صدى البلد:
2025-01-07@07:20:57 GMT

هند عصام تكتب: باوكيس وفيليمون

تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT

لا زلنا على تواصل مع سرد قصص وحكاوى الأساطير اليونانية القديمة وبالتحديد قصص جوبيتر مقسم مملكة الأرض حيث يعتبر جوبيتر محور كل حكاية يونانية قديمة وبطل كل قصة فتدور الأحداث دائما حول هذا الاسم بالرغم من وجود أبطال أخرين ذو أدوار ثانوية ولكن يظل جوبيتر هو البطل الحقيقي لكل حكاية  وبالرغم من  أن جوبيتر كان، أولًا وقبل كل شيء، إلهَ السماء الواسعة، ويفكر فيه البشر على أنه يعيش دائمًا في قصره العجيب فوق جبل أوليمبوس، إلا أنه كان ينزل أحيانًا إلى الأرض، ويختلط بسكانها في صورةٍ بشرية.

 
كان غرضه من أمثال هذه الزيارات أن يكتشف ما إذا كان الناس يراعون واجب إكرام الضيف وحق ابن السبيل؛ لأن جوبيتر لم يكن فقط ملك الآلهة والبشر، وإنما كان أيضًا وبنوعٍ خاصٍّ إلهَ إكرام الضيف، الذي يُنزل العقابَ بكل من يعامل الأغراب بقسوة أو بغير رقة.

وحدث ذات مرة أن جوبيتر تنكَّر في زيِّ مسافر فقير، ولم يصاحبه في هذه الجولة سوى ميركوري. 
فبدَءَا بزيارة أرض فروجيا، وطلَبَا المأوى لمدة الليل في بيتٍ بعد آخر، ولكن أهل تلك المنطقة طردوهما، وسلطوا عليهما كلابهم تنبحهما، وأطفالهم تقذفهما بالحجارة، علاوة على الشتائم وعبارات الاحتقار.

طال الظلام، وكاد جوبيتر وميركوري يتركان تلك المنطقة يأسًا. وأخيرًا شاهدا كوخًا منعزلًا فوق مرتفع من الأرض بتلك القرية. 
و كان ذلك الكوخ لزوجين عجوزين هما باوكيس وزوجها فيليمون.
و كان كوخًا وضيعًا سَقفُه من البوص والقش المأخوذَيْن من مستنقعٍ قريب، عاش فيه هذان الزوجان منذ أن تزوجا، وحَظِيا فيه بالسعادة والقناعة والرضا.

و لما سمعت باوكيس الطَّرْق على باب الكوخ أسرعت هي كما أسرع زوجها، ففتحا الباب ورحَّبا بالضيفين أعظم ترحيب، ولبَّيَا طلبهما بصدرٍ رحبٍ أن يقضيا تلك الليلة في كُوخهما. وخرجا يدوران حول الكوخ يجمعان الحطب لإيقاد نار يصطليها الضيفان، وقدما لهما كل ما كان لديهما من طعام.

عندما مد الغريبان يديهما لتناول الطعام، حدث شيء غريب؛ فقد كثُر الطعام فجأة، وانبعثت منه رائحة عجيبة زكية، وفجأة أظهر الإلهان حقيقتهما في كامل عظَمتها، فخرَّ العجوزان راكعَيْن أمامهما، وطلبا صفحهما عن قلة الطعام الحقير الذي قدماه لهما. 
فأمر جوبيتر باوكيس وفيليمون بأن ينهضا، وقادهما إلى قمة جبل مجاور. فلما نظرا إلى الوادي الذي كانا يقيمان فيه، اعترتهما الدهشة؛ إذ وجداه بحيرة واسعة، فبكيا على مصير جيرانهما، وحدثت المعجزة، ارتفع معبد عظيم الحجم إلى جانبهما، وعهد إليهما بالعناية بذلك المعبد. ولما مات هذان الزوجان بعد ذلك بعدة سنوات، ماتا معًا في وقتٍ واحد، وفي سن متقدمة جدًّا.
وحوَّلهما جوبيتر إلى شجرتَيْن باسقتين أمام المعبد، شجرة بلوط وشجرة زيزفون، عبدَهما الفلاحون إشارة إلى واجب إكرام الضيف.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: هند عصام المزيد

إقرأ أيضاً:

لبنى العمير: أول مبارزة سعودية تكتب فصول الإلهام – صورة

لبنى العمير، أول مبارزة سعودية تشارك في الألعاب الأولمبية، تُعد رمزًا للطموح والإصرار وواجهة مشرقة للمرأة السعودية في الرياضة. وُلدت في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية عام 1987، وبدأت رحلتها مع رياضة المبارزة من خلال برامج التدريب النسائية الأولى في المملكة. دخلت التاريخ بمشاركتها في دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو 2016، حيث تنافست في فئة الشيش فردي للسيدات.

ورغم خروجها من الجولة الأولى أمام البرازيلية تايس دي مورايش روتشل بنتيجة 15-0، إلا أن مشاركتها كانت محطة تاريخية فتحت الأبواب أمام السعوديات لدخول مجالات رياضية جديدة. إلى جانب إنجازها الأولمبي، لعبت لبنى دورًا محوريًا في تطوير رياضة المبارزة النسائية داخل المملكة. أسست نادي الظهران للمبارزة عام 2014، وهو أول نادٍ يخصص لتدريب النساء على هذه الرياضة، وشغلت منصب عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي للمبارزة، حيث تعمل على دعم الشابات السعوديات في هذا المجال.

تميزت لبنى ليس فقط في الرياضة، بل أيضًا في الجانب الأكاديمي، حيث حصلت على درجة الماجستير بامتياز في تكنولوجيا المعلومات التجارية من جامعة ديبول في شيكاغو، مما يعكس قدرتها على تحقيق التوازن بين التعليم والرياضة.

تم تكريم لبنى على المستوى الوطني، حيث ظهرت صورتها على أطول مبنى في الرياض خلال احتفالات اليوم الوطني السعودي 2017، تعبيرًا عن فخر المملكة بإنجازاتها ودورها الرائد في تمكين المرأة في الرياضة.

اليوم، تواصل لبنى دورها كملهمة للنساء السعوديات من خلال عملها في الاتحاد السعودي للمبارزة، حيث تسعى إلى تمكين المرأة السعودية في الرياضة، وتقديم مثال حقيقي على أن الطموح والعمل الجاد يمكن أن يقودا إلى تحقيق الأحلام، مهما بدت التحديات كبيرة. تعد لبنى العمير نموذجًا حيًا للمرأة السعودية التي تمزج بين الحلم والعمل، وتؤكد أن الرياضة ليست مجرد مجال للمنافسة، بل أداة لتحقيق التغيير وإلهام الأجيال القادمة.

جريدة الرياض

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • إحالة عاطلين لمحكمة الجنح لاتهامهما بسرقة المساكن فى بولاق أبو العلا
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: من طرف خفي 44
  • د. سماح رمضان خميس تكتب: الجامعات المصرية تحتضن ذوي الهمم وتُلبي احتياجاتهم
  • شيخة الجابري تكتب: مبادرات الشيخة هند الاجتماعية
  • ريهام العادلي تكتب: عيد الميلاد المجيد.. وصلابة الوحدة الوطنية
  • لبنى العمير: أول مبارزة سعودية تكتب فصول الإلهام – صورة
  • كريمة أبو العينين تكتب: الفن والشعب
  • في حادث مأساوي..غرق أم وطفليها وصديق لهما في حوض مائي بضيعة باشتوكة
  • إلهام أبو الفتح تكتب: نفسك في إيه؟