فقط فى مصر ستسمع كل صباح عن تلك التسميات والألقاب المفخمة وكأنما تُباع على أرصفة شوارعنا بأزهد الأسعار، أو تُمنح أحيانًا بالمجان تحت شعار "الألقاب للجميع ".
فوضى ليست خلاقة على الإطلاق حين يزاحم فقراء الإبداع والعطاء أصحاب الفكر والإضافة فتمتلئ الحياة ومواقع التواصل بهؤلاء الأفاقين وأصحاب الألقاب المزيفة التى لا رصيد لها ولا أصل سوى أن أصحابها قد اقتبسوها عنوة واستغلوها ليحققوا مصالح ومكاسب مادية ويتواجدوا على الساحة بشكل فوضوى عابث فاختلط الحابل بالنابل ولم نعد نعرف مَن الحقيقى ومَن المزيف.
فقط في بلادنا ستسمع عن فلان الكاتب الذى لم يؤلف كتابا أو يكتب مقالا واحدًا في حياته، وستسمع عن الصحفي الكبير الذى لم تطأ قدماه مقر صحيفه من قبل، وذاك السفير والدكتور والنائب والمستشار وغيرهم من الذىن لا علاقة لهم بتلك التسميات سوى أنهم قد أطلقوها على أنفسهم، أو اشتروها من حوانيت بائسة تبيع الألقاب وتمنح أوراقًا لا تساوى الحبر الذى كُتبت به، فيصبح لدينا كل هذا الكم من حاملى الألقاب دون أساس أو أحقية. فإلى متى هذا العبث المقيت؟
فوضى عارمه أصبحت تجتاح مصر مؤخرًا، وألقاب ذات وزن يتحصل عليها البعض زورًا وبهتانًا فيضيعون معها حقوق من اجتهدوا وثابروا سنين طويلة للحصول على هذه التسميات العلمية أو المهنية، فكيف تسمح الدولة بذلك؟ ولماذا لا نراقب مثل هذه الافتراءات من قبل النقابات المهنية المختصة والجهات المعنية حتى لا ينخدع العامه بتلك الألقاب المميزة أو نشاهد يوميا عمليات نصب واستغلال لتلك التسميات دون وجه حق؟
من أجل مجتمع مستقر.. دعوة لكل من بيدهم علاج هذه المشكلة أن يجتهدوا، بالتشريع والرقابة، فى إنهاء هذه الحاله العبثية وتلك الأزمة الفوضوية للألقاب، فهذا ظلم بيّن يمارس على أصحاب الحقوق وتزييف صارخ يجب أن يعاقب عليه القانون ليردع أمثال هؤلاء الذين أفسدوا شكل الحياة والعمل العام فى بلادنا حتى ضجر الناس من الجميع وضاعت قيمة تلك الألقاب ومن يحملونها في وسط هذا الزحام الزائف.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
رمضان يعني.. ابتهالات النقشبندي والأذان بصوت محمد رفعت وخواطر الشعراوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ارتبط شهر رمضان بالعديد من البرامج الإذاعية والتليفزيونية والأعمال الدرامية، التى لا يمكن أن ننساها، ومحفورة فى وجداننا، وكان من الصعب قضاء اليوم بدونها، فرمضان يعني النقشبندى، ورمضان يعني الأذان بصوت محمد رفعت، ورمضان يعنى خواطر الشعراوى.
وتعد الروحانيات والطقوس الدينية من أهم سمات رمضان وقد حفرت البرامج الدينية ومقدموها من الشيوخ الأفاضل مواعيد ثابتة فى أذهان وقلوب المشاهدين، وتحول مع الوقت مشاهدتهم والاستماع لأصواتهم إلى صفة رمضانية انتقلت من جيل إلى جيل.
ومن أبرز البرامج التى من الممكن أن «تظبط ساعتك عليها» برنامج «خواطر الشعراوى» الذى يعرض على شاشة القناة الأولى وإذاعة القرآن الكريم، لإمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى.
فعندما تشير عقارب الساعة إلى أنه يتبقى ٢٠ دقيقة فقط على أذان المغرب فى رمضان، نجد جميع الصائمين فى البيوت والمحلات والمقاهى والشوارع والشركات يلتفون حول «خواطر الشعراوى» يستمتعون بتفسير آيات القرآن الكريم، وليهون عليهم يوما كاملا من عناء ومشقة الصيام، ويروى الشعراوى بأسلوبه الجميل عطش الصائمين وبطريقته الساحرة البسيطة الجاذبة لكل الأعمار، ينصت إليه الجميع منتظرين أن يمضى الوقت لينطلق مدفع الإفطار.
وعاما بعد عام أصبح البرنامج من الوجبات الروحانية التى تلتف حوله الأسرة قبل الإفطار بثلث ساعة، ورغم رحيل الشيخ الشعراوى عام ١٩٩٨ إلا أنه الحاضر الغائب على مائدة الإفطار فى رمضان، ومعه تهل روائح الشهر الكريم ويشعر الصائمون برمضان من خلال نبراته وصوته الفريد وأدائه المميز الذى يستحيل أن تتوه عنه أو يصعب عليك معرفته ولو للحظة واحدة.
ويمكننا بلا مبالغة أو جدال ومن خلال الواقع الذى نعيشه، أن نؤكد على أن «خواطر وأدعية الشعراوى» ارتبطت بالصائمين فى رمضان وظلت وستظل من البرامج التى نطلق عليها عبارة "اظبط ساعتك عليها".
أما «الكروان» والصوت الخاشع وشيخ المداحين «النقشبندى» الذى ارتبط صوته بابتهالات ما قبل أذان المغرب، يعد من أهم معالم رمضان وتوقيت ابتهالاته مميز ومعروف تقدر تظبط ساعتك عليه.