الأسبوع:
2025-04-17@19:24:38 GMT

السودان 2025

تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT

السودان 2025

يستهل السودان عام 2025 بأحداث مختلفة عن تلك التي شهدها في العام السابق، حيث بدأت ميليشيا الدعم السريع في تشكيل حكومة منفى برئاسة عبد الله حمدوك، وهي خطوة تردد فيها محمد حمدان دقلو (حمدتي) كثيرًا قبل اتخاذها لأنها محفوفة بالمخاطر. وسوف يكشف هذا العام تأثيرَ إعلان حكومة المنفى، التي ضمَّت أيضًا مجلسًا للسيادة برئاسة الفريق برمه ناصر (رئيس حزب الأمة) وعددًا من رؤساء الأحزاب المكونة لحركة «تقدم».

وفي هذا الاتجاه يذهب كثير من المراقبين إلى أن الحكومة التي تشكلت تحت مظلة ميليشيا الدعم السريع تستهدف بالدرجة الأولى تقسيم السودان دون مواربة أو تفسير آخر لأنها تريد إسباغ الشرعية على قوات التمرد من ناحية، وفرض سياسة الأمر الواقع القائم على سيطرة التمرد على مساحات واسعة من البلاد وخاصة العاصمة الخرطوم من ناحية أخرى. يحدث ذلك في ظل حكومة أخرى تكتسب الشرعية الدولية تحت مظلة مجلس السيادة والجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، مع وجود قطاعات أخرى خارج نطاق سيطرة الفريقين في الجنوب بقيادة عبد العزيز الحلو وفي أقصى الغرب بقيادة عبد الواحد محمد نور.

وعلى الرغم من توافق هذا التوجه مع مطالب وأهداف التحالف الاستعماري الجديد، فإن أحد احتمالات إعلان حكومة المنفى هو القضاء على التمرد أو على الأقل توجيه ضربة قاصمة له، خاصة مع ترجيح فشلها في الحصول على اعتراف دولي من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية من ناحية وجميع دول الجوار من ناحية ثانية. ويأتي استبعاد الفريق عبد الرحمن الصادق المهدي من الجيش وإحالته إلى التقاعد في إطار هذا الحراك الذي ينذر بتغيير سياسي كبير في المشهد السوداني، حيث يُحتمل معه أن ينجح الأمير عبد الرحمن في استعادة حزب الأمة من مختطفيه وعودته للمشاركة في قيادة البلاد إلى الخروج من مأزق سياسي تلاعبت فيه قوى سياسية داخلية وخارجية بأكبر حزب في السودان. كما أن حركة «تقدم» بقيادة عبد الله حمدوك يمكن أن تتلقى ضربةً قاضيةً بخروج حزب الأمة المحتمل منها بعد استعادة القيادة من قِبل الأمير عبد الرحمن الصادق. وكانت «تقدم» قد تلقت إحدى الضربات الموجعة التي سددها لها المقدم عبد الله سليمان (أحد أعضائها السابقين في لجنة إزالة التمكين)، الذي كشف عن حجم الفساد المذهل لحكومة حمدوك التي كانت تستولي على أموال الناس والشركات وتحولها إلى ممتلكات خاصة بدلًا من إيداعها خزانة الدولة.. إضافة إلى كشف هذا التنسيق القديم بين مجموعة حمدوك والدعم السريع بالاستيلاء على السلطة وتدمير الجيش والأجهزة الأمنية وتقسيم السودان. ومع هذا المسار السياسي الذي يخطو ببطء ولكنه يبدو أنه تم ترتيبُه بعناية، يتحرك الجيش السوداني بنفس الخطوات لتحقيق انتصارات نوعية على التمرد وتحرير مساحات واسعة من الأراضي التي بحوزة التمرد مع كل طلعة شمس.

ويرى المراقبون أن صعود ترامب إلى رأس السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية يمكن أن يسهم في استبعاد التأثير الدولي على النزاع السوداني.. تماشيًا مع توجهات دونالد ترامب التي لا تهتم كثيرًا بدول المنطقة وصراعاتها، على عكس الإدارة الديمقراطية بقيادة بايدن التي كانت تُدخل أنفها في كافة تفاصيل السودان. كما أن وضوح الرؤية السياسية للفريق البرهان وثباتها عند محددات معلنة (بانسحاب قوات الدعم السريع إلى معسكرات خارج المدن، إنهاء تمردها تمامًا، واستعادة السيطرة على جميع مناطق البلاد)، يؤشر إلى أن السودان تتنظره صفحات بيضاء ربما تسهم في إدخاله العام الجديد دون تمرد ودون تحقيق لأحلام التحالف الاستعماري الجديد بتقسيم السودان.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: من ناحیة

إقرأ أيضاً:

نائب رئيس حزب الامة القومي: الحرب التي شنتها المليشيا هدفت الى طمس هوية السودان

قال نائب رئيس حزب الامة القومي الدكتور ابراهيم الامين ان شعار لا للحرب لم يحقق اهدافه، وان ما يسمى بمجموعة تأسيس اتجهوا للحكومة الموازية بعد ان انتصر الجيش وتقدم في الميدان، واعلن عن استحالة قيام الدولة الموازية دون سند شعبى ودون جماهير، ودون امكانيات.واشار خلال حديثه حول الراهن السياسي بفندق مارينا الأحد، الى ان الحرب التي شنتها المليشيا هدفت الى طمس هوية السودان وتفكيكه.وكشف نائب رئيس حزب الامة القومي عن اجتماعات سرية شاركت فيها قيادات من تقدم، وان المجموعة المشاركة في فكرة الحكومة الموازية توسعت خلافاتها وانقسمت الى ثلاثة اجسام، الاول يتمسك بالحكومة الموازية، والطرفين الآخرين كان لهم تحفظات على الخطوة وكانوا يعترضون على ذلك في الاجتماعات السرية، ولا يجاهرون بها في العلن واصفا بأنهم تجار سلطة.وقال انه تحدى برمة ناصر بالظهور والمناظرة عن مشروع ما يسمى بالدولة الموازية، وكل يدافع عن رايه ومبرراته الا انه لم يرد حتى الآن، واضاف انهم ناصحوه بالتخلي عن الامر وانه تمسك برأيه، مبينا ان المجموعة المساندة له تتخذ قرارات دون الرجوع اليه وهو آخر من يعلم.واضاف نائب رئيس حزب الامة القومي ان عملية الاصلاح في الحزب ليس بالامر السهل، بل في غاية الصعوبة، وان حزب الامة متماسك.وكشف عن مطالبته لبرمة ناصر بالخروج عن ما يسمى منصة تأسيس التي تدعو للحكومة الموازية والاستمرار في رئاسة الحزب الا انه رفض.الى ذلك دعا الدكتور ابراهيم الامين الى تشكيل حكومة بأسرع وقت واختيار رئيس وزراء تتم محاسبته، وان تضع قضايا المواطن في الاولوية، وعدم تجاهل قضاياه.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • راشد عبد الرحيم يكتب: حرب الكهرباء
  • مؤتمر لندن والسودان: قراءة تفكيكية في رمزية التمرد وسردية الرفض
  • حمدوك درقة الجنجويد والامارات
  • حمدوك يطالب باجتماع لمجلس الأمن بحضور البرهان وحميدتي والجيش يستهل العام الثاني للحرب بإعلان تقدم جديد في أم درمان
  • رسالة الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السابق ورئيس تحالف صمود في الذكرى الثانية للحرب
  • رسالة الدكتور عبدالله حمدوك إلى الشعب السوداني في الذكرى الثانية للحرب
  • ناشد بالتصدي لخطاب الكراهية .. حمدوك: حرب السودان صراع على السلطة
  • حمدوك يناشد السودانيين "التصدي لخطاب الكراهية"
  • عاصفة لم تُبقِ ولم تذر.. ماذا حدث في السودان ؟
  • نائب رئيس حزب الامة القومي: الحرب التي شنتها المليشيا هدفت الى طمس هوية السودان