داليا عبد الرحيم: 2025 قد يكون عامًا فارقًا في تاريخ مكافحة الإرهاب
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عرضت الإعلامية داليا عبد الرحيم، رئيس تحرير جريدة “البوابة”، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، تقريرًا بعنوان “2025 عام تنامي جماعات العنف والتطرف”؛ والذي يرصد خريطة انتشار الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وأبرز التطورات التي شهدها العالم خلال الشهور الأخيرة، وتأثير ذلك على مستقبل الأمن والاستقرار العالمي.
وقالت “عبدالرحيم”، خلال برنامج "الضفة الأخرى"، المذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، إن ما تابعناه في التقرير يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن عام 2025 قد يكون عامًا فارقًا في تاريخ مكافحة الإرهاب والتطرف؛ حيث أن التحديات الأمنية أصبحت أكبر من أي وقت مضى، خاصة مع استغلال الجماعات الإرهابية لحالة الاضطراب السياسي والاقتصادي في مناطق عديدة حول العالم، ويبقى السؤال المطروح: "هل ستنجح الحكومات والمنظمات الدولية في التصدي لهذا المد المتزايد؟، أم أننا سنشهد مزيدًا من التمدد لهذه الجماعات في الأعوام القادمة؟، المؤكد أن العالم بحاجة إلى استراتيجيات جديدة وشاملة تتجاوز الحلول الأمنية التقليدية، لمعالجة جذور التطرف والعنف وبناء مستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا.
وأوضحت أنه لا يُمكننا إغفال التجربة المصرية الرائدة في مكافحة الإرهاب والتطرف، تجربة أصبحت نموذجًا يُحتذى به إقليميًا ودوليًا، ولقد نجحت مصر بفضل رؤيتها الشاملة واستراتيجيتها المتكاملة أمنيًا وفكريًا وتنمويًا في التصدي للجماعات المتطرفة وتحجيم قدرتها على تهديد الأمن القومي المصري؛ ولم تقتصر الجهود على الجانب الأمني فقط، بل امتدت إلى جوانب أخرى من بينها تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتصدي لافكار وخطاب التطرف والإرهاب، وكشف زيف وانحراف تلك الأفكار وبعدها عن صحيح العقيدة وسماحة الإسلام.
وأشارت إلى أن مواجهة الإرهاب ليست مسؤولية دولة واحدة، بل هي مسؤولية جماعية تتطلب تعاونًا دوليًا وإقليميًا حقيقيًا، وتجربة مصر تؤكد أن القضاء على التطرف والإرهاب مُمكن إذا توفرت الإرادة السياسية الحاسمة والرؤية الاستراتيجية الشاملة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإعلامية داليا عبد الرحيم مكافحة الإرهاب الضفة الأخرى
إقرأ أيضاً:
الحب أخلاق قبل أن يكون مشاعر
محفوظ بن راشد الشبلي
mahfood97739677@gmail.com
كم من الحُب الذي يهديه المُحب لمن أحبه بصدق المشاعر التي تُساوي مقدارها كمية أحاسيسه الجيّاشة التي يكنّها له في قلبه وبين أضلعه والتي لا يُمكن قياسها بأي تعبير وشرح وتفصيل، بل بالفعل الصادق منه والمصحوب بكمية زخم الاندفاع تجاهه، التي لا يُمكن خلطها بازدواجية مع حُب آخر مهما كانت الأسباب المُبررات، لأن سيكولوجية الحُب بمفهومها المُطلق هي تبقى أخلاق وكرامة وعزّة نفس قبل أن تكون مشاعر نُعبّر بها ظاهريًا ونخفي خلفها وجه آخر غير الوجه الذي تُقابل به من أحببت.
وفي زماننا الحالي الذي اختلطت فيه المشاعر الزائفة بتلك الصادقة منها ظهرت فيه ما يُسمى بمفهوم الحب الاحتياطي الذي تُعزف فيه سيمفونية اللحن الظاهري المُزيّف عن اللحن الحقيقي لسيمفونية المشهد التمثيلي في الحب، والذي جعله مُمتهنوه للأسف لوقت الحاجة متى ما احتاج له مال به وضعه الهش الذي يعيشه إلى ذلك القلب وأفرغ فيه من الكلام المعسول والمغلّف بغلاف من البلاستيك أو القرطاس الهَش الذي تُغلّف به الهدايا لتُقدم في المناسبات، وهو ما يُسمى بالحب الفوضوي العاري من الأخلاق الحقيقية في عالم الحُب السطحي الغريب والعجيب في زمان الفوضى الحقيقية لمفهوم الحب المنزوع من صدق المشاعر والأحاسيس والأخلاق الكريمة فيه، وكأن ذلك الإنسان قد جعلوه محطة عبور وانتظار يمرون به في طريقهم وهم عابرون إلى حبهم الذي يعيشونه مع غيره للأسف ثم أُكررها للأسف.
إن الأخلاق في الحب لا يحملها الشخص العادي أو بالمفهوم الآخر العابث بالحب، لأن الأخلاق هي أخلاق والحُب يبقى حُباً لا تُدنّسه المشاعر الزائفة ولا يُمكن جعله بأي شكل من الأشكال أو بأي لون من الألوان ولا بأي لغة من اللغات بمعنى الحُب الزائف أو بالحب الفوضوي أو الاحتياطي، متى ما اختلفت به مع شخص اتجهت به لشخص آخر توهمه به وتجعله كالأهبل في حبه لك أو كالغبي أو كالأطرش في الزفّة بحبك الذي ادعيته له وأوهمته بأنك تُشاطره إياه وأنت في حقيقتك أوقعته في هشاشة حب تُبادله غيره وتعزف لحنه الهزيل معه وهو المسكين أفنى عمره في حبك، فأين هي أخلاقك في الحب أيها المدعي له.
في منظومة الحب ليكن في مفهومك لن يُطبّع معك ولن يقبل ولن يرضى منك صاحب الحب الحقيقي بأن يكون محطة انتظار أو عبور لك مهما لمّعت له زيف مشاعرك وأهديت حقيقتها لغيره، إن كانت هي أصلاً حقيقية معك ومع غيرك، إلا إذا كان هو كذلك يحمل لك في قلبه حُباً زائفاً خالياً من المشاعر والأحاسيس، أما الكريم في الحب فيبقى كريمًا عزيزًا وفيًا مُخلصًا.
الخلاصة.. إنَّ قلوب البشر ليست محطات عبور متى ما شاءت لها أقدار العابثين نزلوا فيها وغادروها متى ما شاءوا؛ بل هي مكنونة أخلاق ومنبع كرامة وموطن عِزة لمن يفهمها ويُقدّر حُبها، أما وإن تجعلوها محطات عبور وتسلية ومهزلة فالأحرى أن تحترم أشخاصها أولًا قبل أن تحترم حبهم الذي يحملونه لك في مُهجهم أيها العابثون بأخلاق الحُب ومفاهيمه ومعانيه الحميدة.