يمانيون../
وسَّعت القواتُ المسلحةُ نطاقَ نيرانها في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلّة ضمن تصعيد المرحلة الخامسة من عمليات الإسناد اليمنية لغزة، واضعةً العدوَّ الصهيوني أمام تطورات إضافية للتهديد المتصاعد الذي يقر بعجزه عن إيقافه أَو احتواء تأثيراته الأمنية والاقتصادية والاستراتيجية.

وأعلن المتحدثُ باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، الأحد، تنفيذَ عملية عسكرية نوعية جديدة، استهدفت محطة كهرباء (أوروت رابين) جنوبي منطقة حيفا المحتلّة، بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع (فلسطين2)، مؤكّـدًا أن العمليةَ حقّقت هدفها بنجاح.

وقد وثَّقت عدساتُ المستوطنين الصهاينة كالعادة وصول الصاروخ وفشل الدفاعات الجوية للعدو في التصدي له، كما تم توثيق اندلاع حريق في منطقة “الخضيرة” جنوبي حيفا، وهو ما أسقط بوضوح مزاعم جيش الاحتلال بشأن اعتراض الصاروخ قبل وصوله إلى أجواء الكيان.

وقد مثّلت العملية اتساعًا واضحًا لنطاق نيران القوات المسلحة في عمق كيان العدوّ الصهيوني؛ فهذه هي أول عملية معلنة يصل فيها صاروخ (فلسطين2) الفرط صوتي إلى هذا العمق، كما أن استهداف المحطة الكهربائية بعد ضربات سابقة استهدفت منشآت مماثلة في يافا والقدس المحتلّتين يعكس بدوره اتساع بنك أهداف عمليات الإسناد وقابليته لضم سلسلة مراكز حيوية نوعية في مواقع مختلفة داخل كيان العدوّ.

ويجسد ذلك ما كانت القوات المسلحة اليمنية قد توعدت به مؤخّرًا في بيان سابق حول امتلاكها القدراتِ اللازمةَ لتوسيع نطاق ضرباتها وبنك أهدافها في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وهو ما يعكس بوضوح استمرار تطوير القدرات العسكرية اليمنية إلى مستويات أعلى.

وقد أكّـدت القوات المسلحة على ذلك في بيان العملية الأخيرة، حَيثُ أوضح العميد يحيى سريع أن: “العملياتِ العسكريةَ الإسناديةَ للمجاهدينَ في غزةَ سوفَ تستمر بعونِ اللهِ بالتزامنِ مع التطويرِ المُستمرّ للقدراتِ العسكريةِ حتى تلبِّيَ متطلباتِ المرحلةِ وتستجيبَ لظروفِها وأهدافها وعلى رأسِها إجبار العدوّ الإسرائيليِّ على وقفِ عدوانِه على قطاعِ غزةَ ورفعِ الحصارِ عنها”.

وكان السيدُ القائدُ عبدُالملك بدر الدين الحوثي قد أكّـد أكثر من مرة خلال خطابات سابقة الحرصَ الدائمَ على الوصول إلى ما هو أكبر من مستويات التصعيد الراهنة؛ مِن أجلِ مضاعفة الضغوط على كيان العدوّ ورعاته.

ويمثل توسيع نطاق وبنك أهداف القوات المسلحة في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلّة صفعة قوية للعدو الصهيوني الذي يعيش حالة عجز ويأس معلَنة في مواجهة جبهة الإسناد اليمنية، فالعملية الجديدة تؤكّـد أن نتائج التقديرات الخاطئة للعدو بشأن اليمن لا تقتصر فقط على الفشل في وقف العمليات اليمنية أَو الحد منها، بل تشمل أَيْـضًا ارتدادات عكسية تضاعف درجة التهديد الأمني والاستراتيجي والاقتصادي الذي تشكّله هذه العمليّات؛ وهو ما يعني تكريس حالة العجز واليأس وترسيخ حتمية فشل كُـلّ المساعي التي يؤمل العدوّ أن تفضي إلى التأثير على الموقف اليمني.

وتكرس هذه العملية حقيقة امتلاك القوات المسلحة زمام فرض المعادلات، وهي الحقيقة التي يحاول العدوّ التغطية عليها وزعزعتها -بلا جدوى- من خلال الاعتداءات على اليمن وحملات التضليل الإعلامي والتحشيد ضد صنعاء، حَيثُ بات واضحًا أن قيادة جبهة الإسناد اليمنية قد حشرت العدوّ في مساحة عمل ضيقة جِـدًّا لا يستطيع أن يبدو فيها إلا “متأثرًا” وليس “مؤثِّرًا”، وهذا ما يعكسه استمرار وسائل إعلام العدوّ بتناول تداعيات وتأثيرات الضربات اليمنية والعجز “الإسرائيلي” عن وقفها، بدلًا عن محاولة التغطية عليها.

وفي هذا السياق، سلَّط موقع “جيروزاليم بوست” التابعُ للعدو الضوء في تقرير جديد على التأثير المعنوي للضربات اليمنية داخل كيان العدوّ، معتبرًا أن “إطلاق الصواريخ من اليمن في ساعات متأخرة من الليل يشكل أدَاة استراتيجية متطورة مصممة لخلق حالة من الإرهاق النفسي التراكمي، حَيثُ تعمل كُـلّ حادثة على تكثيف الشعور بالقلق والضعف”.

وقال الموقع: إن “إطلاق الصواريخ في الليل يعني أن يتحول كُـلّ ضجيج طفيف إلى حدث درامي، وهذا صحيح بشكل خاص في ضوء الاضطرابات الناتجة عن ذلك في دورات النوم لعشرات الآلاف من الإسرائيليين والإرهاق المتراكم الذي يليه”.

واعتبر أن “هَدَفَ إطلاق الصواريخ ليلًا هو هَدَفٌ نفسي بقدر ما هو عسكري، وهو يهدف إلى تقويض الشعور بالأمن؛ لأَنَّ الإخلال بالروتين الليلي يؤدي إلى نمو الشعور بالتهديد، مما يترك أثرًا نفسيًّا في اليوم التالي” مُشيرًا إلى أن “مثل هذه الحرب النفسية تقوِّضُ أَيْـضًا العلاقةَ بين الجمهور وقيادته، ذلك أن شعورَ الجمهور بالضعف قد يؤدي إلى زيادة الانتقادات الداخلية؛ مما يخلق ضغوطًا على القيادة”.

وقال الموقع: إنّ “المعركة ضد الإرهاق النفسي هي معركة يجب على “إسرائيل” أن تهيمن عليها، سواء على المستوى المحلي أَو العالمي” وهي إشارة واضحة إلى فقدان العدوّ السيطرة على مجريات المواجهة مع اليمن.

المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: القوات المسلحة کیان العدو المحتل ة فی عمق

إقرأ أيضاً:

«القاهرة الإخبارية»: غارات أمريكية تستهدف شرق العاصمة اليمنية صنعاء

أفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، في نبأ عاجل، بأن غارات أمريكية تستهدف شرق العاصمة اليمنية صنعاء، مؤكدة أن الطيران الأمريكي يقصف مواقع لجماعة الحوثي بمعسكر جربان جنوب صنعاء.

وأشارت إلى تحليق مكثف للطائرات الحربية الأمريكية في أجواء العاصمة اليمنية صنعاء.

ولفت موفد القناة إلى أن الغارات الأمريكية استهدفت شبكة الاتصالات في منطقة برع بمحافظة الحديدة اليمنية، مشيرًا إلى أنه يوجد تحليق مكثف للطائرات الحربية الأمريكية في أجواء العاصمة اليمنية صنعاء.

اقرأ أيضاً«القوة المميتة».. ماذا وراء حملة ترامب الجوية ضد الحوثيين في اليمن؟

بعد إعلان الحوثيين عن استهداف مدمرة أمريكية.. واشنطن تشن غارات على اليمن

ترامب: الهجمات الأمريكية على الحوثيين ستستمر حتى يتوقف تهديدهم لحرية الملاحة

مقالات مشابهة

  • أرقام الهروب الجماعي للأموال من “إسرائيل”.. طوفانٌ جارف لاقتصاد العدو
  • رسائل الخروج الجماهيري بعد شهر من العدوان الجديد.. اشتباكٌ مباشر مع استراتيجيات “الترهيب” الأمريكية
  • شركات الطيران تهدّدُ بالمغادرة.. جبهة الإسناد اليمنية تضاعفُ ضغوطَها الاقتصادية على العدو الصهيوني
  • العدو الصهيوني يصدر أوامر إخلاء لمناطق جديدة جنوبي قطاع غزة
  • «القاهرة الإخبارية»: غارات أمريكية تستهدف شرق العاصمة اليمنية صنعاء
  • بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن استهداف القطع الحربية المعادية شمالي البحر الأحمر على رأسها حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” (إنفوجرافيك)
  • العميد سريع : استهداف الحاملة ترومان والقطع المعادية في البحر الاحمر
  • عاجل| بالصواريخ والطائرات المسيرة.. القوات المسلحة تعلن تنفيذ عملية عسكرية ضد العدو الأمريكي (تفاصيل ما حدث + فيديو)
  • قافلة عيدية من إدارة تنمية المرأة في صنعاء للمرابطين في الجبهات
  • السيد القائد: عمليات الإسناد مستمرة سواء بعمليات بالقصف الصاروخي وبالمسيرات إلى فلسطين المحتلة أو في منع الملاحة الإسرائيلية في البحر