تأخير صلاة الظهر إلى قبيل أذان العصر بدقائق.. إذا كانت عادتك فاحذر
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
لعل السؤال عن حكم تأخير صلاة الظهر إلى قبيل أذان العصر بدقائق يعد من أهم ما يحتاج الكثيرون معرفته، خاصة وأن سمة العصر الراهن وتلك الحياة المضغوطة والتي تكثر فيها الأعباء، جعلت الكثيرون يقعون في مثل هذا الأمر، بما يطرح السؤال عن حكم تأخير صلاة الظهر إلى قبيل أذان العصر بدقائق بدون عذر أو بسبب العمل وما نحوها من أعذار أخرى، لعله سؤال مهم تنبع أهميته من أن صلاة الظهر هي اإحدى الصلوات المكتوبة، التي ورد الحث بالمحافظة عليها في القرآن الكريم، فقال تعالى: « حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ » الآية 238 من سورة البقرة.
قالت دار الإفتاء المصرية، إن دخول وقت الصلاة شرط لأدائها، فإن أدَّاها المسلم في وقتها المحدد فقد برئت ذمته، وهذا من المقرر شرعًا.
وأضافت «الإفتاء» فى إجابتها عن سؤال: «ما حكم تأخير صلاة الظهر إلى قبيل أذان العصر بدقائق بدون عذر؟» أنه إذا أدى المسلم صلاته بعد خروج الوقت من غير عذر مشروع كان آثمًا للتأخير وصلاته صحيحة، منوهة بأنه يندب عند فقهاء المالكية أداء جميع الصلوات في أول وقتها؛ لقول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-: «أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ الصَّلَاةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا»، أخرجه الترمذي والطبراني.
وورد أن تأخير صلاة الظهر إلى قبيل أذان العصر بدقائق إذا كان بعذر؛ فلا حرج شرعًا في ذلك، مع الحرص على عدم تأخيرها عن وقتها، أما إن كان تأخير الصلاة بغير عذر حتى يخرج وقتها؛ فهذا منهي عنه شرعًا، ويرتكب بفعله هذا معصية للمولى –عز وجل"، ومن ثم فإن تأخير صلاة الظهر إلى آخر وقتها هو أمر جائز ولكنه خلاف الأولى لقوله صلى الله عليه وسلم: «أَوَّلُ الْوَقْتِ رِضْوَانُ اللَّهِ، وَوَسَطُ الْوَقْتِ رَحْمَةُ اللَّهِ، وَآخِرُ الْوَقْتِ عَفْوُ اللَّهِ» (سنن الدارقطني: 985).
وجاء أن الأفضل أداء الصلاة في أول وقتها، ولكن يجوز تأخيرها إلى آخر وقتها خصوصًا عند الحاجة، أو لعذر كالمرضى الذين يصعب عليهم الوضوء لكل صلاة فيجوز لأحدهم تأخير الصلاة لآخر وقتها فيتوضأ ويصلي، ثم ينتظر الصلاة التالية وبعد الأذان يصلي الأخرى في أول وقتها بوضوء واحد، وهذا من باب التخفيف ورفع الحرج، لقوله تعالى: "مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ" المائدة.
وقت صلاة الظهرحدد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقت صلاة الظهر عندما تبدأ الشمس بالزوال عن وسط السماء وميلها وانكسارها نحو الغرب؛ حيث قال الرسول -عليه الصّلاة والسّلام: «وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر»، وأولُ وقت صلاة الظهر زوالُ الشَّمسِ ، ومن الأدلَّة، من الكِتاب قول الله تعالى: «أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ» الآية 78 من سورة الإسراء، والمرادَ بدُلوكِ الشَّمسِ زوالُها على قولِ طائفةٍ من السَّلفِ.
كما أن وقت صلاة الظهر في السُّنَّة عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهما، أنَّه قال: سُئِلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن وقتِ الصلواتِ، فقال: «... ووقتُ صلاةِ الظهرِ إذا زالتِ الشَّمسُ عن بَطنِ السَّماءِ» وفي حديثُ أبي موسى رَضِيَ اللهُ عَنْه؛ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنه أتاه سائلٌ يسألُه عن مواقيتِ الصَّلاة... الحديث، وفيه: «أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمَرَ المؤذِّنَ فأقامَ بالظهرِ حين زالتِ الشمسُ» .
متى ينتهي وقت صلاة الظهروينتهي وقت صلاة الظهر، أي آخِرُ وقتِ صَلاةِ الظُّهرِ ، إذا صارَ ظِلُّ الشيءِ مِثلَه غيرَ الظلِّ الذي يكونُ عندَ الزوالِ، وهذا مذهبُ الجمهورِ المالكيَّة، والشافعيَّة، والحنابلة، والظاهريَّة، وروايةٌ عن أبي حنيفة ، وحُكِي الإجماعُ على ذلك ، ومن الأدلَّة من السُّنَّة: عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهما، أنَّ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: «إذا صَليتُم الفجرَ فإنَّه وقتٌ إلى أن يَطلُعَ قرنُ الشَّمسِ الأوَّلُ، ثم إذا صليتُم الظهرَ فإنَّه وقتٌ إلى أن يَحضُرَ العصرُ، فإذا صليتُم العصرَ فإنَّه وقتٌ إلى أن تَصفرَّ الشمسُ، فإذا صليتُم المغربَ فإنه وقتٌ إلى أن يَسقُطَ الشفقُ، فإذا صليتُم العشاءَ فإنَّه وقتٌ إلى نِصفِ اللَّيلِ» .
وورد عن أبي موسى الأشعريِّ رَضِيَ اللهُ عَنْه، عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أنه أتاه سائلٌ يسألُه عن مواقيتِ الصَّلاة، فلم يردَّ عليه شيئًا،.. وفيه: ثم أخَّرَ الظهرَ حتى كان قريبًا من وقتِ العصرِ بالأمس.. ثم قال في آخِره: »الوقتُ بَينَ هَذينِ» ، عن أبي قَتادةَ رَضِيَ اللهُ عَنْه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «أمَا إنَّه ليس في النومِ تفريطٌ، إنَّما التفريطُ على مَن لم يُصلِّ الصَّلاةَ حتى يَجيءَ وقتُ الصَّلاةِ الأُخرى».
أفضل وقت لصلاة الظهرو يُستحبُّ تعجيلُ الظُّهرِ في غيرِ حرٍّ ولا غَيمٍ، استحبابُ الإبرادِ بالظُّهرِ في شِدَّةِ الحرِّ، يُستحبُّ الإبرادُ بالظُّهرِ في شِدَّةِ الحرِّ، باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيَّة الأربعة: الحنفيَّة ، والمالكيَّة ، والشافعيَّة، الحنابلة ، ومن الأدلَّة من السُّنَّة، ما ورد عن أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: أذَّن مؤذِّنُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الظُّهرَ، فقال: «أَبرِدْ أَبرِدْ»، أو قال: «انتظر انتظرْ»، وقال: «شِدَّةُ الحرِّ مِن فَيحِ جَهنَّمَ، فإذا اشتدَّ الحرُّ فأبْرِدوا عن الصَّلاةِ، حتى رَأيْنا فَيءَ التُّلولِ».
عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عَنْه، عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «إذا اشتدَّ الحرُّ فأَبْرِدوا بالصَّلاة؛ فإنَّ شِدَّةَ الحرِّ مِن فَيحِ جَهنَّمَ»، عن أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: «كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا اشتدَّ البردُ بَكَّرَ بالصَّلاةِ، وإذا اشتدَّ الحرُّ أَبْرَدَ بالصَّلاةِ» .
صلاة الظهرتعد صلاة الظهر هي الفريضة الثانية التي يؤدّيها المسلم في النهار بعد صلاة الفجر، وتُصلّى سرًا بخفض الصوت في القراءة فيها، ويبلغ عدد ركعاتها أربع ركعات، إلاّ يوم الجمعة لمن يؤدّيها في المسجد؛ حيث تكون الصلاة فيها جهريّة وعدد ركعاتها اثنتين فقط، حدّد الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- وقتَ صلاة الظهر عندما تبدأ الشمس بالزوال عن وسط السماء وميلها وانكسارها نحو الغرب؛ حيث قال الرسول -عليه الصّلاة والسّلام: «وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وقت صلاة الظهر وقت صلاة الظهر علیه وسل ى الله عن أبی إلى أن
إقرأ أيضاً:
دعاء ليلة 13 رمضان.. احرص عليه حتى أذان المغرب غدا
دعاء ليلة 13 رمضان من الأدعية التي يحرص المسلمون على ترديدها، طمعًا في رحمة الله ومغفرته، حيث تُعد هذه الليلة بداية الأيام البيض التي أوصى النبي ﷺ بصيامها وقيامها، لما لها من فضل عظيم في التقرب إلى الله ونيل رضوانه.
ومع دخول هذه الليلة، يسعى المسلمون إلى الإكثار من العبادات والدعاء، حيث يُعتبر الدعاء من أفضل العبادات التي تقرب العبد من ربه، خاصةً في شهر رمضان المبارك، الذي تُفتح فيه أبواب الرحمة وتُضاعف فيه الحسنات.
فضل ليلة 13 رمضان وأهمية الدعاء فيهاليلة 13 رمضان تُعد من الليالي المباركة التي يُستحب فيها الاجتهاد في الطاعات، مثل الصلاة، وقراءة القرآن، والاستغفار، والتضرع إلى الله بالدعاء، فهي أولى الليالي البيض التي حث النبي ﷺ على صيامها وقيامها. ويحرص المسلمون على اغتنام هذه الليلة بالدعاء، لأنها فرصة عظيمة لنيل المغفرة والرحمة، خاصةً أن الدعاء في رمضان مستجاب بإذن الله، فقد قال رسول الله ﷺ: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم".
الدعاء في ليلة 13 رمضان يُعد من الأعمال المستحبة التي تُقرب العبد من ربه، وتُزيل الهموم، وتفتح أبواب الخير والبركة.
ومن رحمة الله بعباده أن جعل لهم فرصة الدعاء في هذه الليلة المباركة ليستغفروا عن ذنوبهم ويطلبوا ما يتمنون في الدنيا والآخرة، فقد قال تعالى: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون".
أفضل الأدعية المستحبة في ليلة 13 رمضانهناك العديد من الأدعية التي يُستحب للمسلم أن يرددها في هذه الليلة المباركة، سواء كانت أدعية مأثورة عن النبي ﷺ أو أدعية يدعو بها المسلم بما يشاء من الخير. ومن أبرز هذه الأدعية:
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني.اللهم اغفر لي ذنوبي كلها، دقها وجلها، أولها وآخرها، سرها وعلانيتها.اللهم إني أسألك الخير كله عاجله وآجله، ما علمتُ منه وما لم أعلم.اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر.اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم ارزقني الصحة والرزق الوفير، وبارك لي في أهلي ومالي، ووفقني لما تحب وترضى.اللهم اكتب لي في هذه الليلة من خير ما كتبت، واصرف عني الشر كله، اللهم اجعلني من عتقائك من النار، وارزقني الفردوس الأعلى بغير حساب. اغتنام ليلة 13 رمضان بالطاعات والعباداتمن المستحب في ليلة 13 رمضان أن يكثر المسلم من الأعمال الصالحة، فهي فرصة عظيمة لنيل الحسنات وتكفير السيئات. ومن أهم العبادات التي يُستحب القيام بها:
الصلاة وقيام الليل: حيث يُفضل أن يحرص المسلم على أداء صلاة التهجد أو صلاة التراويح، فهي من أعظم العبادات التي تقرب العبد من ربه، وتزيد من حسناته.قراءة القرآن: فرمضان هو شهر القرآن، ولذلك من المستحب أن يحرص المسلم على تلاوة ما تيسر من كتاب الله في هذه الليلة المباركة.الاستغفار والتوبة: من الأعمال التي يحبها الله، حيث يُستحب الإكثار من الاستغفار وطلب العفو والمغفرة، فقد قال النبي ﷺ: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب".الإكثار من الصدقات: فالصدقة في رمضان لها فضل عظيم، وتضاعف فيها الأجور، ومن أفضل الصدقات إطعام الطعام للفقراء والمحتاجين.