لمحة عامَّة.
أعتقد وبكُلِّ ثقة، بأنَّ مؤسَّسة الشورى في نسختَيْها «المجلس الاستشاري للدولة 1981 – 1991م»، و»مجلس الشورى» لاحقًا، من 1991، وعلى ضوء مساهمَتِي واطِّلاعي الواسع وخبرتي بالعمل في أمانتها العامَّة لثلاثة عقود، موظفًا في أقسامها وإداراتها المختلفة، بأنَّها قَدْ تناولت وبحثت مختلف القضايا والملفات المحليَّة، بأمانة ومسؤوليَّة وطنيَّة وقدرات عالية وجرأة يتطلبها «البرلمان» لكونه سُلطة رقابيَّة ضِمْن مؤسَّسات الدولة ـ كما يفترض ـ وخصوصًا عَبْرَ عقودها الثلاثة الأولى، «المجلس الاستشاري، وعقدي الشورى»، لتميُّز أعضائها في تلك المرحلة المهمَّة من عصر نهضة عُمان الحديثة، التي بجهدهم تشكَّلت لبنات المؤسَّسة البرلمانيَّة، ولكونهم ـ أي الأعضاء ـ يُمثِّلون القِطاعات «الأهليَّة والحكومة والقِطاع الخاصَّ»، ولأنَّ الملفات والقضايا الوطنيَّة وقتها لَمْ تُطرق وتتناول بعُمق وبحثٍ وتحليل ورؤية من زواياها المختلفة، ولَمْ تخضع للتقييم والرقابة وبما يُعبِّر عن الآراء في شموليَّتها وتكاملها، وبما يُحقِّق كذلك تطلُّعات ورغبات المُجتمع ونظرته التفاؤليَّة آنذاك للشورى وهي في بدايات انطلاقتها ونشاطها، تتميز بالروح الوثَّابة والرغبة القويَّة في الإسهام في التنمية، ومعالجة مشكلات الوطن، والوصول بالمجلس إلى مرحلة تواكب مصالح وتطلُّعات المواطنين في نُموِّ وازدهار الاقتصاد، القاعدة الأساسيَّة لضمان توفير الوظائف وارتفاع الأُجور ورخاء المُجتمع، والتطلُّع أخيرًا إلى إرضاء المُشرِّع وإقناعه بأهمِّية المُضي قُدُمًا في تعزيز دَوْر «السُّلطة التشريعيَّة والرقابيَّة»، ورفع وزيادة جرعات صلاحيَّاتها واختصاصاتها والأخذ بها قُدُمًا نَحْوَ النُّموِّ والتطوُّر الكاملَيْنِ في الصلاحيَّات، ولأنَّ ذلك لَمْ يتحصل ـ للأسف الشديد ـ وظلَّ المجلس «محلَّك سِر» قابعًا في دائرته المغلقة، يُكرِّر الممارسات والأدوار ذاتها التي ملَّ المُجتمع مِنْها وبما تجاوزه الزمن والحاجة كذلك، ففَقَدَ ثقته وجفَّت رؤيته التفاؤليَّة في أداء الشورى، أو فيما ظلَّ الإعلام الرَّسمي يُطلق عليه في قنواته الرسميَّة بـ»البرلمان» و»السُّلطة التشريعيَّة والرقابيَّة»، في إطار «دولة القانون» وهو ما وصَفتُه في عدَّة مقالات بـ»إِشكالات مجلس الشورى»، أو معيقات عمله وتطوُّره، وظلَّت السُّلطة التنفيذيَّة تتعامل مع المجلس بشيء من الإهمال وعدم المبالاة، وهو ما صرَّح به وأعلن عَنْه عددٌ من الأعضاء في وسائل الإعلام، وحساباتهم في قنوات التواصل المُجتمعي عَبْرَ سنوات عمله الأخيرة، وتناوله كذلك كتَّاب ومحلِّلون وعلَّق عليه الكثيرون.
سعود بن علي الحارثي
Saud2002h@hotmail.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: مجلس الشورى الکثیر من الم جتمع من الم التی ت
إقرأ أيضاً:
مجلس الحسابات ينذر مسؤولين كبار تهربوا من التصريح بالممتلكات
زنقة 20 ا الرباط
يباشر المجلس الأعلى للحسابات ترتيبات المرحلة التالية من المسطرة القانونية في حق عدد من الموظفين السامين والمنتخبين، بعد إخلالهم بواجب التصريح الإجباري بالممتلكات.
وحسب يومية الصباح، فإن المجلس وجّه إنذارات رسمية إلى العشرات من المسؤولين، بعضهم ما يزال يمارس مهامه، وآخرون غادروها دون تسوية وضعيتهم القانونية، رغم مرور أكثر من ستين يوماً على توصلهم بالإشعارات السابقة.
وتهم هذه الخروقات مقتضيات القانون المتعلق بالتصريح بالممتلكات، الذي يُلزم كل شخص يتولى مسؤولية عمومية، سواء بالانتخاب أو التعيين، بالإدلاء بتصريح مكتوب عن ممتلكاته، بمجرد توليه المهام وخلال مزاولتها وعند انتهائها، كما ينص على ذلك الفصل 158 من الدستور.
ومن المرتقب أن يُباشر المجلس، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مسطرة تفعيل العقوبات القانونية المترتبة عن الإخلال بهذا الواجب، في إطار تعزيز مبادئ الشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة.