النفيرُ العام للقبائل اليمنية لمواجهة الأعداء .. الدلالاتُ والأبعاد
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
يمانيون../
يندفعُ اليمنيون من جميع القرى والمديريات بإخلاص في مختلف الأنشطة والفعاليات الداعمة في نفيرٍ عام لكل القبائل اليمنية لمواجهة التهديدات الأمريكية الإسرائيلية.
ومنذ بداية عملية “طوفان الأقصى” أعلنت القبائل اليمنية النفير العام؛ إسنادًا لغزة عبر الكثير من الفعاليات والأنشطة الشعبيّة، فالمشاركة في المسيرات الجماهيرية التي تقام في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، وعموم المحافظات تأتي في المقدمة، في حين يتم تنظيم الكثير من الفعاليات والوقفات المسلحة، في حراك متواصل وتعبئة دائمة استعدادًا لأي تصعيد عدواني ضد اليمن.
وخلال الأسبوع الماضي، نفذت الكثير من الوقفات المسلحة والمسيرات الشعبيّة في مواجهة التحديات والتهديدات الأمريكية الإسرائيلية على بلدنا، وتأكيدًا على ثبات الموقف اليمني انتصارًا وإسنادًا لغزة، حَيثُ كان الخروج المليوني الكبير في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات في مسيرة “ثابتون مع غزة بهويتنا الإيمَـانية ومسيرتنا القرآنية”.
وتتفق القبائلُ اليمنية على الموقف الموحَّد المساند للفلسطينيين في غزة، معلنين وقوفهم إلى جانب السيد القائد في هذه المعركة المقدسة، واستعداهم لأية مواجهة مرتقبة مع الأعداء مهما كانت المخاطر والتحديات.
ولم تكتفِ القبائل اليمنية بهذا، بل نفّذت الوقفاتِ الشعبيّةَ المسلحة، وأعلنت النفير العام، فعلى سيبل المثال أعلنت قبائل خولان يوم 24 /12/2024 النفير العام في لقاء قبلي موسع، ووقفة مسلحة مناصرة لغزة، وتحديًا للعدو الأمريكي والإسرائيلي واستمرارًا في التعبئة العامة، وتأكيدًا لجهوزيتها الكاملة لكل الخيارات، تحت شعار: “أعزة على الكافرين”.
ويوم 31 ديسمبر، نظمت قبائل بني مطر بمحافظة صنعاء وقفةً جماهيرية مسلحة حاشدة مناصرة لغزة وتحديًا للعدو الأمريكي والصهيوني واستمرارًا في التعبئة العامة، وإعلانًا للجهوزية لمواجهة العدوّ الأمريكي الصهيوني.
وفي نفس اليوم، شهدت مديرية صرواح في محافظة مأرب وقفة مسلحة لقبائل بني جبر؛ تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، ومباركة لعمليات القوات المسلحة، وتأكيدًا على الجهوزية لمواجهة العدوّ الصهيوني والأمريكي.
ومن أبرز الوقفات احتشاد قبائل نهم قبل ثلاثة أَيَّـام في لقاء وتجمع قبلي مسلح؛ إعلانًا للنفير العام لمواجهة أي عدوان على اليمن، ومواصلة معركة إسناد غزة تحت شعار “أعزة على الكافرين”.
وجددت البيانات الصادرة عن الوقفات الشعبيّة المسلحة واللقاءات القبلية لمختلف القبائل في عموم محافظات الجمهورية التأكيد على التأييد المطلق لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بالمضي في درب النضال ومواجهة أية اعتداءات قد يتعرض لها الوطن وأمنه واستقراره وسيادته.
وأوضحت البياناتُ أن التهديدات التي يطلقها الأمريكيون والبريطانيون والإسرائيليون لا ترعبهم، وأنهم جنَّدوا أنفسهم لمواجهتهم ومستعدون لكل الخيارات، مطالبة أبناء الشعب اليمني إلى مواصلة النفير العام والجهوزية والتعبئة العامة والالتحاق بالدورات العسكرية في إطار حملة طوفان الأقصى والمشاركة في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدَّس” ومواكبة المستجدات الراهنة إزاء تداعيات العدوان الصهيوني الأمريكي البريطاني على الوطن.
وتتوالى الوقفات المسلحة للقبائل اليمنية في عدد من المحافظات اليمنية من أسبوع إلى آخر، معلنةً استمرارَ التعبئة الجهادية لمواجهة العدوان الأمريكي البريطاني، والمشاركة الفاعلة بكل الإمْكَانيات المتاحة حتى إيقاف العدوان على الشعب الفلسطيني المظلوم.
وحول أبعاد ودلالات النفير العام للقبائل اليمنية لمواجهة التهديدات الأمريكية الإسرائيلية يقول نائب رئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح: “إن النفير العام للمجتمع اليمني بقبائله العظيمة لمواجهة التهديدات الأمريكية والصهيونية وعملائهم، يحمل دلالة واضحة على مستوى الوعي لذي وصل إليه أبناء المجتمع اليمني”.
ويضيف العلامة مفتاح أن “النفير العام للقبائل اليمنية أمام الغطرسة الأمريكية الصهيونية وجرائمهم في غزة، يعكس مستوى الغيرة والانتصار للإخوة في فلسطين من قبل اليمنيين مهما كان حجم التهديدات والمخاطر التي قد تنتج عن هذا الموقف البطولي للشعب اليمني وقبائله المتعدة والجاهزة لكل لمواجهة كُـلّ التحديات”.
ويؤكّـد أن “اليمنيين يشعرون بالعزة والفخر ويتطلعون إلى مواجهة الأمريكي والصهيوني في حرب مباشرة”، مُشيرًا إلى أن الموقف اليمني، ونفير القبائل اليمنية له بُعد، ومدلول كبير على الأعداء الذين يشعرون بالخوف والضعف والعجز أمام موقف اليمن المنتصر لمظلومية الاشقاء في فلسطين”.
ويجدد التأكيد أن “كُـلّ مخطّطات الأعداء ستبوء بالفشل على أرض اليمن، وأن سعيهم إلى تحريض وتخويل عملائهم إلى الواجهة مرة أُخرى لن تقدم شيئًا، كما أن محاولة الهجوم على اليمن عبر تحالف المزعوم بأي شكل كان لا فائدة تُرجى منه”.
ويوضح أن “النفير القبلي والمجتمعي سيقمع كُـلّ المخطّطات ويحولُ دون تحقيق أهداف العدوّ بكل قوة وحزم، كما سيكشف جميعَ مخطّطات الأعداء ويفشلها في مهدها”.
جاهزون لخوض المعركة:
ويأتي هذا النفير وتنظيم هذه الوقفات الشعبيّة المسلحة واللقاءات والتجمعات القبلية من منطلق إدراك القبائل اليمنية أن المساس بالسيادة اليمنية خط أحمر، ولهذا يؤلمها ما يحدث من عدوان أمريكي بريطاني على بلادنا، لكن الكثيرين من أبناء القبائل يؤكّـدون أنهم جاهزون لخوض المعركة مع الأمريكيين وعدم الخضوع والاستسلام للاستكبار والهيمنة الغربية والصهيونية. حسب قول العقيد هاشم وجية الدين.
ويؤكّـد العقيد هاشم أن “اليمن عَصِيٌّ على كُـلّ تهديدات ومخطَّطات الأعداء، وأن القبائل اليمنية وقواتها المسلحة أعدت العُدَّة لمواجهة العدوّ الأمريكي، وأنها تمتلك ترسانة عسكرية لا يمكن للعدو أن يتخيلها”، مُضيفًا أن “القبائل اليمنية ستقفُ بكل قوة إلى جانب قواتها المسلحة أمام الغطرسة الأمريكية والبريطانية والصهيونية المتعالية؛ باعتبَارها الحصنَ وخطَّ الدفاع الأول عن اليمن وسيادته مهما كانت التضحيات وحجمُ التحديات والتهديدات”.
محمد الكامل المسيرة
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: التهدیدات الأمریکیة القبائل الیمنیة ة لمواجهة العدو النفیر العام الشعبی ة
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر يوضح الدلالات اللغوية والشرعية لـ اسم الله «المقيت»
أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال حديثه اليوم بالحلقة التاسعة من برنامج «الإمام الطيب»، أن اسم «المقيت» هو أحد أسماء الله الحسنى الثابتة بالقرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع الأمة، مشددًا على أهمية فهم الدلالات اللغوية العميقة لهذا الاسم لتعميق الإيمان وإدراك عظمة الخالق.
وبيّن شيخ الأزهر، أن اسم الله «المقيت»، ورد في القرآن الكريم في سورة النساء: ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مَقِيتًا﴾، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي يعدد أسماء الله الحسنى، موضحا أن أصل المقيت مشتق من «القوت» الذي يُقيم حياة الإنسان، موضحًا أن الفعل "قاتَ يَقُوت" يرتبط بتوفير الطعام والشراب كضرورة لبقاء الأحياء، وهو ما ينطبق على الله تعالى كمُمدِّد الأرزاق لكل المخلوقات، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾.
وتطرق الدكتور أحمد الطيب إلى الخلاف اللغوي حول معنى "المقيت"، حيث ذهب بعض العلماء إلى أن الاسم يحمل معنى "الشاهد" أو "القادر"، مستندين إلى تفسير ابن عباس رضي الله عنهما الذي فسَّر "مقيتًا" بـ"قادرًا"، وإلى استشهادات من الشعر الجاهلي الذي استخدم اللفظ بمعنى القدرة على الفعل، مثل قول الشاعر: «كُنتُ عَلَى مَسَاءَتِهِ مَقِيتًا» (أي قادرًا على رد الإساءة).
وأشار شيخ الأزهر إلى أن اللغة العربية تُعد أداةً أساسية لفهم القرآن الكريم، لافتًا إلى أن بعض اشتقاقات الأسماء - مثل "المقيت" - قد تخرج عن القياس النحوي المألوف، لكنها تثبت بالسماع (كاستخدامها في القرآن والشعر العربي)، حيث أعطانا معنى شاهد بحروف مختلفة عن المصدر، مؤكدًا أن «السماع حجة لا تُعلَّل، بينما القياس يُعلَّل».
وختم الإمام الأكبر حديثه بالتأكيد على أن تعلم اللغة العربية عبادة، لأنها تُعين على فهم كتاب الله تعالى، الذي نزل بلسان عربي مبين، مشيرًا إلى أن إعجاز القرآن لا ينفد، وأن من إعجاز القرآن أنك تجد المفسر مثلا حجة في البلاغة، أو فقيه يملأ تفسيره من هذا الفقه، كما أن كل عصر يكتشف فيه جوانب جديدة من حكمته.
اقرأ أيضاًشيخ الأزهر: المرأة الفلسطينية ضربت المثل في الصمود والشجاعة والتمسك بالوطن
شيخ الأزهر يدعو لمواجهة المخططات غير المقبولة لتهجير الفلسطينيين
شيخ الأزهر يستقبل المستشار محمد عبد السَّلام