شح السيولة يهدد موسم الحصاد بالقضارف
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
مزارعو القضارف يواجهون أزمة شح السيولة في الأسواق والبنوك، مما يهدد نجاح موسم الحصاد رغم الأمطار الغزيرة والإنتاج الوافر..
التغيير: الخرطوم
قال الأمين العام للتنسيقية العليا لكيانات شرق السودان، مبارك النور عبد الله، إن الموسم الزراعي في ولاية القضارف شهد أمطارًا غزيرة وإنتاجًا وفيرًا. لكن، على الرغم من هذه الفرص الزراعية، يواجه المزارعون أزمة شح السيولة في الأسواق والبنوك، مما حال دون قدرتهم على حصاد محاصيلهم.
وأضاف النور وهو من مزارعي القضارفأن أغلب العمالة التي يعتمد عليها المزارعون في موسم الحصاد هي من دول الجوار، مثل إثيوبيا وجنوب السودان.
وأوضح أن قانون بنك السودان المركزي يحظر على العمالة الأجنبية فتح حسابات بنكية، مما يزيد من تعقيد الأزمة.
وأشار النور إلى أن العمالة السودانية تواجه أيضًا مشكلات، مثل عدم توفر شبكات الاتصال والخدمات البنكية في مناطق الزراعة النائية التي تبعد مئات الكيلومترات عن المدن.
وأكد أن مزارعي القضارف قد حاولوا التواصل مع الجهات المختصة في بورتسودان، لكنهم لم يتوصلوا إلى حلول حتى الآن.
ووجه اللوم إلى اللجنة العليا لاستبدال العملة، مؤكدًا أنها ستكون مسؤولة بشكل كامل في حال فشل موسم الحصاد بالقضارف. وطالب بتدخل سريع من المسؤولين لإنقاذ الموسم وضمان استمرارية الإنتاج الزراعي.
والأسبوع الماضي أصدر عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام، الفريق إبراهيم جابر إبراهيم، تمديد فترة استبدال العملة وفتح الحسابات المصرفية حتى 6 يناير 2025 الذي يوافق يوم غد.
وتسببت الحرب المستمرة في السودان في تعطيل العديد من الأنشطة الاقتصادية، بما في ذلك الزراعة، التي تعتبر من أعمدة الاقتصاد الوطني.
كما أن نقص السيولة والبنية التحتية في مناطق الزراعة يزيد من تعقيد الوضع، مما يهدد بتحقيق الفشل في موسم الحصاد، الذي يعتمد عليه الكثير من الأسر السودانية في تأمين احتياجاتهم الأساسية.
الوسومالجوع في السودان القضارف حرب الجيش والدعم السريع حرب السودانالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجوع في السودان القضارف حرب الجيش والدعم السريع حرب السودان موسم الحصاد
إقرأ أيضاً:
ليكن النور!
سعيد ذياب سليم
لماذا تبدو فاتراً؟ ألم تعجبك هدية العيد؟ أم أن أحداً لم يذكرك بشيء… حتى ولا أمنية صغيرة؟
لعلك شعرت بالبرد ليلة رأس السنة إذ صفعت الريح وجه نافذتك! هل تكورت على نفسك وأخذت وضع الجنين في حضن أمنا الحياة، تمسك جناحي حلم؟ بعد أن انتظرت أن يأتيك على قدميه ويدق بابك، لكنه أرسل الخذلان ولم يأتِ.
ما الذي ننتظر؟ أنا وأنت والآخرون؟ هل تغير ما ننتظره اليوم عما كنا ننتظر قبل أربعين سنة أو عشرين أو حتى عشر سنوات؟
في العشرين، كنا ننتظر الحب، نسأل المرايا وننتظر! ثم بحثنا عن النجاح وشربنا منه جرعات قد لا تصل حد الارتواء، إلا أنها منحتنا الاستمرار وكفلت لنا البقاء في حلبة المصارعة. والآن… ماذا نريد؟
هل هذّبت الحياة شخصياتنا وشذّبتها كما يشذب الفلاح شجيرة ورد عزيزة؟ يكسر فرعاً شارداً ليترك الساق في انطلاقة بهية نحو السماء! وألبستنا كساء التجربة والوقار، لنكون شخصيات لطيفة، إيجابية، محبة، معطاءة، ترى الآخرين وتحس آلامهم؟ أم أخطأت يد الحياة وفشلنا أن نكون تلك الأرواح؟ لبسنا قناع محتال، وما زلنا نطمع بالتفاحة التي يحملها الآخرون ونحن نملك البستان! متى نشعر بالاكتفاء إذن؟
مقالات ذات صلة كم صندوق اسود بانتظار ان يفتح حتى تعلم الشعوب عن تجاوزات ساستها 2025/01/04عاصفة من أسئلة تعصف بي وأنا أطالع من وصل -أو قارب- خط النهاية. كل منا يخوض معركته في الحياة، وفق خطة مدروسة: شحذْنا نصل الإرادة، ولبسنا درع التصميم، وحشدنا مهارة الصانع، وحيلة التاجر. لكن… هل اكتملت ترسانتنا؟
ربما نحتاج أدوات إضافية، لكن هل نحتاج الحب بقدر حاجتنا لمهارات السوق؟ أم أن قوانين الحياة تسمح لنا باستخدام كافة الأسلحة؟ أم أن الأمر ببساطة يكمن في أداء ما علينا، حين يحين وقته؟
ربما يجيب على أسئلتنا اكتمال نضوجنا. عندها، نتذوق الحياة كما نتذوق قصيدة شعر دافئة، يهزنا إيقاع الحياة في رقصة تتمايل فيها الروح تمايل الحسان، ويشتد بها وجيب القلب كقلب ذئب. نضجٌ يكتمل به الفكر، وتتزن به المشاعر، وتستوي به كفتا ميزان العدل؛ فكما تحب لك، أحب لغيرك.
ساعتها ستجد لديك متسعاً من الوقت لتكتب قصيدة، أو تعد سيجارتك على مهل عجوز يرى أمامه الأبدية، ثم تتأمل الكلمات التي يخطها دخانها بلهفة طفل، وترتشف من فنجانك كما ترتشف نحلة من كأس زهرة.
سيكون من بين أعظم ما فعلت أنك مددت يدك لأحدهم سقط فأنهضته، وعين بكت فواسيت ومسحت عنها الدمع، وطفل أضحكته فرقص سعيداً كرقصة حيوانات مدغشقر. من أجل ذلك، قال الله: ليكن النور… فكان.
لا بد أنك تذكر ذلك الطفل الذي كنتَ، تذكر كذباتك الملونة كألوان العصافير، تدافع بها عن نفسك وطعم الخزي والضعف يصعد كعصارة حمضية في قناة المريء من معدتك. هل كنت في الثالثة عشرة؟ والآن، أنت الرجل الناجح الذي تخشاه العصافير، ويركل القطة بقدمه ولا يبالي، ويصرخ كالرجل الذئب في الليلة المقمرة!
أين أخفيت ذلك الطفل؟ الذي أحببنا فيه ضحكته وهو يسرد مقالبه الطريفة ومغامراته الصغيرة. هل تبعثه حياً لنرى فيه فيض الحيوية عند خط النهاية؟ لا تخف… سيكون مذهلاً.