المستشفيات بين التنظيم والوساطات
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
جميعنا نلمس تفوق الخدمات الصحية في كثير من مستشفياتنا في وطننا الغالي، ونرى الإمكانيات التي وفرتها الدولة للصحة من كوادر بشرية وفنية وأجهزة متطورة وبيئات صحية من خلال مبانٍ متطورة ومجهزة بالأحدث من الأجهزة في جميع التخصصات، وهذا غير مستغرب على دولة كرست الجهود لخدمة المواطن ورفاهيته وراحته، والصحة من أهم دعائم الحياة العالية الجودة نقول (ماشاء الله ولا قوة إلا بالله) والحمدالله ،،
لكن حقيقة حتى تستمر الخدمات في المستوى المأمول منها، وحتى يتحقق للمواطن الخدمة الصحية التي هي من أهم حقوقه، لابد أن يكون للمستشفيات كوادر إدارية إشرافية تحقق هذا المستوى المنشود وتحافظ على هذه الجهود وتلك الإمكانيات، وهذا من أهم ما تحرص عليه وزارة الصحة بناءً على توجيهات قيادة هذا البلد العظيم حفظه الله ، ومن خلال زياراتي لمستشفى الملك عبد العزيز في الطائف، والتي سبق وأن كتبت في حقهم ثناءً هم يستحقونه وقتها ومازالوا، من حيث التعامل، وأداء الأطباء بشكل عام، لكن ليس دائماً الأمس مثل اليوم في الثبات على جودة الخدمات، فالخلل أحياناً يحصل في المنظومة ليس بالكلية، وإنما بفرد أو أكثر يربكون العمل ويسببون الضغط الشديد، ودعوني أوضح أكثر: في زياراتي الأخيرة للمستشفى للأسف يكون موعدي مثلاً الساعة التاسعة وألتزم بالحضور قبل الموعد وتسجيل الوصول، لأجد نفسي خرجت من المستشفى الساعة الثانية بعد الظهر أو الثالثة ونادراً ما يتم دخولي وخروجي في بحر موعدي بزمن منطقي، ولست وحدي بل كثير غيري!
وقد تكرر هذا الموقف معي ومع غيري أكثر من مرة: إحداها كانت في مركز العيون التابع للمستشفى والذي خرجت منه الساعة الثالثة عصراً، ولا زالت غرف الانتظار مكتظة بالمراجعين وكان الأطباء في عجلة من أمرهم يريدون الانتهاء من الأعداد الهائلة، والتي في اعتقادي لم تكن لتنتهي قبل المغرب أو بعده ذلك اليوم.
للأسف، مستشفى الملك عبد العزيز بالطائف مستشفى عملاق بمبانيه وكوادره وأجهزته لكنه يبدو لي للأسف يفتقر لإدارة حازمة تنظم الوضع وتحرم الوساطات فالمرضى بحاجة للراحة وليس لمعاناة الانتظار في دخولهم على الأطباء أو مواعيدهم. صعب جداً استخدام العلاقات الشخصية في الخدمات الحكومية، بل ليس صعباً فقط، إنما اعتقد أنه لا يجوز شرعاً وقانوناً ويعتبر من ضروب الفساد. لكن في اعتقادي، بإمكان المستشفيات السيطرة على هذه الأمور تقنياً وتحميل مسؤولية أي خلل فيها لمن بيده الإشراف على ذلك، لكن للأسف ممّا لاحظته، أن التمكن التقني في المستشفى لم يرتق للمستوى المطلوب.
وعودة إلى الموظفين المستغلين لمناصبهم بالوساطات، لابد من الضرب بيد من حديد على الوساطات ولينتهي زمن (تعرف أحد)، وليبقى النظام هو سيد سير العمل. فهذا ما تقتضيه مصلحة الناس والوطن، وهذا ما تفرضه الأمانة وأخلاق العمل. فالوساطات إنما هي تشجيع للفساد الإداري الفتاك براحة المواطنين المستفيدين من الخدمات، ذلك أن موظف غير أمين، يعبث بالنظام، ويستهتر بجودة الأداء التي تستهدفها رؤية ٢٠٣٠، فمن يستغل منصبه في المستشفيات بتقديم وتأخير، إنما هو عامل هدم لنجاح العمل، وكم يربك جداول الأطباء، ممّا يؤثر على جودة الرعاية المقدمة، ويؤثر على المرضى الملتزمين ويستنزف أوقاتهم.
أتمنى من المسؤولين عن الصحة في عموم المملكة، وفي الطائف خصوصاً، ونحن ندرك الجهود الطيبة التي تبذلها صحة الطائف للارتقاء بمستوى الخدمات الصحية، لكن يبقى الخلل أحياناً مضيَّعاً للجهود، ومربكاً للعمل، ومؤلماً للمستفيدين. نتمنى منهم دقَّة المتابعة لجودة الخدمات، وحسن سير العمل الصحي واقعاً وليس تنظيراً.
عموماً الحديث عن الصحة، فهي كالتعليم لا نكتفي منهما، فكلاهما ذو (شجون وهموم)، ومع تقديرنا للجهود المبذولة للارتقاء بالصحة، إلا أن الوطن يطمح للمزيد ورؤية ٢٠٣٠ تسعى لأن تكون الخدمات الصحية في قمة دول العالم بلا منازع. ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).
almethag@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
"اتحاد المستشفيات العربية": النظام الصحي السعودي نموذج يُحتذى به عالميًا
أكد الدكتور علي المبروك أبو قرين عضو المجلس التنفيذي لاتحاد المستشفيات العربية، أن رؤية الصحة السعودية هي رؤية لصحة واعدة وأكثر استدامة، إذ إن المملكة العربية السعودية تتمتع بنظام صحي قوي وفعال ومنصف، وبنية تحتية صحية متكاملة، وخدمات رعاية صحية أولية واستشفائية نموذجية، وتحقق المملكة مؤشرات صحية متقدمة جدًا تعكس قدرة النظام الصحي على تحقيق المحددات الصحية والاجتماعية، وما يتميز به من مرونة واستعداد واستجابة لمتطلبات الحياة الصحية الكريمة، بجانب التعامل مع التحديات والطوارئ والأزمات الصحية.
وقال ”أبو قرين“ إن النظام الصحي السعودي يعتبر النموذج العالمي في الخدمات الصحية للحشود الكبيرة التي تشهدها الأراضي المقدسة على مدار العام، وحركة الحجيج والمعتمرين والزائرين، وخدمات الطوارئ والإخلاء الطبي والتدخلات الصحية السريعة، والمستشفيات المتنقلة.
أخبار متعلقة حليمة العمري.. دور المرأة مهم بمجال الطاقة لبناء أمهر الكوادر القياديةمع اقتراب رمضان .. غرامة نصف مليون ريال وسجن للتبرعات خارج القنوات الرسميةوتابع: تتبني المملكة العربية السعودية رؤية مستقبلية واعدة لمستقبل الصحة السعودية، بتعزيز خدمات الطب الاستباقي والوقائي، والتوعية الصحية المجتمعية لكل الناس مواطنين ومقيمين وزائرين وضيوف الرحمن، والفحوصات الطبية المبكرة، لتجنيب الأمراض المزمنة والجينية والوراثية وتفادي العديد من الأمراض النادرة وغيرها، وتخفيف أعباء المراضة، والاهتمام بالصحة النفسية.الدكتور علي المبروك أبو قرين برامج الصحة النفسية والعقليةوأشار ”أبو قرين“ إلى تطوير الخدمات والبرامج المقدمة للصحة النفسية والعقلية، مع التوسع الكبير في البنى التحتية الصحية، وتطوير المستشفيات والمراكز الطبية التخصصية، والمدن الطبية الحديثة المتكاملة، بما يتماشى مع التطورات التقنية والتكنولوجية الطبية الحديثة، التي تعكس المرافق الصحية الذكية والصديقة للبيئة، والمستشفيات الافتراضية والتي تحقق الصحة الواحدة لكل ما هو على أراضي المملكة، والشخصية التي تهتم بصحة الفرد الواحد، والاهتمام بالتعليم والتدريب الطبي والصحي الذي يواكب التطورات التكنولوجية الطبية والصحية العالمية الحديثة.
وأوضح أن المملكة تدعم الأبحاث والدراسات العلمية والطبية وتشجيع الابتكار في تطوير العلاجات والتقنيات الطبية، والاهتمام بالتعاون الوثيق مع المنظمات الدولية والجامعات الأول في ألعالم، والمراكز البحثية المرموقة دوليا، والمشاركة الفعالة بحضور وإقامة المؤتمرات والملتقيات العلمية والطبية والصحية وما يتعلق بهم.
وأكد أن المملكة من الدول السباقة في التحول الرقمي والأثمنة، واستخدامات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، والسجلات الطبية الإلكترونية والطب الافتراضي، والتطبيب عن بعد والخدمات الطبية الروبوتية.تطور الخدمات الصحيةوختم د. أبو قرين حديثه بقوله: تقوم المملكة العربية السعودية بتعزيز البرامج التي تحافظ على الاستدامة والاستقرار والتطور في الخدمات الصحية، والاهتمام بديمومة التمويل الذي يناسب ويتماشى مع التطورات التقنية والحياتية والعلمية، والزيادات السكانية، وتطوير الخدمات التأمينية وغيرها من أوجه تمويلية مختلفة، مع دعم الشراكة مع القطاع الخدمي الصحي الخاص الذي يشهد تطور ونمو غير مسبوق.
ولفت إلى أن المملكة تولي اهتمامًا كبيرًا بالتنمية البشرية الصحية، وتوطين الكفاءات وتحقيق التغطية الصحية الشاملة والعادلة، فالنظام الصحي السعودي نموذج متقدم للخدمات الصحية الإنسانية المتكاملة، يتمتع بالجاهزية والاستعداد والاستجابة والاستدامة يسعى دومًا لتعزيز الصحة والحفاظ عليها وتحسينها، وتحقيق الرفاهية.