في مفارقة غريبة..القضاء الفرنسي يفرض تدريس العربية في مدرسة بعثة بالرباط رغم اعتراض آباء مغاربة
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
أصدر مجلس الدولة الفرنسي، أعلى هيئة قضائية إدارية في البلاد، قرارًا يقضي بزيادة ساعات تدريس اللغة العربية في مدرسة “أندري شينيي” التابعة للبعثة الفرنسية في الرباط.
ويأتي هذا القرار الذي صدر في 23 ديسمبر 2024، ليضع حدًا للجدل القانوني المستمر منذ خمس سنوات بين إدارة المدرسة وأولياء الأمور، الذين عبروا عن اعتراضاتهم على القرار.
ويشمل القرار زيادة ساعات تدريس اللغة العربية لتلاميذ المستويين CE1 وCM2 من ثلاث ساعات إلى خمس ساعات أسبوعيًا. هذه الخطوة كانت قد أثارت الخلافات في 2019، عندما قررت إدارة المدرسة رفع ساعات تدريس اللغة العربية استنادًا إلى إعلان النوايا الموقع بين المغرب وفرنسا في نوفمبر 2017، والذي يهدف إلى تعزيز التعاون التعليمي بين البلدين.
لكن قرار زيادة الساعات لم يلق قبولًا من بعض أولياء الأمور، الذين اعتبروا أن هذه الزيادة ستشكل عبئًا إضافيًا على أبنائهم، مما يهدد جودة التعليم في 2023.
وكانت محكمة الاستئناف الإدارية في باريس، قد أيدت حكمًا لصالح أولياء الأمور، مما أدى إلى إلغاء القرار، قبل أن يتدخل مجلس الدولة الفرنسي ليصدر حكمًا نهائيًا لصالح إدارة المدرسة، معتبرًا أن زيادة ساعات تدريس اللغة العربية جزء من تنظيم العملية التعليمية وتعزيز التعاون مع الأنظمة التعليمية الأجنبية.
يذكر أن هذا القرار يتماشى مع المادة 31 من القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين في المغرب، والتي تشترط على المؤسسات التعليمية الأجنبية في المملكة تدريس اللغتين العربية والأمازيغية لجميع الأطفال المغاربة الذين يتابعون دراستهم بها. ويهدف هذا الإجراء إلى تعزيز الهوية الوطنية للتلاميذ المغاربة، مع احترام الاتفاقيات الثنائية بين المملكة المغربية والدول الأخرى.
يأتي هذا القرار في وقت تشهد فيه الساحة المغربية مطالب متزايدة من نشطاء وأحزاب سياسية بضرورة تقليص الاعتماد على اللغة الفرنسية في النظام التعليمي، والتوجه نحو تعزيز تعليم اللغة الإنجليزية باعتبارها لغة العلوم والمعرفة الأكثر انتشارًا عالميًا.
ويعتبر هذا القرار بمثابة خطوة مهمة في تعزيز التعاون التعليمي بين المغرب وفرنسا، في وقت تشهد فيه الساحة التربوية المغربية تحولات تدعو إلى إعادة النظر في دور اللغة الفرنسية في التعليم، وتوسيع فرص تعليم اللغات العالمية الأخرى، مثل الإنجليزية، لتواكب التطورات العلمية والتكنولوجية.
المصدر: مملكة بريس
كلمات دلالية: التعاون التعليمي الرباط المغرب فرنسا مجلس الدولة الفرنسي هذا القرار
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء الفرنسي: قرار ترامب خطير جدا وسيسبب أزمة عالمية
قدّر رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو أن الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة قد تكلف فرنسا "أكثر من 0,5% من الناتج المحلي الإجمالي".
وفي مقابلة مع صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية، قال إن "خطر فقدان الوظائف كبير للغاية، وكذلك خطر التباطؤ الاقتصادي وتوقف الاستثمار".
وأضاف أن "عدم الاستقرار الناتج عنها سيضعف الاقتصاد العالمي لفترة طويلة قادمة".
وتابع: "قرار ترامب خطير للغاية. إنه أمر خطير جدا بالنسبة لنا وأكثر ضررا بالنسبة للولايات المتحدة. فرض هذه الرسوم الجمركية الجنونية سيؤدي إلى أزمة عالمية".
ووقّع ترامب، الأربعاء، أمرا تنفيذيا يفرض رسوما جمركية بنسبة 10% على الأقل على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة و20% على تلك القادمة من الاتحاد الأوروبي، ما أثار موجة من الصدمة في أنحاء العالم.
انتقاد دعم ترامب لمارين لوبان
من جهة أخرى، قال بايرو إن دعم ترامب لزعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان واعتباره أنها تتعرض لحملة اضطهاد، هما بمثابة "تدخل" في شؤون بلاده.
تصريحات بايرو جاءت في معرض ردّه على سؤال عن دعم ترامب والكرملين ورئيس وزراء المجر فيكتور أوربان لمارين لوبان التي حكم القضاء الفرنسي بعدم أهليتها للترشح للانتخابات الرئاسية.
وشدّد بايرو على وجوب "عدم الخلط بين هذه المواقف الثلاثة"، وندّد بخطاب سياسي دولي يتخطى "كل الحدود".
ودان القضاء الفرنسي لوبان الإثنين بتهمة اختلاس أموال عامة ومنعها من الترشح للانتخابات لفترة خمسة أعوام، ما يحول دون خوضها الانتخابات الرئاسية المقررة بعد سنتين.
واعتبر ترامب في منشور على منصته "تروث سوشيال" الخميس أن لوبان تتعرض لحملة اضطهاد من قبل "يساريين أوروبيين يستخدمون القانون سلاحا لإسكات حرية التعبير وحظر منافستهم السياسية".