تفجير جامع دار الرئاسة.. بصمات الإخوان وغياب الإدانة الرسمية
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
شهد اليمن في عام 2011 واحدة من أخطر الجرائم الإرهابية التي هزّت البلاد، حين تعرض مسجد دار الرئاسة في صنعاء لتفجير دموي استهدف رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح وكبار قيادات الدولة أثناء تأديتهم لصلاة الجمعة.
تلك الجريمة التي أودت بحياة عدد من القيادات، وجرحت آخرين، لم تكن مجرد عمل إرهابي معزول، بل وفقًا لمصادر متعددة، كان لحزب الإصلاح (الإخوان المسلمين فرع اليمن) دور محوري فيها.
جاء التفجير في ذروة الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد عام 2011، وسعى منفذوه إلى إحداث فراغ دستوري يُغرق اليمن في فوضى عارمة، وهو ما حدث فعلياً في السنوات التي تلت الجريمة.
اللافت في الحادثة كان رد فعل حزب الإصلاح، حيث سارع أتباعه فور وقوع التفجير إلى إبداء فرحتهم عبر خطباء صلاة الجمعة في ساحات الاعتصام بجامعة صنعاء، وعبر وسائل الإعلام التابعة والموالية للحزب، وأيضاً تصريحات غير مسؤولة وحصيفة لقيادتها. علاوة على ذلك صم -حينها- الحزب أذنيه من إدانة الجريمة.
ورغم مرور سنوات طويلة على الحادثة، لم يصدر حزب الإصلاح أي إدانة رسمية للجريمة أو لمن نفذها. هذا الصمت المريب يعزز الشكوك حول تورط الجماعة بشكل مباشر، خاصة أن المستفيد الأكبر من هذا الهجوم كانت القوى التي سعت إلى استغلال الفوضى لتعزيز نفوذها السياسي والعسكري في البلاد.
تفجير مسجد دار الرئاسة لا يمكن اعتباره سوى جريمة إرهابية مكتملة الأركان، إذ استهدفت رأس الدولة وقياداتها العليا في وقت حساس، ما يعكس تخطيطاً ممنهجاً لإحداث زلزال سياسي وأمني في البلاد.
وحسب محللين ومراقبين تحدثوا لوكالة "خبر"، هذه الجريمة فتحت الباب أمام انهيار المؤسسات، وأطلقت سلسلة من الأحداث التي ما زال اليمن يعاني من تبعاتها حتى اليوم، وكان حزب الإصلاح في صدارة جميعها، ويعمل جاهداً على إفشال أي مساعٍ حميدة لإعادة ترميم هيكل الحكومة، وتعزيز كل ما من شأنه إغراق البلاد في عتمة الصراعات، لادراكه أنه غير قادر على الحياة في النور.
ويرى المراقبون أن حزب الإصلاح، الذي مثّل الإخوان المسلمين في اليمن، يتحمل جانباً كبيراً من المسؤولية عن الوضع الكارثي الذي وصلت إليه البلاد. فمنذ عام 2011، انتهج الحزب سياسات قائمة على العنف والتآمر لتحقيق أهدافه، دون النظر إلى الكلفة الباهظة التي يدفعها الشعب اليمني.
اليوم، ومع تزايد الدعوات إلى محاسبة المتورطين في جريمة دار الرئاسة، يجد حزب الإصلاح نفسه في مواجهة تاريخية مع الحقائق. فالإصرار على عدم إدانة التفجير، والصمت حيال نتائجه الكارثية، يزيد من عزلته السياسية ويضعه تحت طائلة المساءلة المحلية والدولية.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: دار الرئاسة حزب الإصلاح
إقرأ أيضاً:
الاتحاد العام للمؤرخين والآثاريين يدين إحراق جامع النصر بنابلس
أدان الاتحاد العام للمؤرخين والآثاريين الفلسطيني الجريمة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في ليلة السابع من آذار عام 2025، حيث اقتحم الجنود الإسرائيليون جامع النصر في مدينة نابلس .
نص البيان كما وصل وكالة سوا الإخبارية
بيان للرأي العام
يدين الاتحاد العام للمؤرخين والآثاريين الفلسطيني الجريمة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في ليلة السابع من آذار عام 2025، حيث اقتحم الجنود الإسرائيليون جامع النصر في مدينة نابلس، وأحرقوا أجزاء كبيرة من هذا الجامع، بالإضافة إلى إحراق المصحف الشريف في جريمة عنصرية تستهدف الوجود الفلسطيني وإرثه الحضاري العريق.
ويُعتبر جامع النصر في نابلس من المعالم الإسلامية التاريخية الهامة التي شهدت العديد من المحطات التاريخية المهمة منذ ال فتح الإسلامي، ومع احتلال الصليبيين لمدينة نابلس تحول الجامع إلى كنيسة، وبعد تحريرها على يد القائد صلاح الدين الأيوبي في العام 1187م، تم تحويل الكنيسة إلى جامع سُمّي "جامع النصر"، احتفالاً بالنصر . ومنذ ذلك الحين وإلى اليوم أصبح الجامع مركزاً للعبادة والتجمع الثقافي.
إن هذا الهجوم على جامع النصر لا يمثل اعتداءً على مكان عبادة فحسب، بل هو استهداف مباشر للذاكرة الثقافية والتاريخية للشعب الفلسطيني، الذي يعبر هذا المعلم عن جزء مهم من تاريخه الطويل. وإن إحراق المصحف الشريف في هذه الجريمة يأتي ليعكس العقلية الاستعمارية التي تهدف إلى تدمير تراثه الثقافي .
يؤكد الاتحاد العام للمؤرخين والآثاريين الفلسطيني أن هذا الاعتداء الغاشم يشكل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي وحقوق الإنسان، ويجب أن يُدان من قبل المجتمع الدولي بأسره. إن محاولة الاحتلال الإسرائيلي محو الهوية الفلسطينية من خلال تدمير المواقع الدينية والتاريخية لن تمر دون رد من الشعب الفلسطيني الذي سيظل يحافظ على تراثه الثقافي والحضاري مهما كانت التحديات.
إن الاتحاد العام للمؤرخين إذا يؤكد على أهمية توثيق وتقديم هذه الجرائم للعالم لتتضح حقيقة الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وتدعو المؤسسات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها في ماية المعالم الدينية والثقافية الفلسطينية.
عاشت منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، والمجد الخلود للشهداء.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين نابلس - تعليمات بإعادة بناء ما هدمه الاحتلال في خربة الطويل حماس: مؤشرات إيجابية لاستكمال تنفيذ اتفاق غزة وبدء مفاوضات المرحلة الثانية حماس: نتنياهو يتحمل مسؤولية جريمة حصار غزة الأكثر قراءة نتنياهو وكاتس يوجهان بالتدخل في سوريا لحماية دروز جرمانا القناة 13: نتنياهو يميل لتمديد وقف إطلاق النار في غزة لأيام مسلسلات رمضان 2025 الجزائر القائمة كاملة دعاء التراويح مكتوب pdf بخط كبير عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025