وأوضح أن هذه العلاقة شهدت تفاعلا مثمرا منذ ظهور الإسلام حتى العصر العثماني، فقد استفاد المسلمون واليهود من التبادل المعرفي، رغم ضعف اهتمام العالم الإسلامي باللغة العبرية وتقاليد اليهودية في تلك الحقبة.

وأشار البدوي إلى أن ضعف الاهتمام باللغة العبرية تاريخيا كان نتيجة لعدم اعتبار اليهودية تهديدا حضاريا للإسلام.

وبيّن أن الاستثناء الوحيد كان خلال العصر العباسي مع ظهور طائفة اليهود القرّائين في العراق، لكنها سرعان ما أُحكمت عليها السيطرة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4المسألة اليهودية وحلول بديلة عن مأزق الحل الصهيونيlist 2 of 4أبرز الجماعات اليهودية المدافعة عن فلسطينlist 3 of 4صهاينة أميركا.. ماذا تعرف عن الشخصيات الخفية التي أنشأت إسرائيل؟list 4 of 4لا تعد كثيرًا إلى التاريخ.. بين يديك غزة!end of list

ومع ذلك، يؤكد البدوي أن هذه الرؤية لم تعد كافية لفهم اليهودية اليوم، خصوصا في ظل تعقيد السياسات الإسرائيلية التي تستند إلى نصوص التوراة والتلمود، فهذا يتطلب دراسة معمقة لهذه النصوص.

وأوضح أن الترجمة العربية للنصوص الدينية اليهودية كانت محدودة تاريخيا، فلم يُترجم المسلمون التلمود أو التوراة بدقة، مما أدى إلى فجوة معرفية تعيق فهم اليهودية.

تشتت للجهود

وأشار البدوي إلى أن المشهد المعاصر يعاني من غياب الجهود المؤسسية لجمع الكفاءات العربية المتخصصة في الدراسات اليهودية، وأن ذلك قد أدى إلى تشتت الجهود بين دول وقارات مختلفة.

وأوضح أن هذا التشتت يشكل عائقا أمام بناء رؤية متماسكة تمكن العالم العربي من مواجهة التحديات الثقافية والسياسية الراهنة المرتبطة بالصراع مع إسرائيل.

إعلان

وتحدث البدوي عن ضرورة إعادة النظر في الدراسات اليهودية لتجاوز الصور النمطية القديمة، مؤكدا أهمية إدراك التحولات التاريخية التي شهدتها اليهودية في العصر الحديث.

ولفت إلى أن جهود نابليون بونابرت في دمج اليهود داخل المجتمع الفرنسي من خلال "السانهدرين الجديد" كانت نقطة تحول، لكنها واجهت تحديات على مستوى اليهود وأوروبا نفسها، مما أدى إلى انقسام بين التيارات اليهودية.

وتطرق البدوي إلى التيارات المختلفة في اليهودية الأوروبية، مثل التيار الإصلاحي الذي قاده موشيه مندلسون، والتيار الأرثوذكسي الجديد بقيادة شمشون رفائيل هيرش، والتيار الحريدي ذي الطابع الصوفي في أوروبا الشرقية.

بين التحديث والمحافظة

وأوضح أن هذه التيارات عكست تنوع التجارب اليهودية بين محاولات التحديث والمحافظة على التقاليد، مع ظهور تيارات مثل الحسيدية التي أدخلت أجواء البهجة كالرقص والغناء لتخفيف الجمود الفقهي.

وأشار إلى أن فشل محاولات اندماج اليهود في أوروبا الغربية، مثل حادثة محاكمة الضابط الفرنسي دريفوس، دفع تيودور هرتزل إلى تأسيس الحركة الصهيونية بهدف إنشاء وطن قومي لليهود.

وأوضح أن الصهيونية تأثرت بالصراعات الدينية والعلمانية داخل اليهودية، فشكل ذلك تناقضا مع تقاليدها التي ترفض الذهاب إلى فلسطين بالقوة، وهو ما واجه معارضة شديدة من قبل بعض التيارات الدينية والحاخامات.

وفي سياق حديثه عن اهتمامه الأكاديمي، كشف الدكتور البدوي أن اختياره لدراسة اليهودية كان بدافع فهم الخلفيات الثقافية والدينية المرتبطة بالصراع العربي الإسرائيلي.

وأوضح أن هذا التوجه كان نتيجة لغياب تخصصات اللغة العبرية والدراسات اليهودية في الجامعات التونسية، مما دفعه لاستكمال دراسته في فرنسا.

نقطة تحول

وأكد أن تعلم اللغة العبرية كان نقطة تحول أساسية في مسيرته الأكاديمية، إذ أتاح له التعمق في دراسة العلاقات الإسلامية اليهودية في القرون الوسطى.

إعلان

وتحدث البدوي عن نشأته في مدينة أريانة التونسية ضمن عائلة تجمع بين التراث الإسلامي والروح القومية، مشيرًا إلى أن والده، خريج جامعة الزيتونة، كان له تأثير كبير على تشكيل وعيه الثقافي والمعرفي.

وأضاف أن نشأته في بيت مملوء بالحوار الشعري والثقافي شكلت دافعًا لاختيار مسار أكاديمي يهتم بالثقافات المختلفة، كما أكد أن اهتمامه بالدراسات اليهودية لم يكن وليد المصادفة، بل نتيجة لشغفه بإبراز أهمية الحوار الثقافي والتفاعل الحضاري بين الأديان.

وأشار البدوي إلى أن الصهيونية الحديثة ليست سوى نتاج التاريخ الأوروبي، فقد تداخلت فيها الصراعات الدينية والسياسية، مؤكدا أن فهم اليهودية بشكل شامل يتطلب جهودا أكاديمية مؤسسية تبتعد عن الصور النمطية وتواجه التحديات الراهنة بعمق.

5/1/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الیهودیة فی البدوی إلى وأوضح أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس هيئة الدواء: حصلنا على التصنيف المتقدم في الرقابة على الأدوية

قال الدكتور علي الغمراوي رئيس هيئة الدواء حصلت علي التصنيف المتقدم في الرقابة على الأدوية واللقاحات المصنعة محليًا، من منظمة الصحة العالمية لافتا انه انجاز لم يكن يتحقق لولا جهود الهيئة تحت توجيهات القيادة السياسية.

وأشار إلى أن هذا الإنجاز الكبير يفتح الأبواب لأسواق تصديرية جديدة، واستثمارات أجنبية ضخمة، ويسهم في تعميق عملية توطين صناعة اللقاحات والأدوية الحيوية.

وأشار إلى أن رحلة مصر مع اعتماد منظمة الصحة العالمية تم عندما استطاعت مصر في مارس ٢٠٢٢ الحصول على اعتماد منظمة الصحة العالمية "مستوى النضج الثالث" في مجال اللقاحات، وأن التحدي الأكبر كان الوصول إلى ذات المستوى في مجال الدواء، وهو ما تم فعليا في ديسمبر ٢٠٢٤.

مقالات مشابهة

  • الرجل الأهم في قرارات الحرب.. قراءة في الأفكار الدينية لوزير الدفاع الأميركي
  • مدبولي: زيارة ماكرون لمصر جاءت في توقيت مهم
  • النشرة الدينية| علامات قبول العبادة في رمضان.. وجمعة يكشف عن الكلمات العشر الطيبات وأمين الفتوى يوضح
  • وظائف إدارية وصحية بالمركز السعودي لسلامة المرضى بالرياض
  • الاعلام العبري يتحدث عن أسوأ لقاءات “نتنياهو” مع ترامب
  • رئيس هيئة الدواء: حصلنا على التصنيف المتقدم في الرقابة على الأدوية
  • مطيع: أهدي فوزي بمنصب نائب رئيس الاتحاد العربي للجودو للقيادة السياسية الداعمة للشباب
  • نظر دعوى حظر فدوى مواهب ومنعها من التدريس والدعوة الدينية 26 أبريل
  • العدوان الأمريكي يشن 30 غارة على العاصمة ومحافظات صنعاء ومأرب والحديدة
  • أحمد فوزي صالح: ريهام وفتحي وإياد كانوا بيلعبوا ماتشات تمثيل.. وعصام عمر وطه دسوقي نجوم مصر الجايين