بشرى المؤيد
مصادفة عجيبة وجميلة أن يأتي عامنا الجديد 2025 متزامناً مع عيدنا الكبير “عيد جمعة رجب”، عيد اليمنيين خَاصَّة، عيد دخول كُـلّ اليمنيين في الإسلام، عيد مدح الرسول لهم وَسروره بقوله: “سلام على همدان، سلام على همدان، سلام على همدان” ثم سجد سجدة شكر لدخولهم في دين الله الحنيف برسالة منه -صلى الله عليه وآله وسلم- تلاها حيدر الإسلام -علي بن أبي طالب- على مسامع أهل اليمن، وما كان جوابهم إلا “نشهد أن لا إله إلا الله وَأن محمداً رسول الله فدخلوا في الإسلام كافة”.
يا لها من عظمة، وَيا له من فخر، وَيا له من مجد؛ أن يتهلل وَيشرق وجه رسول الله بسماعه أن أهل اليمن أسلموا كلهم، يا لها من دلالات عظيمة، وقراءات عميقة، وَبشائر كبيرة لهذا العمق الإيماني الذي حازه اليمن بهذا الشرف العظيم؛ فكيف لا! واليمن أهل المدد وَالسند وَأهل النجدة، وأهل الشهامة والشجاعة والنخوة، كيف لا! والإيمان يمان والحكمة يمانية، كيف لا! واليمن الأنصار من ناصروا رسول الله وكانوا معه في الشدة والرخاء، والعسرة واليسر، والحزن والفرح، كيف لا! واليمانيون يحتلون مكانة عظيمة في قلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
إن جمعة رجب لها قداسة عظيمة، ومكانة كبيرة، وحب عظيم في قلوب من وصفهم رسول الله بالأرق قلوب وألين أفئدة، فما علينا إلا أن نحتفل بهذا اليوم الكريم، اليوم العظيم، اليوم الخاص باليمنيين وأن نعيد ما كان آباؤنا وأجدادنا يحتفلون به إلى وقت قريب ثم كاد أن يندثر كمظهر “جعالة العيد”، وصنع الكعك، وزيارة الأهل وَالأقارب وتجمعهم، وَ”عسب العيد”، وَشراء الملابس الجديدة، وَالفرح وَالسرور بتبادل الهدايا؛ حتى نعيش هذا الإحساس الفريد وَالمتميز في حياتنا.
صحيح أننا مررنا وَنمر بظروف صعبة وما زالت هذه الظروف تحيط بنا وَتمنعنا من أن نعيش حياتنا بشكل طبيعي، لكن الله معنا وَسينصرنا على من آذانا في قوتنا، وحرمنا من معاشاتنا، وحاربنا في أرزاقنا بكل وسائله الشريرة، وما زال يحاصرنا ويضيق علينا؛ لكننا بتصميمنا وَإرادتنا وَعزيمتنا وَإيماننا بأن هذه الظروف مُجَـرّد فترة وجيزة من الزمن لن تستمر وَستزول فـ 10 سنوات ما بعدها إلا الفرج وَالانتصار؛ لأَنَّنا مؤمنون بقرآننا ووعد الله لنا بالخير الكثير وَانفراج هذه الشدة علينا وعلى كُـلّ المظلومين والمستضعفين في هذه الكرة الأرضية، سيأتي اليوم القريب جِـدًّا بإذن الله “إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بعيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا” وَستتغير الظروف، وتتغير الأحوال، وتتغير مقادير الإنسان إلى الخير وتعود الأفراح للقلوب، وَينعم الناس بحياتهم وعمرهم، وَتزدهر الدنيا، ويعود الاطمئنان والسكينة في القلوب.
أعوام مضت وكان فيها ما كان من الحزن والأسى والفقدان لقادة عظام أبرزهم سيد الأُمَّــة القائد الأمين العام لحزب الله السيد/ حسن نصر الله -سلام الله عليه- وَأدخله الله الفردوس الأعلى في الجنة مع الصديقين وَالأنبياء وَالشهداء، لكننا متفائلون بهذا العام الجديد والأعوام القادمة المليئة بالخير العظيم من الله سبحانه لعباده المؤمنين، وتكون فيها:
▪ أعوام الخير وَالبركة.
▪ أعوام السعادة وَالرخاء.
▪ أعوام الازدهار.
▪ أعوام الإعمار وَالبناء.
▪ أعوام التقدم وَالتطور.
▪ أعوام البشائر بما عند الله من خير عظيم.
▪ أعوام العدل والإنصاف ونور الحق يعم ضياؤه على الدنيا وَالكون، وتشرق شمسه وتنير لنا دروب الخير.
▪ أعوام تسر فيها القلوب، وتنجلي فيها الغيوم، وتنفتح فيها العقول لتزيل ما بها من أحقاد وجهل وأمراض الصدور، وتزدهر الأزهار وَالورود، وتثق الناس وَتتوكل على رب الوجود، فهو ربنا المعبود من نحن له في سجود، نسبحه كما أمرنا في الشروق وَالغروب، تفاءلوا فكل شيء عنده خير محمود، لننال كُـلّ خير موعود؛ فكلامه كلام حق موثوق؛ وصلاة على رسولنا الصادق المصدوق.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: رسول الله
إقرأ أيضاً:
علامة وحيدة تفرق المؤمنين عن المنافقين.. يكشفها جمعة
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن الإيمان هو نور يضيء قلب المؤمن، ويمنحه بصيرة تميزه بين الخير والشر، ليكون دائمًا مؤيدًا وموفقًا في اختياراته. واستشهد في حديثه بقول النبي ﷺ: «اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله»، موضحًا أن هذا النور الإلهي هو سر الفراسة التي تجعل المؤمن يرى ببصيرته ما لا يراه غيره.
نور الإيمان في الدنيا
أوضح جمعة أن هذا النور ليس مجرد إحساس داخلي، بل هو هداية حقيقية تمكّن الإنسان من السير في طريق الحق والخير. واستدل بقول الله تعالى: ﴿أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِى بِهِ فِى النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِى الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا﴾ [الأنعام: 122]، مبينًا أن المؤمن الذي يُنعم الله عليه بنور الإيمان يعيش حياة مختلفة، حيث يكون هذا النور سببًا في حسن اختياراته، ورشده في اتخاذ القرارات، وتوفيقه في أمور دنياه وآخرته.
كما أشار إلى أن هذا النور يمنح صاحبه قوة داخلية تجعله لا ينجرف خلف الشبهات، بل يكون ثابتًا على الحق، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ﴾ [النور: 40]، مما يؤكد أن هذا النور عطية إلهية لا تُنال إلا بالإيمان الصادق والعمل الصالح.
نور الإيمان في الآخرةانتقل د. علي جمعة للحديث عن أثر هذا النور في الآخرة، مشيرًا إلى أنه لا يقتصر على الدنيا فقط، بل يكون مشاهدًا يوم القيامة، حيث يضيء للمؤمنين طريقهم على الصراط، كما قال الله تعالى: ﴿يَوْمَ تَرَى المُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ اليَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا﴾ [الحديد: 12].
وأوضح أن هذا النور سيكون علامة واضحة تميز المؤمنين عن المنافقين الذين سيحاولون التمسح بالمؤمنين ليلتمسوا من نورهم، لكن يُحرمون منه، لأن قلوبهم لم تكن عامرة بالإيمان في الدنيا.
الإيمان.. سر النور في القلوبواختتم د. علي جمعة حديثه بالدعاء بأن ينير الله القلوب بنور الإيمان، ويغفر الزلل والخطأ، مشيرًا إلى أن هذا النور هو نعمة عظيمة لمن يستحقها، وخسارة كبيرة لمن يُحرم منها. كما وعد بمتابعة الحديث عن نور الأكوان في المقال القادم، لاستكمال رحلة استكشاف أنواع الأنوار التي أودعها الله في الكون.