"الغرفة".. رؤية متجددة وأولويات للعام الجديد
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
◄ ينبغي على الغرفة أن تُسرِّع وتيرة الإصلاحات التي تُسهِّل ممارسة الأعمال، مثل دراسات تحديث القوانين الاقتصادية وتقليل البيروقراطية، مع تعزيز الحوكمة والشفافية
سهام بنت أحمد الحارثية
harthisa@icloud.com
مع بداية العام الجديد، يُعوّل التجار والمستثمرون على غرفة تجارة وصناعة عُمان لتعزيز بيئة الأعمال وتحفيز النمو الاقتصادي، مستفيدين من الزخم الذي توفره اللقاءات السنوية مع حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه-، وهذه اللقاءات تُعد منصة استراتيجية تتيح للتجار عرض رؤاهم وتحدياتهم بشكل مباشر، مما يسهم في صياغة أولويات المرحلة المقبلة وترسيخ دور الغرفة كحلقة وصل أساسية بين القطاع الخاص والحكومة.
وعلى مدى السنوات الماضية، حققت الغرفة إنجازات مهمة في تطوير المشهد الاقتصادي، منها تعزيز التفاعل مع القطاع الخاص، وتنظيم الفعاليات التجارية، والمشاركة الفاعلة في صياغة التشريعات الاقتصادية، كما ساهمت في فتح آفاق جديدة للأسواق العُمانية من خلال شراكات دولية وإقليمية، وتوفير الدعم للشركات الصغيرة والمتوسطة، ما أتاح لها تحقيق نمو ملحوظ.. لكن هذه الإنجازات تحتاج إلى البناء عليها لتواكب التحديات المتزايدة والمتغيرات الاقتصادية العالمية وفي العام الجديد، يجب أن تكون الأولوية لتعظيم الاستفادة من اللقاءات السنوية مع جلالة السلطان لتحديد توجهات واضحة للتنمية الاقتصادية. هذه اللقاءات يمكن أن تكون فرصة لتسليط الضوء على القطاعات الواعدة مثل السياحة والطاقة المتجددة والتكنولوجيا المتقدمة، مع تقديم مقترحات عملية لتعزيز الاستثمار فيها، كما أنها تتيح الفرصة لمراجعة الأداء السابق للغرفة وتحديد جوانب التحسين، بما يُسهم في بناء شراكة أقوى مع الحكومة.
إلى جانب ذلك، ينبغي على الغرفة أن تُسرِّع وتيرة الإصلاحات التي تُسهِّل مُمارسة الأعمال، مثل دراسات تحديث القوانين الاقتصادية وتقليل البيروقراطية، مع تعزيز الحوكمة والشفافية في جميع التعاملات الاقتصادية، كما أن دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة يجب أن يظل على رأس الأولويات، من خلال توفير برامج تمويل ميسرة، وتطوير مهارات رواد الأعمال، وضمان وصولهم إلى الأسواق المحلية والدولية.
في المقابل، هناك جوانب تتطلب إعادة تقييم من قبل الغرفة، مثل تقليل التركيز على الفعاليات التقليدية التي لا تقدم قيمة مضافة كبيرة، واستبدالها بمبادرات مبتكرة تهدف إلى إيجاد حلول مُباشرة للتحديات الاقتصادية، كذلك يجب إعادة النظر في بعض القنوات الإعلامية المستخدمة، واعتماد وسائل تواصل حديثة وفعالة تصل إلى جميع الفئات المستهدفة.
إنَّ دور غرفة تجارة وصناعة عُمان لا يقتصر على تمثيل القطاع الخاص، بل يتجاوز ذلك إلى الشراكة الحقيقية في تحقيق رؤية "عُمان 2040". ومع الدعم الذي توفره القيادة الحكيمة، يمكن للغرفة أن تصبح مُحفزًا رئيسيًا للنمو والتنمية، متى ما استطاعت الاستفادة من اللقاءات السنوية مع جلالة السُّلطان لترسيخ رؤيتها وأهدافها، وتحديد أولوياتها بدقة، وتحقيق نتائج ملموسة تخدم جميع أطياف المجتمع الاقتصادي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
رمضان في عُمان.. روحانية متجددة وتقاليد أصيلة
رمضان في عُمان.. يحل شهر رمضان المبارك في سلطنة عُمان حاملًا معه أجواءً من الإيمان والتراحم، حيث تتزين المساجد بالمصلين، وتعمر البيوت بالمحبة والتآخي، يتميز رمضان في عُمان بمزيج فريد من العادات والتقاليد العريقة التي تتوارثها الأجيال، بدءًا من الاستعدادات المبكرة، مرورًا بالمأكولات التقليدية، ووصولًا إلى الاحتفالات المميزة التي تعكس الهوية العُمانية.
أجواء رمضان في عُمانرمضان في عُمان.. تبدأ الاستعدادات لاستقبال رمضان قبل حلوله بفترة، حيث تزدحم الأسواق بالمواطنين الذين يشترون التمور، والبهارات، والمكونات الأساسية لتحضير الأكلات التقليدية.
ومع غروب الشمس، تعم الأجواء الروحانية في مختلف أنحاء السلطنة، حيث تجتمع العائلات على موائد الإفطار بعد يوم من الصيام، وتصدح المساجد بصوت الأذان والتراويح.
إمساكية رمضان 1446..الحسابات الفلكية تحدد موعد أول أيام رمضان 2025 في السعودية إمساكية شهر رمضان 2025 وأفضل الأدعية المستجابةيشتهر المجتمع العُماني خلال رمضان بروح التعاون والتكافل الاجتماعي، حيث يتم توزيع موائد الرحمن للفقراء والمحتاجين، كما يحرص الجيران على تبادل الأطباق الرمضانية، في مشهد يعكس القيم الإسلامية الأصيلة.
أشهر الأكلات الرمضانية العُمانيةيحتل المطبخ العُماني مكانة خاصة في رمضان، حيث تُعد بعض الأطباق التقليدية أساسية على مائدة الإفطار والسحور. ومن أبرز هذه الأكلات:
- الثريد: طبق مكون من الخبز المفتت المغمس في مرق اللحم أو الدجاج، ويعد من الأكلات الشعبية المشهورة في رمضان.
- الهريس: وجبة مشبعة تتكون من القمح المجروش المطبوخ مع اللحم، وتُقدم مع السمن البلدي.
- الشوربة العُمانية: تُحضر عادة من العدس أو الشعير، مع التوابل العُمانية المميزة.
- اللقيمات: حلوى رمضانية شهيرة تُعد من الدقيق والخميرة، وتقلى حتى تصبح ذهبية اللون ثم تُغمس في العسل أو الدبس.
- السحناه: أكلة مكونة من الأرز المطهو مع الحليب والتوابل، وهي وجبة خفيفة يفضلها الكثيرون في السحور.
رمضان في عُمان.. يحافظ العُمانيون على ارتداء الزي التقليدي خلال رمضان، سواء في الصلوات أو المناسبات الاجتماعية، ويرتدي الرجال الدشداشة البيضاء مع المِصر (العمامة العُمانية) أو الكمة (الطاقية المزخرفة)، بينما ترتدي النساء الملابس المزركشة ذات الألوان الزاهية، مثل الثوب العُماني التقليدي، والذي يزين بالتطريز الفاخر.
رمضان في مصر.. عبق التاريخ وروحانية لا مثيل لها رمضان في الكويت.. روحانية واحتفالات وتراث غني الاحتفالات الرمضانية في عُمانتزخر ليالي رمضان في عُمان بمظاهر احتفالية متنوعة، ومن أبرزها:
- القرنقشوه: احتفال تراثي يقام في ليلة النصف من رمضان، حيث يخرج الأطفال في الأحياء مرتدين ملابس تقليدية، ويطرقون أبواب المنازل للحصول على الحلوى والمكسرات وسط أجواء من البهجة.
- الأسواق الرمضانية: تنتشر الأسواق الشعبية التي تعرض المنتجات المحلية، والمأكولات التقليدية، والحرف اليدوية، ما يضفي رونقًا خاصًا على رمضان.
- الأنشطة الدينية: تُقام دروس الوعظ، وحلقات تلاوة القرآن، والمجالس الرمضانية التي يجتمع فيها الناس لتبادل الأحاديث وتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية.