خبير عسكري: امتداد عمليات المقاومة خارج جباليا يعكس قدرتها على التأقلم
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن العمليات الأخيرة التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في شمال قطاع غزة تعكس قدرتها على التأقلم مع تغير الواقع الميداني واستمرارها في تنفيذ عمليات نوعية رغم الضربات المكثفة التي يشنها جيش الاحتلال .
وأكد حنا -خلال تحليل للمشهد العسكري في قطاع غزة- أن امتداد العمليات خارج مخيم جباليا يشير إلى إستراتيجيات متنوعة ومبتكرة تستخدمها فصائل المقاومة.
وأضاف أن العملية، التي استهدفت منزلا يتحصن فيه جنود الاحتلال في مخيم جباليا باستخدام عبوة ناسفة مصنوعة من قذيفة غير منفجرة من عيار 155 مليمترا، تعد رسالة واضحة بأن المقاومة قادرة على استغلال ذخائر الاحتلال نفسها في معاركها، وهو ما يظهر إبداعا في إدارة الموارد القتالية داخل المخيمات.
وأشار إلى أن العملية التي وقعت غرب بيت لاهيا شمالي القطاع، واستهدفت قوة من جنود الاحتلال بالاشتباك المباشر، تحمل دلالات مهمة، أبرزها أن القتال بات يمتد إلى مناطق خارج المخيمات التقليدية مثل جباليا، وبأساليب تختلف حسب طبيعة الأهداف.
وأوضح أن هذا التنوع يعكس قدرة فصائل المقاومة على التكيف مع الضغوط الميدانية المكثفة التي يمارسها جيش الاحتلال.
إعلانوكانت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قد أعلنت أنها أوقعت -بالاشتراك مع سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– 10 جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح في اشتباك غرب بيت لاهيا، في حين أكدت سرايا القدس أنها فجّرت عبوة ناسفة بمنزل تحصن فيه عدد من جنود الاحتلال بمخيم جباليا شمالي القطاع.
وأوضح حنا أن جيش الاحتلال يعتمد بشكل كبير على القصف الجوي الكثيف، حيث أعلن قصف أكثر من 100 هدف للمقاومة خلال الساعات الماضية، مشيرا إلى أن المنطقة تشهد حشدا عسكريا كبيرا منذ أكثر من 3 أشهر، يشمل لواءي "ناحال" و"غفعاتي" إضافة إلى اللواء المدرع 401.
وتطرق الخبير العسكري إلى تحديات حرب المدن التي تواجه جيش الاحتلال، موضحا أن المباني المدمرة في القطاع تتحول إلى ملاجئ آمنة للمقاومة، حيث يُدار القتال من داخلها بأساليب تجعل من كل بيت وغرفة ميدانا لمعركة مختلفة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
رسائل حركة حماس خلال عمليات تسليم الأسرى!
أثبتت "حماس" وعيها لأهمية وخطورة الإعلام، واستيعابها لما عجزت عن استيعابه بعض من تصدروا الحكم في المنطقة العربية! وأكدت الرسائل التي سطرتها الحركة خلال عمليات التسليم المتتالية فهمها لدور الإعلام في توجيه دفة الرأي العام الفلسطيني في المقام الأول والعربي والدولي من خلفه، واستفادت "المقاومة" من تتابع عمليات التسليم للأسرى في دفعات متتالية وليس في دفعة واحدة، مما سمح لها بتسطير بعض الرسائل التي لم تكن لتستطيع بثها لو تم التسليم في دفعة واحدة ورُب ضارة نافعة!
وأظهرت التجهيزات التي صاحبت محطات التسليم للقدرات الفنية والتقنية التي حازتها الحركة من أجل عملية الإخراج الفني والسياسي للمشاهد المصاحبة للتسليم من عمليات التنظيم التي اتسمت بالدقة العالية، بالإضافة لتجهيزات المنصات والكاميرات والمصورين واللافتات التي صيغت باحترافية شديدة، وهذا ما شهدت به القناة 12 الإسرائيلية قائلة: لقد برهنت "حماس" على نجاح إرادتها في إرسال الرسائل من خلال تنوع أماكن التسليم في عدة مواضع بالقطاع بميناء غزة وخان يونس وأمام منزل زعيمها "يحيى السنوار" وميدان فلسطين.. إلخ، وظهر اختيار مواضع التسليم المختلفة بعناية فائقة كرسالة على قدرتها في إدارة المشهد في كافة جنبات القطاع، وتكذيبها للتقارير الإسرائيلية السابقة عن خسارة حماس سيطرتها على بعض مناطق غزة والقول بنجاح الجيش الإسرائيلي في هدم البنية التحتية للمقاومة..
وثمّة مجموعة من الرسائل الذكية التي استطاعت المقاومة بثها عبر عمليات التسليم المختلفة أكدت قدرتها على إدارة القطاع منذ اليوم الأول لدخول الهدنة حيز التنفيذ، وظهور رجالها بكامل عتادهم وزيهم الرسمي المُبهج بجانب رجال الشرطة الفلسطينية ممن عادوا إلى إدارة عملهم في حفظ الأمن بالقطاع، ولذلك الظهور رسائله المعروفة والواضحة والتي أرادت الحركة إيصالها لعدة أطراف منها:
1- التأكيد على فشل العدو الصهيوني في تحقيق أهم أهدافه -إزاحة حماس عن الحكم- والتي حملته على خوض غمار تلك المعركة الطويلة لمدة 15 شهرا، وتَحمّله الخسائر الأكبر في تاريخ دولة الإحتلال من حيث جنوده وعتاده واقتصاده، ليخرج بعدها هائما على وجهه لا يلوي على شيء! لولا استماتة المتطرفين في حكومة اليمين ومطالبتهم باستمرار الحرب، على الرغم من دعمهم لعدم تجنيد الحريديم -المتدينين اليهود- ممن يمثلون القاعدة الانتخابية لأمثالهم من المتطرفين.
2- صفعة للمجتمع الدولي الذي يكيل بمكالين دوما وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية التي وقفت بكامل قدراتها ومواردها خلف الاحتلال، من أجل قمع الشعب الفلسطيني التواق لحريته منذ ما يزيد على 75 عاما، والحيلولة دون الهزيمة المُدوية للصهيونية التي تنضوي تحتها غالبية الأنظمة الغربية بل وبعض الأنظمة العربية في منطقة الشرق الأوسط! بالإضافة للحماية المباشرة للمصالح الأمريكية متمثلة في الوكيل الحصري لها دولة الاحتلال.
3- صفعة على وجه كل من راهن على هزيمة المقاومة والممانعة من الشعوب من رعاة التطبيع في الغرب والشرق سواء كانوا حكومات أو مؤسسات أو حتى أفراد، والصفعة كذلك على وجه المراهنين على ما يعرف بصفقة القرن التي باتت في العراء منذ انطلاق الطوفان في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
4- لطمة ساخنة على وجه السلطة الفلسطينية وزعيمها الذي راهن على هزيمة المقاومة وانحسار المد البطولي للشعب الفلسطيني وإعلانه الاستعداد لإدارة القطاع بعد القضاء على المقاومة داخل غزة، أو فيما يعرف في اليوم التالي للحرب على القطاع بعد القضاء على حماس! والآن قد توارى ذكره إلا ما تفرضه علينا بعض الشاشات العربية التي لا تستحي من إقحامه دون أدنى حد من الخجل، لا سيما وجحافل العدو الصهيوني تصول وتجول في أحياء الضفة الغربية بل وفي مدينة البيرة، مقر إدارة "عباس"، دون أن تنبس السلطة ببنت شفة!
5- تكريم الشهداء بحمل صورهم على اللافتات والبنرات والملصقات لتتناولها كاميرات المصورين، وليعلم العالم كله مدى امتنان المقاومة لرجالها في وسط حالة من الحميمية التي يبديها الشعب الفلسطيني الذي يحيط بأعضاء المقاومة، بل ويسعى لالتقاط الصور معهم وتقبيل رؤوسهم وكأنها شهادة يردون بها على طوفان الأكاذيب التي حاولت دق الأسافين خلال التغطيات الإعلامية المغرضة في بعض المحطات الفضائية.
ختاما..
لا شك أن المقاومة تحمّلت ومعها حاضنتها الشعبية ما لا يتخيله عقل، وكان لها من الفضل الكبير ببركة الصمود الأسطوري للأبطال من الرجال والنساء بل والأطفال من أبناء غزة في إفشال مخططات الصهيونية العالمية مدعومة بجيوش وأجهزة استخبارات دولية، من أجل ترسيخ التبعية والدونية في نفوس الشعوب التي شاءت إرادة الله أن تسكن في هذه البقعة من العالم، حتى تحملها على الانصياع لرغبة السيد الأوروبي في استنزاف ثرواتها وفي نهب خيراتها وفي التخلي عن ثوابتها، وفي الرضى بمن يوليهم أمور بلادنا من الدمى التي يفرضها قسرا لتتولى أمر بعض أقطارنا، وجاء طوفان الأقصى برسائله الذكية ليصيب تلك القوى بالإحباط وليعيد البوصلة إلى مسارها الصحيح.. "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون" صدق الله العظيم.