيذها خلال الفترة المقبلة. وتطرق معاليه إلى التسهيلات والتحديثات الجديدة التي أجرتها الوزارة على منصة عُمان للأعمال" مشيرًا إلى أنها تهدف إلى تسهيل إجراءات بدء الأعمال التجارية وتشجيع المستثمرين على إقامة مختلف المشروعات التي ترفد الاقتصاد الوطني وتعزز النشاط الاقتصادي، إضافة إلى تحسين وتسهيل الأعمال على المستثمرين.

وخلال العرض المرئي، جرى الحديث عن البرنامج الوطني البرنامج الوطني لتنمية القطاع الخاص والتجارة الخارجية "نزدهر"، والذي يأتي ضمن البرامج الوطنية في محور الاقتصاد والتنمية لرؤية "عُمان 2040"، ويعمل على تكثيف الجهود الوطنية لاستقطاب الاستثمارات، وإيجاد بيئة محفزة للاستثمار وتنمية الصادرات العُمانية في الخطة الخمسية العاشرة (2021- 2025).

وأشاد أصحاب السعادة أعضاء المجلس بجهود الوزارة الملموسة في كافة القطاعات وتسهيل الإجراءات والتحول الرقمي، بعدها قدموا جملة من الملاحظات والاستفسارات، والتي تركزت على ضرورة العمل الجاد لزيادة مساهمة الصناعة والتجارة والاستثمار في الناتج المحلي الإجمالي، مؤكدين أهمية أن تحظى الصناعات التحويلة بأولوية ضمن قطاعات التنويع الاقتصادي. وأشاروا إلى ضرورة العمل على تكثيف الجهود وتسهيل الإجراءات لجذب الاستثمارات إلى سلطنة عُمان إلى جانب تعزيز الجهود في عقد اتفاقيات التجارة الحرة مع عدد من الدول الإقليمية والدولية بما يفتح آفاق أرحب للسلطنة للتنافس في الأسواق العالمية بصورة أوسع.

حضر اللقاء من جانب الوزارة كل من سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن وكيل الوزارة للتجارة والصناعة وسعادة ابتسام بنت أحمد الفروجية وكيلة الوزارة لترويج الاستثمار وسعادة بنكج كيمجي مستشار الوزارة للتجارة الخارجية والتعاون الدولي.

يُشار إلى أن البرنامج يهدف إلى تمكين سلطنة عُمان لتصبح وجهةً تنافسية للاستثمار، وبيئةَ أعمال نشطة في منظومة التجارة العالمية من خلال تطوير شراكات بين سلطنة عُمان ومجتمعي الأعمال المحلي والدولي. ويقود البرنامج هذا التطوير، مُستندًا إلى مُستهدفات رؤية "عُمان 2040"؛ بهدف تيسير تحرك منظومة الاستثمار الشمولية عبر حزمة من التسهيلات الإجرائية والقانونية والإدارية والتخطيطية ذات الأثر المستدام.

ويسعى البرنامج إلى تعزيز دور القطاع الخاص في قيادة التنمية الاقتصادية وتمكينه عبر تهيئة البيئة الاستثمارية الجاذبة، ويهتم بتحسين بيئة الأعمال في سلطنة عُمان من خلال تبسيط إجراءات المستثمر، وتطوير أدوات الاستثمار والتشريع والقضاء، ويركز البرنامج على كثير من القطاعات الاستثمارية كالصناعات التحويلية والاتصالات وتقنية المعلومات والنقل والطاقة والتعدين والأمن الغذائي والطيران والسياحة.

مقالات مشابهة

  • مجلس النواب يدعو لعقد جلسة رسمية.. فما أبرز القضايا التي ستتم مناقشتها؟
  • ما هي القرارات الهامة التي أصدرها حاكم دبي فيما يخص الإعلام
  • صقر غباش يهنئ رئيس مجلس الشورى القطري باليوم الوطني
  • صقر غباش يهنئ رئيس مجلس الشورى القطري بذكرى اليوم الوطني
  • "الشورى" يطالب بالعمل على مبادرة لتطوير المتاحف والحفاظ عليها
  • "مكتب الشورى" يستعرض عددًا من الردود الوزارية والرسائل الحكومية
  • رئيس المجلس الوطني الانتقالي في غينيا: المملكة نموذجٌ يُحتذى به في المجالات كافة
  • «الشورى» لـ«جامعة جدة»: طوّروا البنية الرقمية ونمّوا مواردكم
  • "الشورى" يطّلع على جهود "نزدهر" لتنمية القطاع الخاص والتجارة الخارجية
  • "الشورى" يناقش مشروع تعديل "نظام إنتاج المواد التعليمية المساعدة"