اللا «الإسرائيلية» يكررها نتنياهو بفجاجة
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
نسفت حكومة نتنياهو في «إسرائيل» ما يُعرف بـ»حلِّ الدولتَيْنِ»، وهو حلُّ التوافق الدولي المستند للشرعيَّة الدوليَّة وقراراتها ذات الصِّلة، وقَدْ وافقت عليه حتى الولايات المُتَّحدة، وتبنَّته، وما زالت تتحدَّث عَنْه باعتباره الأساس لحلِّ القضيَّة الفلسطينيَّة…
لكنَّ الواقع والتطوُّرات التي حفرت أخاديدها على الأرض تشي بشيء آخر.
وقَبل أيَّام، وتحديدًا يوم الاثنين السابع من آب/أغسطس 2023 الجاري، أعاد بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة وزعيم حزب الليكود، في تصريحاتٍ صحافية مُستعجلة، تكرار موقفه الرافض لـ»حلِّ الدولتَيْنِ»، ورفضه لقيام دولة فلسطينيَّة فوق الأراضي المحتلَّة عام 1967 وقِطاع غزَّة وعاصمتها القدس، إلى جانب «إسرائيل»، وقال إنَّه «لَنْ يوافقَ على أيِّ شيء يُهدِّد أمن إسرائيل». جاء ذلك في الجزء الثاني من مقابلة أجْرَتها معه وكالة «بلومبرج» الأميركيَّة ونشرتها في اليوم ذاته.
ومن خلال كلامه عَبْرَ تصريحاته المذكورة لوكالة «بلومبرج» الأميركيَّة سعى نتنياهو إلى إعطاء أهمِّية ضئيلة جدًّا لحلِّ الدولتَيْنِ، بل وقزَّمه، عادًّا قيام دولة فلسطينيَّة هو «خط أحمر»، زاعمًا أنَّ «هذه لَنْ تكُونَ دولة فلسطينيَّة. هذه ستكُونُ دولة بسيطرة خارجيَّة. لتكُونَ دولة إرهاب». وبنفس الوقت دغدغ وبموقفه الرافض لحلِّ الدولتَيْنِ ما تريده أحزاب الائتلاف الحكومي من المُتطرفين من أحزاب الصهيونيَّة الدينيَّة والتوراتيَّة الحريديَّة.
إنَّ فجاجة، تصريحات نتنياهو، بدَتْ كذلك من خلال النَّص الذي أشار فيه إلى: «أنا أقول طوال الوقت إنَّ الطريق الوحيدة التي يُمكِن أن يكُونَ فيها اتِّفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين في المستقبل، هو أن تبقَى إسرائيل القوَّة الأمنيَّة العُليا في المنطقة، وإلَّا فإنَّنا سننهار، وهم سينهارون أيضًا».
على كُلِّ حال، هذه التصريحات لنتنياهو تنطق بالموقف العلني والباطني على حدٍّ سواء لغالبيَّة القوى والأحزاب السياسيَّة في «إسرائيل»، من الحكومة والمعارضة، بشأن مستقبل الحلِّ مع الفلسطينيِّين وضرورة قيام دولة فلسطينيَّة كشرط أساسي لا بُدَّ مِنه لإرساء عمليَّة تسوية تقود لحلِّ المعضلات التالية في مسار الصراع، وخصوصًا بالنسبة لحقِّ اللاجئين الفلسطينيِّين بالعودة طبقًا لقرارات الأُمم المُتَّحدة وخصوصًا مِنْها القرار 194 لعام 1949 الخاصَّ بحقِّ لاجئي فلسطين بالعودة إلى أرض وطنهم التاريخي.
إنَّ حلَّ الدولتَيْنِ طار تمامًا، ولَمْ يَعُد له من حظٍّ للنجاح، ما دامت قوى اليمين تكتسح الشارع اليهودي على أرض فلسطين المحتلَّة عام 1948 ومعها جمهور المستوطنين في مستعمرات القدس والضفَّة الغربيَّة، وبالتَّالي لا يُمكِن إنقاذ هذا الحلِّ إلَّا بالضغط الدولي المؤثِّر على دولة الاحتلال وبالأخصِّ من قِبل الولايات المُتَّحدة، وبموقف عربي متماسك.
علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
المعارضة الإسرائيلية: نتنياهو غير صالح لقيادة تل أبيب فى الحرب ولا يمكن الوثوق به
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، إن اعتراف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتسريب معلومات من اجتماع الوزراء الأمني مخالفة جنائية وأمنية خطيرة.
وأضاف "لابيد" في تصريحات نقلتها فضائية "القاهرة الإخبارية" في خبر عاجل لها، اليوم الاثنين، أن تسريب نتنياهو معلومات من اجتماع الوزراء الأمني يحرمه من حقه في مطالبة الوزراء بعدم تسريب مواد استخباراتية سرية.
وأكد "لابيد" أن نتنياهو غير صالح لقيادة إسرائيل في الحرب ولا يمكن الوثوق به بعد الآن.