بوابة الوفد:
2025-01-07@08:58:27 GMT

جاء المسيح لراحة المتعبين.. ووهب لهم الراحة

تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT

يسرنى أيها الآباء والإخوة والأخوات والأبناء، أن أتقدم لكم بأخلص التهانى القلبية، بمناسبة عيد الميلاد المجيد.

طالباً لكم من الله، فى هذا العيد، ولكنيستنا المقدسة، ولوطننا العزيز على قلوبنا مصر قيادةً وشعباً، ولمنطقة الشرق الأوسط، وللعالم أجمع، كل بركة وخير وسلام وأخاء، وتقدم فى كافة جوانب الحياة.

لكن أود أن أتحدث معكم فى هذا العيد، فى كلمة بعنوان: جاء المسيح لراحة المتعبين، ووهب لهم الراحة.

لذلك، نجده يوجه دعوته إلى الناس، وذلك لأجل راحتهم قائلاً لهم: (تعالوا إلىَّ يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال، وأنا أريحكم) (مت 11: 28).

أولاً - وقد يسأل البعض من الناس ويقول: ما هى الأتعاب، التى يقصدها المسيح، ويريد أن يريحنا منها ؟!

الجواب– بلاشك، فى حياة الناس نوعان من التعب، فأولهما تعب مفيد وبَنَّاء، وثانيهما أيضاً تعب ضار وهَدَّام.

فالتعب المفيد البَنَّاء يحثنا المسيح بالاستمرارية فيه إلى النهاية وهو يساعدنا على ذلك ويكافئنا عنه.

ثانياً – ننتقل إلى جانب هام فى موضوعنا، وهو لماذا دخل التعب إلى البشرية؟

الجواب – دخل التعب إلى البشرية، بسبب أن أبوينا الأولين آدم وحواء، تعديا وكسرا وصية الله، التى تنهى عن الأكل, من شجرة معرفة الخير والشر، التى فى الجنة, بالرغم من أنه كان مسموحاً لهما بالأكل من جميع الأشجار التى فيها، وهذا يتضح لنا من وصية الرب لهما: (من جميع شجر الجنة، تأكلان أكلاً. وأما شجرة معرفة الخير والشر، فلا تأكلا منها، لأنكما يوم تأكلان منها، موتاً تموتان) (تك 2: 16، 17).

وبسبب غواية الشيطان لأمنا حواء، أكلت من تلك الشجرة، المنهى بعدم الأكل منها، وأعطت زوجها أبانا آدم، فأكل منها أيضاً، مع العلم أن جميع نسل آدم كان فى صلبه، أثناء الأكل من تلك الشجرة، لذلك سقط الجميع فى نفس الخطية , لأنهم كانوا فيه وقتذاك، فورثوا معهما الخطية الوراثية أو الجدية أو الأصلية، وفساد الطبيعة البشرية، والموت بكل أنواعه، وتصديقاً لكل هذا، قال الرسول بولس فى رسالته لأهل رومية: (بإنسانٍ واحدٍ، دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع) (رو 5: 12).

ويتضح لنا أن التعب دخل إلى البشرية، بسبب كسر الوصية الإلهية، والعقوبة التى صدرت بسبب ذلك وبناءً عليه قال الرب، فى إحدى عقوباته لأمنا حواء: (تكثيراً أكثر أتعاب حبلك، وبالوجع تلدين أولاداً) (تك 3: 16). 

وكذلك فى عقوبته لأبينا آدم، يتضح لنا بأن التعب الذى حدث له ولنسله، كان بسبب كسر الوصية الإلهية، وبناءً عليه قال له السيد الرب: (ملعونة الأرض بسببك، بالتعب تأكل منها، كل أيام حياتك. وشوكاً وحسكاً تنبت لك، وتأكل عشب الحقل. بعرق وجهك، تأكل خبزاً، حتى تعود إلى الأرض التى أخِذتَ منها، لأنك تراب، وإلى التراب تعود) (تك 3: 17 – 19).

بالإضافة إلى كل ذلك، ترتب على كسر الوصية، طرد أبوينا آدم وحواء من جنة عدن، خارجها إلى الأرض، كما ذكر لنا الكتاب: (فأخرجهما الرب الإله، من جنة عدن، ليعملا الأرض، التى أُخِذا منها. فطرد الإنسان) (تك 3: 23، 24).

إذاً نفهم التعب الذى دخل إلى البشرية، هو سببه التعدى على وصية الله وكسرها، فهو تعب ناتج عن خطايا وآثام، موجهة لله وسلطانه ووصاياه وأحكامه الإلهية.

ومنذ ذلك التوقيت، وعد الرب بعلاج تلك المشكلة لآدم ولنسله، ولكن عن طريق تجسد السيد المسيح، من العذراء مريم، الذى هو من نسل المرأة، كما ذكر سفر التكوين (تك 3: 15).

ودُعِى المسيح بنسل المرأة، لأنه جاء من عذراء بدون أب جسدى وكان الهدف من مجيئه أو تجسده هو فداء آدم وكل نسله، كما قال الرسول: (ولما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه، مولوداً من امرأةٍ، مولوداً تحت الناموس. ليفتدى الذين تحت الناموس، لننال التبنى) (غل 4: 4، 5).

وكما كان الهدف من تجسد المسيح، هو فداء البشرية، هكذا له هدف آخر وهو خلاصها من خطاياها وآثامها، كما ذكر هو بنفسه قائلاً: (لأن ابن الإنسان قد جاء، لكى يخلص ما قد هلك) (مت 18: 11)، (لو 9: 56)، (لو 19: 10).

لذلك المسيح هو الوحيد القادر على فداء وخلاص الناس، من خطاياهم وآثامهم، ومن غيره لا يخلص الإنسان، بل يهلك هلاكاً أبدياً، وشهد لذلك الرسول بطرس، فى سفر الأعمال، قائلاً: (ليس بأحدٍ غيره الخلاص، لأنه ليس اسمٌ آخر، تحت السماء، قد أُعطِى بين الناس، به ينبغى أن نخلص) (أع 4: 12). وكل عام وأنتم بخير.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قلوبنا مصر قيادة وشعبا إلى البشریة

إقرأ أيضاً:

المطران سويف: لنعمل معاً مسلمين ومسيحيين من اجل كرامة الانسان

افتتح رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف اليوبيل المقدس للعام 2025 تحت عنوان "يوبيل حجاج الرجاء"، وذلك خلال قداس احتفالي ترأسه في كنيسة مار مارون في طرابلس، عاونه فيه النائب العام على ابرشية طرابلس المارونية الخوراسقف انطوان مخائيل، وكل من خادم الرعية المونسنيور نبيه معوض، المونسنيور جوزيف غبش، المونسنيور سايد مرون، رئيس فرع الجامعة الانطونية في مجدليا زغرتا الاب ماجد مارون، رئيس دير الرهبنة الانطونية في الميناء الاب فادي الحاج موسى، ولفيف من كهنة الابرشية.

حضر القداس جمهور واسع من كهنة الرعايا، و المعاونين لهم، وعدد من الراهبات والرهبان، إلى حشد من العلمانيات والعلمانيين، ولجان من الابرشية، وكل الروابط الروحية والاجتماعية والمدنية والثقافية.

وألقى سويف عظة بعد الانجيل قال فيها: "يسرني في هذا الاحد المبارك ومن مدينة طرابلس، وفي ابرشية طرابلس المارونية، ان اعلن بالاتحاد وبالشراكة والمحبة، شراكة الايمان مع قداسة البابا فرنسيس مع غبطة أبينا البطريرك مار بشاره بطرس الراعي ومع كل الأساقفة والكنيسة الجامعة في لبنان والعالم افتتاح اليوبيل المقدس لعام ٢٠٢٥ " يوبيل حجاج الرجاء" مبروك لهذه المسيرة اليوبيلية. نعم احبائي، هذا الاحد هو أحد مقبول للرب و كما الابرشية من وحي موضوع اليوبيل " الرجاء لا يخيب" من روما ٥ الاية ٥ وبإطار دعوة البابا فرنسيس للكنيسة الجامعة في كل العالم نحن حجاج الرجاء، ابرشيتنا استوحت من هذا اليوبيل هذه الاية الكتابية التي تقول " اعلن سنة مقبولة للرب" ما معناه ان يكون هذا اليوبيل مقبولاً لدى الرب". 

أضاف: "نعم اخوتي الرجاء لا يخيب، وهذا هو الموضوع والمحطة الأساسية حيث نحن مدعوين للتأمل فيها نقف امام الرب لان اليوبيل هو وقفة امام الله والسبت الذي من خلاله سنترتاح، هو الاحد يوم الرب الذي من خلاله نقف امام الرب ونعيش فعل التقدمة الحقيقية في كل قداس، هو كل ايام الأسبوع الذي من خلالها نشكر نعمة الرب على عطية الرجاء، وعلى موهبته لا بل على كل المواهب التي سكبها في كل إنسان منا، هذه العطية التي تملأ حياتنا فرح ومن يكون مع الرب يحيا بالفرح الحقيقي، والداخلي، ويشعر انه مدعو للمشاركة اخوته البشر هذا الفرح فرح، اللقاء بيسوع المسيح الذي هو رجانا، والمسيح لا يخيب.لان الرجاء هو يسوع المسيح". 

وتابع: "في هذه الاجواء الميلادية وفي مطلع السنة وفي الوقت الذي ندخل فيه عيد الدنح، اي الغطاس، معمودية الرب، على نهر الأردن، ومن خلال الرتبة التي احتفلنا فيها في مطلع القداس من خلال صلوات اليوبيل نحن مدعوين كي نجدد مواعيد المعمودية، وننشد في كل يوم من حياتنا، مع الملائكة والرعاة، والبشرية جمعاء، "المجد لله في العلى وعلى الارض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر"، الإنسان الممتليء من الرجاء لا يمكن إلا ان يكون إنسان يبني السلام في العالم، ويكون علامة رجاء في حياته وحياة العالم الذي يحتاج اكثر فأكثر إلى رجاء، والى علامات الرجاء، من هنا أدعو نفسي قبل ان ادعوكم حتى تكون هذه السنة وكل ايام حياتنا علامات رجاء". 

وقال: "ان الحياة مليئة بالتحديات بالرجاء هناك تحديات، وفي العالم اليومي الذي نعيشه، وفي لبنان المتألم، وفي سوريا، وفي هذا الشرق الأوسط، الذي لا يزال يعيش نزاعات وحروب وصراعات وهجرة وتهجير، ونحن نأمل ان يدخل إلى حالة جديدة إلى حالة السلام إلى الحوار والمحبة والوحدة. الجوع لا يزال موجوداً فقدان الامل والآفاق المقفلة امام شبيبتنا اليوم، وهذا اكبر نزف يحصل في وطننا، خاصة عند انتهاء الدراسة وامام انعدام فرص العمل يهاجر معظم شبابنا بحثاً عن فرص للعمل، وهذا يحصل نتيجة اليأس والإحباط الذي تعيشه في قلبها. الحروب التي في معظمها عملية تجارية، ناتجة عن اطماع في اكثر سلعة تجني ارباحاً طائلة هي السلاح. وهذا تحد كبير لحاضر الانسان ومستقبله، والأبشع هو المتاجرة بالبشر، خاصة عندما ارى الانسان سلعة ورقم نازعاً عني كل أخلاقياتي وكل كياني الإنساني والروحي وكل كرامة الإنسانية، وهذا اكبر تحد تواجهه البشرية ونحن نكون من ابناء الرجاء وعلامات الرجاء الفاعلة والمحولة في المجتمع المدني والمجتمع الكنسي وفي المجتمع الإنساني عندما انظر إلى اخي الانسان وارى فيه صورة يسوع المسيح، بكل حب بعيد عن التمييز الديني والعنصري والاجتماعي والثقافي ... يسوع جاء كي يصالحنا جميعاً البعيدين والقريبين، مع يسوع لا يوجد يهودي او يوناني او وثني ولا عرق ابيض او اسود معه رجانا كلنا اصبحنا عائلة واحدة بيسوع المسيح. والإنسان المليء بمحبة يسوع لا يسأل أخيه الانسان من انت وما هو دينك ولونك وصفتك، ينظر في عينيه ويرى يسوع هو الذي ينظر اليه، لانه يعطيه الحب ويحترم مليء كرامته الإنسانية". 

أضاف: "أمام كل هذه التحديات، علينا ان نفتش عن الرجاء ونسأل اين هو الرجاء في العالم الذي يحمل الكثير من الموت، وحزن، ويأس، في زمن اصبح فيه الانسان سلعة، نسأل اين هو الرجاء، دعونا نتساعد في شرح موضوع السنة تحت عنوان حجاج اي نحن حجاج اي هناك سيرة، مشوار، وجاء ضمن السينودس العام الذي ختمه البابا فرنسيس، فدعونا نشبك أيدينا بعضنا ببعض، بروح الأخوة والوحدة، بعيد عن الكبرياء والأنا، الذي مزقنا. لننظر صوب الرجاء الحقيقي ونشبك الأيادي ونقود بعضنا نحو هذا الميناء ميناء الخلاص والرجاء نحو المسيح، نسند بعضنا في هذا الطريق، بالتضامن الروحي والإنساني والاجتماعي عندما يشعر الإنسان ان الشخص الذي يقف أمامه موجود، وفيه حياة، ونفرح بلقاء يسوع المسيح ونحتفل بالحب والحياة. نطلب من الرب في هذا الاحد الذي تزامن مع وجود الرب في الهيكل من عمر ١٢ سنة مع أهله سار في مسيرة حج نحو الهيكل وهو قال لنا مرات كثيرة ان هذا الهيكل سيهدم ويبنى في ثلاثة ايام يعني الهيكل الجديد ليس حجارة، كما الكنيسة التي ليست مؤسسات ودوائر، والعالم ليس فقط قوانين ولكن الكنيسة والرعية والمجتمع الإنساني اصبحنا حجارة حية في الهيكل الجديد الذي يسمى يسوع المسيح ونحن عندما ندخل إلى الهيكل هذه السنة نسير نحو لقاء يومي مع يسوع المسيح".

وختم: "أحيي كل أبناء الابرشية والكهنة المعاونين مع المكرسات والمكرسين وكل العلمانيات والعلمانيين بكل اللجان وكل الروابط الروحية والاجتماعية والمدنية المجتمعين اليوم في طرابلس في كنيسة مار مارون، حتى نزرع البزور الإنجيليّة ليتخمر العالم والإنسانية كي يكون هناك سماء جديدة وأرض جديدة، لنعيشها بروح مسكونية وانفتاح على كل الكنائس، فلم يعد يحق لنا إلا ان نتواصل تواصل يومي وحقيقي مع اخوتنا من كل الأديان الأخرى انطلاقاً من حقيقة لبنان مسلمين ومسيحيين نعيش معاً من اجل الوطن والإنسان وكرامة كل مواطن. دعونا نؤمن انه بالرجاء يهزم الشر، ومن يؤمن بيسوع لا يجد شراً لا في حياته او في مجتمعه، وعند الصغير والكبير تمحى الخطية ويتجدد الايمان.   لنعش هذه المسيرة نحو المسيح نحج بالمسيح من خلال لقاءنا بالإنسان ترافقنا مريم ام الرجاء هو الذي لا يخيب له المجد من الان والى الأبد امين".

 

مقالات مشابهة

  • 5 رسائل مهمة للرئيس السيسي من قلب كاتدرائية ميلاد المسيح
  • استعدادات مكثفة لموسم حج يحظى بخدمات متميزة وفق أعلى معايير الراحة
  • مركز النيل للإعلام بالسويس يعقد ندوة حول الشائعات وطرق مواجهتها
  • سر تألق برونو فرنانديز ضد ليفربول..هل يكمن في الراحة والتدوير؟
  • الشعب الجالس فى ظلمة أبصر نوراً عظيما ميلاد المسيح ينير العالم من ظلمة الخطية
  • قداسان بذكرى أربعين الشهيد المعاون انطوان حنا والشهيد فضل عساف في صور
  • القيادة في إدارة الموارد البشرية
  • المطران سويف: لنعمل معاً مسلمين ومسيحيين من اجل كرامة الانسان
  • «قراءة فى رسالة الميلاد»