بيان عاجل إلى مجلس الشورى
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
محمد بن عيسى البلوشي
حَمَّلَ النظام الأساسي للدولة مجلس الشورى أمانةً عظيمةً ومسؤوليةً جسيمةً؛ ليكون صوت المواطن ومجلسه الذي يُعبِّر فيه عن اهتماماته وقضاياه، ومن خلال أعضائه المنتخبين يُصوِّت للقوانين والتشريعات ويُبدي وجهات نظره.. كل تلك الصلاحيات أكد عليها الناخب عندما ذهب ليُدلي بصوته في انتخابات مجلس الشورى في فتراته المختلفة.
إنَّ البيان العاجل الذي نودُ أن نُبعث به إلى مجلس الشورى، هو للتأكيد على أن دور المجلس لا يقتصر على الأدوات الرقابية التي يمكن أن يقوم بها؛ بل في طريقة تفعيل تلك الأدوات؛ بما يضمن العلاقة التفاعلية بين المجلس والمواطن. وهناك العديد من الملفات التي يبحث المواطن عن حلول لها، والتخفيف من تداعياتها، والتي يجب على مجلس الشورى أن يكون له دور في حلحلتها، عبر مختلف الأدوات الممنوحة له قانونًا. والقضايا التي تؤرق المواطن يُمكن إيجازها كما يلي:
أولًا: موضوع الباحثين عن العمل، والذين يتفاقم عددهم عامًا بعد آخر، في ظل تخريج أعداد من الطلبة في مختلف المؤسسات التعليمية ومراحلها المتعددة. ورغم جهود الحكومة لاستيعاب العدد الأكبر عبر مختلف مؤسساتها المدنية والعسكرية والأمنية، إلّا أنَّ المشكلة المتجددة تحتاج من مجلس الشورى إلى وقفة؛ كونه ملفًا وطنيًا يورق الحكومة والمجتمع في آنٍ واحدٍ، ويجب على مجلس الشورى؛ باعتباره صوت المجتمع، أن يبحث مع الحكومة هذه المسألة المهمة ويعالج جذورها.
ثانيًا: ارتفاع فواتير الكهرباء والمياه؛ حيث يُعاني المواطنون من هذه المسألة المؤثرة على إمكانياتهم وقدراتهم، وهنا يجب على المجلس أن يؤدي دورًا رياديًا ويتصدر المشهد، من خلال استخدام أدوات تقصِّي الحقائق في مسألة الفواتير، وأن يُشارك المجتمع هذه القضية، عبر لقاء يُحاور فيه المواطنُ العضوَ المنتخبَ في ولايته، ويقدم تقريرًا مُفصَّلًا مشفوعًا بالفواتير والدلائل، وبعدها يطلب العضو من الجهات المختصة وعلى رأسها هيئة تنظيم الخدمات العامة، ومن الشركات المزودة للكهرباء والمياه، إيجاد الحلول المُستدامة.
ثالثًا: تفعيل دور المحافظات اقتصاديًا، وهذا أمر ندعو إليه الى جانب رغبة الحكومة في تحقيق ذلك، وعلى المجلس دور في إيجاد وسيلة مناسبة تقوم عبره بضمان قيام المحافظات بهذا الدور، فليس من المنطق عدم استثمار الميزة النسبية والتنافسية للمحافظات من خلال إيجاد مشاريع اقتصادية واستثمارية متنوعة تسهم في توليد فرص العمل في الولايات وبالتالي إيجاد حلول مستدامة.
رابعًا: تخفيف الأعباء على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ حيث يحتاج القائمون على أعمالهم إلى يد المساعدة خصوصًا في سنوات النقاهة التي خرجت منها الاقتصادات من أزمات متتالية، وهنا نجد من الأهمية بمكان أن يتبنى المجلس حوارًا فاعلًا مع الحكومة من أجل النظر إلى دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خلال السنوات الخمسة المقبلة عبر حزمة من التسهيلات وتخفيف أعباء التشغيل (من رسوم، وفواتير كهرباء ومياه، وضرائب).
خامسًا: تعزيز التواصل المجتمعي للأعضاء، من خلال حث عضو مجلس الشورى على إيجاد مجلس مُصغَّر للشورى في ولايته لمقابلة أفراد المجتمع والاستماع إلى مرئياتهم في الخدمات التي تقدمها الحكومة، وأيضاً الوقوف على التحديات التي يواجهها أفراد المجتمع وذلك من أجل تعزيز دوره في كونه نقطة التواصل بين المجتمع والحكومة. ويتم تقييم العضو بشكل دوري على ذلك وفقًا للإحصائيات التي تنشرها.
إنَّنا نُجدِّدُ ثقتنا في أن مجلس الشورى سيستمع إلى بياننا العاجل له، ويتفهم أن دوره لا يقتصر على الأدوات البرلمانية المعروفة؛ بل يذهب بعيدًا لأن يُجدِّد من أدواته وفق المساحة المتاحة، ويبني حوارات مُتجدِّدة مع الحكومة والمجتمع من أجل المصلحة العامة.
** خبير في الإعلام الاقتصادي
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مجلس ديالى يطمئن بشأن السيول: لا تشكل خطرا - عاجل
بغداد اليوم - ديالى
أكد مجلس ديالى، اليوم السبت (8 شباط 2025)، بدء تدفق السيول على الشريط الحدودي العراقي-الإيراني وستبلغ ذروتها بعد ظهر اليوم، في أقصى شرق المحافظة، فيما طمأن المواطنين بانها لا تشكل أي خطر.
وقال رئيس مجلس ديالى، عمر الكروي، في حديث لـ "بغداد اليوم"، إن "الساعات الماضية شهدت بدء تدفق السيول الجارفة في خمسة وديان حدودية على الشريط الحدودي العراقي-الإيراني، أبرزها ترساق، طحلاوة، وحران"، لافتًا إلى أن "ذروة تدفق السيول ستصل بعد ظهر اليوم، وفق التوقعات، رغم توقف هطول الأمطار في مناطق واسعة من شرق ديالى".
وأضاف أن "الاتصالات مع خلية الأزمة حتى الآن تؤكد أن السيول لا تشكل أي خطر على القرى والأراضي الزراعية أو الطرق الرئيسية، إذ تجري ضمن مساراتها الطبيعية في الوديان الحدودية، التي يمكنها امتصاص موجات السيول المتدفقة دون أي تهديد يُذكر".
وأكد الكروي أن "هذه السيول تعدّ ثروة لمناطق شرق ديالى، كونها تعزز الخزين المائي الجوفي، والذي يشكل شريان حياة مهم عبر الآبار الارتوازية لمناطق واسعة"، مشيرًا إلى أن "مجلس ديالى يتابع تطورات ملف السيول بشكل مباشر، على مدار الساعة، من خلال التواصل المستمر مع خلية الأزمة".
وكانت هيئة الأرصاد الجوية، قد حذرت في وقت سابق من تعرض البلاد لموجة طقس سيء تشمل أمطارًا غزيرة ورياحًا قوية، بدءًا من يوم الثلاثاء وحتى يوم الأحد.
وأكدت الهيئة بحسب إيضاح لها، تلقته "بغداد اليوم"، أن ذروة هذه الحالة الجوية ستكون من يوم الخميس وحتى فجر الجمعة، داعية المواطنين إلى توخي الحذر واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.
كما نصحت الهيئة بتجنب السفر إلا للضرورة القصوى خلال هذه الفترة، خاصة في المناطق المعرضة للفيضانات أو الانهيارات الطينية.
ونوهت على أهمية متابعة النشرات الجوية بشكل مستمر لتلقي أي تحديثات أو تغييرات في توقعات الطقس.