لجريدة عمان:
2025-03-09@17:14:37 GMT

مبررات العنف منافذ الإرهاب

تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT

عام مضى بما تضمن من أفراح وأتراح، بكل ما حمل من تصادمات وحروب، بما أخذ من أحلام تحققت وأخرى تساقطت، بندبات الفقد في أرواح الأحياء ومخابئ الذكرى والحنين في قلوب الأحبة، عام آخر يجيء محملا بأمنيات جديدة وأحلام ورؤى أغلبها يتعلق بالسلام مطلبا عاما لم يعد سهل المنال، السلام الداخلي والمحلي والعالمي، وما ذاك إلا لانتشار العنف وتفشي العداء مهما اختلفت المسوغات وتبدلت الأسباب وتفاوتت القوى، ليس ذلك بغريب إن استشعرنا حاجة الإنسان الماسة لتلك المساحات من السلام سعيا لراحة يطلبها الجسد لتهنأ بها الروح، وحين يجنح إنسان عن السلام المأمول ابتغاء العنف والقسوة والتصادم فذاك شذوذ عن قاعدة المنطق وبعد عمّا تألفه الطبيعة البشرية في نبذها عبثية العنف وتعوّد الأذى، مع وداع عام مضى استقبالا لعام مقبل يخطط كثير من الناس لجعل هذه النقلة بوابة لمرحلة جديدة من الفرح والطموح، من الاستقرار والهدوء، الإنجاز والتحقق كما يخطط بعضهم لعنف لا يخطر على عقل، حين يختار هؤلاء هذه النقلة الزمنية تحديدا لمشاهد دموية لا تنسى بما تتضمن من إزهاق أرواح، وصدمة أسر، ورعب مجتمعات أرادت واقعا آمنا بعيدا عن كل التصادمات فباغتتها خطط شريرة قررت جعلها ميدانا لحروب غير معلنة سواء مع الذات أو مع الآخرين، أو حتى ميدانا لتصفيات وحسابات نفعية لم تر في البشر أي صفة تستحق البقاء، ولا في المكان ما يستدعي الانتماء والأمان.

تحاول هذه المقالة الوقوف على حوادث العنف والإرهاب المسجلة في كثير من مدن العالم ليلة رأس السنة الميلادية، لماذا يميل مرتكبو أعمال العنف دائما إلى مباغتة أوقات الفرح والاحتفاء والتعبد، سواء كانت أوقاتا شخصية أو جماعية؟ أي متعة يجد هؤلاء في مزج الفرح بالحزن، والاحتفاء بالوداع، واللقاء بالصدمة؟ ومتى نتخلص من تمييز الغرب بين حوادث العنف في منحها مسميات سياسية تتوافق وأجندات الحكومات السياسية حين تتشابه حادثتا عنف فنجد صفة الأولى إرهابا بينما الثانية اكتئابا؟

الحديث هنا عمّا أورده مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي حول سائق سيارة تيسلا «سايبرتراك» انتحر قبل انفجار مركبته واحتراقها بالكامل خارج فندق ترامب بمدينة لاس فيجاس يوم رأس السنة، حيث وصف بأنه كان يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، مشددين على أن لا صلة للحادث الذي أدى إلى جرح سبعة أشخاص بـ«الإرهاب»، وأطلق ماثيو ليفلسبيرغر (37 عاما)، العنصر في القوات الخاصة الأمريكية، النار على نفسه بينما كان داخل الشاحنة المستأجرة من طراز «سايبرتراك» التي تنتجها شركة تسلا، محملة بحاويات وقود صغيرة ومفرقعات، ما لبثت أن انفجرت والتهمت نيرانها المركبة، ليسفر الانفجار عن جرح سبعة أشخاص، ثم حادثة الدهس التي وقعت في مدينة نيو أورلينز في الأول من يناير كذلك، حين قام جندي سابق في الجيش الأمريكي مناصر لتنظيم «داعش»، بدهس حشد من الناس يحيون بداية السنة الجديدة، ما أسفر عن مقتل 14 شخصا على الأقل، قبل أن ترديه الشرطة قتيلا، وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» إن منفذ الهجوم المدعو شمس الدين جبار، قد تصرف بمفرده بعد أن ألهمه تنظيم «داعش».

ورغم إعلان ناطق عسكري عن وزارة الدفاع الأمريكية أن جبار عمل في الجيش كمتخصص في الموارد البشرية وفي تكنولوجيا المعلومات بين عامَي 2007 و2015، ثم في قوات الاحتياط حتى 2020. وعمل في أفغانستان من فبراير 2009 حتى يناير 2010، مضيفا إنه كان يحمل رتبة رقيب أول في نهاية خدمته بشكل نظامي بعد منحه ميدالية «الحرب العالمية على الإرهاب» لخدمته في أفغانستان! بعد نهاية خدمته العسكرية، عمل جبار في مجال العقارات في هيوستن، ومؤخرا كـ«متخصّص كبير في الحلول» مع شركة الاستشارات ديلويت، حيث كان يكسب حوالي 125 ألف دولار سنويا.

رغم تشابه القرائن بين الحادثتين صنفت حادثة ماثيو ليفلسبيرغر باضطراب ما بعد الصدمة، وحادثة شمس الدين جبار بالعمل الإرهابي المتصل بتنظيم داعش، بعد تجاوز التعجب عن التمييز الدائم في حال كان الفاعل مسلما أو عربيا لا بد من الوقوف على دوافع هذه الجرائم الحقيقية إن ما وضعنا بعين الاعتبار أن مرتكبي هذه الجرائم اللاإنسانية ليسوا من الفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم، وليسوا من أصحاب السجلات الجنائية المتمرسين في الإجرام، بل عسكريون أدركوا قيمة التضحيات لأجل الوطن ولأجل الإنسانية، فما الذي ضلل أفكارهم وحاد باعتدالهم إلى العنف والتطرف؟ لا بد من وقفة على الشحن النفسي والصراعات الفكرية، التي قد تحطم معتقدات الأمس الراسخة على صخرة الواقع الإجرامي للأنظمة السياسية الكبرى، واستغلال طاقات البشر لتنفيذ أجندات اقتصادية سياسية لا تعير إنسانية المرء عناية أو اهتماما، سواء كان عسكريا أو مدنيا حين يتكشّف للمرء أنه محض قطعة شطرنج على طاولة المتنافسين والندماء.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

أحمد موسى: ما يحدث في سوريا من الإرهاب اليوم كان مصير مصر

قال الإعلامي أحمد موسي، أن أحداث الإرهاب وسيطرة المليشيات على الشوارع في سوريا أمس، كانت ستحدث في مصر في عهد الجماعة الإرهابية.

وأشار موسى، إلى أن المليشيات تدخل البيت في سوريا وتقتل أفراد الأسرة كاملة، لافتا إلى أن سوريا أصبحت على وشك حرب أهلية، ومقسمة بين إسرائيل وتركيا وروسيا والإرهابيين.

ونوه موسي، بأن من يدافع عن الإخوان؛ مؤكد أنه إرهابي مثلهم، مرددا: لا يمكن مواطن مصري حر أن يدافع عن الإرهاب.

في يوم الشهيد.. أحمد موسى: الإرهابي يظل إرهابيًا حتى لو اغتسل بماء زمزم.. فيديو

أكد الإعلامي أحمد موسى أن مصر تحتفل يوم 9 مارس من كل عام بيوم الشهيد، وهو اليوم الذي يتزامن مع ذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض، الذي استشهد في الصفوف الأمامية خلال المعركة، ليظل اسمه محفورًا في ذاكرة الوطن كرمز للتضحية والفداء.

وخلال تقديمه برنامج "على مسئوليتي" عبر قناة "صدى البلد"، شدد أحمد موسى على أن الشهداء سيظلون دائمًا في قلب الوطن، مشيرًا إلى أهمية إحياء ذكرى الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أمن واستقرار البلاد.

وأشار أحمد موسى، إلى أن مساندة الوطن فرض على الجميع، مؤكدًا موقفه الدائم في دعم الدولة المصرية ومؤسساتها، قائلًا: "سأظل دائمًا أتحدث عن شهداء الوطن، وعن الأحداث التي استهدفت رجال الجيش والشرطة، مثل واقعة قسم كرداسة، وأحداث مديرية أمن القاهرة، وحادث الفرافرة".

وفي حديثه عن الإرهاب، أكد موسى أنه لا يمكن التسامح مع من تلوثت أيديهم بدماء المصريين، مضيفًا: "الإرهابي يظل إرهابيًا، حتى لو اغتسل بماء زمزم، ولا يمكن أن نساعد في تبييض صورته".

واختتم موسى حديثه بالتأكيد أن الشعب المصري يدرك جيدًا من هم أعداء الوطن، مشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد خلال الفترة الماضية على الموقف الثابت للشعب في دعم الدولة المصرية ومؤسساتها، خاصة في الأوقات الصعبة التي يواجهها الوطن. 
 

مقالات مشابهة

  • 280 جنيهًا لكيلو اللحوم الطازجة بالوادى الجديد في منافذ ومعارض أهلًا رمضان
  • بدء أعمال اجتماع دول الجوار السوري في الأردن
  • نيكول سابا تكشف عن مبررات أفعال رقية العسكري بأغنية الحب عيبنا
  • محافظ الدقهلية يتفقد منافذ بيع السلع ونظافة الشوارع بالمنصورة
  • محافظ الدقهلية يتفقد منافذ بيع السلع بالمنصورة ويشيد بجودة المعروضات
  • أحمد موسى: ما يحدث في سوريا من الإرهاب اليوم كان مصير مصر
  • بتهمة الإرهاب.. اعتقال شاب سوري لنشره صورة أبو وطن في كربلاء
  • شيخ الأزهر: حفظ الله يشمل كل الناس.. سواء المطيعون أو العصاة
  • إحباط 1340 محاولة لتهريب ممنوعات ومحظورات عبر جميع منافذ المملكة خلال أسبوع
  • «السيسي»: ممكن الناس تكون متضايقة شوية من الظروف الصعبة.. لكن وقت الشدائد تجد المصريين