لماذا سمي شهر رجب بهذا الاسم؟ وحكم صيامه كامل
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم التي خصها الله تعالى بعظيم الفضل والمكانة، كما ذكر في القرآن الكريم في قوله: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّہِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّہِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ» (التوبة: 36)، ورجب هو أحد هذه الأشهر التي تتميز بالتحريص على تعظيمها وتفضيل العبادة فيها، لكن ما هو سبب تسمية شهر رجب بهذا الاسم؟
سبب التسميةتعود تسمية شهر رجب إلى العديد من التفسيرات والآراء التاريخية.
كما يذكر الجوهري في "الصحاح" أن رجب كان يُسمى "الأصم" في الجاهلية لأنه كان شهرًا لا تُسمع فيه أصوات القتال أو المعارك، نظرًا لأن العرب كانوا يتجنبون القتال في هذا الشهر باعتباره من الأشهر الحرم التي حرم الله فيها القتال. أيضًا، هناك تسمية أخرى تُنسب إلى الشياطين، حيث يُقال إن الشياطين كانت تُرجم في هذا الشهر.
الأعمال المستحبة في شهر رجبيعد شهر رجب من أفضل الأشهر التي يمكن للمرء فيها أن يضاعف من طاعاته وأعماله الصالحة. وقد نصح مركز الأزهر العالمي للفتوى بضرورة الاهتمام بزيادة الأعمال الصالحة في هذا الشهر، مثل الصلاة والصدقة والعمرة. كما يُستحب الإكثار من الدعاء وذكر الله، وكذلك الابتعاد عن المعاصي وكل ما قد يُضر بالإنسان في الدنيا والآخرة.
حكم صيام شهر رجببخصوص صيام شهر رجب بشكل كامل أو بعض أيامه، فقد أكدت دار الإفتاء أنه لا حرج في الصيام في هذا الشهر.
يجوز للمسلم أن يصوم أي يوم من أيام رجب، سواء في أوله أو في أي يوم آخر منه، حيث لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يمنع من الصيام في رجب. وقد ذكر حديث أبي قلابة رضي الله عنه في "شعب الإيمان" أن هناك قصرًا في الجنة خاصًا لصوام رجب، مما يعكس عظمة هذا الشهر وأهمية العبادة فيه.
ومع ذلك، يُنبه العلماء إلى أن شهر رجب ليس شهرًا خاصًا بالصيام، بمعنى أنه لا يوجد نص شرعي يخص هذا الشهر بالصيام دون غيره، بل هو جزء من تعظيم الأشهر الحرم.
وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أن الأعمال الصالحة في هذه الأشهر تُضاعف، وأن صيام التطوع من أفضل الأعمال التي يمكن للمرء أن يؤديها في هذا الوقت.
فضل صيام شهر رجبللصيام في شهر رجب فضل عظيم. ففي الحديث الصحيح، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به»، مما يدل على عظمة هذه العبادة وأجرها عند الله.
كما ورد أن للصائم فرحتين، فرحة عند إفطاره وفرحة عندما يلقى ربه، وتُعتبر ريح فم الصائم يوم القيامة أطيب عند الله من ريح المسك.
شهر رجب هو شهر عظيم ومبارك في الشريعة الإسلامية، يحمل مكانة خاصة كأحد الأشهر الحرم التي يجب على المسلم تعظيمها والإكثار فيها من العبادة والطاعات.
يعتبر صيام هذا الشهر جائزًا ومستحبًا، ويمكن للمسلم أن يكثر من العمل الصالح فيه كما في سائر الأشهر الحرم، سواء بالصيام أو بالصدقة أو بالذكر والدعاء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رجب شهر رجب صيام شهر رجب فضل صيام شهر رجب حكم صيام شهر رجب الأشهر الحرم فی هذا الشهر شهر رجب
إقرأ أيضاً:
يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا.. لماذا نهانا الله عن قول راعنا في الآية؟
أكدت دار الإفتاء المصرية، أن الله سبحانه وتعالى نهى عن قول المؤمنين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: "راعنا"، وهو لفظٌ مشتقٌّ في أصله اللغوي من "المراعاة" وهي معنًى حسن، غير أنه شاع استخدامُهُ حينذاك بمعنى الاستهزاء والذم، مشيرة إلى أن المجتمع كثر فيه المستهزئون من يهود ذلك الوقت؛ فنهى اللهُ المؤمنين عن قوله.
وأوضحت دار الإفتاء، عبر موقعها الإلكتروني، أن الله أرشد المؤمنين إلى غيره ممَّا لا يشاع استخدامه في مجتمعهم بمعنًى سيِّئ؛ فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا﴾ [البقرة: 104].
إهداء الأعمال الصالحة للغير.. الإفتاء تكشف هل يصل ثوابها للمتوفى
هل المصافحة بعد انتهاء الصلاة بين المصلين بدعة؟.. الإفتاء توضح
حكم من يترك الصلاة بسبب عدم قدرته على الحركة.. الإفتاء تكشف حالتين
هل التوبة تغني عن قضاء الصلاة الفائتة؟ ..الإفتاء تحسم الجدل
وذكرت دار الإفتاء رأي عدد من الفقهاء حول تفسير الآية الكريمة ومنهم:
قول الإمام الطبري في "جامع البيان" (2/ 466، ط. مؤسسة الرسالة): [روي عن قتادة: أنها كانت كلمةً صحيحةً مفهومةً من كلام العرب، وافَقَتْ كلمةً من كلام اليهود بغير اللسان العربي، هي عند اليهود سَبٌّ، وهي عند العرب: أَرْعِنِي سَمْعَكَ وَفَرِّغْهُ لِتَفْهَمَ عَنِّي. فعَلِمَ اللهُ جَلَّ ثناؤه معنى اليهود في قِيلِهِم ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأن معناها منهم خلافُ معناها في كلام العرب؛ فنهى اللهُ عزَّ وَجَلَّ المؤمنين عن قِيلِهَا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، لئلا يجترئ مَن كان معناه في ذلك غيرَ معنى المؤمنين فيه، أن يخاطِب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم به] اهـ.
وقال الإمام البغوي في "معالم التنزيل في تفسير القرآن" (1 /132، ط. طيبة): [وذلك أن المسلمين كانوا يقولون: "راعنا يا رسول الله"، من المراعاة، أي: أَرْعِنَا سمعك، أي: فَرِّغ سمعك لكلامنا، يقال: أَرْعَى إلى الشيء، وَرَعَاهُ، وَرَاعَاهُ، أي: أَصْغَى إليه واسْتَمَعَهُ، وكانت هذه اللفظة شيئًا قبيحًا بلغة اليهود، وقيل: كان معناها عندهم: اسمع لا سمعت.
وقيل: هي من الرُّعونة؛ إذا أرادوا أن يُحَمِّقُوا إنسانًا قالوا له: "راعنا" بمعنى يا أحمق! فلما سمع اليهود هذه اللفظة من المسلمين قالوا فيما بينهم: كنا نَسُبُّ محمدًا سرًّا، فأعلِنوا به الآن، فكانوا يأتونه ويقولون: راعنا يا محمد، ويضحكون فيما بينهم، فسمعها سعد بن معاذ رضي الله عنه، ففطن لها، وكان يعرف لغتهم، فقال لليهود: لئن سمعتُها من أحدكم يقولها لرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأضربن عنقه، فقالوا: أولستم تقولونها؟ فأنزل الله تعالى: ﴿لَا تَقُولُوا رَاعِنَا﴾] اهـ.