لحظات بشار الأسد الأخيرة .. توتّر وكلمة مفاجئة وعسكري روسي أمَّن فراره
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
سرايا - قال كامل صقر، مدير المكتب الإعلامي في الرئاسة السورية سابقاً، في إطار رده على سؤال عن اللحظة التي بدأ فيها الأسد يشعر بأنه "وحيد"، وهو في طريقه إلى ساعات السقوط، قال إن تلك اللحظة، عندما لم يتمكن من الاتصال الهاتفي بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وأكد مدير مكتب الإعلام السابق للأسد، في حوار لبودكاست "مزيج" التابع لقناة "العربية" أن الأسد بدأ يشعر بالعزلة والوحدة، عندما حاول الاتصال بالرئيس الروسي، عدة مرات، واستمرت محاولاته، بين يومي الأربعاء والخميس اللذين سبقا يوم الأحد الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الفائت، تاريخ يوم سقوطه وفراره خارج البلاد.
رفض روسي قاطع للاتصال بالأسد
وقال صقر، إن الأسد طلب الاتصال ببوتين، إلا أن الاتصال لم يتمّ، ثم حاول في اليوم التالي، أي في يوم الخميس بتاريخ الخامس من ديسمبر، قبل سقوطه بثلاثة أيام، إلا أن هذا الاتصال لم يحصل أيضاً، بحسب تأكيده لبرنامج "مزيج".
وأضاف مدير المكتب الإعلامي في الرئاسة السورية سابقا، أن الأسد وبعد فشل محاولاته بالاتصال ببوتين، اتصل بمبعوث الأخير للتسوية في سوريا، ألكسندر لافرنتيف، وطلب منه تأمين اتصال بالرئيس الروسي، إلا أن لافرنتيف، عاد وأخبره، بأن الرئيس بوتين يقوم في هذه الأثناء، بزيارة إلى "بيلاروسيا" ولا يستطيع الاتصال.
وبحسب صقر، فإن ردّ مبعوث بوتين للتسوية في سوريا، لم يكن مقنعاً، كما قال موضحاً أن قادة الدول حتى وزراء خارجيتهم، بوسعهم إجراء أي اتصال بأي طرف، في أي مكان من العالم، في إشارة من مدير المكتب الإعلامي السابق، إلا أن هناك رفضاً روسياً واضحاً للاتصال بالأسد.
مؤشرات سقوط الأسد
وعن مؤشرات فرار الأسد قبل الإعلان عن سقوطه في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، قال كامل صقر، إن من هذه المؤشرات، أن الأسد أخبره برغبته بإلقاء كلمة متلفزة، وذلك بين يومي الخميس والجمعة 5 و6 كانون الأول/ ديسمبر، بعيد سيطرة قوات إدارة العمليات العسكرية على محافظة حمص وسط البلاد.
وقال صقر إن الأسد كان أعد كلمة مؤلفة من 400 كلمة على وجه التقريب، ووصف محتوى كلمة الأسد المزمع بثها تلفزيونيا، بأنه كان "مفاجئا" له وأن الأسد كان متوترا جداً.
وأكد مدير المكتب الإعلامي في الرئاسة السورية سابقا، أن الأسد أجّل تصوير كلمته من الخميس إلى الجمعة، ثم كرر التأجيل إلى يوم السبت، ثم قرر إلغاء إلقاء الكلمة تماماً، وذلك في الساعات الأخيرة قبل فراره من البلاد، حيث هرب الأسد يوم الأحد، في الثامن من شهر كانون الأول/ ديسمبر 2024.
انهيار نظام الأسد من الداخل
وفي حادثة تكشف مدى انهيار نظام الأسد من داخله، وقبل الإعلان الرسمي عن سقوطه، بأربع سنوات، ذكر كامل صقر، أنه تبادل ومستشارة الأسد الصحافية السابقة، لونا الشبل، والتي لقيت مصرعها بحادث سير، في شهر تموز/ يوليو 2024، كلماتٍ متوترة بسبب طريقة التخاطب والمناداة بين الطرفين، صقر والشبل.
وفيما أكد صقر، أن الحوار المتوتر بينه وبين الشبل، عام 2020، إثر اندلاع حرائق طرطوس وحمص واللاذقية، كان على مقربة مباشرة من بشار الأسد، وكان قريباً منه أيضا، وزير الزراعة في ذلك الوقت، ووزير الإدارة المحلية، ومحافظ اللاذقية.
خلاف بين موظفين تحت سمع الأسد
وقال صقر إن لونا الشبل، بدأت بمخاطبته مجردا من لقبه بـ"كامل" فقام كامل صقر بمخاطبتها والرد عليها بذات الطريقة، وناداها: "لونا!" فما كان من الأخيرة إلا أن عبرت عن احتجاجها لمناداتها بدون لقب، وطلبت من صقر أن يناديها بـ"مدام لونا!" فردّ عليها صقر أن تخاطبه أيضا بشكل رسمي فقال لها: "وأنا أيضا الأستاذ كامل!" وذلك كله على مسمع رئيس النظام السوري السابق بشار الأسد، كما قال مدير مكتبه الإعلامي سابقا: "وكان صوتنا يتردد إلى أذن الأسد".
وعن قضية مقتل لونا الشبل، أو مصرعها بحادث سير، قال كامل صقر إنه لا يستطيع أن يجزم بأنها قتلت أم تعرضت لحادث سير أدى إلى مصرعها.
وأضاف صقر في حواره لـ"مزيج" التابع لقناة "العربية" أن صورة سيارة لونا الشبل التي قيل إنها لقيت مصرعها بسبب حادثة سير فيها، أَوحت، كما قال، بأن الشخص الذي تعرض لحادث في تلك السيارة، يمكن أن ينجو من ذلك الحادث، معبراً عن أن كلامه هذا مجرد "فرضية" لا أكثر، لأن موضوع مصرع لونا الشبل، كان يتطلب بحثا جنائياً وأدلة وطبا شرعيا، مؤكدا أن كل هذا "لم يحدث" في إجراءات حكومة الأسد الخاصة بالتحقيق في "مقتل" أو "وفاة" لونا الشبل.
ملحق عسكري روسي أمّن فرار الأسد
وكان فرار الأسد في الثامن من شهر كانون الأول/ ديسمبر الفائت، محاطا بكثير من التهكنات عن الأشخاص الذين هربوا معه، إلى روسيا، إلا أن مدير مكتب إعلامه سابقا، أكد في هذا السياق، أن الذين غادروا معه، هم وزير دفاعه، ورئيس أركانه، ومرافقه الشخصي، ومنصور عزام الأمين العام لرئاسة الجمهورية سابقاً.
وأكد صقر، أن رئيس النظام السوري السابق، بشار الأسد، قد استقبل ملحقاً عسكريا روسيا، في القصر الجمهوري، بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً، أي مع بدايات يوم الثامن من ديسمبر، يوم سقوط وفرار الأسد، مؤكداً أن هذا الملحق العسكري الروسي، هو الذي أمّن خطة فرار الأسد، إلى روسيا، وذلك بالانتقال من مطار دمشق، ثم إلى مطار "حميميم" مقر القاعدة الروسية الجوية في اللاذقية، ثم من هناك إلى ورسيا.
بشار الأسد انتظر ساعات لتأمين طائرة فراره
وقال صقر إن الأسد، عندما تم نقله إلى مطار "حميميم" لم يغادر فورا إلى روسيا، بل إنه بقي في المطار عدة ساعات، حتى تم تأمين طائرة نقله، وكذلك حتى يتم "تأمين" إقلاع الطائرة في الأجواء السورية.
ومن الجدير بالذكر أن الحوار الذي أجراه الإعلامي حسين الشيخ في برنامج بودكاست "مزيج" التابع لقناة "العربية" هو أول حوار عربي وعالمي، يقدّم معلومات موثقة، من داخل قصر الأسد، ومن أقرب موظفيه، عن اللحظات التي سبقت سقوطه وفراره خارج البلاد، في الثامن من شهر كانون الأول/ ديسمبر 2024.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1805
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 05-01-2025 06:56 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: مدیر المکتب الإعلامی فی الثامن من کانون الأول فرار الأسد لونا الشبل بشار الأسد کامل صقر أن الأسد إلا أن
إقرأ أيضاً:
لحظات الوداع واسترجاع الذكريات
عائشة بنت محمد الكندية
ها نحن نصل إلى ختام مشوارٍ جميل امتدّ على مدى عامين كاملين، مع برنامج "على الطاولة" الذي بُثّ عبر أثير إذاعة رأس الخيمة الإماراتية، لم يكن هذا البرنامج مجرد محتوى يُقدّم في مواعيد مُحددة؛ بل كان مساحة رحبة للعقل والقلب، ومنبرًا للفكر والحوار والتواصل الإنساني العميق، هو برنامجٌ وُلد من رحم الرسالة، ونما برسالة، ويودّعنا اليوم برسالة أخيرة، لكنها ليست نهاية الطريق، بل بداية لمرحلة جديدة، بروح مُتجددة وأفق أوسع.
منذ انطلاقة أولى حلقاته، حمل "على الطاولة" همًّا ثقافيًا واجتماعيًا نبيلًا، وحرص على تقديم محتوى يُثري العقول ويُلامس الأرواح، لقد كان مرآة تعكس تراثنا الثقافي، وجسرًا يمتدّ إلى ثقافات الشعوب الأخرى، نتحاور فيها ونتبادل الخبرات، ونبني عبرها فهمًا أعمق لإنسانيتنا المشتركة، لم تقتصر الحوارات على المواضيع النظرية أو النقاشات الجافة، بل كانت نابضة بالحياة، عامرة بالإلهام، حيث استضاف البرنامج شخصيات بارزة ومُلهمة من مختلف التخصصات، ممن أضاءوا الطريق أمام المستمعين وساهموا في رسم ملامح تجربة استثنائية.
ولم يكن الجانب الثقافي وحده هو ما ميَّز البرنامج، بل كان له حضور فاعل في الفعاليات والمناسبات المجتمعية، مشاركًا وناقلًا ومحتفيًا، وقد أبدع في تسليط الضوء على القيم الإنسانية والرسائل النبيلة، من خلال حوارات تحمل في طياتها الاحترام والتقدير للتنوع الثقافي والاختلاف الإنساني.
وكان للهوية العُمانية نصيبها الأصيل من اهتمام البرنامج؛ حيث فُتحت المساحة أمام عدد من الشخصيات العُمانية المؤثرة لتقديم نماذج حيَّة تعكس القيم العُمانية الأصيلة، وتعزّز الانتماء الوطني والوعي الثقافي لدى المستمعين، كما إنَّ إشراك الأطفال الموهوبين في الحلقات كان لفتة إنسانية رائعة، حيث أُتيحت لهم فرصة الظهور، والدعم، والتشجيع، مما يعكس رؤية البرنامج في احتضان المواهب الصغيرة وتنمية قدراتها.
لقد كنتُ جزءًا من هذه الرحلة، ووجدت فيها فسحة للتعبير عن شغفي بالكتابة، سواء من خلال مشاركتي الشخصية أو مع زميلتي، فكل لحظة في هذا البرنامج كانت بمثابة دفعة نحو الأمام، ومصدر إلهام لتطوير الذات، وشهادة حيَّة بأنَّ الكلمة قادرة على صنع فرق، وأن التعبير مسؤولية ورسالة.
"على الطاولة" لم يكن برنامجًا جامدًا يقيّد الإبداع؛ بل كان حاضنًا له، يفتح أبواب التفاعل، ويمنح الثقة، ويُطلق الطاقات الكامنة، لقد خرجتُ من هذه التجربة برؤية أوضح، وإيمان أعمق بأنَّ ما نقدمه، وإن بدا بسيطًا، قد يُحدث أثرًا عظيمًا في نفوس الآخرين.
ويجدر بي هنا أن أُشيد بالمذيع العُماني المتألق، عبدالله بن خلفان البلوشي، الذي أبدع في تقديم البرنامج بكل حرفية واقتدار، وامتلك قدرة مدهشة على إدارة الحوار والتواصل مع الجمهور، ما جعل من كل حلقة تجربة فريدة مليئة بالإثارة والمتعة، ولا ننسى المخرج المبدع سيف الدين يونس، الذي أبدع خلف الكواليس في إخراج البرنامج بصورة جاذبة تواكب الموضوعات المطروحة، وتمنحها بعدًا بصريًا فريدًا، كما إنَّ فريق العمل بأكمله كان على قدر عالٍ من الحرفية، والدقة، والتنسيق، الأمر الذي انعكس على جودة كل حلقة، وجعل من هذا البرنامج نموذجًا يُحتذى به في تقديم البرامج الحوارية الراقية.
وفي الحلقة الأخيرة، لم تكن مجرد وداع، بل لحظة تأمل واسترجاع لكل ما كان، استعرضنا خلالها أجمل الذكريات، واستعدنا أبرز اللحظات التي تركت أثرها فينا، كما استمعنا إلى رسائل الجمهور واتصالاتهم التي كانت شاهدًا حيًّا على مدى تأثير البرنامج في حياتهم، كانت مشاعر الامتنان واضحة، والذكريات تتدفّق كأنها تُعيد سرد حكايتنا من جديد
نعم، انتهى البرنامج، ولكن الأثر باقٍ، والرسائل التي حملها لا تزال تنبض فينا، لا نقول وداعًا بأسى، بل بفخر وامتنان، فكل نهاية تحمل في جوفها بذور بداية جديدة، ولعل هذا الوداع هو تمهيد لانطلاقة أخرى، أكثر إشراقًا واتساعًا.
شكرًا لكل من شارك، ولكل ضيف أضاف بصمة، ولكل من كان جزءًا من هذا الحلم الجميل، شكرًا لفريق العمل الذي جعل هذه التجربة مُمكنة، "على الطاولة" كان أكثر من مجرد برنامج، كان حياة.. وإلى اللقاء في فضاءات أخرى، وحكايات قادمة، نكتبها معًا بكلماتٍ تنبض بالشغف والإيمان.