السلطة الفلسطينية: بين وهم السلام وواقع النزيف
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
ماجد الكحلاني
منذ عقود، يعيش الشعب الفلسطيني تحت وطأة احتلال يستبيح الأرض ويستهدف الحياة، بينما السلطة الفلسطينية تبدو تائهة بين شعارات السلام وواقع الاحتلال الذي يزداد تغوّلاً. في مشهد يومي تكرّسه العدوانية الإسرائيلية، يُقتل الأطفال، وتُهدم المنازل، ويُطرد السكان من أراضيهم، بينما تكتفي السلطة بالتنديد ومتابعة المشهد بصمتٍ مريب.
منذ السابع من أكتوبر 2023، حتى اليوم الأحد ٥ يناير ارتفعت حصيلة العدوان الصهيوأمريكي على قطاع غزة إلى 45,805 شهداء و109,064 إصابة، معظمهم من النساء والأطفال. هذه الأرقام لا تمثل مجرد إحصائيات، بل مأساة إنسانية تُكتب بدماء الأبرياء وآلام المهجّرين. إنها جرح مفتوح يُذكر العالم بفداحة الظلم الذي يتعرض له هذا الشعب.
رغم القصف الوحشي والدمار الشامل، تبقى غزة عنواناً للصمود والتحدي، وبين انقاضها، تجد أطفالاً يلعبون وأمهات يحملن أحزانهن بصبر، وكأنهن يُعلنّ للعالم أن الحياة أقوى من الموت.. غزة ليست مجرد مكان؛ إنها ملحمة إنسانية لطائر جريح يحلّق رغم كسر جناحيه، وتذكير دائم بأن الحق لا يُدفن، وأن إرادة الشعوب لا تُهزم مهما كانت آلة الحرب.
على الجانب الآخر، الضفة الغربية تواجه استعماراً مختلفاً لكنه لا يقل شراسة. الاستيطان يتمدد كخنجر في خاصرة الأرض الفلسطينية، يُحوّل القرى إلى جزر معزولة في بحر من المستوطنات. فيما السلطة الفلسطينية في هذا المشهد تبدو كرُبّان سفينة تائهة، عاجزة عن قيادة شعبها نحو بر الأمان، بينما الأمواج تغرق كل أمل في التحرر. وبدلًا من التصدي لهذه الهجمة الاستيطانية، تلاحق السلطة الأصوات الحرة وتُضيّق الخناق على كل من يقف في وجه الاحتلال.
منذ توقيع اتفاق أوسلو، كانت المفاوضات أشبه بمتاهة، يدور فيها الطرف الفلسطيني دون وجهة واضحة.. الاحتلال استخدمها كستار لمزيد من التوسع وقضم الأراضي، بينما بقيت السلطة تراهن على سراب لا يتحقق.. اليوم، تبدو هذه المفاوضات كطاحونة هواء تدور بلا جدوى، تصرف النظر عن الحقائق على الأرض، وتُبقي الفلسطينيين في دائرة الإحباط واليأس.
ورغم هذا الواقع القاتم، يبقى الشعب الفلسطيني هو محور القصة، وهو من يدفع الثمن الأكبر. في غزة، يكافحون للبقاء وسط آلة حرب لا ترحم، وفي الضفة، يُطاردون من أجهزة أمنية يُفترض بها أن تحميهم. لكن الشعب الفلسطيني يشبه شجرة الزيتون، تتشبث بجذورها في الأرض رغم كل محاولات الاقتلاع.
في ختام هذا المشهد الذي يروي مأساة شعب، يتجلى الأمل كضوءٍ ينبعث من قلب الظلام. فمن بين الركام، تُولد أحلام التحرر، ومن وسط الألم، تُزهر إرادة لا تُقهر. القضية الفلسطينية ليست مجرد صراع سياسي، بل اختبار للإنسانية ولقدرة العالم على إنصاف من هُضمت حقوقهم.
اليوم، تحتاج فلسطين إلى خطوات جادة تعيد الحقوق لأصحابها، وتُحيي الأمل في نفوس شعب لا يزال يرفع راية الحرية رغم كل العواصف.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
أجهزة السلطة الفلسطينية تطلق قذيقة "RPG" في ساحة مخيم جنين
أطلقت أجهز السلطة الفلسطينية قذيقة آر بي جي "RPG" ، في ساحة مخيم جنين شمال الضفة الغربية، مساء اليوم السبت حسب مصادر فلسطينية.
يذكر أن نظمت مجموعة داعمة لغزة وقفة تضامنية في العاصمة الإيطالية روما؛ تنديداً بعملية أمن السلطة في مخيم جنين.
وقفة تضامنيةوقفة تضامنيةوقفة تضامنية