على امتداد عشرات الهكتارات، وتحت مظلة بيوت بلاستيكية مصممة وفق أحدث التقنيات الزراعية الصديقة للبيئة، تنتج مزرعة الفوعة في مدينة العين أصنافاً يانعة من التوت الأزرق الإماراتي بمواصفات عالية الجودة أهّلته ليحجز مكانه بجدارة على مائدة الأسواق العالمية، مع إسهامه الكبير في منظومة الأمن الغذائي التي تتبناها الدولة، بما يلبي متطلبات السوق الداخلي من المنتجات الزراعية، ويقلل الاعتماد على الاستيراد الخارجي، فضلاً عن تحقيق الطموح الإماراتي بتصدير المنتجات الزراعية من مزارع الدولة إلى العالم.

لم يكن إنتاج التوت الأزرق على أرض دولة الإمارات تجربة فريدة فحسب، بل كان تحدياً زراعياً استطاعت من خلاله مزرعة الفوعة، والتي تشرف عليها شركة “إيليت أجرو” التابعة لـ”ياس القابضة”، تحقيق الريادة فأصبحت المزرعة الوحيدة على مستوى دولة الإمارات التي تنتج التوت الأزرق بالاعتماد على تقنيات الزراعة المستدامة، ضمن بيئة زراعية تعتمد على أحدث التقنيات الزراعية، لتحسين إنتاجية المحاصيل وجودتها والحد من تأثيرات الاحتباس الحراري.

وضمن حملة أجمل شتاء في العالم في نسختها الخامسة التي انطلقت تحت شعار “السياحة الخضراء”، بالتعاون بين وزارة الاقتصاد والمركز الزراعي الوطني، والهيئات السياحية المحلية في الدولة، يتم إبراز الريادة الإماراتية في زراعة التوت الأزرق بنجاح بهدف تشجيع المشاركة المجتمعية في الممارسات الزراعية المستدامة، وتحفيز الزيارات السياحية إلى هذه المزارع والمشاريع الزراعية المستدامة، وذلك في إطار استراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، والهادفة إلى تطوير منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة.

 

استثمار زراعي

تأسست شركة إيليت أجرو المشرفة على مزرعة الفوعة للتوت الأزرق في عام 2010 ضمن منظومة الأمن الغذائي للدولة وهي شركة استثمار زراعي ولها استثمارات زراعية في 7 دول حول العالم، وحققت تجارب زراعية رائدة، وكان أهمها زراعة التوت الأزرق الذي تتميز ثماره بحجمها الكبير مع اتباع إجراءات خاصة للتحكم بدرجة الحرارة في مرحلة ما بعد الحصاد في منشأة التعبئة والتغليف الموجودة ضمن المزرعة، لضمان الحفاظ على جودة المنتجات لأطول فترة إلى حين وصولها طازجة إلى المستهلكين.

بدأت مزرعة الفوعة باستثمار 20 بيتاً بلاستيكياً ممتدة على مساحة تصل إلى 12 هكتاراً، بحيث يحتضن كل بيت بلاستيكي ما يزيد على 3,350 من شتلات التوت الأزرق، بمعدل 5,400 شتلة في كل هكتار، وقد وصل إنتاجها في عام 2022 إلى 280 طناً، ثم بادرت الشركة إلى زيادة طاقتها الإنتاجية في 2023 بإضافة 13 هكتاراً من البيوت البلاستيكية وزراعة 72 ألف شتلة إضافية ليصل محصولها إلى نحو 400 طن سنوياً.

 

تجارب ناجحة

وتولي دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماماً كبيراً بالتجارب الزراعية الناجحة التي تحقق متطلبات الأمن الغذائي في الدولة، مستفيدة من البنية التحتية المتطورة التي توظف التقنيات الحديثة وتشجع على الابتكار الذي يهدف إلى التغلب على تحديات القطاع الزراعي، وإيجاد حلول للتحديات التي تواجه الزراعة ومشاكل التربة في الدولة، وابتكار أساليب حديثة في مجال الاستخدام الأمثل للمياه في المجال الزراعي، وتطوير سلالات زراعية قادرة على التكيف مع الظروف البيئية والمناخية الصعبة.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

النفط يتراجع والذهب يحلّق.. الأسواق العالمية على صفيح ساخن!

واصلت أسعار النفط تراجعها في تعاملات الجمعة المبكرة، متجهة نحو تسجيل خسائر للأسبوع الثاني على التوالي، وسط تصاعد المخاوف من تباطؤ الطلب العالمي على خلفية الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين.

وبحسب بيانات وكالة “رويترز”، “انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 31 سنتًا (0.5%) إلى 63.02 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 01:53 بتوقيت غرينتش، كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 36 سنتًا (0.6%) لتسجل 59.71 دولارًا للبرميل”.

وأضافت الوكالة، “سجل كلا الخامين انخفاضًا بأكثر من دولارين في تعاملات الخميس، ويتجه خام برنت إلى خسارة أسبوعية تُقدّر بنحو 4%، بعد تراجعه بنسبة 11% الأسبوع الماضي، فيما يُتوقع أن يخسر الخام الأميركي حوالي 3.8% هذا الأسبوع، بعد انخفاض مماثل في الأسبوع السابق”.

وقال دانيال هاينز، كبير استراتيجيي السلع في بنك ANZ، في مذكرة صادرة اليوم: “أسعار النفط تتعرض لضغوط بسبب المخاوف المستمرة من تباطؤ الاقتصاد العالمي”، وأضاف أن “أي انخفاض في النمو العالمي إلى أقل من 3% قد يؤدي إلى تراجع استهلاك النفط بنسبة 1%”.

الذهب يرتفع إلى أعلى مستوياته على الإطلاق

في المقابل، ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ خلال تعاملات الجمعة المبكرة، مسجلة أعلى مستوى لها على الإطلاق، مدعومة بمخاوف الركود وتزايد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين.

وبحسب بيانات “رويترز”، “ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1% ليصل إلى 3205.53 دولارًا للأونصة، بعد أن بلغ ذروته التاريخية عند 3217.43 دولارًا في وقت سابق من الجلسة، كما صعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 1.5% لتسجل 3226.50 دولارًا، محققة مكاسب تجاوزت 5% خلال الأسبوع”.

وجاء هذا الارتفاع بعد إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، “عن رفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية من 104% إلى 125%، رغم تعليقه لرسوم على واردات من دول أخرى”.

وبالتوازي، أظهرت بيانات صدرت أمس الخميس انخفاض مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي بشكل مفاجئ في مارس، إلا أن مخاطر التضخم لا تزال مرتفعة بفعل السياسات التجارية الجديدة.

وتوقع متداولون أن “يعاود الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خفض أسعار الفائدة في يونيو، مع احتمال خفضها بمقدار نقطة مئوية كاملة بنهاية العام، ما زاد من جاذبية الذهب كأداة تحوط ضد التضخم والتقلبات الاقتصادية”.

ارتفاع جماعي للمعادن النفيسة

إلى جانب الذهب، ارتفعت أسعار باقي المعادن النفيسة:

الفضة صعدت بنسبة 0.3% إلى 31.28 دولارًا للأونصة

البلاتين ارتفع بنسبة 0.1% إلى 938.35 دولارًا

البلاديوم زاد بنسبة 0.8% إلى 915.75 دولارًا

تراجع الدولار وعوائد السندات الأمريكية

بالتزامن، شهد الدولار الأميركي تراجعًا حادًا في التعاملات الآسيوية، اليوم الجمعة، مع تنامي المخاوف بشأن الاقتصاد الأميركي، مما دفع المستثمرين إلى التخلي عن الأصول الأميركية لصالح الملاذات الآمنة، مثل الفرنك السويسري، الين الياباني، اليورو، والذهب.

وجاء هذا التراجع بعد موجة بيع قوية شهدتها بورصة “وول ستريت” أمس الخميس، حيث تخلت عن مكاسب الجلسة السابقة التي كانت مدفوعة بإعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تعليق الرسوم الجمركية على عشرات الدول، إلا أن الأسواق اعتبرت القرار مترددًا، مما زاد من حالة عدم اليقين وأدى إلى هجرة رؤوس الأموال.

وفي هذا السياق، قال كريس ويستون، رئيس قسم الأبحاث في “بيبرستون”: “شهدنا موجة بيع قوية في الأسواق الأميركية، وتحول المستثمرون إلى أصول الملاذ الآمن. الانخفاض الحاد في الدولار يعكس إعادة توجيه رؤوس الأموال، في ظل تزايد المخاطر وعدم وضوح الرؤية السياسية.”

مؤشرات الأسواق:

الدولار/الفرنك السويسري: انخفض بنسبة 1.2% إلى 0.81405، وهو أدنى مستوى منذ يناير 2015.

الدولار/الين الياباني: هبط بنسبة 1.1% إلى 142.88 ينًا، وهو أدنى مستوى منذ سبتمبر 2024.

اليورو/الدولار: ارتفع اليورو بنسبة 1.7% إلى 1.13855 دولار، وهو أعلى مستوى منذ فبراير 2022.

الجنيه الإسترليني: صعد بنسبة 0.5% أمام الدولار.

مؤشر الدولار الأميركي: تراجع بنسبة 1.2%، لينخفض إلى ما دون مستوى 100 نقطة لأول مرة منذ يوليو 2023.

وتزامن التراجع في الدولار مع عمليات بيع مكثفة في سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل، مما دفع عوائد السندات لأجل 10 سنوات إلى تسجيل أكبر قفزة أسبوعية منذ عام 2001، في إشارة إلى ضغوط متزايدة على سوق الدين الأميركي.

مقالات مشابهة

  • متحدث الزراعة: مصر تصدر 2.7 مليون طن منتجات زراعية في الربع الأول من 2025
  • لا تهاون مع المخالفين.. .المنيا تسترد 278 قطعة أرض زراعية وأملاك دولة
  • من هي أبرز الشركات العالمية التي تصنّع في الصين؟
  • “اشترِ الآن”.. تغريدة ترامب التي هزّت وول ستريت
  • النفط يتراجع والذهب يحلّق.. الأسواق العالمية على صفيح ساخن!
  • الأسواق العالمية تواصل النزيف: البورصات تهتز والذهب يحلّق... والصين تتحدى "تسلط أمريكا"
  • قنا.. إزالة تعديات 1395 متر أراض زراعية وأملاك الدولة بقرية المراشدة
  • "تعليم اليوم من أجل وظائف الغد".. التحديات الوطنية وتأثيراتها العالمية والتنمية المستدامة للجامعات التكنولوجية على مائدة جلسات اليوم الثاني بالمؤتمر
  • «التحديات الوطنية وتأثيراتها العالمية» على مائدة المؤتمر الدولي للتعليم التكنولوجي
  • استرداد 24 ألف متر مربع أراضي زراعية في الأقصر