أبوظبي – الوطن:
أكدت دراسة بحثية جديدة لمركز تريندز للبحوث والاستشارات أن الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقاً جديدة في مجال التنبؤ بالاستقرار السياسي.
وكشفت الدراسة المسحية التي تحمل عنوان “دور الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالاستقرار السياسي” عن قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل كميات هائلة من البيانات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واستخلاص أنماط معقدة تساعد في التنبؤ بالمخاطر السياسية، مثل الاضطرابات الاجتماعية والانقلابات، بدقة أكبر من الطرق التقليدية.


واستعرضت الدراسة التي أعدها الباحثان في المركز د. السيد علي أبو فرحة، وعبدالله الخاجة، مجموعة من التقنيات التي يستخدمها الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات السياسية، مثل، معالجة اللغة الطبيعية لتحليل الخطاب السياسي والتقارير الإخبارية، واستخراج المؤشرات المبكرة للأزمات، إضافة إلى التعلم الآلي لبناء نماذج تنبؤية تستند إلى البيانات التاريخية، وتحديد العوامل المؤثرة في الاستقرار السياسي، والشبكات العصبية العميقة لاكتشاف الأنماط المعقدة في البيانات الضخمة، وتحسين دقة التنبؤات.
وأشارت الدراسة إلى أنه رغم الإمكانيات الواعدة للذكاء الاصطناعي؛ فإن هناك مجموعة من التحديات، منها، نقص البيانات الموثوقة، حيث إنه غالباً ما تعاني البيانات السياسية نقصاً في الجودة والمصداقية، ما يؤثر على دقة النماذج.
ومن التحديات أيضاً التحيز في النماذج، والتي قد تعكس التحيزات الموجودة في البيانات المستخدمة في تدريبها، ما يؤدي إلى نتائج غير عادلة، ومشكلة “الصندوق الأسود”، حيث يصعب تفسير كيفية وصول النماذج العميقة إلى نتائجها، ما يقلل من الثقة بها.
ولتجاوز هذه التحديات، قدمت الدراسة مجموعة من التوصيات، منها، تكامل مصادر البيانات المتعددة، لتحسين شمولية النماذج ودقتها، وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي القابلة للتفسير لزيادة الشفافية والثقة بالنتائج، والتعاون بين الباحثين والممارسين، لبناء نماذج تلبي الاحتياجات الواقعية، ومعالجة القضايا الأخلاقية، مثل الخصوصية والتحيز، لضمان الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي.
وخلصت الدراسة إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة قوية لدعم صنّاع القرار في فهم الديناميات السياسية واتخاذ قرارات مستنيرة. ومع ذلك، يجب التعامل مع هذه التقنية بحذر، والعمل على تطويرها بشكل مسؤول، لضمان تحقيق أقصى استفادة منها.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

خبير: الذكاء الاصطناعي يعزز الإنتاجية وينقل الصناعة إلى آفاق جديدة

في ظل التحولات التقنية الكبرى التي يشهدها العالم، برز الذكاء الاصطناعي كأحد أبرز الابتكارات التي تؤثر بشكل عميق في جميع المجالات.
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور عبدالرحيم بن أحمد الفرحان، الخبير في قطاع التصنيع، أن الذكاء الاصطناعي يمثل نقلة نوعية في تاريخ البشرية، إذ لا يقتصر على كونه أداة تكنولوجية، بل يتجاوز ذلك ليصبح مجالًا علميًا وفلسفيًا يعنى بفهم ومحاكاة العقل البشري.
أشار الفرحان إلى أن الذكاء الاصطناعي هو فرع من علوم الحوسبة الذي يهدف إلى تطوير أنظمة قادرة على محاكاة القدرات العقلية للبشر مثل التفكير المنطقي، اتخاذ القرارات، وحل المشكلات.
وأضاف الفرحان قائلاً: “ما يميز الذكاء الاصطناعي هو قدرته على التعلم والتكيف مع التغيرات، مما يجعله يشبه التفكير البشري إلى حد بعيد، رغم أنه يظل يختلف عنه من حيث الطبيعة”.
وأكد الفرحان على أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة محورية في زيادة الكفاءة والإنتاجية، مؤكداً أن الشركات التي تستثمر في هذه التقنية تشهد نموًا ملحوظًا في الإيرادات.
وأوضح أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجالات الصناعية والتجارية مثل تحليل البيانات الضخمة، التعلم العميق، والشبكات العصبية الاصطناعية تسهم في رفع كفاءة الإنتاج وتحقيق فوائد اقتصادية ضخمة.
وأشار الفرحان إلى أن الذكاء الاصطناعي يسهم بشكل غير مسبوق في تحسين قطاعات حيوية مثل الصحة والصناعة، ففي مجال الصحة، يساعد الذكاء الاصطناعي في التشخيص المبكر للأمراض وتخصيص العلاجات، بينما يعزز الإنتاجية ويقلل التكاليف في المجالات الصناعية.
رغم الفوائد الكبيرة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، أشار الفرحان إلى بعض التحديات الاجتماعية والثقافية، من أبرزها تأثير التقنية على العلاقات الاجتماعية والمؤسسات التعليمية.
وأضاف أنه في قطاع التعليم، تتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي تجربة تعليمية مخصصة للطلاب بناءً على تحليل بيانات أدائهم، مما يعزز عملية التعلم.
من ناحية أخرى، حذر الفرحان من أن هذه التقنية قد تؤدي إلى زيادة التفاوت الاجتماعي، حيث أن الأتمتة قد تقلص فرص العمل التقليدية، مما يزيد الفجوة بين الطبقات الاجتماعية.
فيما يتعلق بالتحديات الأخلاقية، أعرب الفرحان عن قلقه من المخاوف المتعلقة بالخصوصية وسوء استخدام البيانات، إذ أن العديد من الشركات الكبيرة تعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي لجمع وتحليل بيانات المستخدمين، مما يثير تساؤلات حول حدود استخدام هذه البيانات وحمايتها.
ختامًا، أكد الفرحان أن مستقبل الذكاء الاصطناعي ينبئ بتطورات هائلة، لكنه شدد على أن هذا التطور يجب أن يترافق مع ضمان استخدام التقنية بما يخدم القيم الإنسانية.
وشدد على ضرورة أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة للارتقاء بالبشرية وليس وسيلة للهيمنة عليها، مؤكداً أن الشراكة بين الإنسان والآلة يمكن أن تساهم في تعزيز التقدم، بشرط أن تظل القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية في صميم هذه الثورة التقنية.


مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي.. مستقبل الاستدامة
  • دراسة جديدة لـ”تريندز” تستعرض دور الذكاء الاصطناعي في تكنولوجيا المناخ
  • الذكاء الاصطناعي ينجح في تنبيه الأطباء لوجود خطر الانتحار
  • دراسة تتنبأ بدور الذكاء الاصطناعي بالاستقرار السياسي
  • دراسة تكشف أسباب مواعدة الرجال للنساء الأصغر سنا
  • ما هو LAM؟.. نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد من مايكروسوفت
  • سامسونج في CES 2025.. ابتكارات جديدة تحت شعار "الذكاء الاصطناعي للجميع"
  • دراسة تكشف دور أسلوب الحياة الصحي في تأخير شيخوخة الدماغ
  • خبير: الذكاء الاصطناعي يعزز الإنتاجية وينقل الصناعة إلى آفاق جديدة