بوابة الوفد:
2025-01-07@08:51:29 GMT

لماذا حل السيد المسيح بيننا؟

تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT

ونحن نحتفل بميلاد السيد المسيح من العذراء مريم، لعلنا نتسأءل فيما بيننا: وما هى الأسباب التى دعت الله القدوس أن يتخذ جسداً ويحل بيننا ويصير فى الهيئة كإنسان من امرأة كبنى البشر؟

لقد جاء السيد المسيح إلى الأرض ليخلص الخطأة وليفديهم، ولا شك أن عملية الفداء هى السبب الأساسى للتجسد، وجاء أيضًا من أجل السلام لكى يبشر بالحب وينشر الحب والسلام فى أرجاء العالم، ويمحنا إياه بقوله المبارك قائلاً: «سلاماً أترك لكم، سلامى أعطيكم» (يوحنا 27:14).

والسلام الذى أتى به ليس مجرد شعار بل هو سلام حقيقى معه بالابتعاد عن الظلم والخطية والشر بأنواعه، حتى لا تضطرب قلوب البشرية ولا تجزع، «لا سلام قال الرب للأشرار» (أشعياء 48:22).

 وكان حبًا متحركاً أينما حل كل من اتصل به نال نصيباً من حبه ومن عطفه ومن رقته وإشفاقه. وهكذا قيل عنه إنه كان «يجول يصنع خيرًا»، ونص الآية فى سفر أعمال الرسل 38:10. 

هو: «الَّذِى جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا». يمر على المرضى فيشفيهم، وعلى الحزانى فيعزيهم، وأيضًا يدعو الجميع إلى أنهم يطعمون الجوعانين ويكسون العرايا ويهتمون بالغرباء ويزورون المساجين فلما قالوا له: «متى يا رب رأينا هذا» قال لهم: مهما فعلتموه بأحد هؤلاء الأصاغر فبى قد فعلتم، ونص الآيات: 

«تَعَالَوْا يَامُبَارَكِى بى ردُّوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنذُ تَأْسِيس العَالَمِ. لأَتِى جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشَتْ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي. عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ. فَيُجِيبُهُ الأَبْرَارُ حِينَئِذٍ قَائِلِينَ: يَا رَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاكَ، أَوْ عَطْشَانًا فَسَقَيْنَاكَ ؟ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيبًا فَآوَيْنَاكَ، أَوْ عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاكَ؟ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضًا أَوْ مَحْبُوسًا فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ ؟ فَيُجِيبُ الْمَلِكُ وَيَقول لَهُمْ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِى هؤلاءِ الأَصَاغِرِ، فَبِى فَعَلْتُمْ « (متى ٢٥: ٣٤-٤٠).

 

مستبعدة من اليهود كالسامريين والأمم، فالسامريون مثلًا كان إذا وقع ظل واحد منهم على يهودى كان ينجسه أو يعتبرون كذلك. فكانت النتيجة أن السيد المسيح احتضن هؤلاء أيضًا بمحبته وذكر لهم مثل السامرى الصالح وكيف أنه كان نبلا من الكهنة ومن اللاويين. وكذلك الأمم الذين كانوا مكروهين من اليهود قال السيد المسيح عن أحدهم قائد، المائة، لم أجد فى إسرائيل كله إيماناً مثل إيمان هذا الرجل. لم يكتفى فقط أن يكون حبًا يتمشى وسط الناس إنما أيضًا دعاهم أن يعبدوا الله باعتباره هو الحب أيضًا الله محبة، وقال لهم إن الوصية الأولى فى الناموس أى فى الشريعة هي: «تُحِبُّ الرَّبَّ الهَكَ مِنْ كُلّ قلبك». وعبارة قريبك تعنى أخاك فى البشرية فكلنا أقرباء، كلنا أبناء أب واحد هو آدم وأم واحدة هى حواء. «حب (قريبك) أى تحب كل البشر. علمنا أن «الله محبة» والله من أجل محبته للبشر أوجدهم وخلقهم. ولذلك علينا نحن أيضًا أن نحب الله الذى أحبنا نحبه بأن نطيعه ونحفظ وصاياه وننفذ مشيئته الإلهية على الأرض. لا نخطئ إليه ولا نخطئ إلى أى أحد من البشر. وهكذا علمنا السيد المسيح أننا نحب الخير ونحب الغير، ونحب الخير أى نعيش فى حياة الفضيلة والبر. عن محبة وليس عن اضطرار ولاعن أمر ننفذه إنما نحب الخير وكذلك نحب الغير أيًا كان نحب الناس جميعًا من الناحية السلبية لا نؤذى أحدًا ولا نحسد أحدًا، ولا تتعب أحدًا. ومن الناحية الإيجابية نحب الناس بأن نعمل من أجلهم كل ما نستطيعه من خير. وهنا يبدو العطاء كفضيلة مهمة أن الإنسان من محبته للغير يعطي. ويعطى من قلبه ويعطى بصفة دائمة ويستمر فى العطاء حتى البذل ويصل فى البذل إلى بذل

الذات. «لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية» (يوحنا 16:3).

وفى مناسبة عيد الميلاد المجيد الذى سبحت فيه الملائكة وهللت ورنمت أنشودتها الخالدة بإعلان حلول ملك السلام والحب والخير والتضحية والبذل والعطاء والبركة متجسداً بين البشر قائلة «المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة» (لوقا 14:2). وكل عام وأنتم فى ملء السلام والنعمة والبركة.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العذراء مريم أجل السلام السید المسیح ت م ون ی

إقرأ أيضاً:

حزب الله يعلن موعد تشييع الشهيد السيد حسن نصر الله

يمانيون../
أعلن وفيق صفا، مسؤول لجنة التنسيق والاتصالات في حزب الله اللبناني، اليوم الأحد، عن موعد ومكان تشييع جثمان الشهيد السيد حسن نصر الله، مؤكداً أن الحزب لا يزال يتمتع بقوة وصلابة لم تتأثر.

وأوضح صفا أن التشييع سيُقام في الضاحية الجنوبية لبيروت عقب انتهاء مهلة الستين يوماً من الهدنة، مشيراً إلى أن “العدو أثبت خلال مواجهاته أن حزب الله أقوى من أي وقت مضى”.

وأكد صفا أن حزب الله مستعد لجميع التحديات ويواصل حماية معنويات الشعب اللبناني، مضيفاً: “لا داعي للقلق، حزب الله جاهز لكل الاحتمالات”.

كما تطرق إلى ملف رئاسة الجمهورية اللبنانية، موضحاً أن الحزب لا يعارض ترشح قائد الجيش، لكنه يرفض بشدة أي ترشح يمثّل مشروع الفتنة، في إشارة إلى سمير جعجع.

في سياق متصل، أشار صفا إلى استعداد الحزب لمواجهة أي انتهاكات للهدنة أو تهديدات من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن القرار النهائي حول الردود سيبقى بيد المقاومة.

من جهة أخرى، يجري رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري محادثات مع المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين بشأن الخروقات الإسرائيلية، وسط تصاعد التوترات في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • باحث يرصد ميلاد السيد المسيح في الفن القبطي
  • دار الإفتاء: الاحتفال بميلاد السيد المسيح لا يخالف الإسلام
  • محافظ القاهرة يشهد احتفال الأرمن الأرثوذكس بعيد ميلاد السيد المسيح 
  • حزب الله يعلن موعد تشييع الشهيد السيد حسن نصر الله
  • لماذا سمي شهر رجب بهذا الاسم؟.. لـ7 أسباب لا يعرفها كثيرون
  • الشعب الجالس فى ظلمة أبصر نوراً عظيما ميلاد المسيح ينير العالم من ظلمة الخطية
  • لماذا سمي شهر رجب بهذا الاسم؟ وحكم صيامه كامل
  • لماذا أنس الله وحدة آدم بحواء وليس بأي مخلوق آخر؟
  • الإمام الطيب عن حرب غزة: لماذا هذه القسوة؟ والبابا تواضروس: صناعة السلام ثقيلة