هل تملأ القوة المشتركة للحركات المسلحة الفراغ الأمني بدارفور؟
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
الفاشر – في ظل المواجهة المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع وعلى الرغم من كل الظروف التي يمر بها السودان، تبذل القوات المشتركة لحركات الكفاح المسلح في دارفور جهودا كبيرة لملء الفراغ الأمني في الإقليم، حيث تعمل هذه القوات -بحسب تفويضها- على حماية ممتلكات المواطنين في الأسواق، وتأمين خط سير إيصال المساعدات الإنسانية والقوافل التجارية القادمة من بورتسودان إلى دارفور.
وبموجب تنسيق مشترك بين قادة جيوش مسار دارفور الموقعين على اتفاق جوبا للسلام، شُكلت هذه القوات برعاية حاكم الإقليم مني ماركو مناوي، لتضم 5 من مكونات حركات الكفاح المسلح بدارفور وهي: "جيش تحرير السودان" برئاسة مني أركو مناوي، و"حركة العدل والمساواة السودانية" برئاسة جبريل إبراهيم، و"تجمع قوى تحرير السودان" برئاسة الطاهر حجر، إلى جانب حركة "جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي" بقيادة الهادي إدريس، و"التحالف السوداني" برئاسة خميس أبكر.
وفي وقت سابق، قال حاكم الإقليم مناوي إنه قرر نشر القوات المشتركة لتأمين الأسواق وممتلكات المواطنين في مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور، إلا أنه لم يذكر بقية الولايات، موضحا أن عمليات النشر تأتي في أعقاب التعدي على الممتلكات من قبل متفلتين، وأن هذه القوات ستعمل مع الجميع في سبيل توفير الحماية للمواطنين وممتلكاتهم، بجانب تأمين حركة القوافل التجارية من دارفور وإليها.
محدودية الإمكانات
وعلى الرغم من محدودية الإمكانات فإن نجاح هذه القوات وانتشارها في دارفور -بحسب محللين وعسكريين- يبقى مرهونا بمدى توفير الإمكانات من الدعم العسكري اللوجستي.
في هذا السياق، قال رئيس اللجنة الإعلامية للقوة المشتركة الرائد أحمد حسين مصطفى الدروب، إن هذه القوات تعمل بقدرات ذاتية محدودة دون تلقي أي دعم من أي جهة من الجهات، موضحا أن ذلك ما يؤخر انتشارها على بقية ولايات الإقليم.
وفي حديثه للجزيرة نت، أشار الدروب إلى غياب مؤسسات الدولة في ظل الحرب، مما ترك فراغا أمنيا كبيرا، كما أن عدم تنفيذ بروتوكول الترتيبات الأمنية في الجزئية المتعلقة بنشر قوة حفظ الأمن وحماية المدنيين، كانت واحدة من أسباب تشكيل هذه القوات.
لكنه عاد وقال إن هناك الكثير من الإيجابيات التي حققت بعد الإعلان عن تشكيلها، منها تأمين الأسواق وحركة القوافل، وأن خطةً تم وضعها لانتشار أوسع حسب الاحتياج، علاوة على حماية الموسم الزراعي من أي انتهاكات قد ترتكبها مجموعات مسلحة متفلتة.
ومنذ اندلاع المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان الماضي، أعلنت الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا مسار دارفور، وقوفها على الحياد في الصراع، مؤكدة أنها ستعمل على حماية المدنيين في الإقليم دون الانحياز إلى أيّ من طرفي القتال.
لكن سرعان ما نحت المواجهات بين الطرفين في الإقليم منحىً قبليا، من ذلك ما حدث في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وذلك عقب تحول النزاع المسلح بين الجيش والدعم السريع إلى قتال عنيف بين قبيلة المساليت والقبائل العربية، بجانب ما حدث في مناطق "كبم" و"أم لباسة" بولاية جنوب دارفور من قتال عنيف بين قبيلتي السلامات وبني علبة، تلك التي خلف العشرات ما بين قتيل وجريح ونزوح أعداد كبيرة من المواطنين.
مخاوف النزاع القبلي
من جهته، قال الباحث الاجتماعي محمد سليمان إن اتساع دائرة العنف القبلي وخطاب الكراهية يمثل واحدة من أكبر المهددات في الإقليم، مضيفا أن عملية انتشار هذه القوات في مختلف ولايات دارفور لن يكون أمرا سهلا بسبب ضعف قدرتها اللوجستية.
ولفت سليمان إلى الجهد المبذول في حماية وتأمين حركة القوافل التجارية بجانب تأمين أسواق مدينة الفاشر، داعيا إلى ضرورة بذل جهد أكبر لملء الفراغ في بقية الولايات.
وشدد على أن هذه القوات حققت في تجربتها القصيرة نجاحا كبيرا، لكن رغم ذلك "على الدولة والجهات الراعية لاتفاقية جوبا تقديم الدعم لها، حتى تتمكن من توسيع دائرة الانتشار، خاصة في تلك المناطق ذات الهشاشة الأمنية"، بحسب قوله.
بدورها، أشارت منصة القوة المشتركة على "فيسبوك" إلى ما حققته هذه القوات من إنجازات، وقالت إنها تمكنت مؤخرا من تأمين قافلة ضمت عددا من الجاليات الليبية من مدينة الفاشر مرورا بالصحراء الكبرى حتى الحدود الليبية، في رحلة استغرقت أسبوعا، كما تمكنت من تأمين وصول حجاج بيت الله الحرام وتناكر الوقود والقوافل التجارية من دارفور وإليها، وذكرت أنها أفلحت كذلك في تأمين قافلة تجارية قادمة من بورتسودان إلى مدينة النهود بشمال كردفان.
وعن تأثير تأخير انتشار هذه القوات على بقية ولايات دارفور، قال المحلل السياسي الأمين إسحاق إن نجاح هذه القوات يعتمد بشكل أساسي على توفير الدعم اللازم، إذ إنها تعتمد في عملها على التطوع والقدرات الذاتية.
وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف إسحاق أن القوات في حاجة إلى المزيد من التدريب والتأهيل الذي يمكنها من القيام بعمليات الحماية، مضيفا أن هذه القوات خلقت صداقات جيدة مع كافة الجهات، كما تفاعل معها المجتمع الدارفوري، وعادت بفضل جهودها الحياة إلى طبيعتها في عدد من المناطق، لا سيما في مدينة الفاشر وبعض المناطق حيث تعمل في حسم كثير من المشكلات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی الإقلیم هذه القوات
إقرأ أيضاً:
تفاصيل لقاء وزير الداخلية مع قائد القوات المشتركة
التقى وزير الداخلية اللواء الركن ابراهيم حيدان ، اليوم، بمقر قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية، قائد القوات المشتركة الفريق الركن فهد بن حمد السلمان، وعدد من القيادات العسكرية.
وأشاد اللواء حيدان بالدور البارز الذي تقوم به المملكة العربية السعودية بقيادة قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، مؤكداً أن هذا الدعم ساهم بشكل كبير في تعزيز استقرار الأوضاع الأمنية وتحسين القدرة الأمنية لدى السلطات اليمنية.
واستعرض وزير الداخلية في لقاءه مع قيادة القوات المشتركة مجالات التعاون بين القوات المشتركة ووزارة الداخلية اليمنية، خاصة في مكافحة التحديات الأمنية والإرهاب، والعمل على تعزيز قدرات الأجهزة الأمنية اليمنية للتصدي لمختلف التهديدات التي تواجه المنطقة. وتناول اللقاء أهمية تكثيف الجهود المشتركة وتبادل المعلومات والخبرات، مما يسهم في استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض.
كما أعرب عن شكر الحكومة وتقديرها للدعم المستمر الذي تقدمه المملكة لليمن في مختلف المجالات، لا سيما في المجال الأمني.
كما جرى خلال اللقاء بحث سبل دعم المملكة للجهود الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في اليمن، بما يسهم في تحقيق مصلحة الشعب اليمني الشقيق.
و في اللقاء، نقل وزير الداخلية، تعازي قيادة ومنتسبي وزارة الداخلية ، لقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة وقيادة وزارة الدفاع السعودية، والقوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في استشهاد ضابط وصف ضابط وإصابة ضابط ثالث من افراد القوات المسلحة السعودية في الاعتداء الغادر والجبان أثناء أداءهم واجبهم في تدريب وإسناد القوات اليمنية في المنطقة الاولى بمدينة سيئون.
وأكد اللواء حيدان، أن هذه الاعمال الجبانة والغادرة لا تعبر الا عن مرتكبها، الذي لايمثل الشرفاء من منتسبي القوات المسلحة اليمنية الذين يقدرون الدور العظيم والكبير للاشقاء في قوات تحالف دعم الشرعية وتضحياتهم الجسيمة الى جانب الشعب اليمني، ولا يمكن ان تؤثر على طبيعة العلاقة المتينة بين اليمن والمملكة التي تعززت بالدماء الطاهرة والمواقف الأخوية الراسخة.
من جانبه، أكد الفريق السلمان حرص المملكة على دعم اليمن لتحقيق الأمن والاستقرار، وأوضح أن التعاون المستمر بين البلدين يأتي من منطلق العلاقات الأخوية والرغبة المشتركة في تعزيز استقرار المنطقة، معرباً عن تطلعه إلى استمرار التنسيق والتعاون بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين ويحقق الأمن والاستقرار المستدامين.
رافق وزير الداخلية وكيل اول وزارة الداخلية اللواء الركن محمد سالم بن عبود الشريف.