البطريرك مار اغناطيوس يترأس قداس ليلة عيد الدنح "الغطاس" ببيروت
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ترأّس البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، القداس الإلهي الذي احتفل به الأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، في ليلة عيد الدنح أي الظهور الإلهي (الغطاس)، وهو عيد عماد يسوع على يد يوحنّا المعمدان في نهر الأردن، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف - بيروت.
شارك في القداس المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والشمامسة، وجمع من المؤمنين.
في بداية القداس، أبينا البطريرك رتبة عيد الدنح وتبريك المياه بحسب الطقس السرياني الأنطاكي، فوشّح أحد المؤمنين بخمار أبيض ممثّلاً إشبين الرب يسوع بحسب العادة المتَّبَعة.
وطاف بزيّاح مهيب داخل الكنيسة، يتقدّمه الإكليروس والإشبين حاملاً قنّينة الماء التي يعلوها الصليب المقدس.
بعدئذٍ بارك المياه المهيَّئة كي يأخذها المؤمنون للبركة، والصحّة نفساً وجسداً وروحاً، والحماية من المضرّات، ونيل النِّعَم والمعونات.
ثمّ أقام البطريرك بركة الجهات الأربع بالصليب المقدس والمياه المبارَكة.
وفي موعظته بعد انتهاء الرتبة، تحدّث أبينا البطريرك عن هذا اليوم "ليلة عيد الدنح، والدنح كلمة سريانية ܕܶܢܚܳܐ تعني الظهور، الظهور الإلهي، ظهور يسوع في نهر الأردن، وهو ابن الآب وكلمته الأزلي، وقد حلّ عليه الروح القدس.
هذا العيد، عيد الظهور الإلهي، عيد قديم في المسيحية، لا بل هو أقدم عهداً من عيد الميلاد في 25 كانون الأول. فالمسيحيون كانوا يحتفلون بظهور يسوع، وقد سمعنا مار بولس الرسول في رسالته إلى تلميذه تيطس يذكّره بأنّ رحمة الله ظهرت لنا في آخر الأزمنة بالمسيح".
ونوّه البطريرك إلى أنّ "ظهور يسوع لنا كمسيح مخلّص يدلّ على الرحمة الإلهية التي تحنّنت علينا، نحن البشر، وتجلّت بظهور المسيح بولادته متأنّساً في أحشاء مريم العذراء، وظهوره في نهر الأردن كأحد الأقانيم الثلاثة من الثالوث الأقدس، وقد شهد عنه يوحنّا المعمدان قائلاً: يأتي بعدي من كان قبلي، أي أنّ المسيح الذي تعمَّد على يد يوحنّا المعمدان هو المسيح المخلّص، بشهادة يوحنّا المعمدان. هذا العيد إذاً، عيد عماد يسوع وظهوره، عيد مهمّ جداً في المسيحية، وهو من أقدم الأعياد بعد عيد القيامة".
ولفت البطريرك إلى أنّ "الكنيسة تحتاج إلى محبّة الجميع، كي يكونوا شهود الخلاص لمن هم حولهم وللعالم الذي يعيشون فيه، ونعلم جيّداً مدى الآلام والمعاناة والاضطرابات التي تحصل حولنا في بلدان عدّة في شرقنا.
فهنا في لبنان، نأمل، كما يَعِدوننا، أن نصل إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية في الأيّام القريبة القادمة. لكنّ المهمّ أن يكون هؤلاء النواب وكلّ السياسيين جدّيين ويصرّوا على إجراء هذا الانتخاب، مهما كانت الظروف صعبة، ومهما اختلفت الآراء والنظريات بين الأحزاب والقوى السياسية".
وتناول البطريرك "الأوضاع الراهنة في سوريا، حيث يحتاج إخوتنا وأخواتنا هناك إلى صلواتنا، كي يستطيع جميع المواطنين، على اختلاف تعدُّديتهم، أكانت دينية أو طائفية أو إثنية، أن يعيشوا بالمساواة الكاملة، وبروح المواطَنة الحقّة، كي يظلّ أبناؤنا ثابتين وراسخين في أرض آبائنا وأجدادنا".
وختم البطريرك موعظته متضرّعاً إلى "يسوع الذي ظهر بألوهته معتمداً في نهر الأردن على يد يوحنّا سابقه، أن يديم نعمته علينا، نحن المؤمنين به. والإيمان اليوم ليس أمراً سهلاً، لذا علينا تجديد إيماننا في قلوبنا ونفوسنا كلّ لحظة، لأنّ ما نعيشه في بلادنا في الشرق من أوضاع صعبة وتحدّيات كبيرة لا يعطينا الأمل، لكنّنا، مع ذلك كلّه، سنبقى أبناء الرجاء، راسخين بالإيمان والرجاء والمحبّة، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، سيّدة النجاة، ومار يوحنّا المعمدان، وجميع القديسين والشهداء".
وبعد البركة الختامية، تمّ توزيع قناني المياه المبارَكة على المؤمنين، بركةً لهم ولعائلاتهم ومنازلهم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس فی نهر الأردن
إقرأ أيضاً:
قداس عن راحة انفس شهداء تفجير كنيسة سيدة النجاة- زوق مكايل
أقيم قداس عن راحة انفس شهداء تفجير كنيسة سيدة النجاة- زوق مكايل، بدعوة من حزب "القوات اللبنانية"، ترأسه الاب بطرس يوسف بمعاونة الاب إيلي اندراوس، وشارك فيه الوزير السابق ملحم رياشي ممثلا رئيس حزب "القوات" الدكتور سمير جعجع، النائب زياد حواط، رئيس بلدية المحلة الياس بعينو واعضاء المجلس البلدي، المختارة جوزيان خليل، الأمين العام للحزب إميل مكرزل، منسق الحزب في كسروان نهرا بعيني، واعضاء الهيئة التنفيذية في "القوات" واعضاء المجلس المركزي في الحزب، اعضاء منسقية كسروان، سفيرة ACAT France أنطوانيت شاهين وأهالي الشهداء العشرة الذين سقطوا في التفجير.
بعد الإنجيل المقدس، القى الاب يوسف عظة استهلّها بتعداد أسماء الشهداء العشرة الذين سقطوا في 27 شباط من العام 1994، وقال:" كانت فاجعة ومجزرة في قلب كنيسة سيدة النجاة في وسط كسروان، عشرة شهداء وأكثر من ستين جريحا، إضافة إلى الشهداء الأحياء. ان الأيدي الأثيمة التي امتدّت على كنيسة العذراء ام يسوع المسيح هي امتدّت على حقوق المسيحيين وان الكنيسة هي دائما إلى جانب أبنائها".
تابع:"خلال فترة التسعينات، كانت فترة فيها وجع وظلم وطعن فيها الحق. تسبب التفجير الأثيم باضطهاد حزب القوات اللبنانية وظلمه لا سيما الدكتور سمير جعجع لمدة 11 عاما. هذه الحقيقة لا دخل لها بالسياسة، انها حقيقة وجدانية في الحياة المسيحية".
ولفت إلى انهم استغلوا هذا التفجير "كي ينتقم أعداء صليب المسيح، لكن الحق عاد لاصحابه"، وقال:" يسوع المسيح هو اله الكون وليس فقط اله المسيحيين، نحن نعترف به ونشهد له، وتحت أقدامه في منطقة نهر الكلب، كثر كتبوا اسماءهم انهم احتلوا بلدنا، كلهم ذهبوا وبقي لبنان وبقي يسوع".
وأعتبر انه في العام 2005 "تذوقنا الحرية انما لم تكن كاملة"، واستذكر الاب يوسف بكلامه البطريرك الراحل صفير ومواقفه ونداء بكركي الشهير عندما قال " فل الاحتلال الاسرائيلي، خلي الاحتلال السوري يفل، وليبق فقط اللبنانيون"، وأشار إلى ان "هذا ما حصل، طبعا انا لا أقول ان القوات اللبنانية وحدها كانت في الساحات، طبعا كان هناك غيرها، انما هي كانت في صلب الوجع وتحمل الجرح إلى ان تم الحق وخرج الحكيم من المكان الذي صمد فيها ظلما".
ودعا الاب يوسف إلى الصلاة "لأنه مهما طال الظلم ومهما قيل لنا أنكم تحلمون، أقول كما قال الراحل الحبيس أبونا أنطونيوس طربيه ان لبنان حسكة في زلعوم من يريد ان يبتلعه ووجه مسيحي للابد"، لافتا إلى "أننا لا نعتدي على احد ولم نعتد يوما، انما من سيأتي إلى هنا عليه ان يعرف ان هذا المكان ليس له وسيرحل ونحن سنبقى. لقد ذهب المحتل ومن فجر ولبنان باق وكنيسة سيدة النجاة".
وفي نهاية القداس، توجه الجميع إلى مكان النصب التذكاري للشهداء، حيث وضع إكليل من الزهر.