يطرح العديد من الناس تساؤلات حول الشعور بلذة الذكر والدعاء، ومدى تأثير هذه العبادات على النفس والروح، وفي هذا السياق، أجاب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، على سؤال أحد المتابعين خلال برنامج "مع مولانا" المذاع عبر فضائية "CBC"، حيث قال السائل: "أواظب يومياً على قراءة ورد من القرآن الكريم والأذكار، ولكن لا أشعر بأثر أو لذة، فماذا أفعل؟"

الذكر عبادة وليست وسيلة لتحقيق هدف

أكد جمعة أن عدم الشعور بالأثر أو اللذة أثناء قراءة القرآن أو الأذكار لا يعني التقصير أو الخطأ، موضحاً أن الذكر عبادة خالصة لله مثل الصلاة والصوم.

 

واستشهد بقول الله تعالى: (واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون)، مشيراً إلى أن كلمة "لعلكم" تحمل احتمال الفلاح مع الذكر أو دونه، ولم يصرّح الله بأن الذكر يؤدي حتماً إلى الفلاح.

وشدد جمعة على ضرورة تنقية النية في العبادة، قائلاً:"إياك أن تذكر الله أو تدعوه لأجل انتظار نتيجة محددة أو تحقيق هدف، العبادة واجب عليك وليست مِنة منك على الله. وقد قال الله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)."

العبادة بلا انتظار مقابل

أضاف جمعة أن العبادات يجب أن تُؤدى دون انتظار للمقابل، مؤكداً أن الشعور بالأثر والراحة النفسية يأتي بمرور الوقت، لكن دون أن يكون ذلك هو الهدف الأساسي من العبادة. وقال:
"لا تتعامل مع الله بمنطق المعاملات التجارية، مثل قولك: استغفرت 100 مرة، فلماذا لم يتحقق ما أريد؟ هذا التفكير لا يليق في التعامل مع الله سبحانه وتعالى."

ثلاث خطوات للوصول إلى تقوى الله

من جهة أخرى، أوضح جمعة ثلاث خطوات عملية تساعد الإنسان على تحقيق تقوى الله في حياته:

الإيمان بالله: التقوى تبدأ من الإيمان، فلا يمكن للإنسان أن يتقي الله وهو غير مؤمن به.ذكر الله باستمرار: الذكر يجعلك متيقظاً لحضور الله في حياتك، ومن خلاله تستطيع تقوية علاقتك بالله.استحضار خشية الله ورهبته: الخوف والخشية من الله هما ما يمنعان الإنسان من الوقوع في الذنوب والمعاصي، ويجعلان ذكره لله حياً في القلب وليس مجرد ترديد باللسان. 

اختتم جمعة نصيحته بالتأكيد على أن العبادة لا تعتمد على الشعور اللحظي بالأثر، بل هي طريق طويل يعتمد على الإخلاص والصبر. وأضاف:
"عليك أن تستمر في عبادتك لله بنية خالصة وسترى أثرها بعد حين، لكن لا تجعل الانتظار هو هدفك الأساسي."

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمعة الله العبادة الذكر الأذكار الذكر عبادة

إقرأ أيضاً:

إذا أردت أن تمتثل لأمر الله ورسوله.. علي جمعة: عليك بهذا الأمر

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن المسلم إذا أراد أن يمتثل لأمر الله ورسوله وأن يكون رحيمًا؛ فعليه أن يبتعد عن الغلو، وكلما سمع هذه الكلمة ، عليه أن يعلم أن النبي قد نهاه عنها، فيسِّر ولا تعسِّر، كن أنت وردةً في مجتمعك وبين ناسك.

واستشهد علي جمعة، بما ورد عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي قال : « إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ » [البخاري].

وتابع:  عليك أن تبتعد عن كل ما فيه غلو وتشدد وتعصب ، فهذا شيء قبيح وسيء، ولا يكون أبدًا من الرحمة ؛ فإن الرحمة تكمن في التيسير.

كما قال رسول الله : «إنَّ اللهَ فرضَ فرائضَ فلا تُضيِّعوها ، وحَدَّ حدودًا فلا تعتَدوها ، وحرَّمَ أشياءَ فلا تنتهِكوها ، و سكَت عَن أشياءَ رحمةً بكم غيرَ نسيانٍ ، فلا تَبحثوا عَنها».

ونصح علي جمعة، من يريد أن يمتثل لأمر الله ورسوله، أن ييسر، ويقلل من الأسئلة، ومن التفتيش، ومن البحث، ومن التشديد على النفس.

يقول سيدنا رسول الله: « إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ ، وَلاَ تُبَغِّضْ إِلَى نَفْسِكَ عِبَادَةَ اللَّهِ » [السنن الكبرى للبيهقي] 
وهذا رأيناه فيمن يشدد على نفسه حتى يملَّ العبادة « فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا» فيترك الدين لأنه ثقل عليه.

وتابع: «إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ ، وَلاَ تُبَغِّضْ إِلَى نَفْسِكَ عِبَادَةَ اللَّهِ » اجعلها سهله ، «فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ لاَ أَرْضًا قَطَعَ ، وَلاَ ظَهْرًا أَبْقَى» المنبت هو ذلك الذي يسير بجمله في الصحراء، فلا يريد راحة الجمل ولا راحة نفسه ؛ فيموت الجمل، فيجلس بجواره لا يستطيع الانتقال،فتذهب الراحلة التي كان يرتحل عليها. لا تفعل هذا مع نفسك ، فإن هذا الدين متين ، فأوغل فيه برفق.

قَالَتْ عَائِشَةُ –رضى الله عنها- : "صَنَعَ النَّبِىُّ -ﷺ- شَيْئًا فَرَخَّصَ فِيهِ فَتَنَزَّهَ عَنْهُ قَوْمٌ" -يعني أن بعض الناس لا يريدون أن يعملوا مثلما عمل النبي ﷺ- فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِىَّ  ﷺ. فَخَطَبَ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ : « مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَنَزَّهُونَ عَنِ الشَّىْءِ أَصْنَعُهُ ، فَوَاللَّهِ إِنِّى لأَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً» [البخاري].

مقالات مشابهة

  • سر في الدين.. يسهل عليك العبادة والإلتزام بها
  • سر تسمية ليلة النصف من شعبان بالبراءة.. يستحب فيها الصلاة والذكر والدعاء
  • إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق .. علي جمعة يوضح
  • هل يجوز الدعاء على الظالم بالمرض؟ دار الإفتاء تجيب
  • حكم من أفطر في شبابه أيامًا في رمضان ولا يذكر عددها
  • هل توجد علاقة بين زيادة المشاكل وكثرة العبادة؟.. الإفتاء توضح
  • إذا أردت أن تمتثل لأمر الله ورسوله.. علي جمعة: عليك بهذا الأمر
  • أوقاف الفيوم تنظم أمسية دعوية بعنوان: "فضائل الذكر"
  • حكم تخصيص كل يوم من أيام رمضان بدعاء معين
  • المراد بقوله تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"