المسلة:
2025-05-01@21:05:30 GMT

شرق أوسط جديد يتشكل في 2025

تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT

شرق أوسط جديد يتشكل في 2025

5 يناير، 2025

بغداد/المسلة: عام 2025 يبرز كفترة مفصلية تحمل في طياتها تحولات جذرية في المشهد السياسي والأمني في الشرق الأوسط.

وبين التحولات في سوريا ما بعد الأسد، وتزايد التوترات بين إيران وإسرائيل، والأنشطة العسكرية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، والتنافس التركي الإسرائيلي، والتطورات في اليمن، سيكون من الصعب التنبؤ بتفاصيل ملامح المنطقة، ولكن الاتجاهات العامة التي نراها اليوم قد تشير إلى صراعات جيوسياسية أوسع وتوازنات جديدة في التحالفات الإقليمية.

ومن أبرز القضايا التي ستحدد شكل الشرق الأوسط في 2025 هي التغيرات المتوقعة في سوريا بعد سقوط نظام الأسد. سقوط هذا النظام في ديسمبر 2024 قد يغير معادلة القوى في المنطقة، حيث يتوقع أن تلعب تركيا وإسرائيل دورًا محوريًا في هذه المرحلة الانتقالية.

تركيا، التي دعمت بشكل قوي هيئة تحرير الشام في عملياتها العسكرية، قد تجد نفسها في موقع قوي لملء الفراغ الذي خلفه تراجع النفوذ الإيراني في بلاد الشام. تركيا، التي تتوسع نفوذها من القرن الأفريقي إلى بلاد الشام وأفغانستان، قد تسعى لإعادة رسم ملامح النظام الإقليمي في المنطقة.

من ناحية أخرى، إسرائيل التي كانت تخشى على الدوام من أي تقارب سوري مع إيران، قد تجد نفسها مضطرة لتعديل استراتيجياتها بما يتناسب مع الواقع الجديد، وقد تلجأ إلى تعزيز وجودها العسكري في المناطق السورية الجنوبية.

إيران وإسرائيل: خطر التصعيد المباشر

على الجبهة الإيرانية الإسرائيلية، من المتوقع أن تتسارع الأعمال العدائية بين البلدين في عام 2025. بعد تصعيد الحرب الخفية في السنوات الماضية، قد تنتقل هذه الأعمال إلى مواجهات عسكرية مباشرة، حيث قد تسعى إسرائيل إلى ضرب المنشآت النووية الإيرانية. هذا التصعيد، في حال حدوثه، قد يؤدي إلى تصعيد أوسع يشمل دولاً أخرى في المنطقة، مثل لبنان وسوريا. وفي ظل هذه التوترات، يمكن أن تتطور حرب إقليمية شاملة، إذا لم تتمكن الولايات المتحدة من التوسط للحد من التصعيد، وهو ما قد يعرض المنطقة لمزيد من الاضطراب.

اليمن: الحوثيون في قلب محور المقاومة

في اليمن، تواصل جماعة الحوثي، التي تمثل جزءًا من “محور المقاومة” بقيادة إيران، تعزيز قوتها العسكرية. على الرغم من التدخلات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة، فإن الحوثيين يواصلون استهداف المصالح الإسرائيلية عبر البحر الأحمر من خلال الهجمات البحرية.

ومن المتوقع أن تلعب جماعة أنصار الله دورًا أكبر في المشهد الإقليمي خلال 2025، حيث تسعى إلى تقوية تحالفاتها مع روسيا والصين ومواءمة سياساتها بما يخدم مصالحها الخاصة في مواجهة التحديات التي تواجهها من القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وإسرائيل.

الضفة الغربية وغزة: تصاعد العنف الإسرائيلي والرد الفلسطيني

أما في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإن عام 2025 قد يشهد تطورات خطيرة قد تتجاوز التأثيرات المحلية إلى تأثيرات إقليمية ودولية. تسارع وتيرة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية في إطار خطط حكومة نتنياهو قد يشعل جولات جديدة من العنف مع مجموعات المقاومة الفلسطينية. في ظل الأوضاع الحالية، حيث لم يتم التوصل إلى حلول للسلام، يمكن أن يتصاعد العنف بين إسرائيل والفلسطينيين، مما يهدد الاستقرار في المنطقة. وفي حال تبني إدارة ترامب لسياسة دعم غير مشروط لإسرائيل في ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية، قد تتعقد الأمور أكثر وتندلع مواجهات واسعة النطاق في المنطقة.

مستقبل العلاقات الدولية: تأثير القوى الكبرى

إلى جانب هذه التوترات، سيكون من المهم مراقبة دور القوى الكبرى في المنطقة في العام 2025. في ظل إدارة ترامب الثانية، من المرجح أن تتصاعد سياسة “الضغط الأقصى” ضد إيران، مما يزيد من التوترات بين واشنطن وطهران. في المقابل، قد تستفيد إسرائيل من الدعم الأميركي غير المشروط لتعزيز عملياتها العسكرية في المنطقة، خاصة في سوريا ولبنان. ومن جانبها، ستسعى تركيا إلى تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة والدول الغربية، مما قد يؤثر على مشهد التحالفات الإقليمية ويزيد من تعقيد الوضع السياسي في الشرق الأوسط.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

خبير إسرائيلي: اتفاق نووي أميركي إيراني يتشكل ونتنياهو ينتظر

حذر البروفيسور إيتان جلبوع -وهو أحد أبرز الخبراء الإسرائيليين في الشؤون الأميركية- من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواجه اليوم مأزقا إستراتيجيا فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني بعدما تقلص مجال تأثيره على المفاوضات النووية الأميركية الإيرانية رغم ما يعتبره إنجازات إسرائيلية في تقويض النفوذ الإيراني بالمنطقة.

وكتب جلبوع -وهو باحث أول في مركز بيغن- السادات للدراسات الإستراتيجية في جامعة بار إيلان- في مقال بصحيفة معاريف أن نتنياهو لا يملك اليوم سوى الانتظار بصمت لنتائج المفاوضات بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإيران بعدما أصبح خارج دائرة التأثير على هذا المسار رغم اعتراضه الصريح عليه.

نفوذ مفقود

وأشار الباحث الإسرائيلي إلى أن المفاوضات التي أجراها ستيف ويتكوف مبعوث ترامب مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أظهرت جدية متبادلة بين الطرفين، إذ قال ترامب آنذاك "نحن في وضع جيد جدا، ستكون هناك صفقة قريبا، أريد إنهاء هذا الملف من دون الحاجة إلى قصف إيران".

بدوره، عبّر عراقجي عن رضاه عن سرعة وتيرة التقدم، مؤكدا وجود إرادة متبادلة للتوصل إلى تفاهمات.

ووفقا لجلبوع، فإن هذه التصريحات تثير قلقا شديدا في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، فقد رفض نتنياهو تماما أي مفاوضات مع إيران، سواء تلك التي قادها الرئيس الديمقراطي باراك أوباما في السابق أو تلك التي باشر بها ترامب، ويعتقد أن طهران تستغل التفاوض فقط لكسب الوقت، وأن أي اتفاق يبرم سيبقي تحت يدها بنية تحتية نووية يمكن إعادة تشغيلها في أي وقت.

إعلان

ويرى نتنياهو -حسب المقال- أن السبيل الوحيد لوقف البرنامج النووي الإيراني هو عبر ضربة عسكرية مكثفة تدمر معظم المنشآت النووية، وبما أن إسرائيل لا تملك القدرة العسكرية الكافية لإحداث ضرر طويل المدى بمفردها فقد راهن على تدخل عسكري أميركي مباشر أو على الأقل بالتنسيق مع إسرائيل.

ويضيف الباحث والخبير الإسرائيلي أن نتنياهو أساء التقدير عندما ظن أن تهديدات ترامب باستخدام القوة -والتي ترافقت مع حشود عسكرية كبيرة في المنطقة- كانت جدية وتهدف فعلا إلى شن حرب على إيران، لكن الواقع أثبت لاحقا أن ترامب كان يهدف فقط إلى استخدام هذه التهديدات ورقة ضغط لدفع طهران إلى التفاوض.

ومع بدء المحادثات الفعلية حاول نتنياهو التأثير على مجرياتها، فأرسل رئيس الموساد ديفيد برنيع والوزير روني ديرمر إلى باريس للقاء ويتكوف لإقناعه بطرح مطلب "تفكيك كامل للبنية النووية الإيرانية"، وهو مطلب يدرك الجميع أنه سيُفشل المفاوضات، لكن الإدارة الأميركية تجاهلت هذه المواقف.

ويقول جلبوع إن نتنياهو بات عاجزا عن التأثير على مسار المفاوضات رغم أن نتائجها قد تكون حاسمة بالنسبة لأمن إسرائيل.

والمفارقة -حسب قوله- أن إيران اليوم أضعف من ذي قبل بعد أن فقدت الكثير من أذرعها العسكرية وقواعدها في سوريا ولبنان واليمن نتيجة الهجمات الإسرائيلية، لكن تلك "الفرصة الإستراتيجية" لا يمكن لنتنياهو استثمارها، لأنه لا يستطيع فرض أي شروط على المفاوضات.

ثمن الولاء لترامب

ويرى الباحث أن سبب العجز الحالي لنتنياهو هو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ربط نفسه سياسيا وشخصيا بترامب، واعتبره "أعظم أصدقاء إسرائيل" الذين مرّوا في البيت الأبيض، ولذلك لا يمكنه اليوم مهاجمة ترامب أو انتقاده علنا حتى عندما يتفاوض مع إيران ويقترب من توقيع اتفاق نووي.

وفي السابق، تمكن نتنياهو من الضغط على أوباما وبايدن عبر التحالف مع الجمهوريين في الكونغرس، أما اليوم فقد خسر الدعم الديمقراطي بسبب مواقفه الحادة، كما أن الجمهوريين باتوا تحت سيطرة ترامب، مما يعني أنه لا يوجد أي جناح سياسي في واشنطن يمكن لنتنياهو التحالف معه للضغط على الإدارة الأميركية.

إعلان

ويرى جلبوع أن ترامب رغم وصفه اتفاق أوباما النووي بأنه "الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة" سيسوّق أي اتفاق جديد مع إيران مهما كانت بنوده على أنه "الأفضل في التاريخ".

ويضيف أن الاتفاق المرتقب قد يشبه إلى حد كبير اتفاق أوباما، مما سيعني السماح لإيران بالحفاظ على بعض قدراتها النووية مقابل قيود مؤقتة وآلية رقابة دولية.

وفي ضوء كل هذه التطورات يلتزم نتنياهو الصمت ويتجنب المواجهة العلنية خوفا من تدمير علاقته مع ترامب، ولأنه لم يعد يملك أوراق ضغط داخل النظام السياسي الأميركي.

ويخلص الباحث الإسرائيلي إلى أن نتنياهو يقف اليوم في زاوية حرجة يشاهد فيها تطورات مصيرية دون أن يكون له دور فيها رغم أن عواقبها قد تكون بالغة الخطورة على إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • الوزير الشيباني: إن أي دعوة للتدخل الخارجي، تحت أي ذريعة أو شعار، لا تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور والانقسام، وتجارب المنطقة والعالم شاهدة على الكلفة الباهظة التي دفعتها الشعوب جراء التدخلات الخارجية، والتي غالباً ما تُبنى على حساب المصالح الوطنية، وتخدم أ
  • خبير إسرائيلي: اتفاق نووي أميركي إيراني يتشكل ونتنياهو ينتظر
  • تركيا تعلن أسماء الشركات التي ستقدّم خصومات للشباب المقبلين على الزواج! القائمة تضم 20 علامة تجارية
  • مصدر أمني بدمشق لـ سانا: قواتنا بدأت عملية تمشيط واسعة في منطقة أشرفية صحنايا، بهدف إلقاء القبض على العصابات الخارجة عن القانون التي اتخذت هذه المنطقة منطلقاً لعملياتها الإرهابية ضد الأهالي وقوات الأمن
  • المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة
  • بأكثر من نصف مليار ريال.. أمير تبوك يطّلع على المشاريع التي تنفذها أمانة المنطقة
  • بأكثر من نصف مليار ريال.. أمير منطقة تبوك يطلع على المشاريع التي تنفذها أمانة المنطقة
  • بأكثر من نصف مليار ريال.. أمير منطقة تبوك يطلع على المشاريع التي تُنفّذها أمانة المنطقة
  • عن أي شرق أوسط جديد يتحدّث نتنياهو؟
  • سيئون: قائد المنطقة العسكرية الثانية يزور قيادة المنطقة العسكرية الأولى