يمانيون:
2025-02-06@17:16:19 GMT

من سراب الاستقلال إلى حقيقة الاستغلال

تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT

من سراب الاستقلال إلى حقيقة الاستغلال

د. شعفل علي عمير

في مشهد السياسة العربية، يبدو السعي نحو الاستقلال وكأنه رحلة عبر متاهة مشبَّعة بالوعود الكاذبة والشعارات الجوفاء.

عشرات السنين مرت منذ أن امتلكت الدولُ العربية زِمامَ أمورها نظريًّا، وها نحن لا نزالُ في قيد الرغبة الجامحة لتحقيقِ حرية لم نلمسْها بعدُ في واقعنا؛ فبين الاستقلال الورقي والاستغلال العملي، تتجسَّدُ معضلةُ الشعوب العربية في دوامة مُستمرّة من الإحباط والتهميش.

ترتسِمُ على مسرح التاريخ العربي، منذ بداية القرن العشرين، مُشاهِدُ استقلالية متلاحقة، لكنْ أيُّ مراقب دقيق للأحداث سيدرك أن ما تحقّق لم يكن أكثر من استقلال بشروط، أَو كما يحلو للبعض وصفه بـ “الحرية المقيدة”.

هذه الحقيقة تتجلى في تحول بعض الدول إلى بيادق في لعبة شطرنج، حَيثُ تصطف في صفوف أمامية لصنع قرارات ظاهرها وطني لكن باطنها خاضع لمصالح خارجية، وعلى مدار تلك السنوات، شهدت الدول العربية خروجًا من تحت عباءة الاستعمار الغربي، لكن الاستقلال السياسي لم يحقّق السيادة الاقتصادية، بل تحولت كثير من هذه الدول إلى أسواق مفتوحة للاستثمارات الأجنبية التي تأتي غالبًا بشروط تضمنُ تبعية دائمة.

لقد باتت الثروات الوطنية، من النفط إلى المعادن الثمينة، ذخيرةً في يد القوى الكبرى، تستخدمها كوسيلة ضغط لتحقيق أهدافها الاستراتيجية.

إن ما نجدُه اليومَ هو مشهدٌ من الخضوع لرؤساء وقادة يعزفون على وتر الوطنية، بينما تُبرَمُ الصفقاتُ في الكواليس تحت شعار “التعاون الدولي”، تُطرَحُ هذه الخطابات في المحافل الدولية ليسَ بهَدفِ استنهاض الهمم، بل لدرء الأنظار عن حقيقة مُـــرَّةٍ مفادُها أن الاستقلالَ الحَقيقيَّ لا يزالُ وَهْمًا يمثّل سرابًا في نهاية الأفق، فقد أصبحت هذه المسرحية المُستمرّة مع مرور الزمن عبئًا على كاهل الشعوب العربية، التي تعاني من صعوبات اقتصادية، واجتماعية، وسياسية جمة.

المواطن العادي يعيش حالة من التهميش المُستمرّ، حَيثُ بات أعلى طموحاته التأقلم مع الواقع البائس والنجاة من يوم إلى آخر في ظل أزمات متتالية تُغرقه أكثر فأكثر في معاناة لا تنتهي.

في ظل هذا الواقع، يظهر الأمل في يقظة الشعوب ووعيها بضرورة تحقيق التغيير المنشود.

إن الحل الأمثل للخروج من هذه الدوامة لن يتم إلا من خلال تعزيز الوعي الجمعي بإمْكَانات الأُمَّــة، والعمل الجاد على بناء اقتصاديات قادرة على الاكتفاء الذاتي ومواجهة التحديات خارجيًّا وداخليًّا، ورغم التحديات الجسيمة، يبقى الشعب اليمني نموذجًا للصمود والتطلع نحو الاستقلال الحقيقي من خلال إصرارهم على بناء نظام سياسي يُعبِّرُ عن طموحاتهم وتطوير اقتصاد يمكِّنُهم من العيش بكرامة واستقلال، يظل اليمن مثالًا يُحتذَى به في مشهد نادر ومعقَّد من مساعي الدول لتحقيق استقلالية حقيقية في زمن تتزايدُ فيه التبعيَّةُ السياسية والاقتصادية لقوى الهيمنة الدولية.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

قرقاش: بات التعاون بين الدول العربية أكثر أهمية للحفاظ على استقرار المنطقة

أكد الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة، أنه في ظل تداعيات الحروب، وخطر التهجير الذي يواجه الفلسطينيين والمنطقة، يبرز النظام العربي المعتدل بخبرته وحكمته الضمانة الأساسية لحماية سيادة الدول وشعوبها.

وأضاف قرقاش، عبر إكس، أنه "مع سقوط عصر الميليشيات وهزيمتها، بات التعاون والتنسيق بين الدول العربية أكثر أهمية للحفاظ على استقرار المنطقة وأمنها".

في ظل تداعيات الحروب وخطر التهجير الذي يواجه الفلسطينيين والمنطقة، يبرز النظام العربي المعتدل بخبرته وحكمته الضمانة الأساسية لحماية سيادة الدول وشعوبها.

ومع سقوط عصر الميليشيات وهزيمتها، بات التعاون والتنسيق بين الدول العربية أكثر أهمية للحفاظ على استقرار المنطقة وأمنها.

— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) February 6, 2025

مقالات مشابهة

  • قرقاش: بات التعاون بين الدول العربية أكثر أهمية للحفاظ على استقرار المنطقة
  • حركة المجاهدين: حديث ترامب بشأن غزة رغبات سراب ستحطمها المقاومة
  • حقيقة توجيه العراق الدعوة إلى الرئيس السوري للمشاركة في القمة العربية
  • كشف حقيقة دعوة الشرع لزيارة بغداد وحضور القمّة العربية
  • قطر: الدول العربية لديها خطط لإعادة إعمار غزة مع بقاء الفلسطينيين في القطاع
  • كيف ستتعامل الدول العربية مع خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين والاستيلاء على غزة؟
  • مستشار الأمن الأمريكي: ترامب اقترح السيطرة على غزة للضغط على الدول العربية
  • وزير الخارجية السوداني: الشعوب هي من تصنع العلاقات بين الدول
  • أردوغان: على الدول العربية دعم الحكومة الجديدة في سوريا
  • انتكاس فرنسا في إفريقيا