هكذا يفتك الجوع والمرض بمواطني مايرنو
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
منتدى الإعلام السوداني: غرفة التحرير المشتركة
يعيش المواطنون والنازحون في مايرنو بولاية سنار جنوب الخرطوم ظروفا إنسانية قاسية بعد توقف المطابخ الخيرية وشح الأدوية وانتشار وباء الكوليرا الذي أودى بحياة أكثر من 300 شخص..
إعداد وتحرير: صحيفة التغيير
مايرنو 5 يناير 2025 – توفي طفل جارتنا حديث الولادة. ولد ميتا بسبب فقر الدم لدى لحقت به والدته بعد ثلاثة أيام فقط” هكذا حكى سلطان طلال المتطوع بمنطقة مايرنو بولاية سنار مأساة إحدى الأسر هناك.
ويضيف سلطان: هذه السيدة المتوفاة تركت ثلاثة أطفال بنات وجميعهن الآن يعانين فقر الدم.
وكشف طلال عن أن الجوع وتفشي الملاريا والكوليرا ظاهرة منتشرة في مايرنو مضيفا أن حالات وفيات الحوامل والأطفال ومرضى الملاريا والتيفويد فتكت بسكان المنطقة في ظل شح الأدوية وعدم القدرة على شراء العلاج.
يعيش المواطنون والنازحون في مايرنو بولاية سنار جنوب الخرطوم ظروفا إنسانية قاسية بعد توقف المطابخ الخيرية
فيما تحدثت سيدة أخرى للتغيير تشكو الوضع بالقول “لدي أطفال أيتام بعمر 13 و12 و8 سنوات ظروفنا سيئة وزوجي متوفى، نتمنى المساعدة، أطفالي يعانون فقر الدم”
يعيش المواطنون والنازحون في مايرنو بولاية سنار جنوب الخرطوم ظروفا إنسانية قاسية بعد توقف المطابخ الخيرية وشح الأدوية وانتشار وباء الكوليرا الذي أودى بحياة أكثر من 300 شخص.
ويوجد بمدينة مايرنو مستشفى ريفي واحد تم تأهيله جزئيا ليكون تخصصيا لاحقا ليتبع لوزارة الصحة، غير أن ظروف الحرب الحالية جعلت المشفى تحت إشراف غرفة طوارئ مايرنو.
وبعد توغل قوات الدعم السريع بولاية سنار توقف المستشفى، ثم عاد مؤخرا للعمل بمجهودات غرفة الطوارئ، غير أن الصيدلية لم يتم تشغيلها إلا في منتصف نوفمبر 2024.
ويشكو مواطنو المدينة من غلاء الأسعار في الصيدلية وعدم وجود علاج مجاني؛ مما دفع غرف الطوارئ للالتزام بوجبة للعاملين بالمشفى ونثريات تسييرية.
وبسبب إحجام وزارة الصحة بولاية سنار عن تسيير المستشفى فتحت غرفة طوارئ مايرنو مركز عزل للكوليرا بمجهودات ذاتية. ومنذ أغسطس الماضي انتشر وباء الكوليرا بايرن، وأودى بحياة أكثر من 300 شخص، بالإضافة إلى وفيات أخرى؛ بسبب مرض الملاريا وسوء التغذية وصعوبة الحصول على العلاج.
وفي السياق يقول عمر عرابي عضو غرفة طوارئ مايرنو لـ”التغيير” وزارة الصحة رفعت يدها عن مسؤولياتها، مرضى الكوليرا يعالجون أنفسهم بمجهودهم الذاتي (الدرب) الواحد ارتفع إلى سبعة آلاف جنيه سوداني.
ويضيف: في منطقتنا حدثت وفيات كثيرة من فئة كبار السن، في ظرف أقل من شهر توفي معظم من هم في عمر ال 60 عاما أو يزيد، كما أن هنالك وفيات وسط الأطفال.
وكشف عرابي عن أنهم في غرفة الطوارئ يبحثون عن مصادر للتمويل مضيفا بأنهم قاموا بنفرة دعمها أبناء المنطقة المغتربين خارج البلاد “ولم يقصروا” على حد تعبيره، غير أن تبرعاتهم لم تكن كافية لتسيير المطابخ والعلاجات.
ونبه إلى أن الجزء الجنوبي من منطقة مايرنو لم يتبق له في المطبخ الخيري سوى جوالين فقط من البليلة العدسية، ويفترض أن تكفي هذه الكمية خمسة أحياء كاملة وهو أمر مستحيل حيث يحتوي الحي على ثلاثة مطابخ خيرية.
وختم بالقول: للأسف منطقة مايرنو بأكملها لم تصلها أي قافلة إغاثة منذ دخول الحرب إلى ولاية سنار.
علاج الملارياوتعاني ما يرنو كذلك من انتشار الملاريا حيث يصعب الحصول على العلاج بسبب غلاء الأدوية. ويصاب المواطنون بالملاريا أكثر من مرة لنقص الجرعات.
وتبلغ قيمة أقراص كوارتز 5000 جنيه سوداني وهو علاج أولي، ليتحول المريض إلى أخذ جرعة حقن “ارتسمت” غالي الثمن، والذي لا يستطيع معظم المرضى الحصول عليه.
توقف الزراعةساهمت عوامل متعددة في توقف المطابخ بايرن أهمها غلاء أسعار المواد الغذائية وارتفاع أسعار الوقود والترحيل والطبخ.
وبلغ سعر جوال البليلة العدسية (الوجبة الأساسية للمطابخ الخيرية) أكثر من 300,000 جنيه سوداني بعد أن كان ثمنه في السابق في المتناول، على الرغم من أن الإنتاج الحالي في السوق قديماً، وتم تخزينه منذ الموسم السابق.
ووصل سعر القمح إلى 50,000 لليلة الواحدة (الجوال سعره 350 ألفا) فيما يقدر سعر جوال الذرة من نوع طابت 140 ألفا.
وخلال العامين الماضيين توقفت معظم المشاريع الزراعية بسنار مما أوقف الإنتاج. وساهمت عوامل أخرى في فشل الموسم الزراعي أهمها عدم توفر الجازولين؛ مما أجبر المزارعين على الزراعة اليدوية المرهقة وغير العملية.
ويعتمد المواطنون والنازحون في مايرنو الآن على التكايا والمطابخ التي توقفت تماما. وتتكون المدينة من 20 حيا حيث لم يستطع معظم المواطنين الخروج منها منذ دخول قوات الدعم السريع فيما عاد الذين نزحوا للقضارف؛ مما شكل عبئا إضافيا على المطابخ الخيرية.
الموقع الجغرافيوتقع ما يربو على بعد 400 كلم جنوب الخرطوم على الضفة الغربية للنيل الأزرق، وتبعد عن مدينة سنار حوالي 17 كلم، ومن سنجة العاصمة حوالي 70 كلم إلى الشمال. ويقدر سكانها الأصليون ب 62,000 وبها عشرون حيا.
ومع عودة النازحين والعائدين من الخرطوم والجزيرة وصل عدد السكان إلى 70,000 نسمة تقريبا.
منتدى الإعلام السودانيينشر هذا التقرير بالتزامن في منصات المؤسسات والمنظمات الإعلامية والصحفية الأعضاء بمنتدى الإعلام السوداني
الوسومالملاريا الوضع الصحي في السودان تفشي الكوليرا حرب الجيش والدعم السريع مايرنو ولاية سنارالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الملاريا الوضع الصحي في السودان تفشي الكوليرا حرب الجيش والدعم السريع مايرنو ولاية سنار المطابخ الخیریة جنوب الخرطوم توقف المطابخ أکثر من 300
إقرأ أيضاً:
بحضور والي سنار المقاومة الشعبية تحتفل بأعياد الاستقلال بسنجة
احتفلت مدينة سنجة حاضرة ولاية سنار باعياد الاستقلال حيث بدأ الاحتفال بمسيرة حاشدة ضمت المواطنين والقوات النظامية جابت شوارع المدينة استجابة لدعوة من اللجنة الشعبية للاستنفار بالولاية حيث استقرت المسيرة بميدان المولد سنجة.وخاطب الاحتفال والي ولاية سنار الأستاذ توفيق محمد علي معلنا عن عودته لمدينة سنجة حاضرة ولاية سنار اليوم وقال الوالي ان تواجده بمحلية سنار بعد تحرير سنجة كان بسبب انشغاله بتغيير العملة وامتحانات الشهادة السودانية .وأكد إهتمام الحكومة الاتحادية برجوع الكهرباء لسنجة مشيرا إلى ارتفاع تكلفة زيت المحولات وقال ان القوات النظامية حارسة كل المناطق الاستراتيجية .وأعلن القائد العام للقوات المسلحة بولاية سنار اللواء ركن عبد المنعم عبد الباسط خلو ولاية سنار من الجنجويد مؤكدا رفضهم للعملاء والخونة وقال ان، الولاية الان في ايادي امينة مؤكدا أن القوات المسلحة سوف تنتصر في مدني والخرطوم.واكد واللواء عمر محمد الحسن قائد الفرقة 17 مشاة بسنجة أنه لا رجعة للوراء مرددا جيش واحد شعب واحد مضيفا ان الشعب اصبح كله جيش مشيرا إلى ان ما حدث بسنجة كان بسبب الخيانة مشددا بعدم ترك اي خائن .وقال اللواء امن عبد العظيم فضل الله قائد المقاومة الشعبية بولاية سنار ان سنار آمنة مطمئنة داعيا كل النازحين بالرجوع إلى الولاية مؤكدا وقوف المقاومة الشعبية جنبا الي جنب مع القوات المسلحة .واكد ناصر عبدالله ناصر المدير التنفيذي بمحلية سنجة ان التحرير الحقيقي لسنجة هو إعادة الخدمات والأعمار مشيرا إلى عودة الخدمات الصحية واعدا باعادة الكهرباء في القريب العاجل .ويشار الى ان الاحتفال تم بحضور كل القوات النظامية وأمن الولاية والاستخبارات والجهاز التنفيذي للولاية .سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب