إعلام إسرائيلي: حماس تعزز قوتها عسكريا ونخسر الاقتصاد والمجتمع والجيش
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية تطورات المفاوضات الجارية للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقدرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على ترميم قدراتها العسكرية، وتعافيها السريع.
وبحسب مراسل الشؤون السياسية في القناة 12 الإسرائيلية، ألموغ بوكير، فإن هناك تقدما بطيئا في مفاوضات صفقة الأسرى، موضحا أنه "لم يحدث اختراق حتى هذا المساء".
وأضاف أن إسرائيل ترصد فرصة للتوصل لصفقة قبل تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه بعد أقل من 3 أسابيع.
وفي السياق نفسه، أكد رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، في تصريح -وصفته القناة 12 بالنادر- لعائلات أفراد الشاباك، أن "الانتصار لن يتحقق بالكامل دون استعادة 100 أسير"، وأشار إلى أن هناك "دينًا" تجاه الأسرى في قطاع غزة، مُعترفا بوجود تحديات كبيرة مع حماس.
وفي تقييم للوضع العسكري، كشف محلل الشؤون العسكرية في قناة آي 24 ويديعوت أحرونوت، يوسي يهوشوع، أن حماس تكثف من نيرانها، حيث أطلقت 30 صاروخا باتجاه بلدات غلاف غزة.
وأضاف "ما نرصده أن حماس ترمم قدراتها، وهي أكثر جرأة، وإسرائيل في معضلة، يجب أن نعترف بأن حماس قادرة على تجنيد كل من ترغب من المقاتلين، وأعدادهم ترتفع".
إعلانوعزز هذا التقييم المحلل في الشؤون العربية والفلسطينية، ألون أفيتار، مؤكدا أن "عملية الانتعاش العسكري لحماس سريعة جدا، وفي الحقيقة لا يوجد جمود أو ركود فيها"، موضحا أن "هناك آلاف المقاتلين الفاعلين مع حماس، وهناك آلاف المنضمين الجدد، وربما عشرات الآلاف".
تدهور إسرائيل
وفي تحليل شامل للوضع، حذر قائد الفيلق الجنوبي والكليات العسكرية سابقا، يتسحاق بريك، من أن إسرائيل تمضي باتجاه "التدهور"، موضحا "بالرغم من الإنجازات، نحن نمضي باتجاه التدهور، وإن كنا لا ندرك ذلك فسنتحطم في النهاية".
ومن ناحية أخرى، أشار محلل الشؤون السياسية في القناة 12، أمنون أبراموفيتش، إلى أنه في الشهر الماضي سقط 16 قتيلا و20 جريحا إسرائيليا في غزة.
وأضاف أنه "بالرغم من أنه تم تقويض حماس بشكل أكبر وهي أضعف من حزب الله بكثير، فإنه لا يوجد هدف ومضمون لهذه الحرب بصورتها الحالية".
ومن جانبه، شدد القائد السابق لوحدة شلداغ الخاصة، غيورا عنبر، على أنه "مع كل هذه الإنجازات لن يكون هناك انتصار ما دام هناك 100 أسير في غزة"، مضيفا أن "أي عملية بغض النظر عن جرأتها لن تغطي على هذا الإخفاق في الفشل بإعادة الأسرى".
وخلص بريك إلى أن مشكلة التدهور الأساسية تكمن في الداخل الإسرائيلي، قائلا "نحن نخسر الاقتصاد، وغلاء الأسعار الحالي سيؤدي خلال وقت قصير إلى انفجار هائل"، وأكمل موضحا "نحن نخسر دعم العالم ونخسر المجتمع ولدينا كراهية متبادلة مشتعلة وكأننا على حافة حرب أهلية، نحن نخسر الجيش، عندما ننظر إلى الصورة الشاملة، فإننا في الطريق إلى التحطم".
وبحسب المحرر السابق في وكالة أسوشيتد برس، دان بيري، فإن "الحكومة استعدت لحرب عصابات ستدوم سنوات"، مشيرا إلى أنه "خلال هذه السنوات، سيموت كل الأسرى".
وأضاف أن "هناك الكثيرين الذين يشتبهون في أن الحكومة تفعل ذلك لأنه مريح لها".
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
توتر إسرائيلي أمريكي بعد المحادثات المباشرة مع حماس.. كشف تفاصيل مكالمة صعبة
كشفت مخاوف "إسرائيل" بشأن المفاوضات السرية والمباشرة التي تجريها إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب مع حركة حماس، في محادثة متوترة بين اليد اليمنى لرئيس وزراء الاحتلال، والمسؤول الأمريكي الكبير الذي يقود المحادثات.
ويأتي هذا بعدما أبلغ مسؤولون كبار في إدارة ترامب المسؤولين الإسرائيليين في أوائل شباط/ فبراير أنهم يفكرون في إجراء محادثات مباشرة مع حركة حماس، وحينها نصحت "إسرائيل" بعدم القيام بذلك، وخاصة دون وضع شروط مسبقة.
وأفاد موقع "واللا" بأن "إسرائيل" اكتشفت بعد ذلك من خلال قنوات أخرى، أن الولايات المتحدة تتجه نحو المفاوضات المباشرة مع حماس على أي حال.
ومنذ الكشف عن المحادثات غير المسبوقة بين الولايات المتحدة وحماس، امتنع نتنياهو عن انتقاد ترامب علنا، بينما قال مكتبه إن "إسرائيل أوضحت موقفها للولايات المتحدة"، إلا أن أقرب المقربين من نتنياهو، وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، اتخذ لهجة أقل تحفظا بكثير في محادثة مع المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بويلر.
وذكرت مصادر للموقع الإسرائيلي، أن المحادثة بين ديرمر وبوهلر جاءت بعد ساعات من لقاء المبعوث الأميركي في الدوحة مع خليل الحية، أحد كبار الشخصيات في الجناح السياسي لحركة حماس ورئيس فريق التفاوض في المنظمة.
وبدأت محادثات بوهلر في العاصمة القطرية الأسبوع الماضي بلقاء مع مسؤولين من مستوى منخفض في حماس، وركزت على إطلاق سراح الأسير الإسرائيلي الأميركي إيدان ألكسندر (21 عاما)، وجثث الأسرى الأميركيين الأربعة الذين قتلوا.
وكانت الرسالة الأمريكية لحماس هي أن إطلاق سراح الأسرى الأمريكيين من شأنه أن يمنح حماس قدرا كبيرا من الثقة لدى الرئيس ترامب، الذي سوف يضغط بعد ذلك من أجل التوصل إلى اتفاق أوسع نطاقاً يمكن أن يشمل هدنة طويلة الأمد، وممرا آمنا من غزة لقادة حماس، ونهاية فعلية للحرب.
وكان البديل، وفقا للأمريكيين، هو حملة عسكرية إسرائيلية متجددة لـ"تدمير حماس"، وكان ترامب ومستشاروه يأملون في تحقيق انفراجة قبل خطاب الرئيس أمام الكونغرس الأميركي، لكنهم وجدوا رد حماس غير كاف، بحسب ما نقل الموقع الإسرائيلي عن المصادر.
وتطرقت المحادثات أيضًا إلى تفاصيل مثل عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية مقابل عودة ألكسندر، وهو الرقم الذي لم توافق عليه "إسرائيل".
وأوضحت المصادر أن نتنياهو اعتقد في البداية أن احتمالات الاتصالات بين الولايات المتحدة وحماس منخفضة وأن التنسيق بينه وبين ترامب وثيق للغاية، إلا أنه ومستشاريه أصبحوا قلقين بشكل متزايد بعد أن أصبحت الفكرة حقيقة.
وخلال المكالمة الهاتفية بين ديرمر وبوهلر، والتي وصفها مصدران بأنها "محادثة صعبة"، أعرب ديرمر عن تحفظاته بشأن المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وحماس، وأوضح أنه يعارض قيام بوهلر بتقديم مقترحات دون موافقة "إسرائيل" المسبقة.
وأكد بوهلر لديرمر أن الأمريكيين ليسوا قريبين من التوصل إلى اتفاق مع حماس، وأنه يفهم المبادئ المهمة بالنسبة لـ"إسرائيل"، بينما وزعم مسؤول إسرائيلي أن المحادثة المتوترة بين ديرمر وبوهلر دفعت البيت الأبيض إلى "إعادة تقييم المحادثات مع حماس والتراجع قليلا عن هذه الخطوة".
وضغطت عائلات الأسرى الذين يحملون الجنسية الأمريكية على إدارة بايدن منذ أشهر للتحدث مباشرة مع حماس بهدف التوصل إلى اتفاق منفصل لإطلاق سراحهم.
وقال مسؤول أمريكي كبير سابق إن "إدارة بايدن لم تعتقد أن مثل هذه المحادثات ستسفر عن نتائج وتخشى إضفاء الشرعية على حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية".
وأضاف المسؤول الذي شارك بشكل مباشر في المفاوضات بشأن صفقة الأسرى أن البيت الأبيض "أجرى محادثات مع حماس من خلال مصدر أميركي مقرب من الإدارة لكنه غير رسمي"، وتحدث نفس الشخص مع كبار مسؤولي حماس حول إمكانية التوصل إلى صفقة منفصلة بشأن الأسرى الأمريكيين.
وعندما انضم مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، إلى الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى في الأيام الأخيرة من إدارة بايدن، عرض الاجتماع مباشرة مع حماس لتسريع المحادثات، لكن هذا لم يحدث في نهاية المطاف في ذلك الوقت.
وقال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي من المقرر أن يسافر إلى المنطقة مطلع الأسبوع المقبل، إن إطلاق سراح ألكسندر كان "أولوية قصوى" بالنسبة للبيت الأبيض.