◄ ينبغي على الغرفة أن تُسرِّع وتيرة الإصلاحات التي تُسهِّل ممارسة الأعمال، مثل دراسات تحديث القوانين الاقتصادية وتقليل البيروقراطية، مع تعزيز الحوكمة والشفافية

 

سهام بنت أحمد الحارثية

harthisa@icloud.com

مع بداية العام الجديد، يُعوّل التجار والمستثمرون على غرفة تجارة وصناعة عُمان لتعزيز بيئة الأعمال وتحفيز النمو الاقتصادي، مستفيدين من الزخم الذي توفره اللقاءات السنوية مع حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه-، وهذه اللقاءات تُعد منصة استراتيجية تتيح للتجار عرض رؤاهم وتحدياتهم بشكل مباشر، مما يسهم في صياغة أولويات المرحلة المقبلة وترسيخ دور الغرفة كحلقة وصل أساسية بين القطاع الخاص والحكومة.

وعلى مدى السنوات الماضية، حققت الغرفة إنجازات مهمة في تطوير المشهد الاقتصادي، منها تعزيز التفاعل مع القطاع الخاص، وتنظيم الفعاليات التجارية، والمشاركة الفاعلة في صياغة التشريعات الاقتصادية، كما ساهمت في فتح آفاق جديدة للأسواق العُمانية من خلال شراكات دولية وإقليمية، وتوفير الدعم للشركات الصغيرة والمتوسطة، ما أتاح لها تحقيق نمو ملحوظ.. لكن هذه الإنجازات تحتاج إلى البناء عليها لتواكب التحديات المتزايدة والمتغيرات الاقتصادية العالمية وفي العام الجديد، يجب أن تكون الأولوية لتعظيم الاستفادة من اللقاءات السنوية مع جلالة السلطان لتحديد توجهات واضحة للتنمية الاقتصادية. هذه اللقاءات يمكن أن تكون فرصة لتسليط الضوء على القطاعات الواعدة مثل السياحة والطاقة المتجددة والتكنولوجيا المتقدمة، مع تقديم مقترحات عملية لتعزيز الاستثمار فيها، كما أنها تتيح الفرصة لمراجعة الأداء السابق للغرفة وتحديد جوانب التحسين، بما يُسهم في بناء شراكة أقوى مع الحكومة.

إلى جانب ذلك، ينبغي على الغرفة أن تُسرِّع وتيرة الإصلاحات التي تُسهِّل مُمارسة الأعمال، مثل دراسات تحديث القوانين الاقتصادية وتقليل البيروقراطية، مع تعزيز الحوكمة والشفافية في جميع التعاملات الاقتصادية، كما أن دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة يجب أن يظل على رأس الأولويات، من خلال توفير برامج تمويل ميسرة، وتطوير مهارات رواد الأعمال، وضمان وصولهم إلى الأسواق المحلية والدولية.

في المقابل، هناك جوانب تتطلب إعادة تقييم من قبل الغرفة، مثل تقليل التركيز على الفعاليات التقليدية التي لا تقدم قيمة مضافة كبيرة، واستبدالها بمبادرات مبتكرة تهدف إلى إيجاد حلول مُباشرة للتحديات الاقتصادية، كذلك يجب إعادة النظر في بعض القنوات الإعلامية المستخدمة، واعتماد وسائل تواصل حديثة وفعالة تصل إلى جميع الفئات المستهدفة.

إنَّ دور غرفة تجارة وصناعة عُمان لا يقتصر على تمثيل القطاع الخاص، بل يتجاوز ذلك إلى الشراكة الحقيقية في تحقيق رؤية "عُمان 2040". ومع الدعم الذي توفره القيادة الحكيمة، يمكن للغرفة أن تصبح مُحفزًا رئيسيًا للنمو والتنمية، متى ما استطاعت الاستفادة من اللقاءات السنوية مع جلالة السُّلطان لترسيخ رؤيتها وأهدافها، وتحديد أولوياتها بدقة، وتحقيق نتائج ملموسة تخدم جميع أطياف المجتمع الاقتصادي.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مدينة السلطان هيثم تشهد مشاريع جديدة .. وتدشين أحياء سكنية في العام الجديد

كشفت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني عن أن مشروع مدينة السلطان هيثم سيشهد خلال هذا العام تدشين المبيعات وبدء الأعمال الإنشائية لأحياء النهى، ومساكن يناير، وواحة الصاروج، بالإضافة إلى الحي رقم (12 C,E&F)، وكان العام الماضي قد شهد تدشين مبياعات حي الأحلام على أن تبدأ الأعمال الإنشائية في العام الجاري 2025، إضافة إلى تنفيذ مجمع المدارس الحكومية بالحي رقم (10)، وإنجاز مركز التجربة والتحكم لمدينة السلطان هيثم، وكذلك البدء في تنفيذ ⁠الحديقة المركزية العام الجاري.

وقال جمال بن ناصر الهادي، المستشار الإعلامي لوزير الإسكان والتخطيط العمراني: يمثل مشروع مدينة السلطان هيثم خطوة استراتيجية لتحقيق عدد من أهداف «رؤية عُمان 2040»، لا سيما في مجالات التنمية المستدامة والرفاه المجتمعي، وشهدنا في عام 2024 تكاتفًا وانسجامًا كبيرين بين جميع المؤسسات الشريكة الحكومية منها والخاصة مما ساهم في تسارع وتيرة التنفيذ، وبعزم نحو ترجمة الرؤية إلى واقع ملموس.

وأوضح أن تقدم أعمال إنشاء مركز التجربة والتحكم يُعد علامة فارقة، حيث يُمكن المجتمع والمهتمين من استشراف تجربة الحياة في هذه المدينة التي تمثل نموذجًا مُحكمًا في التخطيط العمراني وإرثًا رائدًا يحتذى به مستقبلًا.

وأكد أن أهمية هذه المرحلة تكمن في كونها تعكس التزام جميع الأطراف بتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز النمو الاقتصادي في المدينة.. كما تسهم بشكل مباشر في تعزيز القيمة المحلية المضافة، من خلال إشراك القطاعات الوطنية في مختلف مراحل الأعمال الإنشائية، مما يدعم التوظيف وينعش الاقتصاد المحلي ويعزز الفرص الاستثمارية، وتتزايد مع هذه المرحلة الفرص أمام الأفراد والمستثمرين لاغتنام فرص الحياة ومزايا امتلاك مسكن في مدينة صُممت لتكون للجميع، حيث تمنح ساكنيها تجربة استثنائية.

وأشار إلى أن النمط التخطيطي للحديقة المركزية يتمحور حول اتساع الرقع الخضراء، مما يؤكد على أهمية انسجام الطبيعة مع حداثة التصاميم والبناء، كما يعزز هذا التخطيط فرص توافر مبانٍ ومساكن على ضفاف الوادي ويتميز بعضها بإطلالات خضراء واسعة، مما يحقق قيمة بيئية وصحية واقتصادية فريدة، فضلاً عن تكامل الخدمات التي تجعل المدينة بيئة مثالية للحياة والاستثمار.. مشيرا إلى أننا لا نغفل القيمة المضافة التي تقدمها المدينة في ولاية السيب بوجه عام، حيث تعمل كمركز حيوي غرب العاصمة، يعزز النشاط في المناطق المحيطة بالمدينة ويوفر توازنًا تنمويًا، وبفرصها الفريدة تسهم المدينة في تحفيز النشاط الاقتصادي المحلي، وتفتح آفاقًا جديدة لنمط حياة يحقق التوازن بين الراحة والاستدامة.

تطلعات عام جديد

وقال المهندس ناصر الحضرمي، مدير مشاريع المدن المستقبلية بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني: انطلقت الأعمال الإنشائية المسندة إلى الشركات في المرحلة الأولى «2024 ـ 2030» بوتيرة متسارعة، بعزم التنفيذ مع شركاء عالميين ومحليين، بقيمة اتفاقيات تتجاوز 192 مليون ريال عماني، وقد تم إنجاز أعمال تسوية وحفر الشوارع، والبدء في إنشاء 5 جسور خرسانية ستنفذ خلال 24 شهرًا، كما انطلقت أعمال إنشاء الطرق الرئيسية والأنفاق والعبّارات التي ستنفذ خلال 30 شهرًا، بالإضافة إلى إنشاء 3 محطات كهربائية خلال 15 شهرًا، بالإضافة إلى أعمال البنية الأساسية التي ستُنجز خلال 24 شهرًا، وهذا التقدم يعكس الالتزام بتطوير البنية الأساسية في الوقت المحدد.

وأوضح أن الأعمال التنفيذية انطلقت مع الشركاء المطورين العقاريين لتشييد الأحياء السكنية في مدينة السلطان هيثم، حيث بدأت شركة الأبرار العقارية بتشكيل ملامح حي الوفا على أرض الواقع، وتدشين المرحلة الثانية من المبيعات، كما تقدم الشركاء في دريم فيلا، والإدراك العقارية، والصاروج، وتبيان العقارية والأهلي صبور خطوة كبيرة لبدء تنفيذ الأحياء السكنية من خلال اعتماد المخططات النهائية وتدشين المبيعات.

وأكد أن العام الجديد سيشهد تدشين المبيعات في 4 أحياء سكنية وهي حي النهى، وحي مساكن يناير، وحي واحة الصاروج، والحي رقم ( 12 C,E&F)، وقد تم تدشين المبيعات في حي الأحلام أواخر العام المنصرم، ومن المرتقب بدء الأعمال الإنشائية للأحياء الخمسة خلال العام الجديد، إضافة إلى ذلك ستبدأ في هذا العام الأعمال الإنشائية لتنفيذ مجمع المدارس الحكومية في الحي العاشر، والبدء في تنفيذ مشروع الحديقة المركزية بمدينة السلطان هيثم، كما سينجز خلال العام الجاري مشروع مركز التجربة والتحكم لمدينة السلطان هيثم، إذ تفتح المدينة الباب أمام العائلات والمستثمرين لامتلاك منازل في أحياء تجمع بين الابتكار والراحة.

مقالات مشابهة

  • كيف تخطط الوزارات للعام الجديد 2025؟
  • وزير المالية السعودي يعتمد خطة الاقتراض السنوية للعام المالي 2025
  • وزير المالية يعتمد خطة الاقتراض السنوية للعام المالي 2025م
  • وزير المالية يعتمد خطة الاقتراض السنوية للعام المالي 2025
  • سمكة بـ1.3 مليون دولار.. هذا ما حصل في أول مزاد للعام الجديد
  • امرأة تعتدي على عميد ببغداد وتسجيل أول حالة انتحار في ديالى للعام الجديد
  • الميزانية وأولويات المرحلة
  • مدينة السلطان هيثم تشهد مشاريع جديدة .. وتدشين أحياء سكنية في العام الجديد
  • ارتفاع فواتير الكهرباء ورسوم التجديد يؤثر على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في المناطق الاقتصادية