محمد كركوتي يكتب: العين على الاقتصاد الصيني
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
يبدو واضحاً أن القيادة الصينية متمسكة بقوة بالنهج الاقتصادي الذي تتبعه منذ سنوات، لمواجهة التبدلات على الساحتين المحلية والعالمية.
الصين أثبتت على مر العقود الماضية، أنها قادرة على توليد النمو، حتى في الظروف الاقتصادية غير المستقرة، بل قادت هذا النمو بالعالم لأكثر من عقدين من الزمن.
اليوم المسألة تواجه حقائق موجودة على الأرض، يعترف بالطبع المشرعون في بكين بها، ووضعوا سلسلة من الإجراءات لمواجهتها، لكنهم لا يزالون غير متحمسين للقيام بإصلاحات سريعة، علماً بأنهم ليسوا متشددين في هذا المجال.
فمع إطلالة العام 2025 تبرز عدة تحديات، ليس محلياً فحسب، بل خارجياً، متمثلة بوصول دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، الذي يؤمن بضرورة التشدد حيال الصين.
في السنوات العشر الماضية، كان النمو مدفوعاً (كما هو معروف) بالاقتراض الذي يصفه البعض بـ «غير المستدام».
والحق أن هذا النوع من الاقتراض ليس حكراً على الصين، بل يشمل كل الاقتصادات الكبرى بدرجات متفاوتة بالطبع.
لكن مع الصعوبات الراهنة الناجمة محلياً عن تفاقم الأزمة العقارية، وتراجع الاستثمارات الصناعية، إلى جانب بنى تحتية إضافية، لم تكن البلاد بحاجة إليها فعلاً، وفق المراقبين الصينيين أنفسهم، بات الاقتصاد بحاجة لإصلاحات سريعة، وليس بالضرورة أن تكون مؤلمة.
ولا شك في أن ما يتطلبه الاقتصاد الصيني حالياً، العمل على تعزيز الإنفاق الاستهلاكي، الذي يوفر النمو المستدام المطلوب.
هذا الأخير دخل مرحلة التباطؤ، لكن لا يزال الوضع بعيداً عن دائرة الانكماش.
النمو المتوقع في ثاني أكبر اقتصاد في العالم خلال السنة الجديدة 2025 سيبلغ 4.5%، منخفضاً من 4.8% في العام المنصرم. هذه نسبة تعد ضئيلة جداً فيما لو قورنت بمستويات النمو لهذا الاقتصاد في العقدين الماضيين. لكن المهم الآن، المحافظة على المستوى المتوقع، ولاسيما بعد تحذيرات من صندوق النقد الدولي، بأن النمو الصيني قد يصل إلى ما دون 4%، إذا لم يقم المشرعون بتنفيذ خطة إصلاحات شاملة، ستدعم بالضرورة المكاسب التي حققتها الصين، وستجعلها أكثر قوة في المواجهة الاقتصادية المنتظرة مع إدارة دونالد ترامب، الذي لم يعط أي مؤشرات حتى الآن تدل على تغير في نظرته للعلاقة مع بكين. أخبار ذات صلة محمد كركوتي يكتب: مطبات الاقتصاد العالمي 2025 محمد كركوتي يكتب: النمو الأوروبي.. هَمٌّ مستمر
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: محمد كركوتي كلام آخر
إقرأ أيضاً:
ما حقيقة “فيروس الصين الجديد” الذي يثير مخاوف العالم؟
الصين – تشهد الصين مؤخرا ارتفاعا كبير في حالات الإصابة بفيروس HMPV ما أدى إلى اكتظاظ المستشفيات واتخاذ تدابير طارئة، وسط مخاوف عالمية من تكرار سيناريو “كوفيد 19”.
وتأتي أنباء تفشي “فيروس الالتهاب الرئوي البشري” بعد 5 سنوات من ظهور فيروس “كوفيد 19” في مدينة ووهان الصينية، الذي تحول لاحقا بعد إلى وباء عالمي أسفر عن وفاة 7 ملايين شخص.
لكن الفرق الأكثر أهمية بين “Covid-19″ و”HMPV” هو أن الأخير معروف منذ ما يقرب من 25 عاما، وهو بالفعل منتشر في العالم، فهو مرض موسمي يحدث عادة في الشتاء وأوائل الربيع، وتتراوح فترة حضانة الجسم له من 3 إلى 6 أيام.
كما أنه في الواقع لا يأتي من الصين على الإطلاق، حيث تم اكتشافه وإثباته لأول مرة في أوروبا عام 2001. وهو فيروس يصيب الجهاز التنفسي ويعتبر السبب الثاني الأكثر شيوعا لالتهاب الشعب الهوائية لدى الأطفال.
يسبب فيروس “HMPV” أعراضا مشابهة للأنفلونزا أو الفيروس المخلوي التنفسي أو “كوفيد 19″، تشمل الحمى والصداع والسعال وسيلان الأنف. ومعظم حالات العدوى تكون خفيفة. ومع ذلك، غالبا ما يتعين علاج الأطفال والأشخاص المصابين بالمرض سابقا أو ضعف المناعة في المستشفى.
ويشتبه الخبراء في أن انتشاره بشكل متزايد في الصين حاليا يعود لمناعة السكان التي ربما أصبحت أضعفت بسبب جائحة كورونا، لذلك يوجد عدد كبير بشكل خاص من الحالات.
المصدر: RT