منتدى الإعلام السوداني: غرفة التحرير المشتركة

إعداد وتحرير: شبكة عاين

شرق تشاد : 5 يناير 2025 – نجت عائشة آدم إسحق من المذابح التي شهدتها مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور في بداية اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، في رحلة لجوء قاسية أوصلتها إلى مخيمات اللجوء في شرق دولة تشاد، لتجد نفسها أمام واقع أكثر مأساوية تنعدم فيه أبسط مقومات الحياة، بما في ذلك مياه الشرب.

تعاني عائشة بشدة في الوصول إلى المياه الصالحة للشرب، وبالكاد تحصل على جالون بسعة 16 لتراً عبارة عن حصتها اليومية بالمخيم، وهي كمية قليلة مقارنة بحاجتها الفعلية، مما يضطرها واللاجئات الأخريات إلى الذهاب لجلب مياه المجاري والوديان، وهي غير صالحة للشرب، وتشهد تغيراً في لونها ورائحتها بحسب ما ترويه في مقابلة مصورة مع (عاين).

وتقيم عائشة آدم إسحق حالياً في مخيم تنقوري شرقي تشاد، بعدما رُحِّلَت بجانب اللاجئين الجدد الذين وصلوا من السودان بعد حرب 15 أبريل، بشكل قسري من قبل السلطات التشادية، إذ كانت تأوي في معسكر أدري وهو قريب نسبياً من الخدمات الأساسية مثل مصادر مياه الشرب والمراكز الطبية، بحسب اللاجئين.

آلاف العطشى

وكان مخيم أدري شرقي تشاد يأوي آلاف اللاجئين السودانيين الذين فروا من إقليم دارفور بعد اندلاع الحرب في العام 2003م بين حكومة الرئيس المخلوع عمر البشير والحركات المسلحة، واستقبل الآلاف بعد نشوب قتال منتصف أبريل من العام 2023م، مما أدى إلى توسع في مساحة المخيم، وجرت احتكاكات بين اللاجئين والسكان المحليين الذين طالبوا بإخلاء اللاجئين من أراضيهم بحجة أنهم يرغبون في زراعتها.

وعلى خلفية هذه التوترات قررت السلطات التشادية ترحيل اللاجئين السودانيين الجدد إلى مخيم تنقوري الذي اُفْتُتِح مؤخراً، وهو يقع في منطقة نائية وبعيدة عن تمركز الخدمات الأساسية، وكان اللاجئون قد امتنعوا من الذهاب إليه نتيجة لمخاوفهم بشأن الخدمات الأساسية والأمن، لكن السلطات رحلتهم بشكل قسري إلى هناك.

وتروي عائشة آدم إسحق أن مخيم تنقوري الجديد يشهد أزمة حادة في مياه الشرب، وفي عدة مناسبات تسببت المياه في احتكاكات بين اللاجئين والمجتمعات المحلية المضيفة، في ظل غياب تام للمنظمات الإنسانية التي يستوجب حضورها لتقديم الغذاء والمياه للاجئين.

وتقول “يضطر اللاجئون إلى الذهاب للوادي، مجرى مائي، لجلب المياه رغم أنها غير صالحة للشرب وملوثة، وتسبب الأمراض خاصة للأطفال، حيث تسير النساء مسافات طويلة بأقدامهن للوصول إلى الوادي لجلب المياه وبجانبها يحملن أطفالهن على ظهورهن، نسبة لانعدام الخيارات”.

معاناة ممتدة

من جهتها، تقول اللاجئة فاطمة آدم إدريس لـ(عاين) إن “معسكر تنقوري يشهد انعداماً كاملاً للخدمات، ظللنا 12 شهراً في المخيم ننقل المياه على رؤوسنا ونحن لا نستطيع تحمل أكثر من ذلك، كما أن غياب الدواب ساهم في معاناتنا. نحن بحاجة إلى المياه والغذاء والأغطية والملابس خاصة ونحن في موسم الشتاء”.

فيما تشير اللاجئة أميرة مصطفى إسحق أن الحياة في مخيم تنقوري ليست بالسوء الشديد، والمشكلة الوحيدة التي تؤرقهم هي عدم توفر المياه الصالحة للشرب.

وتقول في مقابلة مع (عاين) “نذهب إلى الوادي؛ لأن مياهه أفضل مقارنة بالمياه الجوفية التي تستخرج بالمواسير من باطن الأرض، في كثير من الأحيان نتلقى المساعدات من أقاربنا، لغيابها في المخيم”.

وتأوي تشاد أكثر من 600 ألف لاجئ سوداني، وصلوها بعد حربي 2003 في دارفور، ومنتصف أبريل 2023م، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والتي أطلقت نداء خلال وقت قريب من الآن لإنقاذ أوضاع اللاجئين في مخيمات شرق تشاد، والتي قالت إنها وصلت مرحلة حرجة.

منتدى الاعلام السودانى

ينشر هذا التقرير بالتزامن في منصات المؤسسات والمنظمات الإعلامية والصحفية الأعضاء بمنتدى الإعلام السوداني

الوسوماللاجئون السودانيون تشاد حملة ساندوا السودان منتدى الإعلام السوداني

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: اللاجئون السودانيون تشاد حملة ساندوا السودان منتدى الإعلام السوداني

إقرأ أيضاً:

عدن.. مباحثات يمنية أممية بشأن اللاجئين

بحث وكيل وزارة الداخلية لقطاع الخدمات المدنية اللواء الركن عبدالماجد برك العامري، الاثنين، مع وفد رفيع من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، سبل تعزيز أوجه التعاون والشراكة مع المنظمة، وتوسيع مجالات وأنشطة التسجيل للاجئين وطالبي اللجوء غير الصوماليين إلى اليمن.

 

وحسب الإعلام الأمني التابع للداخلية، تطرق اللقاء الذي ضم مدير عام فرع مصلحة الهجرة والجوازات عدن ومدير عام حقوق الإنسان بوزارة الداخلية العميد عارف عريم، وعدد من مدراء الإدارات في فرع المصلحة عدن المختصين بشؤون اللاجئين، إلى مناقشة تنفيذ نظام ProGres v4 المحدث في مراكز تسجيل التابعة لمصلحة الهجرة والجوازات والجنسية.

 

وتناول الجانبان سبل تعزيز التعاون المستقبلي، ومبادرات تبادل المعرفة والخبرات، وتطوير مشاريع مشتركة من شأنها أن تسهم في تعزيز الخدمات، وعددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

 

وخلال اللقاء أكد الوكيل العامري إهتمام قيادة الوزارة ممثلةً بمعالي الاخ اللواء الركن إبراهيم علي حيدان وزير الداخلية بالإرتقاء بمستوى الخدمات التي يقدمها قطاع الخدمات المدنية بالوزارة والمصالح التابعة للقطاع وخاصة مصلحة الهجرة والجوازات وتوسيع مجالات التعاون والتنسيق بشأن اللإجئين في بلادنا.

 

من جانبهم أكد وفد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، على تعزيز التعاون مع قطاع الخدمات بوزارة الداخلية بما فيهم مصلحة الهجرة والجوازات والجنسية وتقديم الدعم اللازم لمراكز الإيواء واللاجئين بما يسهم في تقديم الخدمات اللازمة للمهاجرين، والتنسيق مع المعنيين بشأن اللاجئين في اليمن.


مقالات مشابهة

  • بيان من تجمع الدبلوماسيين السودانيين بشأن الجرائم والانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين العزل
  • هل تم منع السودانيين من السفر على قطارات السكة الحديد بمصر؟
  • انقطاع خط ميرساد للكهرباء يضاعف معاناة سكان ديالى ويزيد من ساعات انقطاع التيار
  • ثمنا للشمس .. حين تقاوم المرأة الفلسطينية السجّان
  • تشاد تعلن انتهاء المرحلة الانتقالية وتشكيل برلمان جديد
  • محظورات على اللاجئين في القانون الجديد
  • عدن.. مباحثات يمنية أممية بشأن اللاجئين
  • قبل مشاركتها في مسلسل الغاوي.. كيف تختار عائشة بن أحمد أدوارها؟
  • بالصور: شاهد جانباً من معاناة أطفال غزة في البحث عن المياه
  • ترحيل السودانيين من جنوب السودان والله شي عجيب!