في عالمنا اليوم، الذي يزدحم بالضغوط الأكاديمية والمنافسات الدراسية، يُعد التحضير النفسي والروحي للامتحانات من العوامل المهمة التي تساهم في نجاح الطلاب ورفع مستواهم الفكري والروحي، ومن هذا المنطلق، نقدم اليوم تجربة فريدة ورثناها عن أحد العلماء الأجلاء، والتي تتمثل في "التحصين الخاص بالامتحانات".

وهو ما أشار إليه الأستاذ الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر فرع أسيوط، في إحدى رسائله القيمة التي أرسلها إلى أبنائه في جامعة الأزهر وجميع الطلاب في مصر والعالم الإسلامي.

التوصية القرآنية: مفتاح التفوق في الامتحانات

في السبعينات، خلال فترة دراسته في معهد أسيوط الأزهري، تعلم الدكتور مختار مرزوق من الشيخ الصاوي، أحد العلماء الفضلاء في معهد أسيوط، طريقة تحصين خاصة لمواجهة الامتحانات، وهي طريقة تعتمد على التوجه الروحي والقرآني قبل الشروع في قراءة ورقة الأسئلة.

الطريقة بسيطة ومؤثرة، وتتمثل في قراءة الآية الكريمة من سورة النساء، وهي:


"ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما" (النساء: 113).
وينصح الدكتور مختار بقراءة هذه الآية ثلاث مرات، مع التركيز على الجزء الذي يتحدث عن "وعلمك ما لم تكن تعلم"، حيث يكرر الطالب هذه العبارة ثلاث مرات أيضًا. 

وقد لاحظ  مختار أن هذه الطريقة لها تأثيرعظيم في تذكير الطالب بما درسه طوال العام، مما يساهم في تحسين أدائه في الامتحانات.

التجربة الشخصية: نجاح مستمر بفضل هذا التحصين

ويُشارك  مرزوق تجربته الشخصية، حيث يشير إلى أنه منذ أن بدأ التزامه بهذا الورد قبل كل امتحان تحريري، لم يُخطئ في أي امتحان تحريري قط. 

وهو يروي كيف أن هذا التحصين الروحي له دور كبير في استحضار المعلومات وتثبيتها في ذهن الطالب، مما يعزز الثقة بالنفس ويمنحه السلام الداخلي أثناء الامتحانات.

الشكر والاعتراف بفضل الشيخ الصاوي

ويُعبر مختار عن فخره وامتنانه للشيخ الصاوي، الذي كان من العلماء الفضلاء في معهد أسيوط، والذي ألّف "ألفية في النحو والصرف" التي لا يزال الكثير من الطلاب يُدرسونها حتى اليوم. 

ويأمل أن يتبنى العلماء والمختصون هذه الوصية ويروّجوها للأجيال القادمة من الطلاب في مختلف الجامعات والمدارس.

 كما يقدّر مرزوق دور الشيخ الصاوي في تزويده بهذه الفائدة الروحية التي أثبتت فعاليتها في تحسين أداء الطلاب في الامتحانات.

الدور الإعلامي في نشر هذه الفائدة

لم تقتصر فائدة هذه الوصية على الطلاب في الجامعات فقط، بل تم تداولها على نطاق واسع من خلال الإعلام، حيث تم الإشارة إليها في برنامج "في نور الله" عبر إذاعة القرآن الكريم، مع الإعلامي القدير الأستاذ سعد المطعني.

 وقد لاقت هذه الوصية قبولًا واسعًا من جمهور المستمعين، الذين طلبوا المزيد من التفاصيل حول هذا التحصين الخاص بالامتحانات.

نصيحة لأبنائنا وبناتنا الطلاب

وفي الختام، يشير الدكتور مختار مرزوق إلى أهمية نشر هذه الفائدة بين جميع الطلاب في كافة المراحل التعليمية، كي ينتفعوا بها في مختلف الامتحانات. وينصح الطلاب بالاستمرار في تلاوة الآية الكريمة بتركيز، ويؤكد على أن هذا التحصين الروحي ليس فقط وسيلة لتحصيل التفوق الأكاديمي، بل أيضًا دعوة للتقرب إلى الله والاعتماد عليه في كل الأمور.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مرزوق الامتحانات الله نجاح الطلاب فی الامتحانات الدکتور مختار هذا التحصین الطلاب فی

إقرأ أيضاً:

دعا للمساواة في الميراث..كيف رد علماء الأزهر على سعد الدين الهلالي؟

القاهرة- أثار تصريح أطلقه أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر، سعد الدين الهلالي، حول إمكانية المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، موجة غضب واستنكار واسعة في الأوساط الدينية، باعتبار أن ما قاله يتنافى مع نصوص القرآن الكريم و"تعدٍّ على ثوابت الدين".

وكان الهلالي قد صرح أن المساواة بين الذكور والإناث في الميراث "ليست محرمة بنص صريح" في القرآن أو السنة، مشيرا إلى إمكانية ذلك حال تساوي درجة القرابة كالحال بين الأخ والأخت، واستشهد بتجارب دول أخرى مثل تركيا، إضافة لقانون المعاشات في مصر الذي يساوي بين الجنسين.

أستاذ الفقه المقارن بالأزهر الدكتور أحمد كريمة قال إن نصوص الميراث واضحة وصريحة (مواقع التواصل) أحكام قطعية

وشنَّ أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أحمد كريمة، هجوما حادا على الهلالي، معتبرا تصريحاته "تجاوزا غير مقبول للحدود". وقال للجزيرة نت إن "نصوص القرآن الكريم واضحة وصريحة في تنظيم الميراث، ولا تقبل النقاش أو الاجتهاد، لأنها تمثل أحكاما قطعية لا مجال فيها للرأي".

وأضاف أن "مثل هذه القضايا ليست مسألة خاضعة للاستفتاء الشعبي، فالورث ليس قرارا ديمقراطيا يُتخذ وفق رغبات الناس، وإنما فريضة من الله، لا يجوز أن نتعامل معه وكأنه ماسورة مياه نركبها أو نغير اتجاهها حسب الحاجة".

إعلان

وشدد كريمة على أن "الانتقائية في الاستدلال والتدليس من خلال تأويل النصوص لتبرير الحرام أو تطبيع المنكرات، هي جرائم فكرية ومعرفية يجب محاسبة مرتكبيها".

من جهته، أعرب المشرف على الرواق الأزهري، الدكتور عبد المنعم فؤاد، عن استيائه من تصريحات الهلالي، قائلا إنه "يختبئ خلف صفة أستاذ جامعي في الأزهر لتمرير أفكار تخالف الشريعة". وأن "الأزهر سبق أن أعلن انحراف هذا الفكر، وتصريحات الهلالي ليست سوى محاولة لتفريغ الدين من مضمونه".

وتساءل في تصريح للجزيرة نت "هل يجوز أن نستفتي الناس على الصلاة؟" واستدرك مجيبا "فكيف نطلب استفتاء الشعب في قضايا حددها الشرع؟".

وتابع يقول "لا شيء في الدين يعجبه -في إشارة للهلالي- لا فريضة الحج، ولا نظام الميراث، بل سبق وصرّح بأن الراقصة قد تُعد شهيدة، ومثل هذه التصريحات تدفع الناس إلى الإلحاد والكفر، لأنها تشوه صورة الدين وتخلق البلبلة في المفاهيم".

وأكد فؤاد أن الميراث هو الموضوع الوحيد في القرآن الذي فُصِّل بدقة، مشيرا إلى أن "النص القرآني واضح ولا يقبل الاجتهاد، ومن يزعم خلاف ذلك فإنه يتعدى على حق من حقوق الله عز وجل".

مطالب علمانية

وفي السياق، اعتبر أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر فرع أسيوط، مختار مرزوق، أن ما طرحه الهلالي يعكس ما وصفه بـ"الأجندة العلمانية" في العالم العربي.

وقال مرزوق في حديثه للجزيرة نت "تصريح الدكتور الهلالي نموذج واضح لما يطالب به العلمانيون، الذين يسعون إلى تبديل أحكام شرعية قطعية، رغم أن علم الميراث يُعرف بعلم الفرائض، أي أنه فُرض من الله عز وجل وليس مجالًا للاجتهاد أو التغيير".

وأضاف "المرأة في الإسلام لا تأخذ نصف ما يأخذه الرجل دائما، فهناك حالات تأخذ فيها مثله، بل وأحيانا تأخذ أكثر منه، وهذا معروف لكل من درس علم الفرائض بالأزهر أو في كليات الحقوق".

إعلان

وأشار مرزوق إلى أن الفكر العلماني الذي يتبناه البعض أثمر عن "أقوال خطيرة"، مثل اعتبار الصلاة مجرد علاقة روحية بين العبد وربه، أو أن الخمر ليست حراما، والصيام ليس فرضا، وقال "هذه الطروحات ليست معزولة، وإنما تتكامل في إطار مشروع تفكيكي للدين".

وأكد أن الأزهر ودار الإفتاء والهيئات الشرعية في مصر تصدت لهذه الطروحات، وأن "بعض العلماء طالبوا الهلالي بالتوبة علنا من هذه الأفكار التي تُعد خروجا صريحا عن الشريعة الإسلامية" حسب قوله.

التفاف على الشرع

وفيما يتعلق بظاهرة قيام بعض الأهالي بكتابة أملاكهم لأبنائهم أثناء حياتهم لتفادي توزيع الإرث وفقا لأحكام الشرع، قال مرزوق إنه "لا يشجع ذلك مطلقا"، مبينا أنه ومن الناحية الشرعية قد يُحرم ورثة آخرون مستقبلا مثل الأبناء من زوجة ثانية أو حتى الأحفاد، و"هذا يُعد تعديا صريحا على العدالة الإلهية في التوزيع".

وتابع "أحيانا يقع الشخص الذي كتب أملاكه في مأزق حين يحتاج المال لإجراء عملية أو تغطية نفقات، فيضطر إلى طلب العون من أبنائه الذين صاروا مالكين شرعيين، هذا الأمر يُفقده الكرامة، ويخلق مشكلات لا تُحمد عقباها".

وأوضح مرزوق أن كثيرين يُقدمون على هذه الخطوة بدافع "حرمان أشقاء الأب أو الورثة الشرعيين من نصيبهم"، معتبرا ذلك تهربا من تطبيق شرع الله، ومخالفا للأمانة التي كُلِّف بها الإنسان في ماله وأهله.

ويرى المراقبون أن التصريحات التي أطلقها الهلالي أعادت إلى الواجهة الجدل الدائم حول حدود الاجتهاد الديني، والفصل بين حرية الرأي والخروج عن النصوص القطعية.

مقالات مشابهة

  • دعا للمساواة في الميراث..كيف رد علماء الأزهر على سعد الدين الهلالي؟
  • اليوغا والذاكرة.. وضعيات تساعد الطلاب على التركيز والتذكر أثناء الامتحانات
  • التعليم تعلن ضوابط امتحانات نهاية العام لصفوف النقل
  • التعليم: مراجعات مكثفة ودعم للطلاب المتعثرين قبل الامتحانات
  • طريقة شراء أضحية عيد الأضحى المبارك.. ضوابط دينية ومعايير صحية
  • اللجنة العليا لامتحانات الشهادة الابتدائية تقف على الترتيبات النهائية لانطلاق الامتحانات بولاية الخرطوم
  • أمير الباحة يكرّم طلاب وطالبات المنطقة الفائزين في معرض إبداع 2025
  • مدير تعليم الشرقية يتفقد الامتحان التجريبي للشهادة الإعدادية بنظام البوكليت
  • محافظ أسيوط يشهد أول اجتماع لمجلس الأمناء و الآباء والمعلمين عقب إعادة تشكيله
  • بحضور المحافظ..تفاصيل أول اجتماع لمجلس الأمناء والآباء والمعلمين بمحافظة أسيوط