نائب رئيس «آيس آي» للحلول الفضائية: الإمارات لاعب رئيس في صناعة الفضاء العالمية
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
حسام عبدالنبي (أبوظبي)
تعد دولة الإمارات شريكاً استراتيجياً ولاعباً رئيسياً في تعزيز الابتكار وتطوير التكنولوجيا الفضائية على المستوى الإقليمي، بحسب جميل قعوار، نائب رئيس شركة «ICEYE» لصناعة الأقمار الصناعية، عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأكد قعوار لـ«الاتحاد» أن الاستثمارات الاستراتيجية والرؤية الطموحة للدولة، بما في ذلك برامج مثل برنامج مراقبة الأرض، تتيح نمواً تقنياً متسارعاً وتقدماً في القدرات الفضائية.
وأشار إلى أن تعاون الشركة مع «سبيس 42» يعكس التزام الإمارات بتطوير قدراتها الفضائية، لا سيما في مراقبة الأرض وتقنية الأقمار الاصطناعية الرادارية، مما يسهم في تعزيز قطاع الفضاء الإماراتي وترسيخ مكانة الإمارات كدولة رائدة عالمياً وإقليمياً في تطوير تكنولوجيا الفضاء.
وكانت «سبيس 42»، الشركة الإماراتية المتخصصة في مجال تكنولوجيا الفضاء المدعومة بالذكاء الاصطناعي والمدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية قد أعلنت شراكتها مع شركة «آيس آي» (ICEYE)، الشركة العالمية المتخصصة في مجال تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية الرادارية (SAR)، لإنشاء مشروع مشترك لتصنيع هذه الفئة من الأقمار الاصطناعية في الإمارات، حيث يُعزز هذا التعاون النجاحات السابقة التي حققتها الشركتان معاً والتي شملت إطلاق فورسايت-1، أول الأقمار الاصطناعية الإماراتية لرصد الأرض في أغسطس الماضي.
خطوة استراتيجية
وقال قعوار، إن الشراكة مع سبيس 42 (Space42) تمثل خطوة استراتيجية مهمة ضمن جهود الإمارات لتعزيز قدراتها المحلية في تصنيع الأقمار الاصطناعية الرادارية (SAR)، وتهدف إلى نقل التكنولوجيا وتطوير المهارات الوطنية، ما يضمن وصولاً سيادياً إلى بيانات مراقبة الأرض عالية الدقة مع تعزيز القدرات الفضائية للدولة، وذلك في إطار رؤية الإمارات الرامية إلى تطوير نظام فضائي مستدام، وتحفيز الابتكار التقني، وترسيخ مكانتها كدولة رائدة عالمياً في قطاع الفضاء.
وأضاف: «سنعمل على توطين صناعة الأقمار الاصطناعية الرادارية، بما يحد من الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية ويعزز الاكتفاء الذاتي الوطني في القدرات الفضائية».
وأشار إلى أن هذا المشروع يدعم خلق فرص عمل وتوطين الكفاءات من خلال توفير وظائف محلية والمساهمة في تطوير مهارات الكوادر الإماراتية في الصناعات التقنية المتقدمة، منوهاً بأن تعزيز قدرات الإمارات في مجال مراقبة الأرض، سيعود بفوائد استراتيجية على قطاعات حيوية مثل إدارة الكوارث والتنقل الذكي ومراقبة الأنشطة البحرية حيث تتماشى هذه الجهود مع طموحات الإمارات الفضائية طويلة الأمد، وتدعم الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030 وأهدافها الأوسع في استكشاف الفضاء وتطوير التكنولوجيا المتقدمة.
قدرة التصنيع
وحول أهم أهداف المشروع المشترك لتصنيع الأقمار الاصطناعية الرادارية، قال قعوار: «نهدف إلى إنشاء قدرة متقدمة لتصنيع وتشغيل الأقمار الاصطناعية الرادارية في الإمارات، بما يسهم بشكل مباشر في برنامج مراقبة الأرض، ويتضمن ذلك إقامة خطوط إنتاج متخصصة لتصنيع الأقمار الاصطناعية الرادارية، وإطلاق المهمات الفضائية، ونقل المعرفة التقنية لبناء كفاءات محلية في هذا المجال».
وذكر أنه على المدى الطويل، نتطلع إلى توسيع القدرات الفضائية السيادية للإمارات، لا سيما في تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية الرادارية، بهدف تطوير منظومة متكاملة ومستدامة لمراقبة الأرض، منوهاً بأن المشروع المشترك سيواصل دعم البنية التحتية الفضائية المحلية من خلال خلق فرص جديدة للكفاءات الإماراتية، والمساهمة في تطوير البحث والتطوير الوطني عبر الابتكار في التقنيات الفضائية، وتوسيع قدرات الأقمار الاصطناعية الرادارية لمواكبة الطلب العالمي المتزايد في الأسواق المتقدمة.
الطلب المتزايد
وفيما يخص مساهمة تقنية الأقمار الاصطناعية الرادارية في تلبية الطلب المتزايد على البيانات والصور عالية الدقة في مختلف القطاعات، أفاد قعوار، بأن تقنية الأقمار الاصطناعية الرادارية توفر قدرات مراقبة أرضية عالية الدقة بشكل مستمر، بغض النظر عن الوقت أو الظروف الجوية، حيث تعتمد على الاستشعار النشط عبر إطلاق إشاراتها الخاصة وقياس انعكاسها من سطح الأرض بدلاً من الاعتماد على ضوء الشمس.
وأوضح أن هذه التقنية تُمكِّن من إنتاج صور دقيقة وواضحة في جميع الظروف، مما يجعلها ذات قيمة كبيرة في تطبيقات حيوية مثل إدارة الكوارث، ومراقبة الأنشطة البحرية، والرصد البيئي، لافتاً إلى أنه مع تزايد الطلب على البيانات الدقيقة والموثوقة في الوقت الفعلي، تمثل الأقمار الاصطناعية الرادارية ميزة استراتيجية تتيح رؤى قابلة للتنفيذ في مجالات متعددة، تشمل الزراعة، والأمن، والتأمين، ومراقبة البنية التحتية.
محطة مهمة
وعن الإطلاق الناجح للقمر الاصطناعي «فورسايت-1»، أكد قعوار، أن الإطلاق الناجح للقمر الاصطناعي «فورسايت-1» يمثل محطة مهمة في طموحات الإمارات الفضائية، حيث أبرز أهمية التعاون وتبادل المعرفة بين «آيس آي» و«سبيس 42»، مما ساهم في النشر السريع لقدرات الأقمار الاصطناعية الرادارية، مع تأكيد أهمية دمج التكنولوجيا المتقدمة مع بنية تحتية محلية قوية وكوادر وطنية مؤهلة.
وأضاف: «ستركز المرحلة المقبلة من الشراكة الاستراتيجية على توسيع العمليات، وتحسين أداء الأقمار الاصطناعية، وتعزيز تكامل الكوكبة الفضائية، مع الالتزام بالابتكار ونقل التكنولوجيا وتمكين المواهب المحلية، مما يعزز قدرات الإمارات الفضائية ومكانتها العالمية في مجال مراقبة الأرض».
وأشار إلى أن شركة «آيس آي» ستقدم تقنياتها الرائدة في الأقمار الاصطناعية الرادارية كجزء من المشروع المشترك، مما يعزز قدرات الاستشعار عن بُعد في الإمارات من خلال مراقبة دقيقة وعالية الدقة لسطح الأرض حتى في الظروف البيئية الصعبة مثل تغطية السحب أو الظلام، حيث تتيح الأقمار الاصطناعية الرادارية جمع الصور والبيانات باستمرار بغض النظر عن الظروف الجوية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الفضاء الأقمار الصناعية الذكاء الاصطناعي مراقبة الأرض فی الإمارات فی مجال سبیس 42 إلى أن
إقرأ أيضاً:
قمرة السينمائي يسلّط الضوء على قضايا الإنسان عبر لغة السينما العالمية
(عمان) تستمر فعاليات عروض الأفلام المفتوحة للجمهور ضمن ملتقى قمرة السينمائي 2025، في مسرح متحف الفن الإسلامي، مستقطبًا جمهورًا متنوعًا من مختلف أنحاء العالم، وتقدم هذه العروض، التي تُقام يوميًا مجموعة مميزة من الأفلام التي تلقت دعمًا من مؤسسة الدوحة للأفلام، في إطار النسخة الحادية عشرة من الملتقى، الذي يُعد منصة داعمة للمخرجين الشباب من مختلف الدول.
وعرض اليوم الاثنين الفيلم الوثائقي الطويل «النهوض ليلاً» من إخراج نيلسون ماكينغو، وهو إنتاج مشترك بين (جمهورية الكونغو الديمقراطية، بلجيكا، ألمانيا، بوركينا فاسو، قطر)، والذي يرصد معاناة سكان العاصمة كينشاسا مع انقطاع الكهرباء وسط أوضاع أمنية صعبة، متناولاً بعمق مشاعر الأمل وخيبة الأمل والعقيدة الدينية لدى سكان المدينة.
أما يوم غدا الثلاثاء، فيُعرض فيلم «صرخة الصمت» للمخرج ثي ماو نينغ (ميانمار، كوريا الجنوبية، فرنسا، سنغافورة، النرويج، قطر)، الذي يتناول قصة الشابة "مي-ثيت" العاملة بأحد مصانع الملابس، حيث يؤدي اشتراكها في إضراب عمالي إلى تنامي وعيها السياسي، وتعمّق ارتباطها بتاريخ النضال في ميانمار.
وتُختتم العروض العامة يوم الأربعاء مع فيلم «الذراري الأحمر» من إخراج لطفي عاشور (تونس، فرنسا، بلجيكا، بولندا، السعودية، قطر)، والذي يعرض قصة الراعي الشاب أشرف، وكيف تغيرت حياته إلى الأبد إثر مأساة فقدان ابن عمه، مقدّمًا تصويرًا حساسًا ومؤثرًا لتجربة الفقد والتحولات التي تليه.
ويقدم ملتقى قمرة 2025 للجمهور سبعة أفلام روائية طويلة، تتمتع بدعم من مؤسسة الدوحة للأفلام ونالت تقديرًا نقديًا كبيرًا، وتُعبّر عن أصوات مهمة في عالم السينما المستقلة، وويشارك في النسخة الحالية من الملتقى 49 مشروعًا سينمائيًا، يمثلها صُناع أفلام شباب من 23 دولة ما يعكس التطور اللافت لصناعة السينما الإبداعية في الدولة.
قوة السرد البصري
وفي حديثه عن تجربته الأولى مع قمرة، أكد المصور السينمائي الإيراني-الفرنسي الشهير داريوس خنجي، الذي اشتهر بأعمال بصرية مميزة مثل "سبعة" و"مأكولات فاخرة" و"جواهر غير مصقولة"، أن الضوء هو العنصر الأهم في صناعة الفن الأصيل، وما تقدمه المؤسسة من دعم حقيقي لصناع الأفلام أمر رائع، وأتمنى لو يتوفر نموذج مشابه في بلدان أخرى".
وخلال ندوته الممتدة لساعتين، شارك خنجي الجمهور جوانب من تجاربه الفنية، وتطرق تحديدًا لفيلم "طوبى" للمخرجة شيرين نشأت، مشيرًا إلى أن دوره كمصور سينمائي يُشبه دور الموسيقي الذي يعزف لحن الملحن، من خلال ترجمة رؤية المخرج عبر الصورة.
كما تحدث عن إلهامه المبكر الذي بدأ مع شغفه بالتصوير الفوتوغرافي في متحف اللوفر، حيث كان يجذب انتباهه بساطة الضوء وانعكاساته، مشيرًا إلى أن مهاراته الإبداعية تطورت بفضل تجاوزه المستمر للتقاليد الفنية المعتادة.
وذكر خنجي أن ذكرياته السينمائية المبكرة ارتبطت بالموسيقى التصويرية للأفلام المصرية والهندية والإيطالية، مؤكداً أهمية الموسيقى في عمله، حيث قال: "إذا لم تعجبني الموسيقى، لن أتمكن من الاندماج التام مع التصوير".
وأشار إلى أن رغبته الأولى كانت في أن يصبح مخرجًا، لكن حبه للتصوير السينمائي غيّر مساره المهني، وعبّر عن تفضيله للعمل الجماعي مع فرق التصوير والإخراج على استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام، معتبرًا أن التعاون الإنساني هو جوهر العمل السينمائي.
ووجه خنجي نصيحة هامة لصنّاع الأفلام الناشئين قائلاً: "كل شخص لديه صوت فني خاص، علينا أن نكتشف هذا الصوت ونترجمه على الشاشة، مع قبول تام لاختلافاتنا".
وأخيرًا أكد أن مهمة التصوير السينمائي لا تقتصر على جمال الصورة فحسب، بل تكمن أهميتها في خدمة رواية القصص، وهو المبدأ الذي سار عليه في أعماله السينمائية المميزة على مدى أربعة عقود.
وسيلة للحوار والفهم
من جانبه تحدث المخرج الفلبيني لاف دياز خلال ندوة أقيمت ضمن ملتقى قمرة السينمائي، مؤكدًا أن السينما تمثل وسيلة للحوار والفهم الإنساني، وأنها تعكس الواقع بشكل شعري وروحي. تطرّق دياز إلى التاريخ المضطرب لبلاده ومعاناة شعبها تحت الأنظمة الديكتاتورية، معبرًا عن أسفه لانتشار الجهل وتعمق الصراعات الإنسانية، ودعا صانعي الأفلام للتحرك بفاعلية أكبر.
وتحدث دياز عن نشأته في بيت يولي اهتمامًا خاصًا بالأدب الروسي، بتأثير من والده، مستشهدًا بأثر أعمال دوستويفسكي وتولستوي في أفلامه، خاصة فيلمه "المرأة التي غادرت" (2016)، الفائز بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي، والمستوحى من قصة قصيرة لتولستوي. وأشار إلى تأثير المخرج الفلبيني لينو بروكا عليه، وخاصة فيلمه "مانيلا في مخالب النور" (1975)، الذي غيّر مفهومه للسينما باعتبارها وسيلة للتغيير الاجتماعي.
وأوضح دياز أن انتقاله للولايات المتحدة وعمله صحفيًا كان نقطة تحول في مساره الفني، حيث بدأ يطور فلسفته الخاصة بالسينما التي تتحدى التقسيم التقليدي بين الوثائقي والخيالي. وتحدث عن تجربته في صناعة الأفلام الطويلة مثل فيلم "تطور أسرة فلبينية"، الذي استغرق إنجازه عقدًا كاملًا، معتبرًا السينما رحلة في المنفى وفعلًا فرديًا وحيدًا يوازن بين الواقع والشعر.
وأشاد دياز بالدور الإيجابي لمؤسسة الدوحة للأفلام في تطوير صناعة السينما بمنطقة الشرق الأوسط من خلال ملتقى قمرة، مقدمًا نصيحته لصنّاع الأفلام الشباب بالمبادرة والعمل الدائم، ودمج تجارب الحياة والشعر في أعمالهم السينمائية.