سيرة وأعمال شعراء الأغنية يرصدها ميسرة صلاح الدين في "الأسطوات"
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
صدر حديثًا عن دار ريشة للنشر والتوزيع كتاب "الأسطوات.. عن سيرة وأعمال شعراء الأغنية في العصر الحديث" للكاتب والشاعر ميسرة صلاح الدين، والغلاف للفنان هاني شمس. وتستعد الدار لطرح الكتاب ليكون متوفرًا بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ56، المقرر أن تنطلق في الفترة بين 23 يناير و5 فبراير 2025، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية في منطقة التجمع الخامس.
في كتابه "الأسطوات"، يرصد الكاتب والشاعر ميسرة صلاح الدين سيرة وأعمال شعراء الأغنية في العصر الحديث. يتناول الكتاب تاريخ الأغنية المصرية بعمق، مستعرضًا سير وأعمال أبرز الأسطوات في كتابة الأغنية مثل بديع خيري، حسين السيد، مأمون الشناوي، عصام عبد الله، وعبد الرحيم منصور. يكشف الكتاب عن تفاصيل حياتهم، خصائص أعمالهم، وتأثيرهم في المجتمع، بالإضافة إلى تفاعلهم مع الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية. كما يتناول الأساليب الفنية التي اتبعها هؤلاء الفنانون، بدءًا من الأساليب التقليدية وصولًا إلى التجارب الحديثة التي دمجت بين التراث والابتكار.
وفي مقدمة الكتاب، يشير ميسرة قائلًا: "تعود كلمة 'أُسطى' إلى أصلها التركي 'usta'، الذي يعني 'الماهر' أو 'الحرفي المتمرس'، وقد استخدمت في مصر للإشارة إلى الحرفيين والصناع المهرة، ثم اتسع استخدامها لتشمل الفنانين والمبدعين في مختلف المجالات الذين تركوا بصماتهم العميقة في الوجدان الشعبي المصري. لقد لعب الأسطوات، من كُتَّاب وشعراء الأغنية، دورًا محوريًّا في تطور الفن المصري عبر رحلة في أعماق الغناء والطرب، محولين إياه من أطره الشعبية والفلكلورية إلى أشكال فنية أكثر تعقيدًا وتطورًا تعكس تاريخ مصر وهويتها الثقافية."
ومن الجدير بالذكر أن ميسرة صلاح الدين هو شاعر وكاتب مسرحي ومترجم. صدرت له العديد من الدواوين والمسرحيات الشعرية والغنائية، وحصل على عدة جوائز وتكريمات محلية وعربية. كما شارك في العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية والفنية، مثل مؤتمر الأدب السنوي الذي تنظمه جامعة كليفلاند الأمريكية، ومهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي بالشارقة، ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب.
كما تم ترجمة بعض من أعماله إلى اللغات الإنجليزية والإيطالية والإسبانية. وقدمت العديد من نصوصه المسرحية على خشبة المسرح، كما شارك كمتحدث في العديد من البرامج والأفلام الرئيسية التي تناولت سير وحياة الفنانين والفن المصري.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ميسرة صلاح الدين دار ريشة العدید من
إقرأ أيضاً:
ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
سألني كثيرون عن عدم ذكر شرائح مجتمعية مهمة كان لها إسهام كبير في هزيمة مشروع حميدتي الانقلابي.
لكن القائمة التي أوردتها لم تكن حصرية لمصادر القوة الخفية الناعمة في الدولة السودانية، بل كانت مجرد نماذج، دون أن يعني ذلك امتيازها على الآخرين.
بدأت أشعر بالقلق من أن معارك جديدة ستنشب بعد الحرب الحالية، محورها: من صنع النصر؟ ومن كانت له اليد العليا فيه؟!
لا شك أن هناك من لعبوا أدوارًا مركزية في هزيمة مشروع الميليشيا بعيدًا عن الأضواء، وسيأتي ذكرهم في يوم ما.
بعض الأصدقاء والقراء لاموني على عدم ذكر مشاركة السلفيين وجماعة أنصار السنة، وآخرون تساءلوا عن عدم الإشارة إلى دور الشعراء وكبار المغنيين، مثل الرمز والقامة عاطف السماني.
أما اللوم الأكبر فجاء من عدد كبير من القراء، بسبب عدم التطرق لدور الإعلاميين، لا سيما في الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي.
نعم، لم تكن الحرب التي اندلعت في السودان يوم 15 أبريل 2023 مجرد مواجهة عسكرية تقليدية بين جيش نظامي ومجموعة متمردة، بل كانت حربًا شاملة استهدفت الدولة والمجتمع معًا.
فبينما كانت الرصاصات والقذائف تحصد الأرواح، كانت هناك معركة أخرى، لا تقل ضراوة، تدور في ميدان الوعي والمعلومات، حيث لعب الإعلام الوطني الحر دورًا محوريًا في التصدي لهذا المشروع الغاشم.
في بدايات الحرب، أصيبت مؤسسات الدولة بالشلل، وغابت الأجهزة التنفيذية والإعلام الرسمي.
أما القوات المسلحة، فكانت محاصرة بين الهجمات الغادرة ومحاولات التمرد فرض واقع جديد بقوة السلاح.
وفي تلك اللحظة الحرجة، برز الإعلام كسلاح أمضى وأشد فتكًا من المدافع، يخوض معركة الوعي ضد التزييف والخداع، ويقاتل بالحجة والمنطق لكشف الحقائق ودحض الأكاذيب.
راهن المتمردون ومناصروهم على التلاعب بالسردية الإعلامية، فملأوا الفضاء الرقمي بالدعاية والتضليل، محاولين قلب الحقائق وتقديم أنفسهم كقوة منتصرة تحمل رسالة الحرية والديمقراطية.
لكن الإعلام الوطني الحر كان لهم بالمرصاد، فكشف فظائعهم، وفضح انتهاكاتهم، وعرّى أكاذيبهم.
لم تعد جرائمهم مجرد روايات ظنية مبعثرة، بل حقائق موثقة بالصوت والصورة، شاهدة على مشروعهم القائم على النهب والدمار وإشاعة الفوضى.
لم يكتفِ الإعلام بتعرية التمرد، بل حمل لواء المقاومة الشعبية، فكان منبرًا لتحفيز السودانيين على الصمود، وحشد الطاقات، وبث روح الأمل.
اجتهد الإعلام الوطني في رفع معنويات الجيش، مؤكدًا أن هذه ليست نهاية السودان، وأن القوات المسلحة ستنهض مهما تكالبت عليها المحن، وأن الشعب ليس متفرجًا، بل شريك أصيل في الدفاع عن وطنه.
لم يكن هذا مجرد تفاعل إعلامي عابر، بل كان إعادة تشكيل للوعي الجمعي، وصناعة رأي عام مقاوم يحمي السودان من السقوط في مستنقع الفوضى.
ومع مرور الوقت، استعاد الجيش أنفاسه، وعاد أكثر تنظيمًا وقوة، والتحم بالمقاومة الشعبية التي بشّر بها الإعلام.
وهكذا، تحولت الحرب من مواجهة بين جيش ومتمردين إلى معركة وطنية كبرى ضد مشروع تدميري عابر للحدود.
لقد أثبت الإعلام الوطني أن الكلمة الصادقة، حين تكون في معركة عادلة، تملك من القوة ما يعادل ألف طلقة، وأن الوعي، حين يُدار بذكاء وصدق، يصبح درعًا لا يخترقه التضليل، وسيفًا يقطع أوهام الباطل من جذورها.
هكذا انتصر السودان في معركة الوعي، وهكذا هُزم التمرد قبل أن يُهزم في ميادين القتال.
ضياء الدين بلال
إنضم لقناة النيلين على واتساب