هكذا يفتك الجوع والمرض بمواطني مايرنو
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
توفي طفل جارتنا حديث الولادة، ولد ميتا بسبب فقر الدم لدى والدته التي لحقت به بعد ثلاثة ايام فقط ! هكذا حكى سلطان طلال المتطوع بمنطقه مايرنو بولاية سنار مأساة إحدى الأسر هناك.
التغيير، سنار
فقر الدم قتل الام وجنينها ويهدد حياة بقية اطفالها
مئات الوفيات بالكوليرا وغياب مراكز للعزل
الغلاء وتوقف المطابخ الخيرية فاقم ازمة الجوع
منتدي الاعلام السوداني : غرفة التحرير المشتركة
اعداد وتحرير/ صحيفة التغيير
مايرنو :5 بناير 2025 - توفي طفل جارتنا حديث الولادة، ولد ميتا بسبب فقر الدم لدى والدته التي لحقت به بعد ثلاثة ايام فقط ! .
ويضيف سلطان: هذه السيدة المتوفاة تركت ثلاثة أطفال بنات وجميعهن الآن يعانين من فقر الدم.
وكشف طلال عن ان الجوع وتفشي الملاريا والكوليرا ظاهرة منتشرة في مايرنو مضيفا ان حالات وفيات الحوامل والاطفال ومرضى الملاريا والتيفويد فتكت بسكان المنطقة في ظل شح الأدوية وعدم القدرة على شراء العلاج .
فيما تحدثت سيدة اخرى للتغيير تشكو من الوضع بالقول" لدي اطفال ايتام بعمر 13/12 و 8 سنوات ظروفنا سيئة وزوجي متوفى، نتمنى المساعدة، أطفالي يعانون من فقر الدم"
يعيش المواطنون والنازحون في مايرنو بولاية سنار جنوب الخرطوم ظروفا انسانية قاسيه بعد توقف المطابخ الخيرية وشح الادوية وانتشار وباء الكوليرا الذي أودى بحياه اكثر من 300 شخص.
ولا يوجد بمدينة مايرنو سوى مستشفى ريفي واحد تم تأهيله جزئيا ليكون تخصصيا لاحقا ليتبع لوزارة الصحة غير ان ظروف الحرب الحالية جعلت المشفى تحت اشراف غرفة طوارئ مايرنو .
وبعد توغل قوات الدعم السريع بولاية سنار توقف المستشفى ثم عاد مؤخرا للعمل بمجهودات غرفة الطوارئ غير ان الصيدلية لم يتم تشغيلها الا في منتصف نوفمبر2024.
ويشكو مواطنو المدينة من غلاء الاسعار في الصيدلية وعدم وجود علاج مجاني مما دفع غرف الطوارئ للالتزام بوجبة للعاملين بالمشفى ونثريات تسييرية. وبسبب إحجام وزارة الصحة بولاية سنار عن تسيير المستشفى فتحت غرفه طوارئ مايرنو مركز عزل للكوليرا بمجهودات ذاتية. ومنذ اغسطس الماضي انتشر وباء الكوليرا بمايرنو واودى بحياة اكثر من 300 شخصا بالاضافه الى وفيات اخرى بسبب مرض الملاريا وسوء التغذية وصعوبة الحصول على العلاج.
وفي السياق يقول عمر عرابي عضو غرفة طوارئ مايرنو للتغيير" وزاره الصحة رفعت يدها عن مسؤولياتها، مرضى الكوليرا يعالجون انفسهم بمجهودهم الذاتي (الدرب) الواحد ارتفع الى 7,000 جنيه سوداني.
ويضيف: في منطقتنا حدثت وفيات كثيرة من فئة كبار السن، في ظرف اقل من شهر توفي معظم من هم في عمر ال 60 عاما او يزيد كما ان هنالك وفيات وسط الاطفال.
وكشف عرابي عن انهم في غرفة الطوارئ يبحثون عن مصادر للتمويل مضيفا بانهم قاموا بنفرة دعمها ابناء المنطقة المغتربون خارج البلاد "ولم يقصروا" على حد تعبيره غير ان تبرعاتهم لم تكن كافيه لتسيير المطابخ والعلاجات. ونبه إلى ان الجزء الجنوبي من منطقة مايرنو لم يتبق له في المطبخ الخيري سوى جوالين فقط من البليلة العدسية ويفترض ان تكفي هذه الكمية خمسة احياء كاملة وهو امر مستحيل حيث يحتوي الحي على ثلاث مطابخ خيرية.
وختم بالقول: للأسف منطقة مايرنو بأكملها لم تصلها اي قافلة إغاثة منذ دخول الحرب الى ولاية سنار .
علاج الملاريا
وتعاني ما يرنو كذلك من انتشار الملاريا حيث يصعب الحصول على العلاج بسبب غلاء الادوية. ويصاب المواطنون بالملاريا اكثر من مرة لنقص الجرعات، وتبلغ قيمه اقراص كوارتم 5000 جنيه سوداني وهو علاج اولي، ليتحول المريض الى اخذ جرعة حقن "ارتسمت" غالي الثمن والذي لا يستطيع معظم المرضى الحصول عليه.
توقف الزراعة
ساهمت عوامل متعددة في توقف المطابخ بمايرنو اهمها غلاء اسعار المواد الغذائية وارتفاع اسعار الوقود والترحيل والطبخ.
وبلغ سعر جوال البليلة العدسية ( الوجبة الاساسية للمطابخ الخيرية ) اكثر من 300,000 جنيه سوداني) بعد أن كان ثمنه في السابق في المتناول على الرغم من ان الانتاج الحالي في السوق قديم وتم تخزينه منذ الموسم السابق.
ووصل سعر القمح الى 50,000 للكيلة الواحدة ( الجوال سعره 350 الفا) فيما يقدر سعر جوال الذرة من نوع طابت 140 الفا
وخلال العامين الماضيين توقفت معظم المشاريع الزراعيه بسنار مما اوقف الانتاج. وساهمت عوامل اخرى في فشل الموسم الزراعي اهمها عدم توفر الجازولين مما أجبر المزارعين على الزراعة اليدوية المرهقة وغير العملية.
ويعتمد المواطنون والنازحون في مايرنو الآن على التكايا والمطابخ التي توقفت تماما. وتتكون المدينة من 20 حيا حيث لم يستطع معظم المواطنين الخروج منها منذ دخول قوات الدعم السريع فيما عاد الذين نزحوا للقضارف مما شكل عبئا اضافيا على المطابخ الخيرية.
الموقع الجغرافي
وتقع ما يرنو على بعد 400 كلم جنوب الخرطوم على الضفة الغربية للنيل الازرق وتبعد عن مدينه سنار حوالي 17 كلم ومن سنجة العاصمة حوالي 70 كلم الى الشمال.
ويقدر سكانها الاصليون ب 62,000 وبها عشرون حيا.
ومع عوده النازحين والعائدين من الخرطوم والجزيرة وصل عدد السكان الى 70,000 نسمة تقريبا.
ينشر هذا التقرير بالتزامن في منصات المؤسسات والمنظمات الإعلامية والصحفية الأعضاء بمنتدى الإعلام السوداني
#SilenceKills #الصمت_يقتل #NoTimeToWasteForSudan #الوضع_في_السودان_لا_يحتمل_التأجيل #StandWithSudan #ساندوا_السودان #SudanMediaForum
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: بولایة سنار فقر الدم اکثر من
إقرأ أيضاً:
تحذيرات أممية من أن ملايين مهددون بالمجاعة في 14 دولة بينها اليمن
أطلق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (WFP) تحذيرًا شديد اللهجة، الثلاثاء، من تداعيات وقف التمويل الأمريكي للمساعدات الغذائية الطارئة، مؤكدًا أن هذا القرار قد يؤدي إلى تفاقم معاناة ملايين الأشخاص في 14 دولة، من بينها اليمن، التي تعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وقال البرنامج، في بيان رسمي نشره على حسابه بمنصة "إكس" (تويتر سابقًا): "نُعرب عن قلقنا البالغ إزاء الإخطارات الأخيرة الصادرة عن الإدارة الأمريكية، والتي تُشير إلى إنهاء تمويل المساعدات الغذائية الطارئة في 14 دولة حول العالم".
وأضاف البيان: "إذا طُبّق هذا القرار، فإنه قد يكون بمثابة حكم بالإعدام على الملايين الذين يواجهون الجوع الشديد ولا يملكون خيارات للبقاء".
خطر محدق بملايين الجوعى
وتُعد الولايات المتحدة أكبر مانح منفرد لبرنامج الأغذية العالمي، وقد شكل دعمها المالي حجر الزاوية في استجابة البرنامج لأزمات الجوع في مناطق النزاع والكوارث الطبيعية.
وفي اليمن، يعتمد أكثر من 17 مليون شخص على المساعدات الغذائية لتلبية احتياجاتهم الأساسية في ظل استمرار الصراع وغياب الاستقرار الاقتصادي وتدهور الخدمات.
وأوضح البرنامج أنه في حالة قطع التمويل الأمريكي، فإن عملياته في هذه الدول ستكون مهددة بالتوقف أو التقلص بشكل كبير، مما يهدد حياة الملايين، ويؤدي إلى موجات جديدة من النزوح والفقر وتفشي الأمراض وسوء التغذية، لا سيما في أوساط النساء والأطفال.
تواصل ومحاولات ضغط
وأكد برنامج الأغذية العالمي أنه على تواصل مستمر مع الإدارة الأمريكية للحصول على توضيحات بشأن القرار المحتمل، وممارسة الضغوط اللازمة للحفاظ على استمرارية هذا التمويل الحيوي.
وقال في بيانه: "نحث على مواصلة دعم البرامج المُنقذة للحياة، ونُعبر عن امتناننا للمساهمات التي قدمتها الولايات المتحدة وكافة المانحين الآخرين".
وأشار البرنامج إلى أن موظفيه يواصلون العمل في ظروف صعبة للوصول إلى المجتمعات الضعيفة في بؤر الجوع حول العالم، مؤكدًا أن "الحاجة إلى هذه المساعدات لم تكن في أي وقت مضى أشد إلحاحًا مما هي عليه اليوم".
تمويل تطوعي بالكامل
ويُذكر أن برنامج الغذاء العالمي لا يحصل على تمويل تلقائي من الأمم المتحدة، بل يعتمد بشكل كامل على المساهمات الطوعية من الحكومات والمنظمات الخاصة والأفراد.
وتموّل أكثر من 60 حكومة برامج البرنامج الإغاثية والإنمائية، مما يجعل أي تغيّر في التزامات هذه الدول مؤثرًا بشكل مباشر على عمليات الإغاثة الإنسانية.
اليمن في قلب الأزمة
في اليمن، حيث يعيش أكثر من نصف السكان في حالة انعدام أمن غذائي حاد، قد يؤدي تقليص التمويل أو توقفه إلى انهيار المنظومة الإنسانية التي تكافح بالفعل لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات.
ويقول محللون إن مثل هذا القرار قد يعيد اليمن إلى مستويات كارثية من المجاعة، كالتي حذرت منها تقارير أممية خلال السنوات الماضية.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتراجع فيه التزامات المانحين وتزداد الاحتياجات الإنسانية، في ظل تصاعد الأزمات العالمية وتراجع الاهتمام الدولي بالأزمات الممتدة.
نداء عاجل للإنقاذ
وفي ختام بيانه، جدد برنامج الأغذية العالمي مناشدته للمجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، بمواصلة دعم العمل الإنساني في البلدان المتأثرة، والعمل على تجنيب ملايين الأرواح خطر الجوع والموت الوشيك.
وطالب البرنامج بوضع الاحتياجات الإنسانية فوق الحسابات السياسية أو المالية، مؤكدًا أن "كل تأخير في التمويل، يعني المزيد من الجوعى، والمزيد من الأرواح المهددة".