عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد، ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني الأسبوعي تحت عنوان "مظاهر الإعجاز في خلق الذباب" بمشاركة الدكتور مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر، وعضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، وأدار اللقاء الدكتور مصطفى شيشي، مدير إدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر، وحضور عدد من الباحثين وجمهور الملتقى، من رواد الجامع الأزهر.

وقال الدكتور مصطفى إبراهيم، إن حديث الرسول "إذا وقع الذباب في شراب أحدكم؛ فليغمسه، ثم لينزعه؛ فإن في أحد جناحيه داء، وفي الآخر شفاءً"، من الناحية العلمية نجد أن كلمة "إذا" التي بدأ بها الحديث، أداة شرط، وهي تفيد الحالات الطارئة، وليس على الإطلاق، وهو رد على الاتهامات التي تفتري على الرسول بأنه يأمر بوضع الذباب في الشراب أو الطعام، موضحًا أنه تم تشكيل فرق بحثية من كلية العلوم وكلية الصيدلة بجامعة الأزهر، للتحليل العلمي للذباب من خلال تجميع عينات من مختلف أنواع الذباب في المناطق المختلفة، عن طريق التشريح الدقيق للذباب، وتوصلت الفرق البحثية، إلى وجود بعض الميكروبات على أحد جناحي الذبابة، التي تسبب في العديد من الأمراض، وعلى الجناح الأخر للذبابة وجدنا الدواء للعديد من هذه الأمراض الخطيرة، وتم الرد بهذه النتائج العلمية على كل الباحثين الذين أنكروا هذه الحقيقة، ومن خلال هذه الدراسة التي أجريناها على الذباب اكتشفنا 5 مضادات حيوية لم تكن معروفة من قبل، كما أن هذا الحديث يحثنا على البحث والعلم لنتوصل إلى الحقائق والكشوف التي تفيدنا في حياتنا.

وأوضح عضو لجنة الإعجاز العلمي، أن هناك الكثير من الحشرات بها مضادات حيوية، لأن الله سبحانه وتعالى لم يخلق شيئًا مضرًا على إطلاقه، فلو نظرنا إلى الثعبان نجد أنه رغم الصورة المخيفة التي رسمت في عقول الكثيرين حول الثعبان، نجد أن هناك حاليًا 120 مرض على مستوى العالم يتم علاجه من خلال سم الثعبان، كما تعتمد 90% من الأدوية الحالية في مادتها الفاعلة على الحشرات، لو نظرنا إلى الذباب لوجدناه يمثل أكاديمية متكاملة للبحث العلمي، لأن هناك 64 ألف نوع من الذباب منتشرة في جميع أنحاء العالم، كل نوع يمكن الاستفادة منه في استخراج مضادات حيوية جديدة، وكل نوع من الذباب ممثَل بالمليارات في هذا الكون، ويتكاثر بشكل كبير  مقارنة بالكائنات الأخرى.

وأضاف عضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، أن الذبابة لا تسقط في الطعام، ولكنها تطفؤ على سطح الطعام والشراب، وبالملاحظة والبحث تبين أنها عند سقوطها تميل على جناحها الذي به داء، وما يثبت من الناحية الفزيائية صدق حديث الرسول ﷺ في ضرورة غمس الذبابة عند الضرورة في الآنية، للقضاء على الميكروبات التي تنتشر من خلال جناحها الذي يحمل الداء، مبينًا أن حديث الذبابة به العديد من وجوه الإعجاز العلمي، ففي هذا الحديث العظيم ظهرت إشارة إلى المفاهيم الفيزيائية كالتوتر السطحي، والمفاهيم الكيمائية كالتفاعلات التي تحدث عن تفاعل الذباب بالطعام والشراب، وإشارة إلى المفاهيم الطبية من خلال الكشوف الطبية الكبيرة، ثم علم الحشرات، ثم الإعجاز البياني والبلاغي.

وبين عضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، أن عملية الغمس التي أمرنا بها الرسول صلى الله عليه وسلم، لها دلالة علمية، وهو ما يعرف بالأجسام المضادة، من خلال إفراز الدواء للقضاء على الميكروبات التي تسبب بها الجناح الآخر. 
 
كما أكد الدكتور مصطفى شيشي، أن العلم الحديث هو الذي رد على الشبهات التي جاءت حول حديث "إذا وقع الذباب في شراب أحدكم؛ فليغمسه، ثم لينزعه؛ فإن في أحد جناحيه داء، وفي الآخر شفاءً" لأن العلم أكد الحقائق التي جاءت في الحديث الشريف، كما أن  الأمر بالغمس في الحديث الشريف ليس على سبيل الوجوب وإنما على سبيل النصح والإرشاد من أجل من تضطره ظروفه إلى هذا الطعام بعينه، أو من يكون في استغناءه عن هذا الطعام أو الشراب سبب في هلاكه، كمن هو على سفر كما كان في الماضي ويقطع المسافر وقتا كبيرًا لبلوغ سفره، كما أن الحديث فيه إشارة إلى الاقتصاد والمحافظة على الطعام والشراب وعدم الإسراف، ففي كل هؤلاء جاء الحديث ليطمئنهم أن الضرر الذي يصيب الطعام بسبب الذباب مقرون به الدواء والشفاء.

يذكر أن ملتقى "التفسير ووجوه الإعجاز القرآني" يُعقد الأحد من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى إلى إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حديث الذباب الأزهر الشريف الجامع الأزهر النصح المزيد الدکتور مصطفى الذباب فی من خلال

إقرأ أيضاً:

إطلاق «السياسة الوطنية للحفاظ على التراث المعماري الحديث»

أبوظبي (وام)
أطلقت وزارة الثقافة «السياسة الوطنية للحفاظ على التراث المعماري الحديث»، خلال حفل أُقيم بالمسرح الوطني التابع للوزارة في أبوظبي، بمشاركة عدد من المسؤولين والخبراء والمهتمين بالشأن الثقافي والتراثي بدولة الإمارات.  
وتهدف هذه السياسة إلى وضع رؤية وتوجهات وطنية شاملة تُعنى بالتراث المعماري الحديث، تحقيقاً لاستراتيجية الوزارة نحو تعزيز الهوية الوطنية وترويج التراث الثقافي، وترسيخ القيم التاريخية والثقافية لهذا التراث، ودعم الابتكار والإبداع في هذا المجال، حيث تُشكل المعالم المعمارية جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية وعناصر التراث الثقافي المادي للدولة، كما تعكس قيماً ثقافية متعددة تُسهم في تعزيز التلاحم الوطني والتكاتف المجتمعي.
وتضمنت فعالية إطلاق السياسة الوطنية، الاجتماع الاستثنائي الأول مع الجهات الاتحادية والمحلية المعنية، لاستعراض جهودها في مجال التراث المعماري الحديث، ومناقشة سبل التعاون على تنفيذ السياسة، إضافةً إلى تحديد الأولويات للمبادرات المزمع تنفيذها خلال السنوات القادمة.

  أخبار ذات صلة «الحلم».. عرض سينمائي يضيء على تجربة الفنان محمد الأستاد برنامج الشراكات الاقتصادية الشاملة للإمارات يصل إلى محطته الـ20

وأكد مبارك الناخي، وكيل وزارة الثقافة، في كلمته، أن السياسة تأتي في إطار الجهود المستمرة للوزارة للحفاظ على المعالم الحضارية والتاريخية التي تعكس عراقة الهوية الوطنية لدولة الإمارات.
وقال إن العمارة الحديثة ليست مجرد مبانٍ، بل هي جزء لا يتجزأ من سردية المكان وهوية الفرد، تعكس قصة تطور دولتنا ونهضتها، مؤكداً أن حماية التراث المعماري الحديث مسؤولية جماعية تتطلب تنسيق الجهود بين مختلف الجهات المعنية، للحفاظ على هذا الإرث الحيوي وضمان استمراريته للأجيال القادمة.

عرض تفصيلي
وقدمت شذى الملا، القائم بأعمال وكيل الوزارة المساعد لقطاع الهوية الوطنية والفنون، عرضاً تفصيلياً تناول أهداف «السياسة الوطنية للحفاظ على التراث المعماري الحديث»، مؤكدة أن هذه السياسة تهدف إلى الحماية والحفاظ على التراث المعماري الحديث، وتعزيز التعاون بين الجهات الحكومية، المؤسسات الأكاديمية، جمعيات النفع العام، والقطاع الخاص، ورفع مستوى الوعي المجتمعي، تعزيز الفخر بالهوية الوطنية، دعم جهود التعليم والبحث العلمي، وتعزيز المكانة العالمية لدولة الإمارات في مجال الحفاظ على التراث المعماري.
وأشارت إلى أن السياسة تسهم في تعزيز السياحة الثقافية من خلال إبراز القيمة المعمارية لهذه المباني وجذب الزوار والمهتمين بتاريخ العمارة، ودعم أجندة التنمية المستدامة على المستويات الاقتصادية، البيئية، والاجتماعية، محلياً وعالمياً، كما تركز السياسة على دعم الابتكار عبر تشجيع الفنانين والمهندسين المعماريين الشباب على استلهام التراث المعماري في تصاميمهم المستقبلية، بما يضمن استدامة هذا الإرث الثقافي.
وأدارت الملا جلسة نقاشية بعنوان «الذاكرة المعمارية.. الحفاظ على التراث الحديث في الإمارات»، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين الذين ناقشوا مفهوم التراث المعماري الحديث في سياق دولة الإمارات، والتطرق للتحديات والفرص الموجودة في هذا المجال، كما استعرضوا الجهود الحكومية المبذولة للحفاظ على هذا التراث، وناقشوا آليات تعزيز مساهمة المجتمع في هذه الجهود.

اتفاقيات ومذكرات تفاهم 
وشهد الحفل توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، منها توقيع ميثاق الحفاظ على التراث الحديث بين الجهات المعنية في الدولة، الذي يؤكد التزامها بالحفاظ على المعالم المعمارية ذات القيمة الثقافية، كذلك توقيع مذكرة تفاهم مع جامعة زايد لإطلاق برنامج تمويلي لدعم الأبحاث والدراسات في مجال التراث المعماري الحديث، الذي سيوفر فرصاً للطلاب والباحثين والأكاديميين المعماريين والفنانين والمهتمين بهذا المجال، وكذلك مع «مجرى» - الصندوق الوطني للمسؤولية المجتمعية، بالإضافة إلى دعم مشروع البرنامج الوطني لمنح الثقافة والفنون، ومشروع دعم وتمكين الحرفيين الذي يهدف إلى ربط الحرفيين الإماراتيين ودمجهم مع أصحاب المصلحة والمعنيين في القطاعات الصناعية لخلق فرص استثمارية، إضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم مع جمعية التراث المعماري، لتوثيق المباني ذات القيمة الوطنية في مختلف إمارات الدولة، مما سيسهم في إنشاء قاعدة بيانات شاملة تسلط الضوء على المباني ذات الأهمية التاريخية والثقافية.

ريادة عالمية في صون التراث
يأتي إطلاق السياسة في وقت تشهد فيه دولة الإمارات تطوراً متسارعاً في مختلف المجالات، حيث تعكس الجهود المبذولة في أبوظبي، ودبي، والشارقة لحماية التراث المعماري الحديث، والتي تعد نموذجاً يُحتذى به على المستوى الوطني.
ومن خلال هذه السياسة، تعزز الدولة التزامها بحماية هويتها الثقافية وتراثها الحضاري، انسجاماً مع رؤيتها الوطنية الطموحة و«مئوية الإمارات2071»، التي تهدف إلى ترسيخ مكانة الإمارات كدولة رائدة عالمياً في صون التراث وإثرائه للأجيال القادمة.

مقالات مشابهة

  • درس التراويح بالجامع الأزهر: استثمار الوقت في الطاعات سبيل للفلاح في الدنيا والآخرة
  • المفتي: فلسفة الإسلام في الميراث قائمة على العدل وليس التمييز بين الرجل والمرأة
  • رئيس جامعة الأزهر في يوم الشهيد: الشهادة في سبيل الله أرفع المنازل وأعظم الأعمال
  • هل ابتلاع بقايا الطعام التي بين الأسنان يفسد الصيام؟.. الإفتاء تجيب
  • شيخ الأزهر: التاريخ سيقف طويلًا وهو يحني الرأس للمرأة الفلسطينية التي تشبثت بوطنها
  • حسن جلبي.. تألق فن الخط العربي في العصر الحديث
  • حسن الرداد: مسلسل بابلو من تأليف حسان دهشان وليس ماجد المصري
  • ما حقيقة الحديث عن وجود ماهر الأسد في العراق؟
  • ما حقيقة الحديث عن وجود ماهر الأسد في العراق؟ - عاجل
  • إطلاق «السياسة الوطنية للحفاظ على التراث المعماري الحديث»