بوابة الوفد:
2025-04-10@18:54:38 GMT

مصر التى فى خاطرى

تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT

الشعوب تدافع عن أوطانها ضد أى تهديد خارجى، إلى حد الموت فى سبيل قدسية واستقلال ترابها، ليس لأنها تنعم بالأمن والاستقرار فى ظل أنظمة سياسية معينة، ما يفرض عليها الحفاظ على هذه النعمة وحتى لا يهددها مصير دول تنهار وأمم تموت جوعا وحربا. الأصوب أن نقول إنها تفعل ذلك وتعتبره واجبا مقدسا لأنها شعوب حرة فى أوطانها، تنعم بالمساواة أمام القانون، وبتكافؤ الفرص بين الجميع، وبحريتها الكاملة فى اختيار نظامها السياسى.

الشعوب تموت فى سبيل حرية أوطانها لأن حريتها جزء من حرية هذه الأوطان، ولأن كرامتها المصانة فوق ترابها الوطنى أغلى من كنوز وإغراءات قياصرة العالم وكبار المستعمرين والغزاة.

الأمن والاستقرار لأى وطن مسئولية طبيعية لأى نظام سياسى، والمعنى الأشمل للأمن والاستقرار لا يجب أن نقصره على المفهوم الأمنى الضيق الذى يعنى أنك آمن على بيتك وأهلك ومالك.. المعنى الأكبر لمفهوم أمن الأوطان أن يكون الناس آمنين على استقرار قواعد الحكم الرشيد، وآمنين على قدرة برلمانهم المنتخب منهم على الفرز والتقييم والمحاسبة، وآمنين على أن العدالة الناجزة هى من قواعد الحكم الراسخة التى بدونها يفقد أى نظام شرعيته وأسباب استمراره. الفرنسيون، قاوموا حكم هتلر الذى دهس باريس بالدبابات والأحذية صيف يونيو 1940، رغم تشكيل حكومة فيشى الموالية للنازية وعلى رأسها المارشال الفرنسى فيليب بيتان، الذى حكم عليه بالإعدام بعد انتهاء الحرب، ثم خفف الجنرال ديجول رئيس فرنسا ما بعد الحرب العالمية الثانية وقائد المقاومة الجرىء والعنيد، الحكم للسجن المؤبد.

الفرنسيون هؤلاء، لم يستميتوا فى الدفاع عن بلدهم فرنسا لأنهم قبل الغزو النازى كانوا يرفلون فى نعمة «الأمن والاستقرار» ولكنهم قاوموا لأن فرنسا – مونتسكيو، وجون لوك، وتوماس هوبز، وجان جاك روسو، وفولتير، وموليير وجان بول مارا "مفكر الثورة الفرنسية- فرنسا الحرية والعدالة والمساواة وقواعد الحكم الرشيد لا يمكن ولا يجب أن تموت، وتطفأ هكذا أنوار التاريخ تحت وطأة مذبحة جغرافية نازية.

الشعب المصرى ليس استثناء من قاعدة الشعوب التى تقدس الحرية، وبرغم قسوة التاريخ الممتد من آلاف السنين عليه، إلا أن ضمير الحرية داخله لم يمت لحظة، وهذا الضمير لم يقايضه بلقمة عيش وسقف بيت يستظل به. الحضارة المصرية القديمة وبكل تأثيراتها المسافرة عبر الأزمان هى حضارة حرية وجمال وسعى نحو تحقيق الذات. لم يكن تأمل المصريين لما بعد الحياة وانشغالهم بالبعث سوى رغبة ونشوة بفكرة العدالة التى إن لم تتحقق فى الحياة، فلنبحث عنها فيما وراء الحياة.

مصر فى أمان حقيقى بثقة كل مصرى أن الوطن بيته الكبير، وأنه شريك فى كتابة التاريخ، وليس عابر سبيل على هامش صفحاته.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح مصر التى فى خاطرى الشعوب بالأمن والاستقرار

إقرأ أيضاً:

دخل طفلا .. أحمد مناصرة على موعد مع الحرية بعد 10 سنوات في سجون الاحتلال

#سواليف

قالت #هيئة_شؤون_الأسرى والمحررين إن الأسير #أحمد_مناصرة على موعد مع الحرية نهاية الأسبوع بعد أن أمضى 10 سنوات في #سجون_الاحتلال.

ينحدر المناصرة من بلدة بيت حنينا في القدس المحتلة، وفي عام 2015 كان يرافق أحمد، 13 عاما، ابن عمه حسن مناصرة، 15 عاما، في #مستوطنة_بسغات_زئيف في #القدس، وحينها اعتقلته قوات #الاحتلال وأطلقت النار على ابن عمه الذي استشهد في الحال، ووجهت إليهما محاكم الاحتلال تهمة طعن إسرائيليين بالمستوطنة.

خضع الأسير مناصرة لتحقيق قاس للغاية لم يراع طفولته، وقد سُرّب تسجيل مصور على وسائل التواصل الاجتماعي لخضوعه للتحقيق، حيث بدى منهاراً في التسجيل، بينما يقول للمحقق الإسرائيلي الذي كان يعنفه ويضغط عليه بالقول “مش متذكر” أي أنّه لا يتذكر أي شيء.

مقالات ذات صلة “الصليب الأحمر”: جريمة قتل المسعفين يجب أن تكون نقطة تحول في الحرب 2025/04/09

وتحّدثت جهات فلسطينية عدة عن تردّي الحالة الصحية والنفسية للأسير مناصرة، فقد أصبح يعاني من مشاكل نفسية نتيجة التحقيق المباشر معه، وهو في وضع صحي حرج ولديه إصابة بالغة في رأسه، إضافة إلى عزله في السجن لمدد طويلة أدت إلى تضاعف المشاكل النفسية لديه وهو في عمر صغير.

وعلى الرغم من ذلك كانت إدارة سجون الاحتلال تزيد من عزل الأسير مناصرة في المعتقلات المختلفة، بحجة الاعتداء على آخرين داخل السجن، وهو ما فاقم أيضا من حالته النفسية.

مقالات مشابهة

  • الشاب المقدسي أحمد مناصرة صاحب عبارة "مش متذكر" إلى الحرية بعد عقد من الاعتقال
  • شاخوان عبدالله نقلاً عن بارزاني: ما تعرّض له الكورد الفيليون فصلاً مأساوياً في تاريخ الشعوب
  • أحمد مناصرة يتنفس الحرية بعد عقد في سجون الاحتلال
  • سورية في وجه الغطرسة الصهيونية: حين تنهض الشعوب لا تُهزم
  • دور الشعوب في كسر الحصار عن غزة.. صوت الضمير في مواجهة آلة الإبادة
  • ولي العهد ورئيس فرنسا يبحثان الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار
  • دخل طفلا .. أحمد مناصرة على موعد مع الحرية بعد 10 سنوات في سجون الاحتلال
  • سوريا في وجه الغطرسة الصهيونية: حين تنهض الشعوب لا تُهزم
  • ترامب : سنسمي غزة مدينة الحرية
  • مساعدات الإمارات للسودان تضامن إنساني مع الشعوب