ريهام العادلي تكتب: عيد الميلاد المجيد.. وصلابة الوحدة الوطنية
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
ونحن نعيش أجواء الاحتفال بميلاد السيد المسيح، ونري مشاركة مختلف الفئات للإخوة الأقباط في الاحتفالات قولا وفعلاً، نتأكد عاماً بعد آخر من متانة الروابط الوطنية للنسيج المجتمعي، وأن مصر بمسلميها وأقباطها دائما وعلى مر العصور يد واحدة في مواجهة التحديات التي تمر بها الدولة المصرية.
إن ميلاد السيد المسيح دعوة للتسامح والتعايش ونبذ العنف بين الجميع ، وعيد الميلاد المجيد في مصر له طابعه الخاص حيث يستقبله المسلمون قبل الأقباط بالاحتفاء، والمعايدة، والتهنئة لبعضهم البعض؛ فالجميع يستشعر مناخ الوحدة الوطنية، التي تأسست على المساواة، والعدل المطلق خاصة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي لم يسبق أن تأخر عن أقباط مصر الأحباء شركاء الوطن والمحبة ، كي يقدم لهم التهنئة، ويشد على أيديهم، ويؤكد على رباط المحبة، والشراكة في بناء الوطن، ونهضته للجميع ، فمصر نسكن فيها، وتسكن هي في قلوبنا.
إن الاحتفاء، والاحتفال بميلاد السيد المسيح في مصرنا الحبيبة له مظاهر حميدة، تؤكد في مجملها على قيمة المواطنة الصالحة التي يبدو من خلالها أن المصريين متحابون، محافظون على مقدرات وطنهم الغالي، حامين له، لا يقبلون، ولا يتقبلون كل من يحاول فك الرباط والنيل من نسيج المحبة، والوفاق ، فما على أرض مصر من مقدرات ، ومقدسات محفوظة في عيون المصريين أقباطا، ومسلمين دون استثناء ، ان ميلاد السيد المسيح - عليه السلام- يذكرنا جميعاً برسالته السامية، التي تحمل في طياتها المحبة، وتحض على التسامح، وترغب على فعل الخيرات، وترك المنكرات، وهجرانها، وتدعو للسلام، وتنهى عن العنف، وسفك الدماء، والجور ، والظلم، ولا تسمح بالتعدي المادي، أو المعنى ، إن ما تحمله من تعاليم، وتعليمات، ومنهج للحياة يصعب حصره ، لكن ما نؤكد عليه اتباع طريق الهداية، والبعد عن مداخل، وطرائق الشيطان ، كي يفوز الإنسان برضا ربه ، ويسكن جناته.
ولابد أن نشير هنا البابا تواضروس الثاني لعب دوراً عظيماً في تدعيم النسيج الوطني وتقوية الوحدة الوطنية في أوقات الأزمات، ووقف بالمرصاد أمام محاولات إشعال الفتنة في مصر ، حيث أن قوة النسيج الوطني المصري متميزة ومتفردة عن باقي دول العالم التي اشتعلت بالصراعات الطائفية بين المذاهب والأديان فيها، على عكس ما تعيشه مصر من حالة تماسك ووحدة وطنية بين المسلمين والأقباط، حيث إن الوحدة الوطنية هى إحدى أبرز الركائز الوطنية وأحد أهم دعائمه ومقوماته التي تجمع بين أبناء الوطن الواحد وتربط بينهم، إذ تقوم بشكل أساسى على حبهم لهذا الوطن وانتمائهم له ودفاعهم عنه ضد أي قوة خارجية تحاول إيذاءه أو السيطرة عليه بأى شكل من الأشكال وتوحدهم على نفس المبادئ والعادات والتقاليد، أينما تحل الوحدة الوطنية تختفى كل الشرور والخلافات والأحقاد والعنف والعنصرية وتسود أجواء المحبة والتسامح والتكاتف والتآخي والتعايش .
إن وحدتنا الوطنية هى صمام أماننا نحن المصريين، وأن شعار الدين لله والوطن للجميع وعاش الهلال مع الصليب سيظل شعاراً لكل أبناء الشعب المصرى الواحد، نحن المصريين في مصر نعيش وتظللنا سماء واحدة وأرض واحدة ونشرب من ماء نهر واحد.
حينما دخل الإسلام إلى مصر على أيدى عمرو بن العاص لم يهدم كنيسة أو يعامل مسيحياً معاملة تمييزية تؤدى إلى بذر بذور الشقاق، بل جاء الفتح الإسلامي إلى مصر ليقول للجميع إنكم أصحاب أرض واحدة لا فرق بين مسلم أو مسيحي ، بل ووضع الإسلام عندما جاء إلى مصر المحروسة أسسا راسخة لعلاقة قوية يمكن أن تعيش بل وتتطور وتزداد قوة.
المصريون نسيج واحد امتزجت دماؤهم في ميدان المعارك والملاحم الوطنية مثلما حدث في ثورة 1919، حيث كان شعارها الأساسى (عاش الهلال مع الصليب) ثم جاءت حرب الكرامة في 6 أكتوبر1973، ليسجل التاريخ أروع الملاحم بين المسلمين والمسيحيين، سعيا لتحرير الأرض والحفاظ على العرض فكانت وحدة سطرت حروفها بالدماء الطاهرة وشهداء نصرة الحق ورد الظلم والعدوان من أجل الدفاع وتحرير أرض الوطن.
في أحداث ثورة 30 يونيو اتخذت ملامح الوحدة بين عنصرى الامة طابعا خاصا اعادت للاذهان ذكريات الوحدة الوطنية لثورة 1919 فقد خرج إمام المسجد بجواره القسيس ليقولا (لا لحكم الجماعة الإرهابية) حتى نجحت الثورة بفضل التلاحم ومشاعر الوحدة الوطنية، وحاولت الجماعات الإرهابية وأعوانها الخونة معاقبة الأقباط بإشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحيين بحرق بعض الكنائس في الصعيد وفي أماكن أخرى ولكن تصدى المسلمون للدفاع عن إخوانهم المسيحيين وحماية ممتلكاتهم من الجماعات الإرهابية، وكان للجيش المصرى العظيم دور كبير في ترميم الكنائس.
لا يمكن لأحد أن يزايد على الوحدة الوطنية في مصر فهى متأصلة في جذور التاريخ المصرى، فالعلاقة بين الأقباط والمسلمين في مصر لها ما يميزها وتعد بالفعل مثالا يحتذى به في العلاقة بين الأديان السماوية المختلفة، كما أن التفاهم المتبادل بين المسيحيين والمسلمين في مصر ليس مجرد أقوال، بل بالفعل أثبتت العديد من الأحداث التى مرت بها مصر أنه حقيقة واقعة مهما كثرت الأقاويل في ذلك التفاهم.
أن المسلم والقبطى إخوة بوحدة الدم والأرض والتاريخ تتأصل في نفوسهم نفس العقيدة وهى الإيمان بالله ونبذ الحروب ويتنفسون نفس المفاهيم السمحة التي تحض على الكراهية والتناحر، فالإسلام دين السلام والمسيحية دين المحبة، وعلى الأرض نحيا بالمحبة والسلام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عيد الميلاد المجيد ميلاد السيد المسيح الروابط الوطنية المزيد الوحدة الوطنیة السید المسیح فی مصر
إقرأ أيضاً:
عميد حقوق قنا يهنئ العاملين والطلاب الأقباط بعيد الميلاد المجيد
قدم الدكتور عبد الباري حمدان سليمان عميد كلية الحقوق جامعة جنوب الوادي بقنا، التهنئة القلبية للأخوة الأقباط بمناسبة عيد الميلاد المجيد، معبرًا عن مشاعر الود والاحترام التي تجمع أبناء الوطن.
وأكد الدكتور عبد الباري، خلال تهنئته للعاملين الأقباط بالكلية وطلابها، على أهمية قوة النسيج الوطني المصري الذي يرسخ قيم الوحدة والتماسك بين أبناء الشعب، حيث يشهد العالم يومًا بعد يوم على قوة النسيج الوطنى ومتانته، التى تغزله أسس الترابط الصلب بين زراعى هذا الوطن، والذى كان وسيكون حائط الصد القوى والجدار الذى يصعب اختراقه، والسلاح الرادع فى وجه وجسد كل من تسول له نفسه زعزعة أمن واستقرار هذا الوطن، ووحدة ومقدرات الدولة المصرية المبنية على أساس واضح أن الدين لله والوطن للجميع، وأن من يصون تراب مصر هم المصريين سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين.
كما أكد أن مختلف الأديان والشرائع السماوية تدعو إلى نشر المحبة والسلام وروح التآلف والإخوة بين أطياف البشر والبعد عن الأفكار المتطرفة والهدامة، مؤكدًا على دور كل فرد في مجتمعنا في المشاركة في بناء ونهضة وطننا العزيز والحفاظ على القيم الإنسانية النبيلة والتصدي لأي محاولة تهدف إلى النيل من وحدتنا الوطنية وأن عيد الميلاد المجيد، هو عيد للمصريين جميعا، مؤكدا اعتزازه بالروابط القوية ومشاعر الإخوة والسماحة التى يتميز بها الشعب المصرى، و أن مشاركة الإخوة المسيحيين احتفالاتهم تعد تعبيرًا صادقا عن وحدة الوطن وأصالة وتماسك المصريين.
كما أعرب الدكتور عبد البارى، عن خالص تهنئته لنيافة الحبر الجليل الأنبا شاروبيم مطران قنا وتوابعها، ولرجال الدين المسيحى بتلك المناسبة، مشيرا إلي أننا شعب واحد وأمة واحدة نعيش ونحتفل سويًا بأعيادنا الإسلامية والمسيحية، مؤكدا أن جميع الأديان السماوية تهدف رسالتها لتعظيم مكارم الأخلاق وحب الوطن، وأن المصريين بمختلف انتماءاتهم الدينية يمثلون كيانًا واحدًا، في نسيج وطني متماسك، متمنيًا أن يديم المولى عز وجل على مصرنا الحبيبة نعمة الأمن والأمان.
كما تقدم الدكتور أحمد زكير، أستاذ القانون الجنائى بالكلية، بأسمى آيات التهنئة والتبريكات للإخوة الأقباط بمناسبة عيد الميلاد المجيد، مؤكدًا أن هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعًا تمثل رمزًا للسلام والمحبة والتآخي بين أبناء الوطن الواحد، لافتًا أن عيد الميلاد المجيد هو مناسبة تعكس قيم الإنسانية السامية التي تجمعنا، وتؤكد على الروابط المشتركة التي تربطنا في وطننا الغالي، حيث نعمل جميعًا من أجل مستقبل مشرق للأجيال القادمة، يسوده التعاون والوئام، داعيًا الله أن يعيده على جميع المصريين بالصحة والسعادة، وأن يجعل كل أيامنا أفراحًا وأعيادًا، وكل عام وأنتم بخير، وعيد ميلاد مجيد مليء بالسلام والمحبة.
كما تقدم الدكتور عباس مصطفى عباس، بخالص التهنئة القلبية إلي الأخوة المسيحيين والعاملين الأقباط بالكلية بمناسبة عيد الميلاد المجيد، وأكد علي العمل المتواصل والجهد الدؤوب لرفعة الوطن وإعلاء رايته محلقة دوما في سماء الأمم، لتحيا مصر... لتحيا بنا جميعا بلادنا.
كما أكد عبد الرازق برغوت، أمين الكلية، مشاركة الأخوة الأقباط في الاحتفال بأعيادهم، تأكيدا لمشاعر الأخوة وروح الوطنية والتسامح التي تميز أبناء الشعب المصري، داعيًا الله أن تكون الأعياد فرصة عظيمة لنشر قيم التسامح والمودة بين أبناء الوطن الواحد.
وقال رشدى عبد القادر، مدير شئون الطلاب بالكلية، كل عام وأخواتنا وحبايبنا المسيحيين طيبين بمناسبة عيد الميلاد المجيد، شركاء الوطن والفرح والأرض الطيبة واللمة الحلوة والحلم الجميل، شركاء التاريخ الطويل والمستقبل الواحد.
كما حرص زملاء العمل، على تهنئة الأخوة الأقباط بعيد الميلاد المجيد.