العثور على مقبرة جماعية بحلب تتطلب شيفرة لمعرفة الضحايا
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
كشفت وثائق رسمية خاصة -حصلت عليها قناة الجزيرة- عن عملية ممنهجة لدفن جثامين معتقلين من المستشفى العسكري التابع للنظام المخلوع في مقابر متفرقة بمدينة حلب، وذلك باستخدام نظام ترميز معقد يخفي هوية الضحايا.
وبحسب تقرير مراسل الجزيرة أحمد العساف، فإن المشكلة الرئيسية تكمن في وجود أرقام ورموز على الجثث بدلا من الأسماء، في حين أن السجلات التي تفك شيفرة هذه الرموز إما أتلفت أو فقدت، مما يجعل التعرف على هوية الضحايا أمرا شبه مستحيل.
وكشفت الوثائق عن آلية عمل منظمة تبدأ بقيام أجهزة مخابرات النظام المخلوع بإحضار جثامين المعتقلين الذين قتلوا مباشرة أو توفوا تحت التعذيب إلى المستشفى العسكري في حلب، ويقوم المستشفى بتنظيم وثيقة رسمية تتضمن رموزا تطابق ما سُلم من أجهزة المخابرات.
ووفقا لشهادة أحد الموظفين الرسميين في مكتب دفن الموتى التابع لبلدية مدينة حلب، فإن العبارات في الوثائق تشير صراحة إلى أن الجثامين تعود لمعتقلين، حيث يشير رمز حرف "أ" إلى أن الجثمان قادم من فرع الأمن العسكري.
نظام معقد
وأكد متعهد الدفن صبحي آل طه أنه شاهد عمليات دفن لكثير من الجثامين مجهولة الهوية في مقبرة بمنطقة النقارين بمدينة حلب وقبور أخرى في المدينة، وتتم عملية الدفن وفق نظام وثائقي ثلاثي يحمل الرموز نفسها في كل مرحلة، لكن دون أي إشارة إلى هوية المدفون.
إعلانوفي السياق نفسه، تم العثور على قبور في حي حلب الجديدة تحمل أرقاما واضحة وجثامين برموز محددة، وكشف التقرير عن وجود مقبرة جماعية قرب قرية خان العسل خارج مدينة حلب تفتقر إلى أي شواهد أو أرقام أو حتى معالم واضحة.
وبحسب متعهد الدفن، فإن نحو 7 آلاف شخص دفنوا في هذه المقبرة، مشيرا إلى أن كثيرا من الجثامين لم يتول دفنها بنفسه.
وتكشف هذه الوثائق والشهادات عن نظام معقد يهدف إلى إخفاء هوية الضحايا وطمس معالم الجرائم المرتكبة بحقهم، مما يصعب على ذويهم التعرف على مصيرهم أو مكان دفنهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
كيفية الدعاء للميت بعد الدفن.. أهم ما يقال عند القبر
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما هي كيفية الدعاء للميت بعد الفراغ من الدفن؟ حيث يوجد سائل يسأل عن الدعاء على المقابر بعد الفراغ من دفن الميت، وهل يكون سرًّا بأن يدعو كل من الحاضرين في نفسه، أو يكون جهرًا بأن يقوم أحدهم بالدعاء ويُؤمّن الآخرون على دعائه؟ وما السنة في ذلك؟
الدعاء للميت بعد الدفنوقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال إنه يسن الوقوف عند القبر ساعة بعد دفن الميت ويُسَنّ الدعاء له؛ لما رواه أبو داود والحاكم وقال صحيح الإسناد عن عثمان رضي الله عنه قال: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: «اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ وَسَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ؛ فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ»، وروى مسلم عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال: "إِذَا دَفَنْتُمُونِي فَشُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ شَنًّا، ثُمَّ أَقِيمُوا حَوْلَ قَبْرِي قَدْرَ مَا تُنْحَرُ جَزُورٌ وَيُقْسَمُ لَحْمُهَا حَتَّى أَسْتَأْنِسَ بِكُمْ وَأَنْظُرَ مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رُسُلَ رَبِّي"، وذلك إنما يكون بعد الدفن.
أما عن كيفية الدعاء للميت وهل يكون سرًّا أو جهرًا؟ فالأمر في ذلك واسع، والتنازع من أجل ذلك لا يرضاه الله ولا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بل هو من البدع المذمومة؛ إذ من البدعة تضييق ما وسع الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا شرع الله سبحانه وتعالى أمرًا على جهة الإطلاق، وكان يحتمل في فعله وكيفية إيقاعه أكثر من وجه، فإنه يؤخذ على إطلاقه وسعته، ولا يصح تقييده بوجه دون وجه إلا بدليل.
خطورة التضييق على الناسونهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الأغلوطات وكثرة المسائل، وبين أن الله تعالى إذا سكت عن أمر كان ذلك توسعة ورحمة على الأمة، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَرَضَ فَرَائِضَ فَلا تُضَيِّعُوهَا، وحرم حُرُمَاتٍ فَلا تَنْتَهِكُوهَا، وَحَدَّ حُدُودًا فَلا تَعْتَدُوهَا، وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ رَحْمَةً لَكُمْ مِنْ غَيْرِ نِسْيَانٍ فَلا تَبْحَثُوا عَنْهَا» رواه الدارقطني وغيره عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه، وصححه ابن الصلاح وحسنه الإمام النووي.
وبيَّن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فداحة جُرْم من ضيَّق على المسلمين بسبب تنقيره وكثرة مسألته فقال: «أَعْظَمُ الْمُسْلِمِينَ فِي الْمُسْلِمِينَ جُرْمًا رَجُلٌ سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ وَنَقَّرَ عَنْهُ فَحُرِّمَ عَلَى النَّاسِ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ» رواه مسلم من حديث عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيه رضي الله عنه.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا». فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلاثًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ»، ثُمَّ قَالَ: «ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ؛ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ» متفق عليه.